استشهد صباح اليوم السبت، أكثر من 50 مواطناً فلسطينياً غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ جراء إستمرار العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة لليوم ال26 على التوالي، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا العدوان منذ بدايته إلى أكثر من 1648 شهيداً ونحو 8887 جريحا. وذكرت مصادر محلية وطبية فلسطينية أن مالا يقل عن 23 مواطنا استشهدوا فجر اليوم، فيما اصيب أكثر من 40 مواطنا غالبيتهم من النساء والأطفال في قصف إسرائيلي طال عددا من المباني السكنية غرب الحي السعودي بمدينة رفح، وكذلك منزلا في شمال رفح، ومنزلا لعائلة فلسطينية في منطقة حي تل السلطان في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة. وأوضحت المصادر نفسها أن معظم هؤلاء الشهداء ارتقوا في غارة على منزل مأهول بالسكان لعائلة أخرى شمال مدينة رفح. كما استشهد فجر اليوم 5 مواطنين من بينهم 3 أطفال ومسنة في غارة إسرائيلية من طائرة اف 16 استهدفت منزل أحد المواطنين في حي الصبرة وسط مدينة غزة.. وأصيب في هذا القصف 14 مواطنا، وتم نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي لتلقي العلاج. وأُعلن عن استشهاد 7 مواطنين، وإصابة ما لا يقل عن 25 آخرين في قصف طائرات اف 16 إسرائيلية لمنزل لعائلة الشاعر في مخيم بشيت جنوب مدينة رفح في قطاع غزة. واستشهد أيضاً 8 مواطنين على الأقل في تجدد القصف الإسرائيلي على محافظتي رفح وشمال قطاع غزة فجر اليوم.. كما استشهد فجر اليوم مواطن وأصيب 2 آخران في قصف منزل صاروخي طال منزلا لعائلة أبو نقيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.. فيما استشهد مواطن وأصيب عدد آخر من المواطنين في قصف منزله في جباليا، شمال قطاع غزة. واستشهد أيضاً مواطن في غارة إسرائيلية استهدفت فجر اليوم، المسجد العمري في منطقة جباليا، شمال قطاع غزة. وأصيب نحو 40 مواطنا فجر اليوم، في قصف إسرائيلي جديد طال أكثر من محافظة في قطاع غزة. ووفق مصادر محلية فلسطينية فإن القصف تسبب بتدمير كلي وجزئي في حوالي 30 منزلا في مختلف محافظات القطاع. هذا ويستمر انقطاع التيار الكهربائي لليوم الخامس على التوالي عن جميع أرجاء مدينة غزة، نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء المركزية. وما ضاعف معاناة المواطنين قصف خط الكهرباء الرئيس في شارع بغداد بحي الشجاعية بمدينة غزة الذي يغذي حيي التفاح والشجاعية بالكهرباء.. وما زال الاحتلال يمنع دخول طواقم شركة الكهرباء وبلدية غزة، لإصلاح الأعطاب. ويأتي انقطاع الكهرباء في وقت تعاني فيه جميع محافظاتغزة من شح في مياه الشرب. كما تعاني مناطق عدة من قطاع غزة من انقطاع خطوط الهاتف والانترنت منذ أسبوعين نتيجة القصف والتجريف الإسرائيلي. في المقابل أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة /حماس/، أنه لا علم لها حتى اللحظة بموضوع الجندي الإسرائيلي المفقود شرق رفح ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه. وقالت الكتائب في بيان توضيحي حول خرق الاحتلال للهدنة الانسانية وزعمه فقدان أحد جنوده والاشتباكات شرق رفح: "لقد فقدنا الاتصال بمجموعة المجاهدين التي تواجدت في إحدى الكمائن خلال توغل العدو شرق رفح، ونرجّح بأنّ جميع أفراد هذه المجموعة قد استشهدوا في القصف الصهيوني وقتل معهم الجندي الذي يتحدث العدو عن اختفائه، على افتراض أنّ هذه المجموعة من مقاتلينا قد أسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك". كما أعلنت كتائب القسام بتنفيذ مقاتليها عملية تسلل خلف قوات الاحتلال المتوغلة بمنطقة أبو الروس شرق رفح واستهدفت منزلا تحصنت به القوات الصهيونية الخاصة.وعلى إثر ذلك قامت قوات الاحتلال بقصف محيط المكان قبل أن تسحب آلياتها منه. وأعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي في عملية القسام شرق رفح، ووصف الاشتباك بالأعنف منذ بدء الحرب، فيما سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر إسمي القتيلين باشتباكات القسام برفح وهما الضابط (بانيا شرئيل) برتبة رائد، والجندي (لئيل جدعوني) وهما من لواء جفعاتي. وقد أدانت الولاياتالمتحدة الهجمات التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين في غزة واختطاف ثالث، واعتبر وزير الخارجية جون كيري ذلك في بيان له، أمس، بأنه خرق سافر للهدنة. من جهة ثانية قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف اليوم السبت، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت في قصفها العنيف الذي طال جنوب قطاع غزة التجمعات السكنية، وأماكن تجمع النازحين ما تسبب على مدار 24 ساعة باستشهاد ما لا يقل 110 في محافظة رفح وحدها، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح. ونشر المرصد إحصائية مبدئية لحصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر حتى منتصف ليل يوم ال 25. وأفاد بأنه بلغ عدد الضحايا يوم أمس فقط اليوم الخامس والعشرين للهجوم 152 شهيداً بينهم 17 طفلا، و 11 امرأة، وبهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية الى 1592 شهيداً، بينهم 346 طفلا و192 امرأة. ونتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع، والذي ازدادت حدته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بلغ عدد الجرحى لليوم ال25 من الهجمة 544 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 79 طفلا و 98 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 8668 جريحاً، منهم 2590 طفلاً و1726 إمرأة. وأشار المرصد إلى أن جيش الإحتلال نفذ يوم أمس الجمعة 2193 هجمة منها 165 هجمة صاروخية و 198 قذيفة من سلاح البحرية، و1830 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 57936 هجمة، منها 6828 هجوم صاروخي، 15407 قذيفة من البحرية، 35701 قذيفة مدفعية. وذكرت إحصائية المرصد أنّه دُمّر يوم أمس 283 منزل، 43 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و240 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة الى 9528، 1580 منها بشكل كلي و7948 بشكل جزئي. وتحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم أمس 3 مساجد، دمر أحدها بشكل كامل والآخران بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الى 108 مساجد، دمرت 31 منها بشكل كلي. كما استهدفت أمس مستشفى أبو يوسف النجار في رفح بعدة قذائف، ما تسبب بتدميره بشكل جزئي، ليرتفع عدد المشافي المستهدفة منذ بداية العدوان إلى 21 مستشفى. وأضاف المرصد: ولم تسلم مرافق وكالة الغوث الدولية /الأونروا/ من الاستهداف الإسرائيلي فقد استهدفت 7 مدارس منذ بدأ الهجمة بشكل مباشر ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من اللاجئين اليها، وتضررت أكثر من 100 منشأة من المنشآت التابعة للوكالة. ورصد المرصد الأورومتوسطي تدمير 243 مصلحة تجارية وصناعية بشكل كامل ما تسبب بخسائر اقتصادية للفلسطينيين تقدر ب1505 مليون دولار أميركي، 1210 دولار منها خسائر مباشرة والبقية خسائر غير مباشرة. وذكر أن قوات الاحتلال استهدفت منذ بدء الهجوم على غزة أكثر من 8 محطات مياه وصرف صحي تقدم خدماتها لما يزيد عن 700 ألف مواطنا، وتعرضت 147 مدرسة للأضرار نتيجة الهجمة الإسرائيلية. من جهته قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم، إنه رفع وتيرة المساعدات الغذائية في غزة في ظل تدهور الأوضاع. وجاء تدخل البرنامج إثر تدهور الأوضاع الإنسانية إلى حد كبير بعد مرور 4 أسابيع من التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، في محاولة منه لتقديم العون الممكن للمواطنين، وبخاصة المشردين بسبب الحرب. وأوضحت المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين إرثارين كازين أن البرنامج وفر حتى الآن المعونات الغذائية الطارئة إلى ما يزيد عن 255,000 من السكان النازحين داخليا في قطاع غزة، أي بزيادة 50,000 من النازحين داخليا في أقل من يومين. وذكرت أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج على وجه السرعة 48 مليون دولار أميركي من أجل توفير المعونات الإنسانية الطارئة للسكان المتضررين في قطاع غزة.. مشيرة إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج أيضا إلى 20 مليون دولار أميركي إضافي للاستمرار في تقديم برامجه العادية في قطاع غزة والضفة الغربية لغاية نهاية العام الجاري. على الصعيد ردود الفعل الدولية المناهضة للعدوان على غزة طالب المئات من المتظاهرين في مسيرة انطلقت أمس بمدينة جنت البلجيكية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي مدينة نيس الفرنسية طالب مئات الفرنسيين، ومواطنون من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في فرنسا بوقف المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فيما أدان مجلس الشيوخ الكولومبي التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة، مطالبا بإنهاء الحصار ووقف العدوان دون تأخير. كما طالب بضرورة الانسحاب من الأرض الفلسطينيةالمحتلة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على حدود 1967 على أساس حل الدولتين، وبما يتوافق مع قرارات الأممالمتحدة.