السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يهاجمون قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية؟
نشر في 14 أكتوبر يوم 14 - 07 - 2011

تتعرض قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لحملات سياسية واعلامية غاشمة من قبل الماكنة الدعائية لحزب (الاصلاح) التي تشمل عددا من الصحف والمواقع الاخبارية، بالاضافة الى قناة (سهيل) الفضائية.
اللافت للنظر ان هذه الحملة تزامنت مع قيام جماعات ارهابية مسلحة تابعة لتنظيم (القاعدة) بالاستيلاء على مدينتي جعار وزنجبار في محافظة ابين، حيث تخوض قوات الجيش والامن التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية معارك بطولية بهدف تطهير هاتين المدينتين من الارهاب، ما ادى الى مقتل واسر العشرات من الارهابيين، واستشهاد وجرح العديد من ابطال القوات المسلحة والامن الذين يجترحون تضحيات جسيمة دفاعا عن الوطن، واسهاما في مكافحة الارهاب الذي يلحق الضرر بالمصالح الوطنية العليا ويهدد الامن والسلم الدوليين.
وبقدر ما ادى تسلل خطر الارهاب الى عاصمة محافظة ابين، وقيام الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم (القاعدة) بتحويلها الى امارة اسلامية، والتهديد بالزحف على مدينة عدن، الى تشريد اكثر من (54 الف مواطن ومواطنة) من الرجال والنساء والاطفال، الذين نزحوا الى مدينة عدن، وتخريب ونهب المنشآت والمرافق الحكومية والبنوك العامة والخاصة في مدينة زنجبار، والسعي للاستيلاء على معسكر اللواء (25 ميكا) الذي يتصدى ببسالة اسطورية لهذه الجماعات الارهابية، بقدر ما ادى ايضا الى اثارة قلق الحكومة اليمنية وكافة حكومات دول المنطقة والعالم، خصوصا بعد ثبوت مشاركة عشرات الارهابيين من مختلف الجنسيات في المعارك الدائرة هذه الايام في محافظة ابين.
من المفارقات المدهشة والمثيرة للتساؤل صدور بيان باسم اللجنة التنظيمية للمعتصمين في ساحة جامعة صنعاء - التي يهيمن عليها حزب التجمع اليمني للاصلاح - بعد يومين من استيلاء تنظيم (القاعدة) على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين ، يناشد اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية للانضمام الى ما تسمى (الثورة السلمية)!!
تساءل الكثير من المراقبين بعد صدور ذلك البيان عن مغزى تزامنه مع قيام قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية بواجبها الوطني في ارسال بعض الالوية والوحدات المقاتلة من محور عدن ومحور العند، الى محافظة ابين، بهدف مواجهة قوى الارهاب وفرض حزام امني حول مدينة عدن، وكان المقصود من دعوة اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الى اعلان انضمامه لما تسمى (الثورة السلمية) هو ابقاء قواته حبيسة المعسكرات ، والامتناع عن اداء واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن الوطن ومكافحة الارهاب وحماية مدينة عدن التي تضم العديد من المنشآت الحيوية الاقتصادية والصناعية الاستراتيجية، وفي مقدمتها مصافي البترول وميناء الزيت بالبريقة وميناء عدن العالمي بالتواهي وميناءي الحاويات والشحن والتفريغ في المعلا والمنطقة الحرة، ومحطة انتاج الطاقة (الكهروحرارية) بالحسوة ، ومطار عدن الدولي بخورمكسر، بالاضافة الى العديد من القواعد العسكرية الجوية والبحرية والبرية، بمعنى ان المقصود من دعوة اللواء الركن مهدي مقولة للانضمام الى ما تسمى (الثورة السلمية) هو ابقاء القوات التي تخضع لقيادته داخل المعسكرات .
اللافت للنظر ان المدعو محمد الحزمي عضو مجلس شورى حزب (الاصلاح) انبرى في الخطبة التي القاها امام المعتصمين بساحة الستين في اول جمعة تلت سقوط مدينة زنجبار في ايدي تنظيم (القاعدة) للترحم على قتلى هذا التنظيم الارهابي الدولي في محافظة ابين والذين وصفهم محمد الحزمي في خطبته ( الثورية ) بانهم شهداء في سبيل الله والدعاء على قوات الجيش التي ازهقت ارواح (الشباب الثائر المجاهد ) في ابين بحسب تعبيره، الامر الذي يسهم في تسليط الضوء على طبيعة المشروع السياسي الذي يجري التحضير له من خلال الاعتداءات المسلحة اليومية التي تتعرض لها قوات الجيش والامن في مختلف المحافظات تحت مسمى (الثورة السلمية) !!
ويزيد من خطورة الدعوة التي وجهتها ما تسمى باللجنة التنظيمية للثورة السلمية في صنعاء لانضمام اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الى (الثورة)، وقيام خطيب ساحة الستين ( الثورية ) بالترحم على قتلى (القاعدة) في محافظة ابين ، وصولا الى شروع احد الشخصيات القبلية المحسوبة على حزب التجمع اليمني للاصلاح في محافظة شبوة ويدعى ( الملا زبارة ) باعلان فشل مبادرة قال انه تقدم بها ( لوقف القتال بين الجماعات الاسلامية المسلحة في ابين وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية ) حسب تعبيره ، مشيرا الى أن من اسماهم المجاهدين في زنجبار اشترطوا لقبول المبادرة ووقف اطلاق النار انسحاب قوات الجيش التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية الى المعسكرات ، وتسليم مدينة عدن حتى يتم ستكمال قيام امارة عدن - ابين الاسلامية ، مقابل تعهد تنظيم ( القاعدة ) بعدم التعرض لهذه القوات اذا اقدمت على تسليم عدن والبقاء داخل المعسكرات، الامر الذي يتطابق مع مضمون الدعوة التي طالبت اللواء الركن مهدي مقولة قائد المنطقة بالانضمام لما تسمى (الثورة السلمية )، وعدم التصدي لاعمال التخريب التي تتعرض لها محافظات ابين وعدن ولحج على ايدي عناصر تنظيم (القاعدة) الذي يتفق مع احزاب ( اللقاء المشترك) على هدف واحد فقط هو اسقاط النظام.
الثابت ان شعورا بالقلق والخوف ساد بين صفوف المواطنين والمواطنات في مدينة عدن، بعد سقوط مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين، وتسلل بعض العناصر الارهابية الى هذه المدينة الآمنة بهدف القيام باعمال انتحارية ضد بعض الوحدات العسكرية والامنية المنتشرة في المدينة، ونشر الرعب بين صفوف سكانها.. وتجلى هذا الشعور بتوجه عدد من الشخصيات الاجتماعية الى قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية ومطالبتها باعادة نشر الوحدات العسكرية في المدينة وحمايتها من خطر الارهاب، وهو ما فعلته ايضا نقابة الصحفيين فرع عدن التي اصدرت بيانا ناشدت فيه قوات الجيش والامن بالقيام بواجبها الوطني في حماية مدينة عدن من خطر الارهاب الذي يتربص بها.
لا يحتاج المرء الى جهد كبير لاكتشاف الترابط الوثيق بين اعلان امير تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في اول بيان صدر عقب الاعلان عن توحيد جناحي تنظيم (القاعدة) في اليمن والسعودية قبل عامين، بان هدف تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب هو اقامة (امارة اسلامية) على غرار (نظام طالبان) في اي منطقة يتم الاستيلاء عليها ، وتحويلها الى نواه لاقامة (نظام الخلافة )، وبين دعوة ( الشيخ ) عبدالمجيد الزنداني المرشد الديني لحزب التجمع اليمني للاصلاح الى تغيير النظام القائم واقامة نظام الخلافة الاسلامية على نحو ما جاء في خطبته الشهيرة التي القاها امام ( الثوريين) المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء في شهر مارس المنصرم، عندما اعلن انضمامه الى (ثورتهم السلمية) وسط هتافات المعتصمين الذين رددوا شعار ( الله اكبر ولله الحمد)، وهو الشعار الذي يردده دائما اعضاء حزب التجمع اليمني للاصلاح في اجتماعاتهم وفعالياتهم الحزبية.
في هذا السياق يمكن فهم الابعاد الحقيقية للمعارك الدائرة بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة في مدينة زنجبار التي تبعد عن مدينة عدن بحوالي (ستين كيلو مترا)، ويربطها بمحافظتي عدن ولحج شريط ترابي يمتد من مناطق العلم والعريش والممدارة مرورا بمنطقة العماد وانتهاء بمنطقة الفيوش، حيث يبرز مشروع الامارة الاسلامية كنواة للانطلاق نحو اقامة نظام الخلافة في شبه جزيرة العرب والعالم العربي والاسلامي ، بما هو واحد من ابرز المشاريع التي تستهدف تحويل اليمن باسرها في حال تفكك او سقوط النظام الى محرقة مدمرة ، وبؤرة عدوانية توسعية من شانها تاليب كافة دول المنطقة والعالم لمحاصرة بلادنا ومعاداتها ومحاربتها ومعاقبتها بكل الوسائل الممكنة.
وفي هذا السياق ايضا يمكن فهم دعوة اللجنة التنظيمية لما تسمى (الثورة السلمية)لانضمام اللواء ركن مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اليها ، ومطالبة تنظيم ( القاعدة ) بسحب قوات المنطقة العسكرية الجنوبية الى المعسكرات وتسليم عدن لمقاتليه ، مقابل التعهد بعدم التعرض لهذه القوات على نحو ما يحدث في بعض المناطق الاخرى التي تسيطر عليها جماعات من حزب التجمع اليمني للاصلاح وعناصر من تنظيم ( القاعدة ) .
تاسيسا على ما تقدم يبدو اللواء الركن مهدي مقولة شخصية عسكرية مثيرة للاهتمام، خصوصا بعد رفضه الالتحاق بموقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والمنطقة العسكرية الشرقية التي اعلنت انشقاقها عن القوات المسلحة، وهو ما دفع الكثير من مراسلي الصحف والقنوات الفضائية الى التواصل مع كاتب هذه السطور لغرض المساعدة في اللقاء بهذا القائد العسكري المثير للجدل ، والتعرف على قراءته ورؤيته للاحداث الجارية في البلاد، غير انني لم اوفق في خدمة مراسلي وسائل الاعلام التي ترغب في اجراء حوارات صحفية مع قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي ظل ولا يزال حريصا على الابتعاد عن الاضواء.
اعترف بانني حاولت التواصل مع اللواء الركن مهدي مقولة بهدف التعرف عليه والتحدث اليه عبر صحيفة (14 اكتوبر) التي اتولى رئاسة تحريرها، غير انني ترددت كثيرا بسبب معرفتي بحرصه على ان يظل قائدا عسكريا خارج دائرة الضوء، لكنني فوجئت قبل اسبوعين باتصال هاتفي من اللواء مهدي مقولة شخصيا ابلغني فيه برغبته في اللقاء بي في مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية.
وعندما ذهبت في الموعد المحدد اخبرني مدير مكتبه بان اللقاء سيكون في حدود عشر دقائق ، وان الهدف منه هو التعارف فقط ، وليس اجراء حوار صحفي للنشر، بيد ان الحديث مع اللواء مهدي مقولة كان ممتعا وحيويا، واستغرق اكثر من (45 دقيقة) تخللته اتصالات عبر غرفة العمليات، كان القائد يوجه من خلالها بعض الاوامر والتوجيهات، فيما كانت دهشتي كبيرة حين لاحظت ان اللواء الركن مهدي مقولة ابدى حرصا ملحوظا على اطالة الفترة المحددة للقاء ، ما دفعني الى التوقف عن الحديث وانهاء اللقاء والوقوف لتوديعه حتى اتيح له مواصلة مهامه وواجباته.
في هذا اللقاء تعرفت كثيرا على شخصية هذا القائد العسكري المثير للجدل والاهتمام، واسعدني انه يمتلك قراءة متماسكة للاحداث التي تشهدها بلادنا ، ورؤية واضحة لسبل الخروج من الازمة السياسية الراهنة، ولم يخف اللواء الركن مهدي مقولة في مجرى حديثه معي حرصه على نقل رسالة من خلال صحيفة (14 اكتوبر) الى جميع ابناء وبنات مدينة عدن الباسلة ، بان مدينتهم آمنة وستظل آمنة، مشيرا الى ان قوات المنطقة العسكرية الجنوبية فتحت باب التجنيد لآلاف الشباب من أبناء محافظة عدن للالتحاق بالجيش، حيث كان الاقبال كبيراً وفاق كل التوقعات. وأكد اللواء مهدي مقولة أن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لن تتخلى عن واجبها الوطني والدستوري في الدفاع عن امن مدينة عدن، وحماية منشآتها النفطية وموانئها البحرية والجوية ومحطاتها الكهربائية ومرتكزاتها الاقتصادية، وفي المقدمة منها سلامة سكانها رجالا ونساء.
كما تحدث اللواء الركن مهدي مقولة عن المعارك الدائرة في محافظة ابين والتي قال انها تحت السيطرة، وان قوات الجيش والأمن فرضت حزاما امنيا قويا حول مدينة عدن لمنع انتقال خطر الارهاب اليها، مشيرا الى ان الجماعات الارهابية المسلحة في زنجبار وجعار تكبدت خسائر كبيرة في الارواح والعتاد على ايدي الالوية المقاتلة والقوات البحرية وسلاح الطيران ، وفي المقدمة منها اللواء (25 ميكا) الذي يقاتل ببسالة وشجاعة.. واكد اللواء مهدي مقولة ان قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية تقوم بواجبها الوطني في تامين الامدادات التي يحتاجها هذا اللواء بسبب انتشار الجماعات الارهابية المسلحة التابعة لتنظيم (القاعدة) في قلب المدينة، وما ترتب على ذلك من انقطاع خطوط الامداد المباشرة.
وفي هذا الصدد اوضح اللواء الركن مهدي مقولة ان الجيش قادر على اقتحام مدينة زنجبار لكنه حريص على سلامة منازل المواطنين ومزارعهم، حيث تخطط الجماعات الارهابية لاستدراج القوات المسلحة لخوض حرب عصابات طويلة الامد معها وانهاكها، مشيرا الى ان التكتيك القتالي الذي تتبعه القوات المسلحة يستهدف تكبيد هذه الجماعات الارهابية خسائر مباشرة ، وضرب مراكز تجمعاتها ومستودعات اسلحتها، تمهيدا لمعركة فاصلة ستشارك فيها قوات شعبية من مختلف مديريات المحافظة الى جانب القوات المسلحة.
واعرب اللواء مهدي مقولة عن اسفه لوصول الاوضاع في محافظة ابين الى هذا المستوى الخطير ، مشيرا الى ان ذلك ما كان ليحدث لولا تدخلات بعض مراكز القوى العسكرية في الشؤون الداخلية لمحافظة ابين طوال السنوات الماضية ، حيث ظلت شؤون هذه المحافظة تدار بعيدا عن ارادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الجنوبية التي طالما نبهت وحذرت من خطورة تلك التدخلات ، وخطورة الرعاية التي كانت تحظى بها الجماعات الجهادية المتطرفة من قبل بعض مراكز القوى المعروفة بدعمها لتلك الجماعات الارهابية المسلحة التي تضخمت كثيرا قبل ان تتمكن من الاستيلاء على مدينتي جعار وزنجبار !!
وعندما سالته عن مغزى موقفه الرافض للانشقاق والمؤيد للشرعية الدستورية قال اللواء الركن مهدي مقولة ان ثمة هدفا واحدا يربط بين الذين يدعونه الى الالتحاق بموقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية والشرقية وبين دعوة تنظيم القاعدة الى سحب قوات المنطقة العسكرية الجنوبية الى المعسكرات والتعهد بعدم الاعتداء عليها مقابل تسليم مدينة عدن، بمعنى ان المطلوب منه هو البقاء في المعسكرات والتخلي عن حماية مدينة عدن، حتى يسهل تنفيذ ابرز فصول المخطط الانقلابي الرامي الى اسقاط النظام وتفكيك الدولة.
واضاف مهدي مقولة ان التخلي عن حماية المرتكزات الاقتصادية والاستراتيجية لمدينة عدن يعني في نهاية المطاف سقوط النظام من طرفه الجنوبي بعد ان استعصى على الانقلابيين اسقاطه من شمال ووسط العاصمة صنعاء، وفي الحالتين ستسقط الوحدة وتتفكك الدولة، وينهار كل شيء، حيث سنكون أسوأ من الصومال.
واذ يعترف اللواء مهدي مقولة بان موقف قيادتي المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والشرقية لعب دورا في اطالة امد الازمة وتفاقم تداعياتها السياسية والاقتصادية والامنية ، لكنه يستبعد ان يؤدي هذا الموقف الى نجاح مخطط اسقاط النظام وتفكيك الدولة، مشيرا الى ان قيادتي المنطقتين العسكريتين الشمالية الغربية والشرقية ، والفرقة الاولى المدرعة فقدت السيطرة على مناطقها ولم تعد معظم الويتها تخضع لسيطرتها ، على العكس تماما من الوضع في المنطقة العسكرية الجنوبية التي تسيطر قيادتها بصورة مطلقة على كافة المحاور الخاضعة لها، مشيرا الى ان الفرقة الاولى المدرعة تفككت ميدانيا ولم تعد موحدة، حيث تسيطر قيادتها على لواء واحد فقط يقع في منطقة الستين المجاورة لمقر الفرقة الاولى وساحة الاعتصام التي تحتمي بها ولا تحميها، بينما انشق عنها اهم الويتها في العاصمة وهو اللواء الرابع الذي اعلن تاييده للشرعية الدستورية، ويمارس واجباته الوطنية في حماية شمال العاصمة والمطار والاذاعة والتلفزيون وبعض المناطق الاستراتيجية، مشيرا الى ان الرئيس علي عبدالله صالح بامكانه اجهاض هذا الانشقاق عسكريا لكنه حريص على حياة الشباب المعتصمين في ساحة الجامعة الذين تحتمي بهم قيادة الفرقة، و تستخدمهم دروعا بشرية.
وابدى اللواء الركن مهدي مقولة تفاؤله في ان تقتنع كافة الاطراف السياسية باهمية حل الازمة عبر حوار وطني لا يستثنى منه احد، برعاية اقليمية ودولية على نحو ما دعا اليه مجلس الامن الدولي في بيانه بشان الوضع الراهن في اليمن، وبما يحفظ وحدة اليمن وامنه واستقراره وتقدمه، ويعزز نظامنا الديمقراطي التعددي، ويؤمن التداول السلمي للسلطة عبر القواعد الديمقراطية والاطر الدستورية، مشيرا الى ان القوات المسلحة ستظل على الدوام حامية للدستور والنظام الديمقراطي التعددي بصرف النظر عن الحزب الذي يصل الى السلطة عبر صناديق الاقتراع.
يبقى القول ان ما ورد اعلاه هو جزء بسيط جدا من وقائع الحديث الذي دار اثناء لقائي باللواء الركن مهدي مقولة، وربما تسمح الظروف لاحقا بنشر الكثير من افكاره وآرائه التي سعدت بالاستماع اليها في هذا اللقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.