سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم تكن ثورة 26 سبتمبر إلا تعبيراً تاريخياً عن طموحات الشعب اليمني النضالية في بناء مجتمع أفضل تسوده العدالة الاجتماعية أبناء إقليم الجند.. سبّاقون في دعم الثورة
لم تظهر في بداية حكم الإمام يحيى حتى منتصف الثلاثينيات معارضة ذات طابع تحريري واجتماعي أو إصلاح حقيقي، وإنما ظهرت تيارات معينة أو شكاوى عامة ضد سياسة الإمام، واتسم العمل السياسي المعارض في ذلك الحين بأنه نابع من الطبقات الفوقية .. غير أن عام 1934 بأحداثه وآثاره « يعتبر الحد الفاصل بين فترتين زمنيتين من حكم الإمام». سعيد إبليس لقد برزت فيما يتعلق بالشعب اليمني ظاهرتان: الأولى نشوء تنظيمات حزبية تصدرها «مثقفون وعمال وفلاحون» ك «الاتحاد اليمني» والذي أسسه النعمان والزبيري . الظاهرة الثانية: أنه كان لمناشط الطلاب اليمنيين في الخارج أثر بارز حتى أصبح الطلاب يشكلون جزءاً من الحركة الوطنية كصوت واعٍ في داخلها . اجرى الاحرار اتصالات واسعة للقيام بانتفاضة شعبية ضد الإمام والقضاء عليه، ففي عام 1958 تقدم احد المواطنين الشرفاء وهو سعيد حسن ابليس وعرض على زعماء الحركة الوطنية القيام بمهمة اغتيال الإمام أحمد، فرحبوا بذلك وزودوه بما يلزم لتنفيذ المهمة، وارسلوه الى حسن المقدم احد عناصر الحركة الوطنية البارزين الذي تعهد بتسهيل مهمة سعيد لمقابلة الشيخ محمد بن يحيى منصر أحد مشائخ الزرانيق ورئيس الحرس الملكي آنذاك بالسخنة. ولما كان على وشك تنفيذ مهمته انكشف أمره وقبض عليه وهو يحمل القنابل ، وعذب بقسوة لانتزاع اعترافات منه، ولكنه كان مناضلاً صلباً فلم يفصح عن اي سر وظل نزيل سجن حجة إلى أن دبر خطة للهرب وفشل في ذلك وقُتل. هذا دور أحد ثوار أبناء إقليم الجند في المشاركة بالثورة السبتمبرية فقد كان لأبناء إقليم الجند «محافظتي تعزوإب» أدوار بطولية ومهمة في نجاح ثورة 26 سبتمبر، فتعز كانت ومازالت الحاضنة لتجمعات الثوار من مختلف الفئات والمناطق الشمالية والجنوبية، ومركز التجمع والانطلاق في مهام النضال، وإحدى ساحات النضال البارزة ومصدر إسهامات عدد من أبناء الوطن، كذلك ظلت تعز نبراساً مضيئاً لنشر وتعميم فكر ومبادئ الثورة المسلحة على كل المدن والمناطق الجنوبية، وتجسّد ذلك بإنشاء مكتب الجبهة القومية في المدينة، فضلاً عن دور الأدباء والكتّاب. تعز الحضن الأوسع للمواطنين فتعز تمثل الحضن الواسع للمواطنين عامة والثورات بشكل خاص من مختلف مناطق محافظات الجمهورية، وقد مثلت قلب الثورة، فمنها انطلقت ومن خلالها كانت الفكرة للثورة الأم 26 سبتمبر. كما أنها لعبت دوراً أساسياً وليس استثنائياً في جميع الثورات دون اختلاف وكان لأبنائها الدور الفعال في تغيير الحكم في اليمن ككل. ويذكر المناضل أحمد صالح حاجب- أحد رموز الثورة اليمنية في ذكرياته عن الثورة أن تعز كانت كما عدن حاضنة الأحرار اليمنيين والحركة الوطنية وتنظيماتها ونشاطها الوطني السياسي ضد الإمامة، فلقد لعبت أيضاً دوراً كبيراً في دعم الثوار الجنوبيين ضد الانجليز، وكما ذهب أبناء الجنوب ومن مدينة تعز تحديداً للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر والدفاع عن صنعاء لتثبيت النظام الجمهوري ساندت تعز ثورة اكتوبر كونها شكلت القاعدة الرئيسية لكل الفصائل وكل الثوار بمختلف انتماءاتهم، وكانت المقر الرئيسي لجيش تحرير الجنوب وخاصة عدن وبقية المدن الأخرى ، كما كانت البيضاء، أيضاً مأوى للثوار من المناطق الوسطى القادمين من الجنوب وكذلك قعطبة للضالع ونواحيها، ومدينة حريب ومأرب للمناطق الشمالية والشرقية، إلا أن دور تعز كان الابرز نظراً لقربها من عدن وبالتالي تواجد القيادات. عاصمة ثانية أستاذ التاريخ والدراسات الحديثة بجامعة تعز الدكتور سلطان عبدالعزيز محمد المعمري أشار إلى أن تعز التي كانت عاصمة ثانية لنظام الحكم الإمامي البائد بعد فشل حركة1948م أصبحت تعز يومها الأكثر حراكاً سياسياً وثقافياً وخلايا حزبية تحولت لاحقاً إلى تنظيمات حزبية تتبنى الثورة، منها الجمعية الوطنية الديمقراطية عام 1957م وجماعة المناضل الوطني عبدالغني مطهر، وجماعة القوميين العرب 1959م وصارت تعز حاضنة اللقاءات الأوسع للمواطنين من مختلف مناطق الوطن، فتواصل اللقاء بين المجتمع الزراعي والمجتمع التجاري الذي كانت المدينة حينذاك تعيش مفاعيله اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً، ما جعلها شديدة الاختلاف عن صنعاء بنزوعها التجاري وكثرة خيوط اتصالها بعدنالمحتلة حينها وبسائر الأقطار المنتجة للبضائع والمصدرة لها، وكان مناخ تعز أصح من غيرها مناخاً لمتابعة جديد الأخبار وجديد المعامل، وتوافدت إليها مجاميع كبيرة من المحافظات المختلفة. قاعدة للمعارضة وعن دور أحرار تعز قال سلطان: قبل قيام ثورة 1948م كان أحرار تعز تحديداً ونشاطهم الوطني في أماكن اغترابهم بالحبشة، جيبوتي، والصومال قاعدة للمعارضة الوطنية ومصدراً رئيسياً لتمويل مختلف أنشطة المنظمات السياسية المعارضة للنظام الإمامي والنموذج الأول لدعم النضال الوطني يتمثل بشراء مطبعة للجمعية اليمنية الكبرى بعدن تنفيذاً لمقترح قدمه المناضل أحمد عبده ناشر العريقي عام 1945م وتم شراؤها بتبرعات المهاجرين في الحبشة وقام بجمعها الشيخ جازم الحروي والذي قام بإيصال المطبعة إلى عدن وكان صدور صحيفة «صوت اليمن» لسان حال المعارضة، وطباعة منشوراتها وأدبياتها من ثمار هذه المطبعة.. كما كان لتعز وأبنائها أدوار فعلية عسكرية ومالية وإعلامية عشية ثورة 26سبتمبر 1962م وتمثل ذلك بشراء ونقل الأسلحة من القاهرة إلى عدن ومنها إلى تعز ومن تعز إلى صنعاء وغيرها، وأيضاً القيام بنقل الرسائل ذات الأهمية التنظيمية والسياسية من قادة العمل الوطني في الداخل إلى قادة تجمعات المغتربين الأحرار، ومعظمهم أبناء مناطق تعز، وبرغم فشل حركتي 48و 1955م وإعلان إفلاس بعض التجار المغتربين بسبب التداعيات اللاحقة واصل تجار تعز في المهجر والداخل دعمهم المادي والمعنوي حتى قيام ثورة سبتمبر 1962م. أحرار تعز في الميدان ويضيف الدكتور سلطان أنه لم يكد المذيع ينتهي من قراءة البيان الأول للثورة يوم الخميس 26 سبتمبر حتى كان أحرار تعز في الميدان يسيطرون على المواقع الهامة مدنياً وعسكرياً لتطبيع الأوضاع العامة وتأمين مشاركة المواطنين في الدفاع عن الثورة ونظامها الجمهوري من خلال تدافع الشباب إلى ثلاثة معسكرات فتحت للتجنيد، وتم إرسال بعضهم إلى مصر عبر ميناء الحديدة للتدريب والتعليم وكانوا في المعسكرات بالآلاف عندما تجمع فلول النظام البائد ضد الثورة وسطر بعضهم بطولات في معركة الدفاع عن الثورة وفك حصار صنعاء. ومثلما كان شباب تعز في ساحة الحرب كانوا أيضاً يد الثورة في ساحة الجبهة المدنية الاقتصادية والمالية والصناعية والتعليمية والثقافية والفكرية والإعلامية. دور تاريخي الدكتورة انتصار الصلوي (رئيسة قسم علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة تعز) قالت من جانبها : كان لأبناء تعز دورهم الكبير جداًَ في قيام ثورة 26سبتمبرونجاحها، والتحقت مجموعة كبيرة جداً من رجال تعز بالثورة في الأيام الأولى لقيامها، وشكلوا جزءاً كبيراً من الجيش اليمني الذي خاض المعارك طوال ثمان سنوات حتى الفترة التي حصلت فيها مصالحة وطنية، في الواقع هناك أسماء بارزة جداً في الجيش اليمني لعبو دوراً كبيراً جداً في الدفاع عن الجمهورية من تعز، من هؤلاء الناس الشهيد عبدالرقيب عبدالواهاب والوحش وهناك أيضاً أحمد الصغير، وكان آنذاك الجيش اليمني يعتمد على المعايير، الشيء الجيد الذي سمح لأبناء تعز المحافظة التي تزخر بمواطنين عندهم مستوى عالٍ من التعليم، من هذه المحافظة رحل العديد للدراسة ومن ثم عادوا الى اليمن للدفاع عن الثورة بكلمة واحدة أبناء تعز كان لهم نصيب وافر في الدفاع عن الثورة وهذا معروف لدى كل الناس والتاريخ نفسه يوكد هذا كله ونتيجة وجود القوات المصرية حينها كان الباب مفتوحاً أمام المتعلمين وكان جلهم من أبناء تعز لأنها ولادة بكبار الأدباء والمثقفين والأساتذة على مستوى الجامعات والمدارس والكليات العسكرية وكذا هي مركز الأدب والثقافة منذ القدم. لتعز تاريخ كبير في الثورات من جانبه قال الدكتور محمد علي العمراني: الكل يدرك أن ابناء تعز كان لهم دور تاريخي كبير في ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وتعز كانت هي الحاضنة لكل ثوار اليمن سواءً في الجنوب أوفي الشمال وأبناء تعز لعبوا دوراً محورياً وجوهرياً في اشعال هذه الثورة وإخراج اليمن من حالة الظلم والكهنوت وطرد المستعمر من جنوباليمن، ودور أبناء تعز لا يمكن اغفاله أو تهميشه على الاطلاق لأنهم هم السباقون وكانوا دائماً في المقدمة وأدوا واجبهم الوطني بأكمل وجه، وسيبقى كل أبناء تعز من أجل اليمن والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه. الطالبة أحلام أحمد عبده قالت: نجزم بأن لأبناء تعز دور سابق وهام في قيام ثوره 26سبتمبر و14أكتوبر الثورتان المجيدتان اللتان أعادتا لليمن سيادتها وكان لأبناء تعز دور ريادي كبير في التحرر من الاستبداد والإمامة وقهر استبداد الاستعمار، فهم السباقون دائماً ولهم نصيب كبير في المشاركة في مؤتمر الحوار والاطلاع على قضايا الوطن وإبداء الرأي فيها. أسماء وشخصيات وهناك أدوار بطولية للعديد من المناضلين منهم: القاضي عبدالله الإرياني: انضم في مطلع عام 1958م عضواً في الخلية الرئيسية في تعز.. كانت له شعبية وحب بين القبائل لما عرف عنه من فكر راجح وحسن تصرف وصدق وخوف من الله سبحانه وتعالى. وللقاضي الإرياني مهام كثيرة منها: كان مصدراً خصباً موثوقاً به في تزويد الخلية بتحركات أفراد الأسرة المالكة واتجاهاتهم كما كانت له اتصالات جيدة بزعماء القبائل الوطنيين. عمل بكل تفانٍ وصدق في كسب الكثير من أبناء القبائل لينضموا إلى مناصرة الحركة الوطنية. الشيخ علي شويط: عضو بارز في خلية تعز منذ أوائل عام 1958م يتصف الشيخ علي شويط بالصدق والأمانة والوطنية. أهم أعماله: تسليمه مبالغ مالية إلى الأحرار مثل محمد هاشم عباد وعبدالله هاشم وغيرهم ممن كانوا متواجدين في الحدود ما بين الضالع وعدن وكذلك الأحرار في الحديدة والسخنة. أحمد منصور: من قبيلة كبيرة ومن مواطني لواء إب .. انضم إلى خلية الأحرار في عام 1958م شهد له الجميع بالوطنية والحماس والصدق وتمتعه بمحبة الجميع وكان من أقرب المقربين إلى الشيخ مطيع دماج والشيخ علي شويط. أهم أعماله: كان همزة وصل بين خلية تعز والأحرار في إب فكان له دور فعال في نقل المعلومات بينهما وتنسيق العمل بين الأحرار. الشيخ يحيى البدح: كان من الأعضاء العاملين في خلية أحرار إب .. اتصف بالثقة من الجميع سواء كانوا من الشباب الثائر أو من المشائخ والعلماء والضباط كما اتصف بالوطنية والصدق. أهم أعماله: التمهيد والإعداد للثورة. شايف محمد سعيد: من أبناء تعز ومن قرية الأعروق.. اشتغل بالتجارة.. أتم تعليمه الابتدائي والثانوي في أسمرة. اتصف بالوطنية الصادقة والرغبة الهادفة إلى تخليص المجتمع من ظلم الإمام المستبد. أهم أعماله: كان همزة الوصل بين الأحرار في كل من عدن وارتيريا واثيوبيا وداخل اليمن. استقبال الوافدين من الأحرار إلى أسمرة. تنفيذ جميع المهام التي توكل إليه من الأحرار بعدن أو من الجمعية الوطنية بالمهجر. تسليم الرسائل التي كانت من الأحرار إلى البدر وإلى الإمام أحمد عندما طلب من الإمام أن يبدأ في الإصلاح. كان همزة الوصل في حركة 1955م بين المقدم الثلايا والقاضي يحيى السياغي والعديد من الأحرار. بذل الكثير من أمواله ودعم الحركات الوطنية. يوسف ثابت سعيد: من الرعيل الأول من المكافحين .. عمل أمين سر خلية الأحرار في المهجر بأديس أبابا وكان يتولى حفظ محاضر اجتماعات الخلية والوسائل المتبادلة بينها وبين بقية الخلايا الأخرى إلى جانب تعاونه في جمع البلاغات من أجل الحركة الوطنية.. انضم إلى خلية عدن برئاسة محمد مهيوب ثابت وعضوية أحمد هايل سعيد أنعم ومحمد قائد سيف فكان همزة الوصل بين هذه الخلية والأحرار القادمين من اليمن. أهم الأعمال التي قام بها: تسلم الأسلحة التي تأتي بالطائرة مع الطيار عبدالرحيم عبدالله ثم يقوم بإخراجها بسيارته إلى دار سعد مع اثنين من زملائه وهما: محمد مهيوب ثابت وأحمد هائل سعيد ويقوم الأخ محمد مهيوب بتوصيل الأسلحة الخفيفة إلى تعز أما الأسلحة الثقيلة فيسلمها في دار سعد لمحمد حاميم الذي يحملها بسيارته إلى الأخ أحمد محسن قائد ثم يجري توزيعها من منزله على مجموعة أفراد خلية تعز حسب ما اتفق عليه. الشيخ مطيع دماج: هو أول من وصل هارباً إلى عدن عام 44 كان رئيساً لخلية إب، جاهد وناضل في سبيل بلاده. وأول من كتب مقالات وقصائد نارية ضد الحكم الإمامي وكشف مظالمه في صحيفة فتاة الجزيرة. أهم أعماله: أسس نادي الأحرار والذي أصبح بعد وصول النعمان والزبيري يسمى حزب الأحرار. كان المرجع للجميع بآرائه السديدة وفكره السليم. كان من أبرز المدافعين عن الوطن في كل المؤتمرات في خمر وريدة والجند وآخرها مؤتمر حرض الذي وقف موقفاً رجولياً رغم الرشاوى بالذهب والتي قبلها آخرون للموافقة على قيام الدولة الإسلامية ويعود إليه الفضل وإلى المناضلين الشرفاء الذين ظلوا على مبادئهم ولم يبهرهم الذهب والنقود فرفضوا فكرة الدولة الإسلامية اليمنية. جميل محرم: من المساهمين في مساعدة الثورة والجمهورية .. يتسم بأخلاقه ومعاملاته الطيبة مع الآخرين سواء يعرفهم أم لم يعرفهم لما له من صلات وقرابة مع الإمام والأمراء والوزراء. أهم أعماله: عندما أخبر جميل محرم الأخ علي محمد سعيد بأن الإمام قد وصله تقارير عن أحمد محسن الذي كان يعمل عاملاً مع عبدالغني مطهر في المحل وبأن في منزله أسلحة للأحرار وأن الإمام سيأمر بمهاجمة المنزل إذا كان هذا صحيحاً فأسرعوا بإخراج الأسلحة وتخلصوا منها وإلا فالعاقبة وخيمة وفي الحال توجه عبدالغني مطهر إلى منزل أحمد وأخرجوا الأسلحة إلى أماكن أخرى بعيدة عن أي شبهات. علي محمد سعيد: انضم إلى الخلية في عام 1960م. أهم أعماله: إنجاز العديد من الأعمال التي كانت الخلية تكلفه بها. لم يتردد في قبول أي مطلب يطلبه الأحرار منذ عام60إلى 62م والرجل على اتصال دائم مع أعضاء الخلية وكان شجاعاً وسخياً وبذل الكثير من المال والجهد لزملائه. تذليل الكثير من المصاعب من خلال مشاركته بالرأي السديد كما يتصف بدبلوماسيته ومعرفته في اتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة. علي محمد عبده الأغبري: كان يعمل في عدن ثم عاد إلى تعز وعمل مع شركة هائل سعيد أنعم في المخا.. أهم أعماله كان همزة الوصل بين الأحرار. يقوم بتوزيع المنشورات التي يسربها إلى داخل الوطن. يقوم بتسليم المنشورات والمطبوعات عبر طريق السفن الشراعية التي كانت ترسو في المخا ويرسلها إلى الداخل. تسلم الرسائل من الأحرار وتسليمها إلى من يريدون. يطبع المنشورات بآلة كاتبة وأحياناً بخط يده ويوزعها وبقي على هذه الأعمال إلى أن قامت الثورة. علي عبدالله جباح: من عزلة جباح التابعة لقضاء العدين .. متدين لايترك فرضاً من فروض الصلاة محباً لقراءة القرآن.. اتسم بالشجاعة وكان محارباً من الطراز الأول. في أوائل الحكم الإمامي أرسل إليه أمير تعز بعضاً من الجنود لكنه طردهم ثم أرسل إليه أمير تعز مرة أخرى ستين جندياً ولكنه قاومهم واقترب بعد ذلك قناف الجائفي من قبائل همدان لكن علي عبدالله جباح قتله أمام بيته ولم يتوان أمير تعز في أن ذهب إليه بنفسه وبعد أن عرف أن ليس له أي مشكلة دفع دية القتلى وأمره بالعودة إلى منزله.. وبعد انضمام قضاء العدين إلى إب طلب الحسن بن الإمام من السياغي أن يخضع المذكور فذهب السياغي بجيش كبير ووقف في الوزيرية بضيافة الشيخ حميد دماج واستخدموا مدفعاً تركياً لتخريب منازل علي عبدالله واستمروا في الضرب ولم يقتربوا من منزله ثم أمّنه السياغي بأمان مكتوب لأسبوع يوصل إلى السياغي وطلب منه أن يخرب دوراً من كل منزل ففعل وعاد السياغي إلى إب وكانت صلته بولي العهد قوية وفي ثورة 1948م أرسل الإمام حملاته على قضاء العدين وحوصر في منزله ومات قتيلاً بعد أن قتل اثني عشر قتيلاً في باب منزله وكان عمره آنذاك سبعين سنة عاش مكرماً ومات شهيداً. الشيخ علي أبو لحوم: من منطقة إب.. تلقى تعليمه في إب وبمدرسة الزمر بصنعاء بعد فشل ثورة 48 سيق مع والده لسجن حجة، تلقى الدراسة من أعظم الزعماء اليمنيين الذين كانوا في السجن في حجة، شهد وهو في السجن التعذيب للقادة المعتقلين كما شهد إعدام بعضهم.. شارك في ثورة الثلايا عام 1955م وكان فشل الثورة ضربة موجعة للثوار الأحرار وعندما بدأت أول الحركة في 1957م بعد مجازر تعز التي قام بها الإمام أحمد وكان التجمع في تعز وكان يقود المجموعة الشهيد النقيب قاسم حسن أبو رأس وكان الالتقاء بالمناضلين من أبناء القبائل وبعض الضباط والمدنيين وفي مقدمتهم القاضي عبدالله الإرياني والقاضي عبدالرحمن الإرياني والقاضي محمد عبدالله العمري رغم أنه كان وزير الإمام في ذلك الوقت، فشل مع زملائه وهم محمد مفرح وسعد الأشول وآخرون في الهجوم على بيت الإمام وقتله وبعد أن اكتشف الإمام أمرهم هربوا إلى قراهم واستشهد النقيب قاسم بن حسن أبو رأس مسموماً.. ثم اتجه علي أبو لحوم إلى صنعاء بعد فترة والتقى بالإخوة حميد الأحمر وعبدالله الإرياني وسنان أبو لحوم وحسن العمري وعبدالسلام صبرة وشرح لهم القضية والموقف لديه وبعد عودة الإمام من روما وانتقاله من الحديدة إلى السخنة اختير مع مجموعة من زملائه وهم عبدالله بن حسين الأحمر وجار الله القردعي ومحمد القيري ومحمد السعيدي ومحمد أبو لحوم وزيد الأهفل وأحمد الحباري وسعيد حسن فارع وكما كان الفشل في تعز كان كذلك في السخنة بسبب القبض على سعيد حسن الملقب بإبليس عندما اشتد عليه العذاب والضرب فاعترف بالعملية كلها.. نعمان محمد المسعودي: شخصية وطنية وعسكرية وإعلامية كبيرة كان له سبق النضال الثوري ضد حكم الإمام أحمد حميد الدين في ثورة ال 26 من سبتمبر.. وأن تلتقي في حوار مع الأستاذ المسعودي فإنك أمام ذاكرة وطنية تاريخية مليئة بالشواهد والأحداث الحقيقية التي شاركت في الدفاع عن الثورة السبتمبرية المجيدة وحرب السبعين يوماً.. ويأسرك حديثه الصادق عن هذه الأحداث من بدايتها وما تعرضت له الثورة من مؤامرات سواء خارجية أو من بين بعض صفوفها التي لم تتشرب مبادئ وأهداف الثورة.. والأستاذ نعمان محمد المسعودي غني عن التعريف كونه من طلائع الشباب الذين هبوا من عدن للدفاع عن ثورة ال 26 سبتمبر بقيادة الزبيري والنعمان ومن النواة المؤسسين للحرس الوطني في عام 1962م وأحد مؤسسي التوجيه المعنوي إبان الثورة السبتمبرية ومدير دائرة التوجيه المعنوي خلال الفترة من منتصف العام 1967م وحتى 1968م أثناء حرب وحصار السبعين يوماً، فضلاً عن دوره الناصع في جبهات القتال في الحيمتين وخولان وصعدة وحجة ضد الملكيين وكان من خريجي أول دفعة من الكلية الحربية المصرية بعد الثورة وانتهل من مبادئ ثورة سبتمبر معاني الولاء والحب للوطن واعتصر من مزن معدنه الأصيل كل قيم الاحترام ونكران الذات وعدم المن أو الظهور. انتفاضة الحجرية كما أن الحجرية شهدت أول انتفاضة شعبية فلاحية وهي انتفاضة المقاطرة ضد الإمام يحيى حميد الدين في عام 1922م ولم يكن لها مثيل بين 1919 1922م من قواها المحركة «الفلاحين» والتوجه الفكري لقيادتها وتكمن أهميتها بأنها حركة شعبية قاومت الحكم الإمامي فكانت نواة طيبة صنعت وعياً وطنياً وفهماً ثورياً لطبيعة الأوضاع الظلامية. ومن تعز كانت الهجرات مستمرة في بداية الخمسينيات ومنذ الثلاثينيات إلى عدن المستعمرة وإلى القرن الإفريقي لذا انخرط بعض المهاجرين في أعمال تجارية فكونوا رأس مال مكنهم لاحقاً من فتح محلات ومكاتب تجارية خاصة بهم في بلدان المهجر ثم فتحوا مكاتب استيراد وتصدير في عدنوتعز ومؤسسات تجارية مساهمة وطنية في أكثر من مجال إلى جانب تصدير سلع من شمال الوطن إلى عدن وجلب أخرى إلى تعز