تكثر الدراسات التي تدور حول الأحلام، من حيث سببها، وأهميتها، وتفسيراتها، إلا أن الأبحاث التي تدور حول التحكم بها قليلة ونادرة. إحدى هذه الدراسات، استطاعت أن ترصد طريقة كهربائية تمكّن الشخص من أن يتحكم بحلمه وهو نائم، ما يجلعه يستطيع فعل أشياء طالما حلم بها. حيث ذكرت دراسة نُشرت في موقع دورية (نيتشر نيوروساينس) على الانترنت أن توصيل تيار كهربائي إلى الدماغ يحفز “الحلم الواعي” الذي يدرك خلاله الشخص أنه يحلم ويستطيع التحكم في سير الأحداث خلال حلمه. وأظهرت نتائج الدراسة أن إطلاق موجات تحفيزية للدماغ وفق تردد محدد يجعل الانسان قادراً على إدراك أنه يحلم. واعتمدت الدراسة، التي أشرفت عليها الطبيبة النفسية اورسولا فوس من جامعة جيه دبليو جوته في فرانكفورت بألمانيا، على دراسات معملية استمتع خلالها متطوعون بأحلام واعية وهو ما قالوه بعد الاستيقاظ من النوم، وفقاً لشبكة البي بي سي البريطانية. وأظهر التخطيط الكهربي للدماغ أن هذه الأحلام كانت مصحوبة بنشاط كهربائي يُطلق عليه موجات جاما. وهذه الموجات الدماغية تتصل بوظائف تنفيذية مثل مهارات التفكير ووعي المرء بحالته الذهنية لكن لم يكن معلوماً وجودها خلال مرحلة الحلم خلال النوم. وتوصل الباحثون إلى أنه يمكن للنائم أن يدرك أنه يحلم كما يحدث في أحلام اليقظة التي تظهر بها موجات جاما بشكل طبيعي أثناء الأحلام الواعية، فقاموا بتوصيل تيار بنفس التردد على المتطوعين أثناء النوم، ما مكّن المتطوعين من التحكم في أحداث الحلم، وشعروا كما لو كان حلمهم يخص شخصاً آخر وهم يراقبوه فقط. لكن فوس لا تتوقع إمكانية إنتاج ماكينات أحلام واعية بهذه التقنية، وقالت في مقابلة لها: إن أجهزة التحفيز الكهربائي للدماغ مثل التي استخدمت في الدراسة “يجب أن تخضع دائماً لإشراف طبيب”.