شهدت العاصمة صنعاء السبت الماضي مسيرة جماهيرية حاشدة بمشاركة العديد من الفعاليات السياسية وزملاء الشهيد ومحبّيه وأصدقائه، حيث انطلقت المسيرة من ميدان التحرير وحتى مقبرة الشهداء حيث ينام هنالك جثمان الشهيد القائد الرئيس إبراهيم الحمدي.. «الجمهورية» شاركت في إحياء هذه الذكرى والتقت عدداً من محبّي الشهيد القائد العربي الكبير المناضل إبراهيم محمد الحمدي .. البداية كانت مع شقيقه المناضل محمد بن محمد الحمدي والذي تحدّث عن الجوانب الإنسانية للشهيد القائد قائلاً: لا يخفى على أحد أن إبراهيم كان إنساناً بسيطاً ومتواضعاً للغاية بالرغم من أنه كان رئيساً للجمهورية؛ هكذا كانت أخلاقه التي اكتسبها من الوالد رحمه الله، فقد كان إبراهيم مرحاً ودوداً يجيب دعوة الناس ويشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، لم يكن لديه أي حراسات في البيت أو في موكبه، كان يمشي في الشوارع كأي مواطن دون مواكب أو ضجيج، ويقف في إشارات المرور، لم تكن لديه صفات الأنانية والجشع التي نراها في مسؤولي اليوم، حتى الهدايا التي كانت تأتيه من بعض الرؤساء والملوك كان يسلّمها إلى الدولة، لم يحتفظ بأي شيء، كان همّه المواطن اليمني، كيف يرتقي به للوصول إلى الحياة الحرّة الكريمة التي تتطلّع إليها كل فئات المجتمع، كان إبراهيم يعمل جاهداً من أجل إنصاف المظلوم؛ لأنه كما كان يقول سيُسأل عنه يوم الحساب الأكبر مثل كل هذا وغيره هو سبب حب الناس لإبراهيم الحمدي. التعاونيات أما اللواء الركن مجاهد القهالي، أحد أبرز زملاء الشهيد ورفقاء دربه فقال: كنت مع الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي منذ أن تعيّن في لواء الاحتياط، وقمنا معاً بفك الحصار عن مدينة حجة وأسّسنا قوات الاحتياط بشكل نموذجي، أيضاً أسّسنا التعاونيات التي كانت محور ارتكاز التنمية في ذلك الوقت، وتم تشييد الكثير من المشاريع الحيوية والتنموية التي أحدثت تحوّلاً كبيراً في مسيرة الشعب اليمني في فترة قصيرة لا تتعدّى الثلاث السنوات، كما عمل الشهيد القائد بجد واجتهاد على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وكان على وشك تحقيق ذلك لولا المكر به. القائد الإنسان ويضيف القهالي قائلاً: الشعب اليمني بمختلف فئاته يجمع على حب الرئيس القائد إبراهيم الحمدي، هذا القائد الإنسان الذي أحبّ الناس فأحبّوه؛ لذلك يأتي إحياء الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد الرئيس الحمدي عرفاناً ووفاءً من أبناء الشعب اليمني بما قدّمه الرئيس الحمدي من إنجازات مثّلت ترجمة فعلية لأهداف ثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة وإيذاناً ببدء مشروع الدولة الحديثة قبل أن تطاله يد الغدر والخيانة في الحادي عشر من أكتوبر 1977م بجانب شقيقه عبدالله الحمدي. اغتيال لحلم المجتمع اليمني كذلك قالت الأخت ابتسام محمد الحمدي إن مشاركة مختلف المواطنين بمختلف توجهاتهم السياسية في إحياء هذه المناسبة لدليل واضح على المكانة الكبيرة التي يحتلها الشهيد القائد الرئيس إبراهيم الحمدي في قلوب الناس، كما يمثّل خروج المجتمع اليمني اليوم في هذه الذكرى دليلاً على استمرار النضال من أجل الوصول إلى الغد المشرق خاصة أن اغتيال الرئيس الحمدي مثّل اغتيالاً لحلم المجتمع اليمني في إيجاد الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي لانزال نبحت عنها حتى اليوم. . هذا وكان عصام علي قنّاف زهرة، نجل المفقود قسرياً علي قناف زهرة قد تلا في ختام المسيرة بياناً استهلّ بنبذة مختصرة عن الإنجازات الوطنية الرائدة التي تحقّقت للوطن في ظل قيادة الشهيد الرئيس إبراهيم محمد الحمدي، مبيّناً أن فترة حكمه التي استمرت 41 شهراً اتسمت بالعمل الجاد والمخلص في سبيل النهوض بالوطن وإرساء مداميك التنمية الشاملة سواء من خلال الخطة الخمسية الأولى والثانية أم عبر حركة التطوير التعاوني فضلاً عن جهوده من أجل إيجاد تنظيم سياسي فاعل من القاعدة الجماهيرية والواقع الشعبي تحتشد فيه كل الإمكانات البشرية الوطنية. وأوضح البيان أن الشهيد الحمدي أصدر قراراً بتشكيل لجنة موقتة لإعداد مشروع برنامج العمل الوطني تكوّنت من39 شخصية سمّي فيما بعد «الميثاق الوطني» وكذا تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الذي اعتبر آنذاك الإطار العام لكافة القوى السياسية وعموم الشعب. وقال البيان إن من إنجازات الشهيد تكوين اللجنة العليا للتصحيح ولجان التصحيح الأساسية والفرعية والتي تكوّنت في سائر الأجهزة والمؤسّسات وكافة النواحي والمحافظات وإصدار القرار الجمهوري بمنع كلمة «سيدي» من الخطابات والمراسلات واستبدالها بكلمة «الأخ» وانعقاد المؤتمر العام الأول للمغتربين وتأسيس وتطوير الحركة التعاونية كرافد شعبي للتنمية الشاملة وحجز الأراضي الخاصة بإنشاء مشاريع جميع كلّيات جامعة صنعاء وتسويرها وتخطيطها، فضلاً عن تخطيط مشروع قاعة المؤتمرات الدولية وإعداد وتنفيذ الخطة الخمسية الأولى والثانية، وتحديد وحجز وإنشاء الحدائق العامة والمجمّعات الصناعية، وإقامة المؤسّسات الاقتصادية والسكنية، وتشجيع الجمعيات الزراعية في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات. ورصد البيان من تلك المنجزات التي تحقّقت في عهد الشهيد القائد إبراهيم محمد الحمدي يمننة المنهج الدراسي اليمني، وتشكيل لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية، وقرار تحديد ومنع المغالاة في المهور، وإجراء أول تعداد سكاني في البلاد، وإصدار قانون انتخابات مجلس الشورى، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات، وإنهاء مراكز القوى والنفوذ، والحد من سلطات المشائخ وإرساء أسس دولة حديثة تقوم على التعددية الديمقراطية.. ودعا البيان إلى فتح باب ملف التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي والكشف عن ملابساتها وتقديم الجُناة والمتآمرين إلى محكمة عادلة وعلنية أياً كانت مراكزهم.