مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تعمد كل أسرة لشراء أضحية العيد اقتداءً بسنة رسولنا الكريم محمد “ص” وإحياء لهذه الشعيرة الإسلامية العظيمة التي افتدى فيها سيدنا إسماعيل بذبح عظيم. سكان محافظة تعز كغيرهم قصدوا الأسواق المخصصة لشراء الخرفان والماعز أو ما يسمى “بكبش أو طلي” العيد كما يسمونه في الكثير من محافظات الجمهورية.. غالباً ما تبدأ رحلة البحث عن خروف العيد في بلادنا وخصوصاً لدى الأسر في الأرياف التي تبادر إلى شراء الأضحية قبل أكثر من ستة أشهر وتكون لا تزال صغيرة حيث يتم العمل على تربيتها والاعتناء بها حتى يوم العيد.. بخلاف الأسر في المدينة التي تبادر إلى شراء الأضحية قبل يوم واحد أو يومين.. لكن هذا العام قد يعزف الكثيرون عن شراء أضحية نظراً لانقطاعات الكهرباء المتكرر “الجمهورية” استطلعت واقع أسواق الماشية وعن إقبال المواطنين وأسعارها. عيدك يا مواطن عندما اقتربنا من بائعي الكباش كانت أصواتهم تتعالى “عيدك يا مواطن” الكباش البلدي عندي” وغيرها من الهتافات التي يرددونها لجذب الناس إليهم.. بداية سألنا البائع أحمد سليمان عن إقبال الناس للشراء هذا العام فقال “والله من عام لآخر تختلف الحركة” ومن يأتي للشراء يفحص ويراجل حتى تطلع الروح، ومن الصباح حتى الظهر لم نبع سوى بضعة كباش لكن السوق يتحرك قرب العيد بيوم أو يومين ونحن متفائلون كثيراً وعن الأسعار قال أعتقد أن هناك ارتفاعاً لكنه قليل. البلدي الأفضل أما أنور فائد موظف والذي التقيناه بإحدى حظائر السوق فقال : حقيقة أرى أن الإقبال هذا العام قليل عما كان في الأعوام الماضية والأسعار مرتفعة نوعاً ما نظراً للظروف الاقتصادية، وأضاف أنا لم أشتر كبش العيد حتى اللحظة وربما أشتريه قبل العيد بيوم أو يومين لأن قيمة الأعلاف مرتفعة ربما يساوي قيمة الكبش والنوع المفضل البلدي. نص طلي عندما انتقلنا إلى باب الكبير حيث يوجد سوق كبير للماشية لم يكن هذا السوق أوفر حظاً عن باقي الأسواق في المدينة فالإقبال متزايد في مثل هذه الأيام ومع قرب العيد المواطن نبيل درهم ويعمل مدرساً سألناه عن الأسعار في هذا السوق وهل أشترى كبش العيد أم لا؟ فأجاب : العيد عيد العافية وصلت إلى السوق منذ وقت مبكر وكنت أتوقع أن مبلغ “20” ألف ريال ستفي بالغرض لشراء كبش العيد الذي بات كابوساً يؤرقني في المنام لكن وجدت أن المبلغ ربما قيمة نصف طلي لذا سألناه لعلى وعسى ترخص الماشية. لا تستغربوا ارتفاع أسعارها أما البائع محمد الصيني فقال : هذا الموسم الجميع يعرف ان الأسعار مرتفعة ككل شيء مثل البترول والمواد الغذائية وكل شيء ارتفع سعره، فلماذا تستغربون من ارتفاع أسعار الكباش؟ وأعتقد أن الشراء من الخارج ربما يكون أغلى من الماشية المحلية والكل يعرف خطر الأمراض وجودة اللحم بالنسبة للبلدي عن اللحم الخارجي. كبش عديني وفي أحد أركان السوق وجدنا نوعاً من الخرفان يسمى بالكبش العديني ورأينا إقبالاً كبيراً عليها وعندما سألنا البائع مجاهد علي سعد وهو من أبناء مديرية العدين فقال : طبعاً جودة لحوم هذا النوع من الكباش ممتازة وأسعارها أيضاً ممتازة لكن الكميات الموجودة قليلة بسبب تخوف الكثيرين من أصحاب الماشية لما يحدث من تقطعات وضرب نار مما جعلهم لا يقصدون المدينة لبيع مواشيهم. مشكلة في الحفظ مع اقتراب الوقت من الظهيرة بدأ الناس يتأهبون للعودة إلى منازلهم سواء من اشترى كبش العيد أو من يحلم بالشراء في اليوم الثاني، ونحن على قارعة الطريق التقيت بالأخ علي محمد علي أحد الذين اشتروا كبش العيد ودار الحديث بيننا فقال : اشتريت الكبش الذي تراه معي الآن ب”35” ألف ريال وفي الأيام العادية نشتريه ب”20” ألف ريال فالزيادة “15” ألف ريال وأضاف : الكثير من الناس عزفوا هذا العام عن شراء الأضحية بسبب ارتفاع أسعارها وأيضاً مشكلة الكهرباء وحفظ اللحوم خلال أيام العيد.. وقد نعود إذا أضطر الأمر إلى الطريقة القديمة وهي طريقة الآباء والأجداد في حفظ اللحوم. إعلان حداد أما الأخ أحمد قاسم موظف بواجبات صالة فيقول : كنت أحرص على الاهتمام بغذاء أضحية العيد والاعتناء به لمدة تزيد عن عشرين يوماً إلا أنه في يوم الوقوف بعرفة تم مضاعفة له الغذاء من أكل وشرب فأكل فوق طاقته وفي صبيحة العيد ذهب أبي إلى حيث ينام الخروف فوجده قد فارق الحياة فندم ندماً شديداً وأقسم إلا يضحي بخروف واستبدله بدجاجة وأعلن حالة الطوارئ والحداد لمدة ثلاثة أيام. أطلق ساقيه للريح قصة أخرى مع أضحية العيد يرويها الحاج عبده مقبل والذي قال: عندما اقتربت من الخروف وأشهرت على رقبته السكين قبل أن أفكه من رباطه حيث هاج الخروف وسحب نفسه بقوة فانقطع الحبل من رقبته عندها أطلق ساقيه للريح وفر هارباً ولم استطع ولا أحد من الأسرة ملاحقته حيث تعب الجميع وهم يلاحقونه من مكان لآخر واختفى تماماً من عيوننا، فاضطررت إلى أخذ خروف آخر من أحد الجيران ديناً وضحية به