موعد الضربة القاضية يقترب.. وتحذير عاجل من محافظ البنك المركزي للبنوك في صنعاء    صحفي سعودي: ما بعد زيارة الرئيس العليمي إلى مارب لن تكون اليمن كما قبلها!    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    لحظة وصول الرئيس رشاد العليمي إلى محافظة مارب.. شاهد الفيديو    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد محمد الدغشي:
النصر حليف اليمن في حربها على الإرهاب
نشر في الجمهورية يوم 02 - 07 - 2014

الدكتور أحمد محمد الدغشي - أستاذ أصول التربية وفلسفتها – كلية التربية- جامعة صنعاء يتحدث في حوار مع «الجمهورية» حول مخاطر القاعدة وعلاقتها مع جماعة ما يسمى بجيش «عدن أبين» وتحالفها مع النظام السابق، وأبدى استغرابه من عدم اتخاذ علماء اليمن موقفاً يندد بالأعمال الإرهابية ويساند الجيش في حربه لمقدسة.. فإلى نص الحوار..
القاعدة والدولة حديث الخاصة والعامة هذه الأيام.. ماذا ترى؟
شبح القاعدة تم تجاوزه
في الحقيقة كنا قد استبشرنا سابقاً في العام 2012م أن شبح القاعدة قد تم تجاوزه عقب الضربة الكبيرة التي تلقتها عناصرها في أبين وشبوة حينها وطرد الجيش ومعه اللجان الشعبية تلك العناصر على نحو شبه تام ولم يبق منها إلا بعض جيوب أو أفراد هنا أو هناك ،لكن ثمة بعداً خارجاً واضحاً فيما يجري فمما يتردد أن مجموعات قاعدية قد أتيح لها أو لقيت تشجيعاً مباشراً وغير مباشر لدخول اليمن في إطار لعبة دولية وإقليمية قذرة بغية تصفية حسابات بين الكبار، ويبدو أن ذلك هو العامل الأكبر في عودتها على هذا النحو.
دولية أم إقليمية؟
دولية وإقليمية معاً، والبعد الإقليمي ربما أكثر من الدولي، ولذلك فمسار المعارك في أبين وشبوة ربما يبدو غير مسار المعارك في 2012م ربما لتعاظم الخطر ذاته من جهة القاعدة وربما لاستراتيجية لها جديدة غير مألوفة مدعومة خارجياً كما يبدو أن القاعدة استفادت من درسها السابق وأرى أن أيام الحسم قد طالت نسبياً وأخشى أن تطول أكثر مع أن الجيش موحد بعد هيكلته على المستوى الفوقي منذ شهر ديسمبر 2012م وشهر إبريل 2013م وهو أحسن حالاً اليوم من وضعه في 2012م منتصف من هذه الناحية، ولأن طول المدة خسارة بالنسبة للجيش ومدعاة أيضاً لإشكالات قد لا تظهر إلا لاحقاً بالنسبة لبعض عناصر اللجان الشعبية، حتى وإن كانت الهزيمة تتجه في نهايتها نحو عناصر القاعدة، وهذا المؤمّل بإذن الله.
برأيك ما الذي أعاد القاعدة بهذه القوة وبهذا الزخم اليوم؟
ابتزاز النظام السياسي
حين نتحدث عن ضربات موجعة جداً وجهت إلى القاعدة في منتصف 2012م وقضت على مشروعها في إقامة إمارة تنطلق من أبين فإن ذلك لا يعني أن كل عناصرها قد انتهت تماماً أو فرت إلى خارج اليمن – مثلاً- بحيث يتعذر رجوعها، أعتقد أن القاعدة موجودة أصلا من سابق، وعناصرها التي لم تلق حتفها حينذاك، شكلت جيوباً جديدة، وتجمعت مؤخراً، الآن تحاول أن تعود للمشروع ذاته الذي قضي عليه في 2012م ولكن بدعم إقليمي هذا المرة، بعض ذلك لحسابات بين هذا الطرف أو ذاك وتحديداً لابتزاز النظام السياسي اليمني والضغط عليه ليمضي في إطار إملاءات وشروط دولية وإقليمية كما يمكن تفسير حرص هذه الجماعة على العودة وإقامة مشروعها المنطلق من أبين على خلفية أيديولوجية أو شرعية من وجهة نظرهم معتمدين على حديث نبوي وهو حديث “جيش عدن - أبين” المعروف ورغم أن بعض أهل الاختصاص من علماء الحديث ضعّفه فإن بعضهم الآخر صححه وعلى فرض صحته فإنه يمكن أن يفهم على أكثر من وجه ..ولي قراءتي الخاصة للحديث سجلتها في كتابي (الفكر التربوي عند القاعدة مع التركيز على الحالة اليمنية).
عفواً دكتور ألا تجد أن ثمة فرقاً بين جماعة جيش عدن أبين وجماعة القاعدة ذاتها؟
يجمعها العنف والخروج عن الحاكم
جماعة جيش «عدن أبين» جماعة أبي الحسن المحضار التي ظهرت منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي اختلفت التحليلات حول علاقتها بالقاعدة هل هي مرتبطة ارتباطاً عضوياً بأسامة بن لادن ذاته ..أم بتنظيمه (القاعدة)؟ أم تجمعها مع القاعدة وبن لادن الأيديولوجيا فقط لإقامة حكم الشريعة وفق مفهومها؟ ولكن من المؤكّد أن الجميع ينطلق من الحديث الشريف المشار إليه آنفاً، وشخصياً لا أستطيع الجزم بتفاصيل تلك العلاقة، لكن تظل فكرة الأيديولوجيا والانتقام وفكرة القضاء على أعداء الشريعة وقيام حكم الشريعة المنطلق من (عدن أبين) بمفهومها جميعاً هو القاسم المشترك الأبرز بين الجميع، بصرف النظر عن الأطر التنظيمية والقرب والبعد التنظيمي.. فكر الخروج هذا كما تعلم، فكر تاريخي ممتد وقد يأخذ صيغاً مختلفة سنية أو شيعية أو غير ذلك لكن يجمعها منزع العنف والخروج على الحاكم بدعوى أنه لا يحكم بالشرع أو أنه يظلمها أو نحو ذلك من المسوغات والذرائع.
ربما احتاج حديثك إلى مزيد توضيح؟
رفض مشروعية الدولة
خذ نموذجاً حياً على هذا المنزع جماعة الحوثي مثلاً جماعة يمكن وصفها عملياً بمنزع فكر الخوارج حتى وإن اختلفت فكرياً على نحو كلي عام عن الخوارج، من حيث إن الخوارج يمكن تصنيفهم في الإجمال في الإطار السني ولكن الحوثية جماعة تؤمن بالخروج المسلّح وتمارس نشاطها في المناطق التي تسيطر عليها ليس كجماعة خاضعة لنظام دولة مركزية ولكن كنظام ودولة مستقلة من الناحية الفعلية ولديها أسلحة ثقيلة ومتوسطة كبعض الدول وهو ما لاتمتلكه القاعدة بالمناسبة وترفض مشروعية الدولة القائمة. والدليل الساطع على ذلك رفضها لتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط، وتسليم محافظة صعدة للدولة المركزية، بعد نهاية مؤتمر الحوار هذا مع أنه لا علاقة لها بالقاعدة فكرياً وتنظيمياً، لكن المقصود أن فكر العنف وعدم الاعتراف الفعلي بمشروعية النظام القائم هو القاسم المشارك الأبرز بين الجميع، ولا يغرنك الحديث الإعلامي للحوثيين عن بحثهم عن الدولة المدنية ودولة المؤسسات ونحو ذلك من الكلام المستهلك، ونحو ذلك فأدبياتهم التي يربون المنتمين إلى جماعتهم عليها تركز على أن الحكم القائم مغتصب وأن أي حاكم خارج عن البطنين (ذرية الحسن والحسين) حاكم يعامل معاملة الحسبة (وهذا من أدبياتهم الشهيرة، أي يعامل كحالة انتقالية أو مؤقتة أو سلطة أمر واقع، لا مشروعية له حقيقية) وآخر دلائل هذا ما يعرف ب(الوثيقة الفكرية والثقافية) التي صدرت عنهم بتوقيع عبد الملك الحوثي وغيره من كبار مرجعياتهم في فبراير 20012م.
الحوثيون أقل ضررا من القاعدة؟
العنف مرفوض
من حيث المبدأ لست حريصاً شخصياً على أن أسجل موقفاً سلبياً ضد هذا الطرف أو ذاك لم يكن هناك ما يستدعي ذلك فلا تنقصنا الخصومات وخاصة مع جماعات العنف لكن حين تقول أقل ضررا فبأي معنى؟ وبأي معيار علمي أو أخلاقي؟ أنت تعلم ما الذي ارتكبه ويرتكبه الحوثيون كل يوم من تهجير وتفجير وتدمير للبيوت والمساجد والمدارس واضطهاد لكل من يخالفهم على مدى الأعوام الثلاثة الماضية فقط، وعلى سبيل المثال أتحدى أن تخرج مسيرة سلمية في صعدة، تنادي بإسقاط السيد الحوثي على غرار مسيراتهم في صنعاء بإسقاط حكومة الوفاق ومع أننا كنا متعاطفين معهم سابقا في الحروب الستة السابقة إلى حد غير قليل، لما كانوا في موقع المظلوم والدفاع – كما يقولون- لكن لماذا دخلوا حجة وفجروا سوق عاهم وارتكبوا الفظائع في مديريتي كشر ومستبأ، فما مبررهم؟ كانوا يقولون طيلة الحروب الستة بأنهم في موقف الدفاع عن أنفسهم، والآن يتمددون بالقوة والمال وشراء الذمم في كل اتجاه، ويرفعون الشعار ذاته (الدفاع عن النفس) حتى في الرضمة، وأرحب وهمدان، بالله لماذا دخلوا همدان – مثلاً- وفجروا مدرسة ومسجدا هناك كعادتهم الشهيرة؟ يبررون ذلك بأن أفراداً من هذه القبيلة أو تلك يؤمنون بأفكارهم؟ إذا هل هذا مبرر لكل جماعة عنف أن ترفع المبرر ذاته وما الفرق حينها بين هذا المبرر والمبرر ذاته فيما لو رفعته القاعدة في أبين أو شبوة أو أي مكان آخر، وبالقطع معهم العديد من أبناء تلك المناطق؟ وماذا لو أرادت جماعات مخالفة لها سلمية قبل أن تكون مسلّحة أن توجد لها تجمعا أو تمركزا في مناطق مران أو حيدان أو ضحيان أو ساقين أو أي بقعة يسيطرون عليها؟ بالله هل هذا مبرر يستطيع الحوثي أن يصمد أمامه، وأن يتحمّل نتائجه على هذا النحو؟ لقد فجروا المدارس والمساجد والبيوت على ساكنيها، وهل سينسى التاريخ تفجير بيت الحبيشي في صعدة – على سبيل المثال- على ساكنيه عام 2011م عقب سيطرتهم على صعدة، فقتل 12 منهم على الفور، يا رجل حتى الكيان الصهيوني ينذر الساكنين للخروج، وإذا امتنعوا أخرجهم بالقوة، أنا أنظر بالعينين للجماعتين، وكل جماعات العنف تحت أي شعار ومبرر، العنف مرفوض من أية جهة كانت، من القاعدة أو من الحوثي، أو من سواهما، كفى نفاقاً سياسياً لتصفية حسابات مع جماعات سياسية ومدنية.
بم تعلل الآن وجود الداعشيين الذين أتوا أو أتي بهم من العراق وسوريا مؤخراً للقتال مع القاعدة في اليمن مع أنهم مختلفون مع القاعدة هناك؟
في الواقع لا أدري عن دقة هذه المعلومة بالضبط، فكما تعلم أنا أشتغل على الفكر بناء على المعلومة المؤكّدة، وعلى الحدث في نتائجه وتداعياته الاجتماعية والتربوية، أكثر مما أعمل على تلقف المعلومات الإعلامية التي يعوزها التحقيق والتدقيق أحياناً، فلست محللاً سياسياً بقدر ما أنا باحث أكاديمي أنطلق من الفكر التربوي بوجه خاص لقراءة تداعيات الحدث بعد البناء على المعلومة المؤكدة غالباً.
تحدث عن ذلك فخامة رئيس الجمهورية علناً أمام الرأي العام؟
مصالح إقليمة ودولية
ليتحدث وله منطقه في الحديث وله سياقه وحساباته، وطريقته الخاصة في الحديث، ونحن لنا أيضاً – بوصفنا باحثين- طريقتنا الخاصة في الحديث أيضاً، هو يتكلم وفق معطيات وحسابات ربما معروفة عنده، ولئن تأكدت تلك المعلومة عن (الداعشيين) فإن ذلك يشير إلى احتمال قيام مصالح أو تقاطع مصالح إقليمية أو دولية مع هذه الجماعة التي تتجمع معتقدة أنها ستقيم دولة الخلافة التي تنطلق من عدن أبين، وفق منظورهم، وفهمهم الخاص للحديث الشريف، الذي يمثل مرتكزاً محورياً في فهم القاعدة أو أنصار الشريعة ومن على شاكلتهم في إطار مدرستهم الخاصة.
فيما يتعلق بتحالف الداعشيين كانوا إلى القريب وربما لا يزالون على شقاق مع القاعدة فلماذا تحالفوا اليوم هنا في اليمن؟
سيتقاتلون غداً مع بعضهم
الفكر العنيف كالنار تأكل بعضها بعضاً إذا لم تجد ما تأكله، فقد يجتمعون الآن هنا أو هناك على خصومهم بحكم لغة العنف وبحكم الفكر الكلي الواحد الذي يجمعهم، لكنهم سيتقاتلون غدا فيما بينهم، ويسعى بعضهم للتخلص من بعض، بعد أن يكفّر بعضهم بعضا ويستحل دمه، وهذه حصيلة فكر يعتمد على العنف وسيلة في حل جوهر إشكالاته.
ألا تلاحظ أن المخرج واحد لكلا الطرفين أو الجماعتين أو التنظيمين بصرف النظر عن المشترك الفكري العام بينهما؟
استخفاف بعقول البشر
إذا دخلت في النوايا والمقاصد بشكل عام فلا أستطيع الجزم أن كل من يعمل مع القاعدة يعمل لصالح هذا الطرف أو ذاك، وكنت ولا أزال أستهجن إلى حد كبير من يشنع على نظرية المؤامرة ( وهي من بدهيات الأمور في كل مجتمع ونظام سياسي ودولة) ثم تراه يروج للقول إن ابن لادن كان عميلاً أمريكياً! هل رأيت استخفافاً بعقول البشر أكثر من هذا، ملياردير يتآمر ليعيش في كهف ثم يموت تلك الميتة الغامضة!! أو حتى من يردد إن ما يجري اليوم من أعمال للقاعدة في اليمن - مثلاً- إنما يتم ذلك بناء على أن القاعدة في اليمن غدت جميعها قاعدة المخلوع صالح!! صحيح قد يوجد أناس يعملون مع عناصر النظام السابق ومن هو منهم في اللاحق وكانوا في القاعدة من قبل، هذا مؤكّد، لكن أن يقال إن كل القاعديين يعملون معه هذا فيه تعميم غير مقبول علمياً وواقعياً، ناهيك عن أن هذا استخفاف بالعقل وبمعطيات الواقع، هناك أيديولوجيون ومخلصون لفكرتهم من كل اتجاه حتى اتجاهات علمانية ولا دينية وتموت في سبيل فكرتها، وفي القاعدة وغيرها من جماعات العنف الديني كذلك من يعتقدون أنهم يخدمون دينهم، ويموتون في سبيل ذلك كما حدث مع بن لادن – وهو أكبر مثال على ذلك، لكن هذا لا يبرر انحراف فكرهم، أو يوحي بأي تعاطف مع مسلكهم المجرّم جملة وتفصيلاً، سواء في قتالهم للجيش والأمن، أم الأبرياء والمدنيين والمستأمنين من سياح ودبلوماسيين ورجال أعمال وسواهم، ولكن لنلتزم أبجديات المنطق العلمي والأخلاقي في توصيفنا وأحكامنا، حتى لا تنتهي المصداقية تماماً.
قد يكون هؤلاء من الصغار فقط، أما الكبار فيلعبون سياسيا؟
سقوط أخلاقي
لا. لا. حتى من الكبار. يعني أن تقول لي إن رجلاً قدم نفسه وماله لفلان أو علان من أجل ماذا؟ بعد أن يموت كابن لادن مثلاً؟ وهذا مثل من يقول إن حزب الله عميل لأمريكا أو لإسرائيل، لأنه لا يرى فيه سوى الشر المطلق، كيف ذلك؟ وهذا الحزب قدم كثيراً من عناصره وبعض رموزه في سبيل قضيته، كالأمين العام للحزب الأسبق عباس موسوي! أو ناجي حسن نصر الله، نجل الأمين العام الحالي، قد أختلف معهم بالمطلق فكرياً وعملياً كما في سقوطهم الأخلاقي والسياسي المروّع، الذي لا يبرره شيء في المستنقع السوري، لكني لا أقبل أن يقال عنهم إنهم عملاء لأمريكا أو للصهاينة، هل رأيت استخفافاً بالعقل أكثر من ذلك؟ ألا نستطيع أن نختلف بشرف؟
بم تعلل غياب قاسم الريمي عن المشهد الأخير في الحرب الأخيرة؟
الاستحمام قبل الظهور
لست أدري حقيقة عن وضعه وحاله اليوم، ولست أهلا للإجابة عن هذا السؤال بوصفه سؤالاً تحليلياً خالصاً، لكني أستغرب في السياق السابق نفسه من يقول إن الرجل غداً متحالفاً مع الشيعة على خلفية حادثة العرضي، ورأيت بعضهم يذهب في تحليله إلى أن تسجيله الذي أصدره بالنيابة عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب معتذراً عن تلك المشاهد المفزعة قد تكلم به وهو في العراق من خلال خلفية الصورة التي ظهرت، وشكله الناعم، ومن الوارد أن يكون هنا أو هناك، أو يكون قد استحم قبل أن يظهر في الصورة، أو عمل مكياجاً، لكن من غير الوارد حالياً أن يقال إن ذلك قد تم بناء على تحالف مع الشيعة في العراق – مثلاً-؟!
لا لا .. لا أشير إلى ذلك، لا تصريحاً ولا تلميحاً فقط يمكن أن أطرح لماذا غاب عن المشهد بهذه الصورة اللافتة ربما يوحي الأمر أن ثمة انقساماً بين الداعشيين وقاسم الريمي؟
إذا سلمنا بأن (الداعشيين) بهذا التوصيف بالضرورة صاروا مشاركين بالفعل في الأحداث الجارية فأستبعد أن يكون هناك انقسام بين الفريقين، وخاصة في هذا الوضع، قد يستعين بعضهم بالشيطان أحياناً في هذا الظرف، ليقف إلى جانبه، وليس ببعض الفصائل المختلفة معه نسبياً. لكن السؤال مبرر ومنطقي عن سر غياب القائد العسكري للجماعة في ظرف كهذا، وهذا ما ينبغي أن يسأل عنه المحللون السياسيون وخاصة المشتغلين بمثل هذه الجماعة.
كيف تفسر دعم بعض الدول لهذه الجماعة؟
حسابات سياسية قذرة
في إطار الحسابات السياسية القذرة للأسف الشديد، وانظر ما حدث في دماج وكتاف بصعدة، ترى حجم التغيرات السياسية في طبيعة العلاقات بين الجماعات الدينية المتقاتلة هناك والنظام السعودي... وربما من أجل ابتزاز النظام السياسي اليمني ليتخذ بعض الإجراءات العدائية أو التعسفية ضد حزب الإصلاح. أنت تعلم أن رأس النظام السياسي اليمني على علاقة حسنة وطيبة مع الإصلاح في الجملة، والإصلاح مشارك في الحكومة، وقد غدت بعض الأنظمة الإقليمية تحسب كل صيحة عليها، فترى الإخوان أو الإصلاح (البعبع) أو الكابوس الثقيل أمامها، وتقبل بالالتقاء مع الشيطان في سبيل القضاء على الإخوان، ولاسيما على خلفية الأحداث في مصر، ووقوفها المكشوف والفاضح إلى جانب الانقلابيين انتقاماً من (بعبع) الإخوان.
هل الحوثيون أقرب إلى هذه الدول التي تشير إليها من الإصلاحيين مثلاً؟
مشروع استعماري
هذا هو الغباء السياسي الكبير للأسف الشديد ربما يعتقدون أن الحوثيين أصحاب مصالح وليسوا أيديولوجيين، على العكس من الإخوان المسلمين، ولئن صح جانب من هذا التوصيف، أي في جانب الانتهازية السياسية للحوثيين الحاليين على عكس الأمر في عهد المؤسس الراحل حسين الحوثي، فإن الحوثيين جماعة عنف تدار من قوى خارجية أخرى هي إيران بلا أدنى شك، وإذا كانوا لا يمتلكون قرار أنفسهم فكيف تأمنهم في أي موقف، خاصة وأنهم على التخوم من أتباع المذهب الاثني عشري الذي تجد فيه إيران أداتها كذلك في مشروعها (الاستعماري).
تقييمك لمواقف رجال الدين أو العلماء موقفهم كما يقول البعض مريب بشأن ما يجري مؤخراً من أحداث؟
مرض الاصطياد في الماء العكر
شخصياً مستغرب بجد لهذا الصمت ،هيئة علماء اليمن مثلاً عودتنا على التصدر لبيان موقفها في أي موقف جلل ،وهل الذي يجري حدث عادي؟ ومع أني أؤكد أنه حتى لو صدر بيان – ولابد أن يصدر- فإن هذا لن يسكت خصومهم المصابين بمرض الاصطياد في الماء العكر لكن هذا لا يبرر صمتهم، تحت أي مبرر لأن واجب البيان في مثل هذا المقام واجب شرعي وأخلاقي وطالما سمعناهم في مواقف مماثلة أو أقل من ذلك يرددون قول الحق تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (البقرة: 158)، لكن إذا لم يصدر من هذه الهيئة تحديداً اليوم موقف من هذا الذي يجري فالأمر يفتح باباً لتأويلات واتهامات هي ونحن جميعاً في غنى عنها، وتعد هي من أعطت ذريعة لذلك، وفي الأثر«رحم الله إمرءاً جب الغيبة عن نفسه». من غير المفهوم ولا المقبول بقاء الهيئة صامتة إلى اليوم، لم لا تقول رأيها بعد دراسة وتأن كان يفترض أن يكونا قد تم منذ أسابيع، فتصرّح بما تعتقد بكل وضوح وبيّنة، حتى لو أغضب هذا الطرف أو ذاك، أما الصمت فليس مبررّا في تقديري تحت أي مبرر وحجة.
ألا ترى أن بعضاً من أدبيات الشيخ الزنداني قد مثلت مرجعية للقاعدة؟
جماعات عنف
لا أعتقد ذلك أبداً وأختلف مع من يطلق اتهاماً كهذا ،كما أستغرب ما كتبته الأخت الدكتورة ألفت الدبعي عن الشيخ الزنداني، وأقول: لا يليق لا يليق ما كتبت أبداً ،وبحكم معرفتي الشخصية بها يوماً، فلم أكن أتوقع من أكاديمية فاضلة أن تصرّح بما صرّحت به، مع التأكيد أنه لا تربطني بالشيخ أية علاقة من أيّ نوع، لكن من خلال تتبعي لبعض محاضراته ومواقفه في الأوقات الحرجة، وقد كتبت عن ذلك واستغرب البعض ممن تعود على رسم صورة سيئة عن الرجل على خلفيات مختلفة فوجدت أنه ضد العنف تماماً إنما بحكم تأثيره الجماهيري وحضوره محلياً وعربياً وإسلامياً، وامتلاكه لمؤسسة تربوية كبرى كجامعة الإيمان مثلاً وقد يكون من بين طلبة الجامعة من يؤمن بالعنف ولم يقم الشيخ بتتبع مثل هؤلاء فيتخذ إجراءات شديدة معلنة بحقهم فيحسب ذلك على الشيخ الزنداني ولو أخذنا بهذا المبدأ لوجدنا أن ثمة أفراداً بارزين من جماعات العنف درست أو تخرجت في بعض الجامعات الأوربية والأمريكية ناهيك عن العربية، فهل تتحمل جامعاتهم وزر عنفهم وفكرهم المنحرف؟ لا أظن منصفاً أو باحثاً يستنتج ذلك .
هؤلاء الذين في أوروبا أو أمريكا أو حتى في أية دولة عربية بعض مرجعياتهم بعض مشائخ الدين عندنا للأسف؟
صنف من شيوخ القاعدة
هذه فرضية عامة مرسلة يعوزها التحقيق والإثبات وإلى أن يثبت ذلك يمكن التعليق عليه بعد ثبوته، إنما خذها على النحو التالي: كل من ثبت عنه هنا أو هناك أو هنالك بحكم قضائي عادل نزيه أو بكتاباته أو محاضراته أو فتاواه المنسوبة إليه بيقين – لا بتلفيق وافتراء أو تأويل متعسف- أو بغير ذلك من وسائل الإثبات المعتبرة أنه يعبئ بفكر العنف ضد الجيش أو الأمن أو الأبرياء أو المدنيين أو الأجانب من ديبلوماسيين أو سياح أو رجال أعمال أو نحوهم أو يبرّر لذلك أو يهوّن من شأنه فهو واحد منهم أو من رؤوسهم، أي أنه نظرياً أو عملياً من هذه الجماعات على نحو أو آخر حتى لو لم يكن معها تنظيماً فهو من روافدها، وهؤلاء – لو وجدوا- فإنهم سيمثلون صنفاً من شيوخ القاعدة كما أوضحت ذلك في كتابي (الفكر التربوي للقاعدة).
تعرف أن الشيخ الزنداني لم يُدنْ أسامة بن لادن؟
بكل صراحة ودعني من الأمثلة الافتراضية التي قد لا تنضبط إذا سئل أي شيخ الزنداني أو سواه صراحة عن موقفه من العنف المنسوب لأسامة بن لادن أو الذي تفاخر به بن لادن في أكثر من موقف وأبرز ذلك أحداث الحادي عشر من سبتمبر ثم برأه أو برّر له فهنا يصبح واحداً من شيوخ القاعدة إما صراحة وإما رافداً على الأقل.
الشيخ الزنداني لم يفعل ذلك؟
أزعم أن كلامي السابق في غاية الوضوح، ويمكنك أن تسأل الشيخ الزنداني عن ذلك مباشرة.
الشيخ عبد المجيد الريمي من المتعاطفين جداً مع القاعدة، بل لقد قدم أحد أبنائه مع هذه الجماعة شهيداً حسبماً يعتقد؟
قاعدياً ومن الأنصار
الشيخ عبد المجيد الريمي إذا أدخلته في هذا السياق فإنه يقول في صفحته على الفيسبوك تحت عنوان ( هكذا يكون الإنصاف والعدل مع المخالف) - وهو ما ثبته بنصه في كتابي الذي آمل أن يصدر قريباً عن مركز الجزيرة بالدوحة بعنوان (فصائل السلفية في اليمن): يتهمونني أني قاعدة ولست قاعدة، أو من أنصار الشريعة لكن إذا خيرت بين أكون قاعدة أو من أنصار الشريعة، وبين أن أكون ديمقراطيا فسأختار أن أكون قاعدياً أو من أنصار الشريعة مقتنعاً حراً مختاراً.
ألا ترى أن ذلك تشجيع للعنف؟
النص واضح لا يحتاج إلى تعليق.
هناك من يتهم شخصيات عسكرية معروفة بوقوفها إلى جانب القاعدة؟
فلول وثأر سياسي
بعيداً عن التفاصيل لكن من حيث المبدأ من يقول اليوم بذلك فهم الفلول وعناصر النظام السابق تلك التي فقدت بعض مواقعها ومصالحها كما تقف معهم بعض القوى التي كانت مع الثورة والتي تحمل ثأراً سياسياً مع القيادات العسكرية من أنصار الثورة وتخشى كذلك من المستقبل الذي يأتي بالقوى الكبيرة التي تحسب على علاقة حسنة بأنصار الثورة وقد عزز من وتيرة ذلك أحداث مصر والانقلاب الغاشم هناك ومن ثم فقد وضعت هذه القوى المتخذة لذلك الموقف نفسها في خندق الفلول أو من يعرفون بالثورة المضادة شاءت أم أبت.
هل تتوقع أن هذه الحرب ستنهي القاعدة نهائياًً؟
إن كانت الحرب قد قامت بإرادة داخلية وطنية خالصة في الأساس من دون أن يعني هذا عدم التنسيق في إطاره المعقول مع قوى الإقليم وبعض الدول الكبرى في العالم ويجد الجيش نفسه مدعوماً بعقيدة قتالية قوية وبدعم حقيقي من كل مؤسسات المجتمع، وفي مقدمتها علماء الشريعة فتأكد أنها ستقضي على القاعدة ككيان مؤرق للبلد ونظامه السياسي ،ومن غير المستبعد في نهاية المطاف أن يستسلم كثير منهم وأن يطالبوا بالعفو والصفح وإعادة التأهيل والدمج في المجتمع وإن ظل أفراد هنا أوهناك مطاردين، أو يقومون بعمليات يائسة بين الفينة والأخرى لكن ككيان أظن هذا -وفق المحدّد السابق-كفيلاً بالقضاء على القاعدة ككيان.
أسألك الآن باعتبار أن القاعدة قد أصبحت فكرة ولم تعد مجرد تنظيم عادي؟
إذا قصدت بالقاعدة كفكرة فلا يمكن القضاء عليها إلا بالقضاء على أسبابها ،وأسبابها دوافع مركبة مختلفة تربوية ، وفكرية، واقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وقضائية، وتنموية وخارجية وأعني بهذه الأخيرة التدخلات الخارجية التي تأتي بنتائج عكسية غالباً ،وقد تظل القاعدة كفكرة فردية أو أحادية لكن لن تجد لها قاعدة شعبية أو حاضنة جماهيرية، لو تم اتخاذ هذه التدابير التي بعضها يأخذ حكم المدى المتوسط وبعضها البعيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.