جامعة صنعاء تثير السخرية بعد إعلانها إستقبال طلاب الجامعات الأمريكية مجانا (وثيقة)    اليوم بدء منافسات المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    اليوم الإجتماع الفني لأندية الدرجة الثالثة لكرة القدم بساحل حضرموت    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    غارسيا يتحدث عن مستقبله    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناشط والمحامي أسامة الشرمي: نظرية المؤامرة تطبق في أبين (حوار ذو شجون)
نشر في نشوان نيوز يوم 24 - 03 - 2012

فقد رجل الشارع الثقة في جدية نظام صالح في حربه مع«القاعدة» لتتعاظم الشكوك مع رحيله من كرسي السلطة ودخول الوطن في انفلات أمني يبعث على التوجس من أياد خفية تقف وراءها خاصة مع تواتر الشهادات عن مؤامرة أسفرت عن مقتل 200 جندي وأسر 72 أجريت على يد مجاميع مسلحة ساهموا في عملية عرفت بمجزرة «دوفس» بأبين التي تشابكت الخيوط والمصالح والأهداف على أرضها.

لكشف خيوط مايجري في هذه المحافظة كان ل «الجمهورية» حوار خاص مع أمين عام الحراك الجنوبي في أبين سابقاً ونائب رئيس مجلس شباب الثورة في المحافظة حالياً.. ابن زنجبار المحامي/أسامة الشرمي فإلى نص الحوار:
لو بدأنا معك من سؤال يطرأ على كل متابع لما يجرى في أبين وعدد من المحافظات الجنوبية من استهداف منشات عسكرية من قبل تنظيم القاعدة كيف تعلق على ذلك التطور.؟
- بالنسبة للهجمات والعمليات التي قامت بها عناصر من تنظيم القاعدة في حضرموت وأبين وفي عدن,والتي استهدفت في الأساس معسكرات للحرس الجمهوري , كان نتيجة طبيعية لكشف المرحلة الحالية عن تمسك الولايات المتحدة بالحرس الجمهوري كشريك لها في محاربة الإرهاب وإبراز هذا الدور للعامة الأمر الذي لم يكن معلوماً في الماضي, فنحن نعلم في الماضي أنه لم يكن الحرس الجمهوري مخول بمواجهة ضد هذا التنظيم .
ومهمة من كانت التصدي للقاعدة.؟
- كانت تتوزع بحسب المكان وبحسب تواجد أي قوة في تلك الأماكن , الحرس الجمهوري لم يكن معنياً بهذه المسألة على وجه التحديد , ومهمته الأساسية هي حماية العاصمة , ونظام العائلة المتواجد فيها , في الآونة الأخيرة كشفت لنا المداولات السياسية حول هيكلة الجيش عن تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بالحرس الجمهوري وقيادته كشريك أساسي في محاربة الإرهاب , الأمر الذي جعل تنظيم القاعدة يقوم بهجمات استباقيه ضد معسكرات الحرس , ولعل النظام كان له أصابع في الدفع بهذا الاتجاه.
من أي ناحية ؟
- كما علمنا بأن الأجهزة الإستخبارتية العسكرية قد تلقت عدداً من البلاغات , عن عزم القاعدة استهداف بعض المواقع التابعة للحرس الجمهوري ,ولكنها أغفلتها بغية تلميع الحرس الجمهوري..
من خلال كلامك هل لنا أن نفهم أن الحرس الجمهوري قد أوكل له مهمة مكافحة الإرهاب في المرحلة القادمة .؟
- أصبح الذراع الدولي الواضح في مكافحة الإرهاب هذا مايريده السفير الأمريكي وهذا ما يتمسك به في محاربة الإرهاب , والنظام هنا قد سمح بتلك الهجمات التي استهدفت الحرس في الفترة الماضية كي يلمع الحرس الجمهوري وإظهار قوات الحرس كالبعبع الذي تخشاه القاعدة دون غيره.
هذا احتمال ثاني أم أنه متداخل مع الاحتمال الأول ؟
- هما الاحتمالان متداخلان في نفس الوقت , تنظيم القاعدة سعى للهجوم على الوحدات العسكرية التابعة للحرس الجمهوري , وبقايا النظام العائلي سمحت بتلك الهجمات , أن تصل إلى مواقعها , كي تبرر بقاء الحرس الجمهوري في موقعه .
ترى أن من مصلحة القاعدة استهداف معسكرات الحرس كون الغرب قد كلفه بمواجهة القاعدة أليس كذلك ؟
- ليست مصلحة بقدر ما هي معركة للبقاء , ترى القاعدة بحسب ما هو مروج في الإعلام أن العدو المفترض في المرحلة القادمة هو الحرس الجمهوري , وهنا يجب عليها في الوقت الحالي بحسب رؤيتها الدفاعية أن تستهدف الحرس الجمهوري في هذا الوقت.
دعنا ندخل إلى أبين , كونك من أبناء أبين هل لك أن تشرح للقارئ وضع القاعدة وطبيعة المدينة بما يرسم الصورة كاملة عن المدينة والتنظيم هناك .؟
- بالنسبة لمدينة زنجبار ومحافظة أبين على وجه العموم , بدأ نشاط الجماعات الجهادية منذ عام 94م على وجه التحديد , كون المجاهدين القادمين من أفغانستان كانو مشاركين إلى جانب القوات المنتصرة في تلك الحرب الضالمة ,وحازت على مكانة اجتماعية , كنتيجة طبيعية لانتصارها في تلك الحرب , وهنا نشطت الجماعات الجهادية في محافظة أبين وفي محافظة شبوة , كان الجميع يراهن على وعي أبناء المدينة , أو أبناء المحافظة .
تقصد بالوعي هنا .؟
- الوعي الثقافي والانتماء القبلي ,ووجود الأفكار الأشتراكية ومستوى التعليم ، عوامل كان يعول عليها في كبح أي جنوح نحو التشدد أو العمل الجهادي , ولكن الرهان على الوعي كان أضعف من انتشار الجهل الذي ساد في تلك المناطق ما بعد 94م وبعد هذا التاريخ لما يقارب 18عاماً أصبح لدينا كتلة كيبرة من الشباب العاطلين , أصبح لدينا عدد كبير من الشباب اليائس , وغياب كامل لمفهوم الدولة , كلها عوامل ساعدت على خلق بيئة مناسبة لنشوء وتوسع مثل هذا الجماعات بغض النظر عن الفكر النشاط كان جاذب للشباب المنسي من حسابات الوطن وحكوماته المتعاقبة.
لماذا في الجنوب نشأت هذه الجماعات وهناك مناطق في الشمال وما ذكرته من أسباب من فقر وبطالة وغياب للدولة تكاد تكون في الشمال أكثر مما في الجنوب
- كما أشرت لك سابقاً , هناك عوامل أخرى , وأنا أعتقد المجاهدين العرب أو الأفغان , المشاركين في حرب 94م قد حازوا على وجاهة اجتماعية من نوع ما , الأمر الذي أتاح لهم تجنيد مجموعة من الشباب وتقريبهم منهم , وهنا صار الشباب يؤمن بأن هؤلاء المجاهدين هم الفئة الناجحة وما يقومون به هو ما ينبغي أن يكون , كذلك انتشار الأفكار السلفية في محافظة أبين بشكل كبير , كلها أمور ساعدت أن تسيطر القاعدة بشكل كامل على منطقة أبين , والعامل الأبرز غياب مفهوم الدولة في أبين كان الركيزة الأساسية في توسع التنظيم , والغياب الواضح والكامل للدولة في أبين منذ عام 2009م .
غياب مفهوم الدولة شمل البلاد بالكامل ولكن ما نوع هذا الغياب في أبين
- الغياب في محافظة أبين كان يختلف عن باقي المناطق , قد يكون غياب نشاط الدولة في كل محافظات الجمهورية لكن في أبين عوامل أخرى وهي , أولاً مدينة مثل زنجبار تغيب فيها السيطرة القبلية من ناحية , غابت الدولة عن ممارسة مهامها , فالمحافظ في العام 2009 - 2010م لا يجرؤ على الدخول إلى سوق زنجبار الذي لا يبتعد عن مقر عمله بكيلومتر واحد , ثانياً أنتشار الجماعات المسلحة , حيث ساهمت مجاميع من العناصر المتشددة وما يسموا بالجهاديين أمثال خالد عبد النبي وجماعته أو قل عصابته المدعومة من النظام البائد في انتشار السلاح والفوضى داخل المدينة .
نفهم منك أن أول تنظيم مسلح كان تنظيم جماعة خالد عبد النبي في أبين
- لا , لم يكن بجماعة خالد عبد النبي , فقد بدأت الجماعات المسلحة بالتواجد في أبين قبل عام 94م كان هناك ينشطون في منطقة الجبل وهي منطقة إحدى ضواحي زنجبار , وكان هناك معسكر للمسلحين الذين من خلاله قاموا بعمليات اغتيال وتأسيس فرق الموت التي كانت رائجة في تلك الفترة لكن أنحصر النشاط بين القادمين من أفغانستان.
- هذه الجماعات ما هو مبرر قيامها في زنجبار أو أبين بوجه عام في تلك الفترة .؟
- قتال الشيوعية في مناطق الجنوب , واستهدف في تلك الفترة , علي صالح عباد "مقبل" من قبل تلك الجماعات , ومع أن الحزب الاشتراكي في تلك الأيام كان لا يزال يسيطر على مناطق كثيرة ولا زالت اليد البوليسية قوية فقد أوقفت الكثير من نشاط تلك الجماعات, وأودع الكثير من تلك القيادات المتشددة في السجن , ثم ظهرت بعد ذلك جماعات أخرى مثل جماعات أبو الحسن المحضار .
متى ظهرت هذه الجماعة ؟
- أعتقد أن الظهور كان في 97م وسمى تلك الجماعة جيش عدن أبين , هذا الجيش بحسب ما فهمنا من خلال المحاكمات أنهم كانوا على علاقة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح , عندما كان المحضار يصرح بأني بايعت علي عبدالله صالح , نحن على بيعة معه , ومن تلك الفترة ..
- مقاطعاً) ما نوع هذه البيعة , إذا كان في تلك الفترة لا يوجد انتخابات رئاسية فيكف حصلت هذه البيعة .؟
- كلامك صحيح ولكن دعني أفصل لك الموضوع بشيء من التفصيل .
-تفضل .؟
- في مرحلة سابقة كان الشيخ عبد المجيد الزنداني يحاول استقطاب كل المجاهدين اليمنيين القادمين من أفغانستان , وتأطيرهم وإدراجهم في العملية السياسية , في تلك الفترة حاول أسامة بن لادن .
مقاطعاً ) أنت الآن تتحدث عن فترة 97م فما فوق أليس كذلك؟
- نعم , في تلك الفترة وما قبلها, حاول أسامة بن لادن أن يجر الشيخ الزنداني إلى مسألة الانقلاب أو السيطرة على الحكم , ولكن الشيخ الزنداني رفض ذلك بعد مسيرة المليون مسلح التي توجهت إلى قصر الرئاسة , هذا الأمر جعل أسامة بن لادن يتجه إلى اليمن ,ليبايع الشيخ مقبل بن هادي الوادعي , وقد وصل إلى اليمن وكان الأمر تحت أعين الأمن السياسي , وكانت المبايعة على هذا الأمر , ولكن الشيخ مقبل الوادعي رفض هذه البيعة معللاً أن الرئيس السابق مؤمن وجاء رده كالتالي (علي رجل مؤمن) , ويقال بعدها أن أسامة بن لادن بايع علي عبد الله صالح على الجهاد في سبيل الله , بعد أن أسره صالح على أنه لا يؤمن بالديمقراطية , ولا الحزبية وبأنها كفر بواح , ولكنه خاضع لها بسبب الضغط الأمريكي عليه.
يعني أن أسامة قد التقى بالشيخ الزنداني في اليمن قبل أن يتوجه إلى الشيخ الوادعي ؟
- لا لم يلتقي بالشيخ الزنداني , كونه رفض الانقلاب , وعندما وصل اليمن توجه إلى صعده مباشرة , وهو يعني أسامة قد جاء على اليمن ساخط على نشاط الشيخ الزنداني , والذي لا يعلمه الكثير أن الشيخ الزنداني طلب البيعة له من أسامة بن لادن.
من أجل ماذا طلب البيعة .؟
- من اجل المضي في إنشاء عمل سياسي ومن خلال حزب الإصلاح ومكوناته التنظيمية.
كيف استطعت أن تحصل على هذه المعلومات .؟
- أنا حصلت عليها عن طريق بعض الأخوة الذين كانوا متواجدين في دماج وكذلك بعض الباحثين عن حقيقة ما طرح , وفي الأخير تظل هذه معلومات .
دعنا نجمل الموضوع بأنه حصلت بيعة من قبل أسامة بن لادن للرئيس علي عبد الله صالح , هل المبايعة لأسامة أم لأتباع أسامة كذلك .؟
- نعم أسامة والأتباع التابعين له كلهم بايعوا علي عبدالله صالح , وكان من هؤلاء خالد عبد النبي وكان منهم الحسن المحضار ومجاميع أخرى , موزعة على مناطق , وهنا انقسم التنظيم إلى تيارين , تيار الذي ارتضى بالعملية السياسية , ويقوده الشيخ الزنداني ويسير وفق العملية السياسية من خلال تنظيم الأخوان المسلمين .
تقسيمهم إلى تيارين على ماذا بني هذا التقسيم .؟
- جميعهم حارب في أفغانستان وكلاهم متفق على إقامة الخلافة الإسلامية , فريق عن طريق العمل السياسي وفريق أخر استخدمه علي صالح كورقة في العملية .
هنا كان الاختراق الأول للجماعات منذ المبايعة لعلي عبدالله صالح أليس كذلك .؟
- نعم , وهنا بدأ تفريخ الجماعات الإسلامية هنا وهناك , وبدأنا نسمع عن نشاطات , وجماعات متفرقة من اليمن .
مسالة المبايعة من أسامة لعلي عبد الله صالح , الا يعد شيئاً مضحكاً أو يمكن أن نصدق مثل هذا الكلام .؟
- كلام المحضار في المحاكمة التي تمت له كان يقول أنا على مواثيق مع علي عبد الله صالح , نحن بايعنا علي عبد الله صالح , ولم يسمح للمحضار بمحاكمة عادلة , كي يقول كل ما لديه وقد حوكم بطريقة فيها من علامات الاستفهام الشيء الكثير, وقد نفذ ضده حكم الإعدام دون أن يحصل الرأي العام على معلومات حقيقية أو تفاصيل كثيرة حول الموضوع .
القاعدة منذ منتصف التسعينيات ,وحتى اليوم كيف نستطيع قراءته وتفكيكه .؟
- ملف القاعدة , مثل ما تكلمنا أن هناك مجاميع ارتضت بالعمل السياسي في تغيير نظام الحكم في اليمن , وهناك جماعات أخرى مرتبطة بالأجهزة الاستخباراتية والعسكرية الغرض منه ابتزاز العالم وتغيير ملامح المشهد السياسي في اليمن , من وجهة نظري الشخصية أن أسامة بن لادن والمجاهدين الذي بايعوا علي عبدالله صالح شعروا بأنهم وقعوا في ورطة كبيرة بمبايعة هذا الرجل والذي لم يفعل أحكام الجهاد ولم يحكم بالشريعة كما تم الاتفاق معه , فعادوا إلى إنشاء كيان جديد , هذا الكيان لم يبايع علي عبد الله صالح وبقيادات جديدة من المملكة العربية السعودية , فأنشئ ما يسمى بتنظيم قاعدة جزيرة العرب , أنا علمت من أحد المجاهدين العرب , أو الأفغان العرب , من أنهم عندما طلب منهم النشاط , في اليمن وتنفيذ العمليات في اليمن رفضوا هؤلاء أن يقوموا بأي عمل لصالح التنظيم العالمي ضد المصالح الغربية والأمريكية في اليمن , وهنا لجأ تنظيم القاعدة إلى تجنيد مجموعة من أبناء المجاهدين العرب المتواجدين في أفغانستان , بحسب المصدر المجاهد أن هذا ماسبب استياء واسع للأفغان العرب بان يستغل أبنائهم بهذه الطريقة , ولذلك هم يقولون بأن تنظيم القاعدة في بلاد العرب وهم , وأنا أعتقد أن كلامهم هذا عبارة عن تضليل لنا , كوننا قد قدمنا إليه كسياسيين منخرطين في الحراك الجنوبي , وتضليل لنا حول هذا الموضوع , وتنظيم القاعدة ظل يعمل وفق قناعاته وأجندته , وتحت قيادة ما يمسى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب , وتنظيم القاعدة يعمل وفق آلية الجيش أو المليشيات الحرة وغير المتقيدة , بإطار جغرافي معين الأمر الذي جعلهم حسب اعتقادي يحاولوا استغلال نشاط الحراك الجنوبي واستخدام الأنفلات الأمني والسخط الشعبي وغياب دور وذلك للوصول إلى أهدافهم في الألتصاق بفئة الشباب والسيطرة على الأرض بحجة نصرة القضية الجنوبية.
هل كان هناك نوع من الترتيب بعد عودة المجاهدين من أفغانستان
- بالضبط , عودة الأفغان العرب كانت قائمة على أساس مجموعة من الأجندات, وقد سمعت أن الراية قد أعطيت في الجزيرة العربية إلى شخص الشيخ طارق الفضلي وهذا ما قبل عام 94م . ولكن ما عطل المشروع هي المبايعة لعلي عبدالله صالح , وما كانوا يشعرون به من خذلان من قبل الشيخ عبدالمجيد الزنداني , هذا المشروع ظل معطلاً حتى أعيد هيكلة التنظيم في جزيرة العرب , حيث كان لديهم تنظيم قاعدة في بلاد الحرمين وتنظيم القاعدة في اليمن تم دمج الفصيلين ليصبح تنظيم قاعدة جزيرة العرب , وهنا أعيدت الهيكلة بشكل غريب جداً فاجأ الجميع .
ما نوع هذه الهيكلة الغريبة .؟
- يا أخي الهيكلة أتاحت لهم الخروج من بيعة علي عبد الله صالح التي كانوا ملتزمين بها هذا بالنسبة للفصيل اليمني , كذلك القيام بهجمات ,واستغلال كامل للقدرات البشرية السعودية في هجمات داخل اليمن كونه قد ضيق عليهم الخناق داخل المملكة . وهنا أوفد الكثير من مجاهديهم وعناصرهم إلى اليمن للقيام بعمليات.
- متى كانت هذه الهيكلة بالتحديد .؟
- في 2009م .
هل لتنظيم القاعدة أكثر من مسمى بحيث نسمع أنصار الشريعة حركة الشباب المجاهدين وجيش أبين عدن وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب .؟
- هذا سؤال يطرحه الكثير بصيغة من هم المتواجدين في أبين .! هل أنصار الشريعة تتبع تنظيم القاعدة أم لا .! القاعدة كتنظيم دولي هو الحامي لحمى الأراضي الإسلامية أما بالنسبة لأنصار الشريعة فهم الطالبان اليمنية .
بمعنى أدق حتى تتضح الصورة ؟
- في أفغانستان حركة طالبان تسيطر على الأراضي وتنظيم القاعدة هو جيش عسكري دولي يقوم بحراسة وسد الثغرات في الحدود كما تسمى , المتواجدين في أبين هم من أنصار الشريعة من أبناء أبين داخل المدن وهم القائمين على الخدمات والمهام الأمنية , ولكن في حالة الاشتباك يتشاركون مع تنظيم القاعدة ذلك الجيش الذي يتمتع عناصره بقدرات قتالية عالية جداً , ويحملوا أنفسهم مهمة الدفاع عن الدولة الإسلامية دون التفكير في السيطرة على الأرض.
إلى كم تتوقع يصل أعداد الجيش الدولي للقاعدة في أبين دون أنصار الشريعة .؟
- بحسب فترات النشاط تواجدوا في زنجبار , حينما يتعرضون لهجمات من قبل الجيش تزاد أعدادهم بشكل كبير , قد يصلوا في مراحل إلى عشرة ألف وخمسة عشر ألف عنصر لكن لايمكن فصل تقدير أعدادهم بمنأى عن أنصار الشريعة فالأمر لاتفرق فيه إلا عند النظر للدور الذي يؤديه أنصار الشريعة في بسط اليد على الأرض أوقات الهدوء.
يمكن توضح هذه النقطة بشكل أدق ؟
هنا يأتي دور تنظيم القاعدة , أنصار الشريعة لو قربنا للقراء دورهم أكثر مثل المجلس المحلي أي يقومون بمهام المجلس المحلي( السلطة المحلية ) والقاعدة مثل الجيش تحمي حدود الإمارة الإسلامية , والقاعدة تتحرك في عدد من المناطق مأرب والجوف وشبوة وحضرموت وأبين وقد يصل التسلل من قبلهم إلى محافظة عدن في بعض الأوقات , في فترات الحملات العسكرية ضد مواقع أنصار الشريعة في زنجبار نلحظ تواجد كبير للمسلحين المتشددين هذا التواجد نشهد فيه الأجانب من شيشان والبوسنة وعرب .
تنظيم القاعدة أين تواجد بشكل كبير .؟
- يتواجد في أكثر من مكان , والانتشار الأكثر في مأرب والجوف وشبوة وحضرموت , كون هناك عمق قبلي يتخفون من خلاله , وهناك مناطق واسعة لا تخضع لسيطرة الدولة , ويمارسون أنشطتهم التدريبية في معسكرات , ونحن كان لنا معسكرات تدريبية في محافظة أبين خاضعة لتنظيم القاعدة وبالذات في المحفد ومودية .
يعرف الكثير أن جهاز الأمن السياسي هو الممسك بملف التنظيم ومكافحته , هل يمكن أن يستمر في ظل تحول دولي تجاه الحرس الجمهوري ؟
- بالنسبة للمجاهدين العرب القادمين من الأفغان , كان هناك عدد من الجهات تتولى استقطابهم , تيار سياسي بقيادة الشيخ عبد المجيد الزنداني وتيار عصابتي تمثل في استخدام علي عبد الله صالح من قبل جهاز الأمن السياسي , ولكن أعتقد أنه كان هناك شراكة حقيقية بين قيادات في الجيش وقيادات في تنظيم القاعدة , هذه الشراكة , كانت على أساس نوع الإيمان المتبادل بالأهداف والوعود التي أبرمت بين الطرفين , حيث تطورت العلاقة فيما بعد حتى أصبحت علاقة أسرية في بعض الأحيان .
لم تجب عن وضع جهاز الأمن السياسي في مواجهة تنظيم القاعدة . ؟
- نعم , جهاز الأمن السياسي هو الذي تولى ملف القاعدة في اليمن , عن طريق بعض ضباط فيه , وظل ملف المجاهدين في يد الضباط , هؤلاء الضباط سعوا من خلال علاقتهم بالمجاهدين إلى خلق مشهد سياسي معين على الساحة اليمنية بغية الوصول إلى أهداف سياسية , أو لاستقطاب الدعم الخارجي , وهذا كان بالتنسيق مع منظومة النظام بشكل عام , وليس مع شخص محدد , وفي الآونة الأخيرة بدأ الضغط على نظام علي عبد الله صالح ليقوم بمحاربة حقيقية للتنظيم , علي عبد الله صالح على هذا الأساس ونتيجة لعدم ثقة الدول العظمى منها الولايات المتحدة الأمريكية , في الأجهزة العسكرية المتواجدة في اليمن , قام بإنشاء مجموعة من الوحدات العسكرية ومنها الأجهزة العسكرية الاستخبارتية , لمكافحة التنظيم فأنشأ جهاز الأمن القومي , وهنا توجه علي عبد الله صالح لمحاربة الإرهاب كشراكة حقيقية مع الولايات المتحدة , هذا الأمر لم يكن بروح وطنية بقدر ما كان دواعي مشروع التوريث لديه .
ما علاقة التوريث بمحاربة القاعدة وشراكة الدول الكبرى ؟
- كان هناك تأهيل لأحمد علي عبدالله صالح وأبناء أخيه محمد عبدالله صالح للسيطرة على هذه الأجهزة الجديدة , هذا الأمر كان بداية لمحاربة الإرهاب بالشكل الجديد , التعاون اليمني في محاربة الإرهاب لم يكن في إطار قيادة الجيش التي كانت من قبل هي رموز النظام اليمني , منذ 78م , حيث ظلت متهمة أن لها علاقات بتلك الجماعات المسلحة , وكان هناك تواصل , ووصل البعض إلى القول بأن علي محسن - على وجه التحديد - كان مؤمناً بفكرة الجهاد , وهذا كلام يطرح كونه ظل محتفظ بعلاقاته البينية مع المجاهدين الذين نرى أنهم أصحاب فكر جهادي حقيقي.
يمكن تكون علاقة اختراق للقاعدة لمعرفة تفاصيلها ومشاريعها وسهولة السيطرة عليها أو ربما فتح قنوات حوار تخدم البلد ؟
- إلى الوقت الحالي لا أعتقد , فملف القاعدة يستخدمه النظام أمنياً وسياسياً , ولا أعتقد أن الملف في يد علي محسن وإشراف علي عبدالله صالح , ملف القاعدة نقل إلى جهات أخرى , منها جهاز الأمن القومي , وأشخاص آخرين , وظلت علاقات علي محسن بطارق الفضلي واضحة.
قبل بعض سنوات وتحديداً بعد اعتقال عبدالسلام الحيلة كانت هناك أخبار تدور حول العلاقة تصفية بعض القيادات العسكرية التي كانت تمسك بملف القاعدة هل اعتقال عبد السلام الحيلة له علاقة بالتصفية , أو ماذا عن اعتقال ضابط كبير بجهاز الأمن السياسي وسط تغافل من قبل الدولة اليمنية فيما يخص الحيلة ؟
- عبد السلام الحيلة كان المسئول عن الملف وهو يحمل رتبة عقيد , وهو الذي يمسك بملف التنسيق مع المجاهدين "القاعدة" منذ العام 1995م وحتى العام 2001م , وهو من رافق أسامة بن لادن إلى اليمن و هو كان يملك مجموعة من المعلومات حول نشاط القاعدة وخلاياه في اليمن , وهذا بعلم النظام , وفي المرحلة الأخيرة أعتقد أن عبد السلام خرج عن طوع النظام , أو خرج عن طور مشروع التوريث الذي كان يجري إعداده على قدم وساق , ولهذا تم أستبعادة عن المشهد بتلك الطريقة .
لماذا لا يكون الإبعاد بسبب المعلومات التي لديه عن علاقة النظام بالقاعدة ؟
- أن ذلك احتمال مرجح بشكل كبير , لكن لماذا لا يكون عبد السلام الحيلة بيد أجهزة مخابرات عالمية تريد أن تأخذ منه أكبر قدر من المعلومات ، وقد سرب عن الحيلة قوله "أمريكا تريد مني الإيقاع بالرئيس فرفضت" ، لكن هذه تظل أقاويل .
هل سجن الحيلة من قبل أمريكا لا يخيف علي عبد الله صالح أن كان هو له علاقة بالقاعدة ؟
- النظام أو علي عبد الله صالح حاول في فترات سابقة أن يستخدم القاعدة وفق أجندة خاصة لديه , هذه الأجندة الخاصة لا أعتقد أنها تخفى على شركائه في مكافحة الإرهاب , ولكنهم الآن يمضوا سوياً وفق مشروع جديد , سواء من قبل علي عبد الله صالح أو شركاه وأعتقد أنه من الطبيعي أن يتم التخلص من عناصر المرحلة السابقة ورموزها في تعاملاتها مع هذا التنظيم .
لو عدنا إلى طارق الفضلي وعلاقته بالقاعدة , هل لازالت هذه العلاقة قائمة حتى اليوم.؟
- في عام 93م عندما تم اعتقال الشيخ طارق الفضلي من قبل أجهزة الأمن على خلفية فرق الموت التي كانت تعمل وتنشط في تلك الفترة , وكان طارق الفضلي هو المتهم الأول.
لم تجب حول علاقة الفضلي مع القاعدة من أين بدأت ؟
- الفضلي هو أحد العائدين من أفغانستان وكما يقال كان حامل راية الجزيرة العربية وهو مكلف بملف الجزيرة من قبل القاعدة , أنا علمت بذلك عبر المقربين منه , لكنه لطالما ضل محاطاً بعناصر من القاعدة كحراسات ومستشارين في بعض الأحيان.
نحن نعرف عنه أنه كان مقرب من النظام وانشق عليهم مؤخراً في فترة الحراك الجنوبي
- الشيخ طارق الفضلي تم احتضانه من قبل علي محسن الأحمر , وبالذات قبل حرب 94م وكان حينها في السجن وقد أفرج عليه بمعرفة علي محسن الذي سأله هل ستحارب , فرد الفضلي نعم هذا الأمر الذي قرب الفضلي من النظام.
يحارب من ؟
- الشيوعيين بحسب رؤية محسن الأحمر والفضلي , الحزب الاشتراكي , وطلب الفضلي أخراجه من السجن , فتم له ذلك , وكان الإفراج قبل الحرب مباشرة , وقد شارك في العمليات القتالية في صيف 94م وقد جرح على ضواحي عدن وهو يقاتل , بعد هذا النصر تمكن بعد ذلك من الأدوات السلطوية داخل أبين , حيث أصبح صاحب نفوذ غير عادي , إلى درجه أنه كان هو الذي يختار المسئولين داخل المحافظة , ويصل ذلك إلى المحافظ في بعض الأوقات , ومن هنا تطورت العلاقة مع علي محسن , وأصبحت علاقة "صهارة" كما نسمي ذلك عندنا في أبين , هذه العلاقة ظلت حتى بعد أن أصبح طارق الفضلي أحد رموز الحراك الجنوبي الداعي إلى استعادة دولة الجنوب (الانفصال) ولا زال يستلم مرتبات مرافقيه ومصروفه الشهري من الوحدات التابعة للجيش تحت قيادة علي محسن .
هناك من يرى أن القاعدة هي صناعة محلية وإقليمية ودولية وأمريكا نفسها تعلب بشكل مزدوج فهي تحارب القاعدة وتعمل في نفس الوقت على خلق البيئة المناسبة لانتشارها وبقائها كونه مبرراً مهماً في بقائها في البحار ومسيطرة على النفط والتواجد في الوطن العربي والشرق الأوسط , هل ترى مثل هذا التوصيف صحيح .؟
- من المؤكد أن نشاط القاعدة في اليمن تدخلت فيه الكثير من القوى داخلية وإقليمية وخارجية , من ألأكيد دور المملكة في نفيها لعناصر تنظيم القاعدة من مواطني المملكة إلى اليمن .
كيف طبيعة هذا النفي ؟
- تشديد الحملة الأمنية تجاه عناصر القاعدة , جعلتهم يتجهون إلى اليمن , وأنا على يقين أنه مع تشديد القبضة الأمنية في داخل المملكة , أعطيت فسحة تسهيل لعناصر التنظيم الخروج منها والتوجه إلى اليمن , كان ذلك لغرض تخفيف حدة الصدام معهم , والسعودية استفادت من هذا الأمر بأنها ضخت مجموعة من عناصرها في أوساطهم خلال تلك الهجرة , كونهم عند تنظيم القاعدة عند الرحيل من بلد إلى أخر يسمونهم مهاجرين في سبيل الله , والمهاجر له مكانة وفضل كبير داخل أطرهم التنظيمية .
ماذا عن الانتقال إلى اليمن وجعلها هي المنطلق لتحرير جزيرة العرب ؟
- أعتقد بأنه لم يراد لهذا التنظيم في اليمن أن ينتهي بالقدر الذي تكون اليمن هي مزبلة لتنظيم القاعدة , والتي تتجمع فيها كل العناصر من كل الدول ,حيث جاء أنور العولقي من أمريكا , وجاء الشهري من السعودية مع الوحيشي , بل أغلب المتواجدين هم يمنيين بالفعل ولكنهم يحملون جنسية سعودية ومن مواليدها , كما أن غياب دور الدولة في كثير من المناطق جعل هذه المناطق ملاذاً آمناً لتكاثر هذه الجماعات ,ومنطقة آمنة لتحركاتهم وممارسة نشاطهم العسكري بكل حرية .
لماذا يتواجد التنظيم في الجنوب أكثر من الشمال .؟
- نشاط تنظيم القاعدة في الجنوب كان لأسباب موضوعية , منها أولاً الجنوب لم يعرف سيطرة القبائل على مناطقه بقدر ما عرف سيطرة الدولة , وغياب الدولة أوجد فراغ بحيث سمح لتلك المناطق أن تتحرك على تلك المساحة الجغرافية الواسعة , في الجنوب , والنقطة الثانية , أن السخط الشعبي تجاه النظام , من قبل أبناء الجنوب مثل غطاء لهم , والعداء بدأ من خلال نظرة أبناء الجنوب إلى الشمال على أنه احتلال داخل أراضيهم , هذه ردة فعل طبيعية تجاه الممارسات التي قام بها النظام تجاه الجنوب بشكل خاص , كما أن مطالبة الحراك إلى فك الارتباط عن الشمال أعطى تنظيم القاعدة متنفساً للحركة في أوساط المواطنين , تحت حجة أننا أيضاً من أنصار فك الارتباط , مع الشمال ونظام صنعاء .
يعني أن هناك علاقة لتنظيم القاعدة بالحراك الجنوبي ؟
- لا أقول علاقة ولكن الحراك الجنوبي يستوعب كل أبناء الجنوب , وكان من بين من أستوعبهم الحراك الجنوبي مجموعة من التنظيم ( القاعدة ) وفي الفترة التي كنت أعمل مع الحراك الجنوبي كنا نلتقي مع مجموعات من تنظيم القاعدة الذين انظموا إلى الحراك , حيث كان لهم تصريحات بأنهم متبرئين من ماضيهم الجهادي الساعي نحو تأسيس إمارة إسلامية , وكانوا يصرحون بأنهم يطالبون بدولة مدنية دولة القانون والعدالة , والتي تلبي الحقوق المتساوية , وهذا ما أثبته النشاطات داخل أبين حيث ظهر بأن توجههم تجاه الحراك الجنوبي كان مجرد أكذوبة وتكتيك مرحلي فقط , وعمل سياسي من خلاله يتم التوغل في المجتمع ويصلوا إلى أماكن ما كان لهم أن يدخلوها لو لم ينضموا إلى الحراك السلمي , وغياب دور الدولة عن تلك الأماكن .
الحادث الأخير للقاعدة في أبين والذي خلف ما يقارب 200قتيل من الجيش وعدد كبير من الجرحى , هل هو تواطؤ من الداخل تزامن مع إبعاد لمهدي مقولة , أم هجوم مباغت للقاعدة أي الروايات أقرب إلى المنطق ؟
- بالنسبة للعملية الأخيرة والتي راح ضحيتها المائتين من أبناء القوات المسلحة والآمن , الرواية الرسمية تقول: بأن عناصر تنظيم القاعدة قاموا بمحاصرة الجنود داخل منطقة جغرافية معينه .
مقاطعاً ) محللين سياسيين وعسكريين يرون من الاستحالة أن يسقط جنود مثل هذا العدد مع ذلك العتاد الضخم في وقت واحد وفي منطقة تماس مع القاعدة ؟
- نقطة هامة , تنظيم القاعدة ما يشاع عنه أنه قام بثلاث عمليات انتحارية استهدف بها الجنود في تلك المنطقة , والتنظيم نفسه يقول أنه استخدم عملية التمويه , من خلال سيارة وبعدها باغت الجنود في تلك المنطقة , وأنا لا استبعد أن يكون هناك مؤامرة من قبل القيادة السابقة للمنطقة الجنوبية وعلى رأسها مهدي مقولة .
ما هي دلائل هذه المؤامرة حسب اعتقادك ؟
- أنا لا أستغرب منه هو وجود منصات إطلاق صواريخ ودبابات ومدرعات داخل الأسوار والمخازن على خط النار مع تنظيم القاعدة , , حيث أن العملية كانت في مكان هو أصلاً سجن مركزي في أبين , هذا السجن لم يستخدم قط , والمكان الذي وقعت فيه العملية , كان في خط التماس , في المنطقة التي تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة وهي الكود , وبين قوات الجيش القادمة من عدن داخل محيط هذا السجن , وهنا كيف توجهت تلك القوات وذلك العدد الكبير للدخول إلى داخل المعسكر ( السجن ) وهذا سؤال ينبغي أن يطرح على القيادات العسكرية .
ترى أن هناك علامات استفهام كثيرة من خلال الأسلحة الثقيلة على خط التماس في غرف مغلقة وطبيعة المعركة مع القاعدة ؟
- بالضبط, لماذا هذه الأسلحة لا تكون منتشرة على جبهة القتال ! , بل وضعت وكأنها كانت مخزنة حتى يأتي تنظيم القاعدة ليأخذها بسهولة ويسر وهذا ما حصل , وأنا أستبعد أي قراءة أخرى . .. قبل أن تسأل أكمل فقط هذه الجزئية , ويجب لا ننسى أن تنظيم القاعدة لديه مجموعة من العناصر المقاتلة البارعة , بإمكانها أن تحدث خلل في صفوف الجيش , خاصة في مكان مغلق , ولن يتسنى للجيش استخدام الدبابات ولا المدرعات ولا الصواريخ , ولا حتى الرشاشات المتوسطة من خلف الأسوار وبالذات في مرحلة الإلتحام.
ما هو المانع أن تستخدم الدبابات والصواريخ .؟
- كيف ستستخدم الدبابات والصواريخ إذا كانوا لا يبعدون عن الجنود وتلك الترسانة سوى بضعة أمتار فقط , أو حتى قد يكونوا تسللوا بين الصفوف وفي تلك اللحظة حتى الرشاشات المتوسطة لا يقدر الجيش على استعمالها , أقول ذلك وأنا أعرف الموقع الخاص للطرفين وطبيعة المعركة التي حصلت بين التنظيم وبين قوات الجيش , تواجد الأسلحة داخل المعسكر كان عملاً غير مبرر .
لكن الرواية التي تضعها وزارة الدفاع تختلف عما تقوله هنا.؟
- يا أخي الرواية التي تطرحها وزارة الدفاع على أن هناك ثلاثة أنفجارات استهدفت عدداً كبيراً من المواطنين تم بعده الحصار على المعسكر ! لا تبرر العملية التي حصلت تماماً , والذي اتصوره أن العملية تمت على النحو التالي: تنظيم القاعدة قام بعملية تفجير سيارة كتمويه للقوات , أمرت على إثرها القوات بالانسحاب إلى المعسكر بحجة الاحتماء من العمليات الانتحارية التي قد يقوم بها المسلحين ضد وحدات الجيش على إثر هذه الأوامر سيئة النية قامت عناصر من التنظيم بالهجوم على ذلك المعسكر والسيطرة على الموقع وأسر بقية الجنود بعد أن قتل عدد كبير من القوات داخل محيط الموقع الذي هو سجن أبين المركزي .
وأين المؤامرة التي ذكرت سابقاً ؟
- على العكس هنا دور المؤامرة , بالتأكيد أن الحصار دام طويلاً للجنود في المعسكر , وما سمعناه أن الحصار دام أكثر من 24 ساعة , والمسافة من عدن مكان قوات الدعم مع موقع"دوفس" بأبين لا تستغرق ساعتين في أكثر تقدير , حيث أن الطريق من عدن إلى أبين نصف ساعة فقط في التحرك الطبيعي , لماذا لم يوفر الجيش الدعم الكافي واللازم لفك الحصار عن الجنود داخل المعسكر , وهنا وجود جنود أسرى بيد تنظيم القاعدة يدل على أن العملية كانت مدبرة , وتسقط رواية وزارة الدفاع تماماً , فكما سمعنا عملية حصار مدروسة ثم اشتباك بالأسلحة الخفيفة والخناجر , ثم استسلام بقية الجنود للتنظيم .
هناك رواية تقول إن النقاط التي تفصل بين موقع الجيش اليمني ومواقع تنظيم القاعدة هي ثلاث نقاط وقد اختفت يوم الهجوم ما سهل للقاعدة الاقتراب والدخول إلى المعسكر بسهولة ؟
- لا يوجد ثلاث نقاط تابعة للجيش , في مكان أقرب من ذلك المعسكر , فمنطقة الكود أساساً مسيطر عليها تنظيم القاعدة , والمعسكر هذا في طرف المدينة , وهو خط التماس الأساسي بين مقاتلي القاعدة والجيش اليمني , كيف ثلاث نقاط , وأنا أستبعد ثلاث نقاط إلا إذا كانت استحدثت قبلها بساعات وسحبت قبلها بساعات فلا أعرف ذلك ولا أعتقد أن ذلك قد حصل , أما أن تقام نقاط عسكرية على الخط ما بعد السجن المركزي , أو المعسكر هذا تستبعد جداً لأن الشارع الرئيس وسط المدينة وهنا سوف يكون هدفاً سهلاً فأول نقطة ستكون في متناول عناصر الجماعات المسلحة.
طبيعة الموقع الذي يتمركز فيه الجيش ,؟
- هو كان مشروع سجن مركزي ولكنه توقف , والمعسكر كله لا يزيد محيطه عن كيلو متر مربع , وتعسكر فيه وحدات من المنطقة الجنوبية .
هل هذه القوات قد سبق أن دخلت في حرب مع التنظيم على الأقل تكون قد عرفت طبيعة الحرب وأسلوب المواجهة مع التنظيم ؟
- نحن كان لنا كأبناء محافظة أبين علامات استفهام حول انتشار القوات القادمة من الجهة الغربية لزنجبار أي من عدن , ومن ضمنها القوات التي استهدفت في هذا الموقع , ففي مراحل سابقة كنا نرى عدد من الاشتباكات بعد ذلك نسمع عن استسلام لوحدة عسكرية , والتخلي عن السلاح لصالح تنظيم القاعدة .
تتكلم عن الحادثة الأخيرة ؟
- أنا أتكلم عن بداية العمليات , حيث سيطر المسلحون منذ فترة على عدد من الرشاشات والعربات المدرعة , من نفس الجهة , أيضاً كان سكان أبين على سبيل الدعابة أن ضحية الجيش الوحيدة في تلك الجهة هو الإسفلت , كانت أغلب قذائف قوات الجيش تتوجه نحو الإسفلت , ولم تقام عملية حقيقية ضد مجاميع تنظيم القاعدة من جهة هذا المعسكر , وما تم من الجهة الغربية من محافظة أبين عن طريق قوات المنطقة الجنوبية هي فتح الطريق الدائري الذي يصل عدن بقوات 25 ميكا قوات الصوملي , هذا الطريق لا يمر بالمدينة , طريق ساحلي يخرج من الشارع العام , يمر جنوب المدينة باتجاه الساحل ويعود حتى يخرج بجوار معسكر 25 ميكا .
هناك روايات تقول إن تنظيم القاعدة قد خرج عبر البحر من اليوم الأول التي سبق الهجوم عبر زوارق بحرية ولم يتم إيقافهم حتى أوصلوا تعزيزات للتنظيم في المكان الذي تمت فيه العملية .؟
- أن يتسلل تنظيم القاعدة قادمين من شقرة ومن الشيخ عبد الله والتي هي أحد ضواحي زنجبار دون أن ترصدهم القوات اليمنية فهذا مشكلة كبيرة .
يعني أن التسلل حصل ؟
- ما سمعنا أنه حصل بالفعل حيث تم التبليغ عن حركة غير طبيعية لزوارق بحرية تقليدية في تلك المنطقة , كان الرد من قيادة المنطقة الجنوبية أن تلك الزوارق صديقة , يتضح فيما بعد أن تلك الزوارق هي من نقل على ظهرها السلاح ومقاتلي القاعدة إلى خلف وحدات الجيش المغدور بها , والأغرب أن عمليات النقل تلك كانت لمدة ثلاثة أيام سابقة للعملية .
طبيعة المعركة يعني أنه حصل نوع من التعزيز للتنظيم من أماكن أخرى . ؟
- في حالة واحدة , إذا علم تنظيم القاعدة بأن المسافة بين القوات المتواجدة داخل المعسكر وبين القوات الداعمة لها من الخلف كبيرة أو انها منطقة فارغة , يعني أن هناك ثغرة في تلك المنطقة يستطيعون الدخول والتسلل في إقامة العملية , ولكني أعتقد بانه حتى لو لم يستخدموا البحر , المنطقة تتيح لهم أن يلتفوا حول المكان .
لا زال الموقع العسكري الذي حصلت فيه هذه العملية الأخيرة بيد التنظيم حتى الآن ؟
- نعم لازال بيد التنظيم , وهو ليس معسكراً بقدر ما كان موقعاً لسجن مركزي في أبين وهو ليس سوى موقع للاختباء (مترس) فقط ولا يصلح أن يكون موقع عسكري .
نعود إلى السؤال الهام , هل لدلالة التوقيت لإقالة مهدي مقولة علاقة بما تم من هجوم على موقع المعسكر ؟
- بالتأكيد هناك رابط قوي بين إقالة مهدي مقولة وبين نشاط التنظيم من ناحية أن سلمت القوات حتى يصبح خللاً تعانيه القيادة الجديدة مع قواتها , وهو ذات الأمر الذي سلمت لأجله الأسلحة , مهدي مقولة في ورطة كبيرة جداً , نتيجة للمساعدات الكبيرة الذي تلقاها عناصر تنظيم القاعدة من الموقع التابع له , ومهدي مقولة قد يكون الأمر ليس تابعاً له بشكل مباشر , وإن كانت هناك مؤامرة فهي تمت بالأمر أو خطأ في تحليل الموقف , حتى وإن غاب دور مهدي مقولة بحيث يكون هناك فراغ في القيادة , فهناك قيادات وسطية وتحتية هي من تقود المعركة , ولكن أن تسلم في ذلك الوقت بالتحديد , هذا شيء عندي مؤكد أن مهدي مقولة متورط فيه , كون مقوله في وقت سابق قد صرح بأن وزير الدفاع والعميد سالم قطن يدعمون القاعدة ورفع بهذا الشأن إلى الأمريكان , وبأنه في حال أبعادهم عن موقع العمليات سيحسم المعركة خلال اسبوعين , وعليه ضغط الأمريكان على نائب الرئيس حينها عبدربه منصور لأبعاد وزير الدفاع عن قيادة العمليات ولكن مقولة وخلال شهور لم يحدث أي تغيير بل ساعد وفي حصول القاعدة على الغذاء والعتاد وهزيمة الروح المعنوية للجيش اليمني في أكثر من مناسبة , وأخيراً شعر بالاستياء الشديد من إقالته وأودى بحياة 200 جندي وضابط يمني.
يعني أنها عملية انتقام ؟
- ليست عملية انتقام بقدر ما هي ورطة كان يريد أن يوقع فيها من يأتي بعده .! وهي ورطة كبيرة لايحسد عليها سالم قطن ولا الجيش اليمني , خصوصاً أن الأسلحة التي سيطرت عليه القاعدة أسلحة كبيرة وثقيلة , من مدرعات ودبابات وبطاريات صواريخ .
من يتحمل المسئولية النظام السابق أم مهدي مقولة أم من ؟
- أتمنى أن يتم فتح تحقيق حقيقي وشفاف وكشف من المتسبب في هذا الحادث الإجرامي , وكشفه على الرأي العام , لكن من الأوليات مهدي مقولة المتهم الأول وطرف الخيط.
فتح تحقيق ؟
- فتح تحقيق نتمنى أن لا تخفى مجرياته ونتائجه وأعتبار مقولة من المشمولين بالتسوية السياسية التي قامت , ونحن نعرف أن مهدي مقولة محسوب على النظام المخلوع ولذا لن يتم استهدافه في شخصه بسهولة, فمهدي مقولة بالرغم من الخسارة التي مني بها اليمنيون أخشى أن يعفى من المسؤولية مثل ما خرج علي عبد الله صالح من دماء الشهداء في الساحات , على أن لدينا ضد مقولة الكثير من الملفات والقضايا كقتل نشطاء الحراك السلميين , ونهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة في عدن.
الرئيس عبد ربه منصور هادي أين موقعه مما يحدث ؟
- عليه أن يكون حازماً , وحاسم في نفس الوقت , هو يعلم بأن إجماع الكل عليه لم يكن نتيجة لأفعاله الكبيرة في المرحلة السابقة , بقدر ما كان الجميع معولين عليه في انتشال اليمن من الوضع الحالي , ورسالتي هي أن المناكفات السياسية في المرحلة السابقة ساهمت بقدر كبير في قتل الروح المعنوية لدى الجيش اليمني , وأصبح الجيش اليمني إما جيش متمرد بحسب دعاية هذا الطرف أو جيش عائلة بحسب ما يروج الطرف الثاني , يجب أن يحيد الجيش من كل الخلافات .
الرئيس هادي يعد بأنه سوف يقضي على تنظيم القاعدة في المرحلة القادمة وأن القضاء على التنظيم هي أولوية مهامه كرئيس لفترة انقالية ؟
- بالتأكيد لا يوجد من هو أقدر من عبدربه منصور هادي , على إدارة الحرب مع تنظيم القاعدة في المرحلة القادمة , لديه من الحنكة القتالية والسياسية ولديه خبرة وكفاءه ولديه من العناصر والقيادات وهو أيضاً من أبناء المحافظة نفسها , وباعتقادي أن الحرب مع القاعدة لا يجب أن تعتمد على أسلوب الذي اعتاده الجيش اليمني في القتال .!
وهو ؟
- وهو أسلوب الجبهة , اسلوب الجيش اليمني يتطلب وجود جبهتين على ميدان حرب لكي يتفوق هذا الطرف على ذاك , تنظيم القاعدة يقاتل وفق مجاميع صغيرة بعضها لا يتجاوز شخصين أو شخص واحد في بعض الأحيان , يفتح ثغرة من مكان محدد عبر هذا الشخص بهجوم صاروخي أو عملية أنتحارية , وأنا أرى أن تكون المواجهة مع التنظيم من خلال تقدم الجيش بوتيرة بطئيه جداً , مع الاستفادة من الجنود أبناء المدن نفسها في تحرير مدنهم , ويكون ذلك من خلال عمليات نوعية مثل التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة , تعطي مساحة للجيش اليمني بالتقدم وتطهير المنطقة بالكامل , أيضاً أبناء المنطقة سوف يتاح لهم أن يتمركزا في أسقف البنايات ليحموا تقدم الجيش في الطرقات من أي هجمات من الأزقة أو الشوارع ضد وحدات الجيش المتقدمة , هذا سيجعل الجيش يطهر المنطقة وفي نفس الوقت يتقدم بأمان بعيداً عن الهجمات المفاجئة , ولكن قبل القيام بأي عمليات , يجب أن تفتح قنوات مع ما يسمى بأنصار الشريعة , الذين هم في الأساس من أبناء زنجبار بعيداً عن القاعدة وعناصرها , وأنصار الشريعة يتم التواصل معهم لاستقطاب من نستطيع استقطابه للإيمان بمشروع الدولة .
تتوقع استجابة من قبلهم ؟
- أكيد , كون هناك عناصر في غالبيتها لا تؤمن بفكر القاعدة بقدر ما دفعها نحو ذلك مجموعة من العوامل التي أسلفنا ذكرها في بداية هذا الحوار , من سياسية واجتماعية واقتصادية , سيستجيب الكثير وأنا متأكد من ذلك , وأنا أعرف بأن أبناء أبين حريصون على بلدهم أشد الحرص , سيستجيبون , وهذا سيخفف من قبضة أنصار الشريعة , في غياب عناصر تنظيم القاعدة المقاتلين , أيضاً الهجوم على تنظيم القاعدة لا يجب أن يتم من اتجاه واحد , يجب أن يفتح ضدهم من عدد قنوات واتجاهات , كونهم عدداً محدوداً , ويصب كل قدراته في اتجاه واحد وهنا يكون له تأثير , وتنظيم القاعدة ينشط في مساحة جغرافية واسعة , وإذا تم الهجوم عليه من كل الاتجاهات , سوف يشتت بطريقة قوية , وجهود مقاتليه , وما أستغربه هو أن يقوم الجيش بالهجوم على عناصر التنظيم وأنصار الشريعة في مدينة زنجبار , بينما الكل يعلم أن العمق للتنظيم في مدينة جعار الواقعة شمال زنجبار وهذه المدينة توفر غطاء آمن لتنظيم القاعدة في الحركة , حتى أن أخلى زنجبار يستطيع من خلال مدينة جعار وامتدادها الجبلي أن يتحرك فيها قدر المستطاع , وهنا نقول إذا كان هناك نوايا حقيقية نحو التطهير مدينة زنجبار ومحافظة أبين بشكل عام , يجب أن يتم استخدام قدرات القوات المسلحة في تلك المناطق ومن أكثر من جبهة حتى تشتت جهود التنظيم في صد ومقاومة أي هجوم.
القتال سوف يتناول عناصر القاعدة وماذا عن السلطة التي تدير المناطق وهم أنصار الشريعة .؟
- أنصار الشريعة لا يملكون عقيدة قتالية مثل التي لدى القاعدة , ولا العقيدة الفكرية التي تجعلهم مشاريع انتحارية بوجه الجيش ولا يمتلكون القدرات القتالية التي لدى القاعدة , وهنا يسهل السيطرة عليهم بشكل أسرع , المهم هو تشتيت جهد تنظيم القاعدة , وهنا قضية مهمة وسؤال يقدم من أبناء أبين لماذا يتم استهداف منازلنا كأهداف افتراضية , لتواجد تنظيم القاعدة , بيمنا يعلم الجميع بتواجد عناصر تنظيم القاعدة في بعض المرافق الحكومية والتي لم تستهدف حتى الآن .
جزء من المؤامرة ؟
- أعتقد بأن الدولة حريصة على الملكية الحكومية , أكثر من الملكية الخاصة , وهي تعتقد أن سيطرة الدولة على هذه المدينة سوف تعود لتمارس عملها من خلالها , وما لا نفهمه في الأمر أن محافظ أبين السابق المهندس احمد الميسري استبدل بمحافظ أمني كان نائب لوزير الداخلية , وهو الممسك بملف الجماعات المسلحة بوزارة الداخلية " الزوعري " كيف أن الزوعري كان أول المنسحبين .! هناك بوادر كثيرة تحوم وتؤكد فكرة المؤامرة .
عن أي فترة تتكلم الآن ؟
- عن الفترة الأخيرة , هي فترة السيطرة على أبين في مايو الماضي , غير واضح أن ينسحب الزوعري من أبين قبل أن تسيطر عليها تلك العناصر والأشد غرابة أن تنظيم القاعدة كان يوزع منشورات قبلها بيومين من أنه سوف يسيطر على زنجبار يوم الجمعة 29/مايو, كيف لم يلتفت إلى كل تلك التحذيرات والمؤشرات , وهنا مسالة السيطرة على زنجبار كانت مؤامرة من الطراز الأول تدخل فيها كل الأجهزة الأمنية والنظام بكل قياداته , والسيطرة على زنجبار كانت سيطرة صورية في البداية , حيث أراد النظام من خلالها , أن يسلم المدينة إلى مجموعة , من عناصره الأمنية الذين كانوا يطلق عليهم تنظيم الجهاد , والذي يتزعمه خالد عبد النبي هذا التنظيم سيطر على كثير مناطق المدينة , بعدما انسحبت كل القوات وأخلت المعسكرات , حتى أن قائد اللواء 25ميكا العميد الصوملي انسحب ولم يثبت في القتال إلا أركان اللواء جازع الكازمي الذي أخذته الغيرة كونه من أبناء المحافظة ومعه بعض الظباط الجنوبيين وللأسف هذه هي الحقيقة , بعدها بيومين انقلب تنظيم أنصار الشريعة على تنظيم الجهاد وأجبر قيادات تنظيم الجهاد على المكوث داخل المنازل الخاصة بهم كإقامة جبرية , ومنذ تلك الأحداث عاد الصوملي وظهرت لنا جدية قوات الجيش في محاربة التنظيم مما يعني أن عقد مؤامرة أبين الذي صاغها النظام المخلوع قد انفرط من يده , فرأى أن المسالة لم تعد كما رتب لها, بدأ الضرب بشكل عنيف , بدأ الاتصال بالشيخ طارق الفضلي للإمساك بزمام المحافظة من قبل علي عبد الله صالح الأمر الذي رفضه الفضلي كما صرح لقناة الجزيرة , بعدها شرع المخلوع باستمالة بعد القيادات في الجيش المنظمة للثورة أمثال فيصل رجب ومحمود الصبيحي للحد من سيطرة القاعدة وانتشارها في معركة حقيقية قد لا يكون هدفها الرئيسي السيطرة على زنجبار , وهنا أقول ما حصل يستوجب من الرئيس هادي التحقيق الجاد والصادق كونه من أبناء المحافظة وكونه قد حمل أمانة كبيرة , ويعلق عليه اليمنيين آمالهم العريضة , والتحقيق من أجل معرفة المتسببين فيما يحصل لأبين .
المخابرات الأمريكية الا تدرك كل هذا التفاصيل الخطيرة التي تفضلت بها , وكيف ستثق بالحرس الجمهوري كشريك جديد في محاربة التنظيم إذا ؟ كان النظام السابق خلف كل هذه الكوارث؟
- مسالة الولايات المتحدة الأمريكية وجديتها في محاربة الإرهاب محل جدل دولي لدى الباحثين والمتابعين , ولكن يطرح سيناريو من قبل البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت من زنجبار أن تكون جاذبة لعناصر تنظيم القاعدة كصائد للحشرات , والولايات المتحدة الأمريكية ما كان لها أن تتصيد أنور العولقي , وما كان لها أن تتصيد البناء خبير المتفجرات الذي قتل في العام الماضي لولا إعلان زنجبار إمارة إسلامية ,وتجمع القاعدة من كل إتجاه نحوها , وهنا مسألة تمسك الولايات المتحدة بالحرس الجمهوري كشريك في محاربة الإرهاب كون الحرس الجمهوري ورقة بيد الولايات المتحدة ورقة حقيقية , وهي تؤمن بأن هذه القوات هي الوحيدة والقادرة على تطهير أبين من تلك القوى بعد أن تستكمل أهدافها من سيطرة الجماعات على أبين , قد يتاح للحرس الجمهوري أن يقوم بهجمات واسعة لأبين وتطهير المحافظة بالكامل من التنظيم وأنصار الشريعة , وهذا ما يطرح .
الرئيس هادي هل يمكن أن يخاطر بخوض معركة ضد القاعدة بهذا الجيش المنقسم وبهذه المعنوية التي أسلفت ذكرها ؟
- لن يستطيع حتى مواجهة عصابة تقطع الطريق بجوار صنعاء في ظل انقسام الجيش , ما دام أن هناك طرف يحارب وطرف يسلح , طرف يضغط وطرف يهادن ويفتح المناطق لتلك الجماعات بالتحرك والسيطرة علي معدات عسكرية , أو إلحاق هزائم معنوية بالجيش , وهنا لن يستطيع إلا بتوحيد قرار القتال والحرب في القوات المسلحة , بيد سلطة وطنية حقيقية , مصلحة الوطن عندنا أهم وفوق أي اعتبار , أما الرئيس عبدربه منصور كشخص وقائد عسكري فهو الأقدر على الحسم , والأكثر أحساساً للمسؤولية , ثقتي الشخصية فيه كبيرة جداً لأنني اضع نفسي مكانه فالمسألة تتعلق بالكرامة .
كم بقى من المحافظة بيد الدولة لم تسيطر عليه القاعدة ؟
- السؤال بشكل صحيح يجب أن يكون كالتالي , كم بقى من أبين تحت سيطرة الدولة.!؟ وكم من أبين تحت سيطرة أنصار الشريعة ؟.! تسيطر القاعدة على 10 بالمائة من مساحة المحافظة ، وباقي المحافظة لا تتواجد فيها الدولة نهائياً .
السؤال الأخير وهو المسكوت عنه في كل وسائل الأعلام " الوضع الإنساني لأبناء محافظة أبين ؟
- من أبين ما يقارب 100 ألف نازح متواجدين في مناطق متفرقة من عدن ومناطق أبين التي لا تستهدفها العمليات العسكرية ولحج والبيضاء , 100 ألف يعيشون في مدراس في وضع إنساني مأساوي , هناك عائلات وأسر اعتادت على الحياة بشرف وستر داخل منازلها واليوم في المدراس فقدو الخصوصية والستر والراحة والكرامة , الآن لدينا الآلاف في مدارس لا تصلح للسكن ,لا تتوفر فيها أدنى متطلبات وظروف السكن لأسرة يمنية تقليدية من الخصوصية منعدمة والحمامات جماعية يتناوب عليها النساء والرجال , هناك أسر من ذوي الدخل المحدود وتستأجر منازل بمبالغ تتجاوز دخل البعض حيث تتراوح الإيجارات بين خمسة وعشرين ألف إلى أربعين ألف ريال .
حال المنظمات ؟
- في البداية كان هناك شغل جبار عندما كانت الأعداد قليلة ,ورافق ذلك عدد من العيوب , من حيث المواد الغذائية لا تسد الحاجة , كما أن هناك تسجيل لعدد كبير من غير النازحين بحيث تذهب كمية كبيرة لغير أصحابها وهذا الأمر يتحمله الوزير الكحلاني والمحافظ الزوعري الذين اعتبروا هذه الأزمة مجالاً جديداً للاستثمار , بالإضافة إلى أموال وكميات تذهب إلى خارج المخيمات . هناك أسر تعطى ماهو مخصص لعشر أسر وهناك من لا تجد ما يكفيها , وهناك اهانة لأبناء أبين من خلال طوابير الحصول على أكياس الدعم والمعونة , هناك محسوبيات في التسجيل لا زال المسؤلون الذين سلموا المحافظة و المتسببون في الأزمات التي يعيشها أبناء أبين الآن يتسببون في أزمات جديدة , يمارسون الفساد ويتلاعبون بموازنات النازحين والمحافظة بشكل عام , كونه لم يعد عليهم حسيب ولا رقيب ولا أحد يعلم أي مهام يمارسها أولئك المسؤلون . عودة أبناء أبين إلى مناطقهم يقتضي تطهير المنطقة من القاعدة وأنصار الشريعة , أو تسليم البلد بالكامل إلى القاعدة أو التسليم بسيطرة القاعدة على أبين والاعتراف بتواجدهم داخل محافظة أبين وتسليمهم الأمور ووقف العمليات العسكرية تجاه المواطنين بدرجة رئيسية ومنازلهم , 70 % من المنازل هدمت بالكامل وإعادة الأعمار الآن ستكون هي المشكلة الحقيقية حتى وإن انتهت العمليات العسكرية بين الجيش وتنظيم القاعدة , إلى أين سيعود المواطنين لا توجد خدمات , لا طرق , وحتى المساكن في الغالب هدمت , هذه مشكلة حقيقة . لقد وصلنا إلى حالة نتحاسد على المعاناة , ونساءل لماذا التركيز على نازحي الحصبة ولماذا التركيز على نازحي أرحب وصعده وأبين كعادتها مهملة , والواقع يقول أن معاناة أبين هي نتاج ممارسة خاطئة للدولة في المقام الأول ولفكر دخيل على الوطن يهدد النسيج الاجتماعي والمناخ الثقافي والديمقراطي , على الدولة أن توفر حلاً حقيقياً وسريعاً لأبين فهناك حالات إنسانية يتفطر لها القلب , في أحدى مدارس أيواء النازحين شاب يقتل أمه وزوجته ويحاول الانتحار , هناك جرائم أخلاقية , جرائم اغتصاب لأطفال في الأماكن التي وضعت كملاجئ للنازحين , أبناء أبين في الوقت الحالي يعيشون وضع إنساني مزري وضع مهين كأن الكل فرح بوقوعهم فيه ، هناك مرضى السكر والقلب وكثير من لأمراض المزمنة من غير علاج.
كلمة أخيرة .؟
- رسالة للحكومة الجديدة والرئيس الجديد إن كان لديهم نوايا حقيقة فلتبدأ من نازحين أبين ووضع النازحين هو من سيحدد المرحلة التي بعدها في استعادة أبين إلى حظيرة الدولة, أما أن يتسلم مسؤول قوت النازحين والجميع يعلم فساده فهذا هو الأمر السيء بحق , رسالتي للصحفيين ما سبب إغفالكم لمأساة أبين , رسالتي لشباب الثورة اعلموا أن أبين أول اختبارات المسؤولية الوطنية وعلى هذا الأختبار ستمنح لكم ثقة الناس أو سخطهم ، رسالتي للقوى السياسية اذهبوا بخلافاتكم بعيداً عن أبين لدينا وضع أنساني يحتم تضافر جهود الجميع فاذهبوا بخلافاتكم النتنة بعيداً عن المقهورين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.