جيسوس.. عجوز برتغالي تربع على عرش الدوري السعودي    جدول مباريات وترتيب إنتر ميامي في الدوري الأمريكي 2024 والقنوات الناقلة    مصادر سياسية بصنعاء تكشف عن الخيار الوحيد لإجبار الحوثي على الانصياع لإرادة السلام    لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    نادي الخريجين الحوثي يجبر الطلاب على التعهدات والإلتزام بسبعة بنود مجحفة (وثيقة )    لو كان معه رجال!    الحوثيون يسمحون لمصارف موقوفة بصنعاء بالعودة للعمل مجددا    ميليشيا الحوثي تجبر أعضاء هيئة التدريس وموظفي جامعة صنعاء بتسجيل أبنائهم بالمراكز الصيفية    بالصور .. مقتل وإصابة 18حوثيا بينهم قيادي في كمين نفذه أحد أبطال الجيش الوطني في تعز    مفاجأة وشفافية..!    الدوري الايطالي ... ميلان يتخطى كالياري    فوضى عارمة في إب: اشتباكات حوثية تُخلف دماراً وضحايا    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    القوات الجنوبية تصد هجوم حوثي في جبهة حريب وسقوط شهيدين(صور)    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    كوابيس أخته الصغيرة كشفت جريمته بالضالع ...رجل يعدم إبنه فوق قبر والدته بعد قيام الأخير بقتلها (صورة)    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    الاحتجاجات تتواصل في الحديدة: سائقي النقل الثقيل يواجهون احتكار الحوثيين وفسادهم    مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة وتلوح بإلغاء اتفاقية السلام    احتكار وعبث حوثي بعمليات النقل البري في اليمن    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة مميز    السلطة المحلية بمارب: جميع الطرقات من جانبنا مفتوحة    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    سلطة صنعاء ترد بالصمت على طلب النائب حاشد بالسفر لغرض العلاج    توقعات بارتفاع اسعار البن بنسبة 25٪ في الاسواق العالمية    مقتل شاب برصاص عصابة مسلحة شمالي تعز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل الأمني بمحافظة أبين    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    القيادة المركزية الأمريكية تناقش مع السعودية هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية مميز    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيبة الدهر للإنسان.. كتاب يحكي عن أخبار ردفان

كتاب متنوع وشامل جمع فيه تراثاً شعبياً بديعاً، وجوانب تاريخية تحكي عن منطقة ردفان وصهيب، ويشمل جانباً كبيراً من عادات وشروع منطقة حالمين المحملة في عدة فصول من صفحاتها الثرية بالحكايا والروايات والأمثال الشعبية، ونماذج من الأشعار التي جمعت بمشقة من التنقل والاتصال بالكثير من الأهالي لغرض التأكد من صحتها، وحفظ هذا التراث الذي كان مصدراً ملهماً للحرية والاستقلال في هذه المنطقة وحصولها على الشرف في نصر ثورة (26) سبتمبر، والإقدام على تفجير ثورة (14) أكتوبر، والكفاح المسلح حتى نيل الاستقلال الناجز في ال (30) من نوفمبر 1967.
وهو في الأصل دراسة تبحث عن عادات وأعراف قبلية للآباء والأجداد معظمها عززت اصطفاف اليمنيين في وجوه الاحتلال ورغبتهم في أن يحكموا ذواتهم بأنفسهم وعدم تسليمها للغير وإن اشتدت الخلافات بينهم البين. استهلال
يقول لطف حمود يحيى السماوي في تقديمه لهذه الطبعة..في «كلمة لابد منها» اعترافاً بهذا العمل الذي يستحق التقدير لما بذل من جهد صاحبه وتحمل المشاق في تدوين شيء مهم من التراث الشعبي اليمني, ويستحق التقدير لأمانته في التحري عن المعلومات وذكر مصادرها والحصول عليها سواء من مؤلفات أو من أشخاص دون أن ينسب إلى نفسه إلا ما هو حق له, وهذا الكتاب فاتحة العمل المتواصل في هذا المجال من قبل المؤلف وغيره، ودعوتنا موجهة إلى أبناء البلاد ممن لديهم المعلومات والمثقفين وعلى وجه الخصوص الباحثين المختصين بالتاريخ, أرجو أن تستجاب هذه الدعوة, وكم هو مؤسف أن كثيرين مازالوا ينظرون إلى مثل هذه الأعمال نظرة قاصرة, ويلزمون أن تركها أولى من إحيائها, غير مقدرين لأخطار الإهمال وعدم الاهتمام, خصوصاً وإن كثيراً من التراث الشعبي قد أهدر معظمه بسبب هذه النظرات القاصرة, وتعرض للتشويه أو التحريف، وأخشى أن يندثر كاملاً إذا لم نهتم به سريعاً, ونبذل جهوداً حثيثة لما تبقى منه، لاسيما وإن أكثره غير مدون ويتذكرونه الناس شفاهاً، فيتعرض إلى الزيادة والنقصان بسبب الرغبات أو نسبه لغير منطقته وأهله فالبدار البدار للالتقاء مع من بقي من العارفين به قبل فوات الأوان.
قبائل ردفان قبل ثورة 14أكتوبر
في الفصل الأول تناول الكاتب المرحلة الأولى من تركيب القبائل تحدث عن قبائل ردفان السالفة والمعاصرة لما قبل ثورة 14أكتوبر 1992، والواقع الذي عاشته تلك القبائل, وترسخ هذا الواقع في أذهان جميع القبائل وتمسكهم به وتطويره عبر الأجيال المتعاقبة والالتزام بالشروع والعادات المتعارف عليها في مختلف مناحي الحياة، بدأ الكاتب بالحديث عن القبائل القديمة في ردفان وصهيب من حيث تسميتها وشروعها وحروبها ونماذج من أنقاض مساكنها وتحولاتها من منطقة إلى أخرى في ردفان وصهيب والروايات عن بعض أسباب الهجرة إلى خارج المنطقة، وبدأ بتسمية القبائل السالفة والتي لازالت معاصرة مستنداً بتحديد بعض القبائل حسب إيرادها في «صفة جزيرة العرب».
قبائل بني جعدة الأكثر شهرة، وكانت تشكل السواد الأعظم من سكان مناطق ردفان، ولها تسميات مختلفة لكنها تنتمي لبني جعدة حتى إن آل ردفان ينسبون إليهم ويقال لهم الأجعود حسبما ورد في «صفة الجزيرة» ويرجعون إلى أبناء كعب بن ربيعة ومنهم النابغة الجعدي. ويسكنون في مناطق كثيرة في حالمين, وصهيب, والضالع ومنها الأعضود وبني مهاجر ويسكنوا في مناطق كثيرة من ردفان ومن القبائل التي ذكرت ويوجد كثير منها من قبائل بني جعدة وكذا سبأ صهيب، ويشكل العدد الكبير منها من قبائل صهيب, واعتمد الكاتب بإرجاع بعض تسميات القبائل بنسبتها إلى شخصيات مشهورة بالتاريخ وجدها مسماة على بعض الأودية والجبال ك«الحشرج» وادي يقع بين بلد الحجيلي ويسكن بقربه سادة ومن أهل سهيل الذين ينسبون إلى الحشرج بن الأشهب، وتوجد بجبل الجحيلي قمة بين جبلين يقع فيها شعب يسمى” رهوة بحر “ وهو من منخفض بين جبلين يوجد فيها آثار ومباني وقبور من المرجح أنه سكنها بحر بن ذهبان من قبائل الصدف.وكذلك وادي أيمن الواقع ببلاد الداعري، ويظهر أنه نسب إلى أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ الأكبر. وجبال الحرث بالداعري المنسوبة لقبائل الأحروث وكذلك أبين ولحج والمنسوبتان إلى حمير بن سبأ حسب المصادر.
الهجرة بسبب الذرة
وذكر المؤلف تحصينات القبائل السابقة حيث توجد القرى السابقة مبنية على فرضات الجبال ومحصنة لصد أي اعتداء، ومع مرور الزمن بدأ الزحف إلى السهول، ويروى عن حروب القبائل القديمة وحكايتها أن قبيلة أهل ردفان سكنوا قرية واسعة ومحصنة بالأسوار وهي تقع قرب وادي الراحة على سفح جبل يسمى حالياً بجبل دار الشراف، أما القرية فقد تهدمت وتسمى قرية ردفان التي سكنها آل ردفان الذين كانوا يتحاربون مع سكان جبل منيف حتى ظهور النمل «الذر» فهجروها إلى حيد الشهث المسمى حالياً «حيد ردفان» ونسبت إليهم.
وكذلك قرية سبأ صهيب الواقعة في وادي صهيب المتواجد فيها قبور سبأ والمنحوت فوقها كتابة قديمة يقابل تلك القرية قرية أخرى يقال لها قرية «جور» ودارت بينهما حروب طاحنة بين الفريقين في شعب قتل عدد كثير حتى اضطروا إلى دفنهم جماعياً، وسمي موقع المعركة بشعب الدم نسبة لكثرة الدماء, ومرت السنون إلى أن هجر آل سبأ صهيب قريتهم؛ بسبب ظهور «الذرة» وأما جور فتوجد أنقاض مساكنهم ولم يعرف سبب إخلاء قريتهم, وتوجد رزوه من قبيلة الوحدوي من آل قطيب يقال لهم الجويري نسبة إلى جور.
هجرة قبائل ردفان
في الجزء الآخر من الفصل الأول تفرد الكاتب بذكر قبائل ردفان القديمة وهجرتها الداخلية مبتدئاً بأهل جبور وآل جحزر وآل الظبي المذكورين مساكنهم وأسماء أراضي البعض منهم توجد في مناطق مختلفة من أراضي آل حجيل, وهم اليوم في بلد العبدلي يشكلون ثلاث فخائذ من فخذ العبدلي، وآل محرق لهم معالم في بلد الحجيلي, وآل الشراري وآل المريخم وآل أحمد ناصر من أهل عسكر, يوجدون في مناطق مختلفة من بلد القطيبي ولهم أراضي ومساكن في بلد الحجيلي ويشكلون اليوم في بلد القطيبي رزي.
وأهل لبجر, وهم من بلد العبدلي انتقلوا إلى الثمير بلد القطيبي حالياً، وفخيذ الصراني: من آل البكري انضموا إلى قبيلة القطيبي، واليوم يشكلون فخذاً من أفخاذ الحجيلي. وآل ركب: من آل محلى انتقلوا من جبل البكري إلى وادي ذي ردم قرية الضلعة. وأهل الكزحي - لهم مساكن في بلد الحجيلي - وقد انتهوا من بلد الجحيلي وتوجد رزوه من أهل الوحدوي في بلد القطيبي تسمى أهل الكزحي, ويظهر أنهم من أصل واحد. والزغابر كانوا أعداداً ولهم معالم في أسفل مجحز في حالمين وأراضي وسكن ومنهم في لحج ويقال إن الزغابر القدماء هم سكان خباءة في جبل البكري حالياً وقد انتقلت آخر دفعة منهم إلى وادي صهيب وتوجد جماعة حالياً منهم. وأهل البكيرة انتقلوا من جبل البكري إلى الراحة قرية السوق بلد الحواشب حالياً, وكذا آل البشير يوجدون في حالمين ومنهم في بلد العبدلي من ردفان. وأهل العطفي وهم من أهل عطوف بلد العبدلي ونقلوا إلى صهيب.
أما هجرة الأفراد فهي كثيرة ومتعددة حيث كان يتم الانتقال من قبيلة إلى قبيلة بسبب اختيار مناطق تناسب الزراعة وبسبب مشاكل حيث يتم الالتجاء إلى بعض القبائل للاحتماء, كما كان الاقتراب من مصادر المياه والمراعي سبباً آخر, ومن ثم يتم الاستقرار, وهناك هجرة للسادة من مناطق مختلفة إلى ردفان. و- أيضاً – ابن جار الله كان يسكن على مرتفع فوق سيلة اللجج يقال له الكعيب قرب حبيل جلده، وكان لابن جار الله ممتلكات واسعة تمتد من قرب القرع أسفل وادي فحلة في بلد الحجيلي إلى الضبرة من بلد العبدلي إلى حبيل الجبر ومثبر والمبقلة والوعرة وحبيل الجلدة إلى فارعة، ثم انتقل جارالله من دار الكعيب إلى جبل الزقم في بلد آل حجيل, وفي فترة من الفترات شاهد اللهب في حبيل الجبر ليلة بعد ليلة فاستنكر فتحرك إلى هناك فوجد رجلاً وأسرته يبحثون عن السكن، وهذا الرجل سيد من حضرموت وكان ساكناً في المعزبة من يافع ومنها خرج إلى حبيل, وأصر ابن جار الله على خروجه فدعا السيد على ولده فأصابته، عندها بحث عن السيد وأرجعه وأعطاه جزءاً من أملاكه، وباع أجزاء كثيرة منها للسادة وغيره حتى لم يتبق سوى الأرض التي يحرثها فقط, وبن معمر كانت له ممتلكات كثيرة في وادي النجيفة وشعب تيم والخلاء إلى أسفل الحاجب ثم اشترى يمين والنقيل بما فيها من ممتلكات ومساكن ومزارع من القرامحة، وكان أحد أجداد أهل معمر اسمه حبينه والآخر اسمه الفخر بن معمر، وقد سكن دار العرقوب الذي بين وادي النجيفة وشعب تيم ثم انتقل إلى العراق في كناد خلاد البكري حالياً. وقد دارت حروب بين أهل معمر وأهل جهور حتى إنهم قتلوا بني معمر ولم يتبق إلا واحد، فهرب إلى لحج وبعدها أخذ بثأره متضامناً مع آل قطيب ضد جهور واشتهرت تلك المسماة «بلاء» وكانوا يذكرون مقولة «ساس البلاء , جعليه» أي أنه سبب الحرب لإرجاع ابن معمر وتأمينه وإعطائه حقه.
ومن قبائل ردفان آل الذيب في بلد البكري لم يعرف إلى من ينسبوا وفي بلد العبدلي من أهل ذيب وفي بلد الظمبري فكان أحد أجدادهم اسمه ذيب وقد توسعت سمعته فجار وأحفاده حتى وصلوا إلى مستوى السلطنة وتسمى سلطنة الحواشب من آل فجار.
وقد أتى كثير من الأولياء الذين أتوا ردفان نذكر البعض, منهم إبراهيم التيمي الذي جاء من العراق واستقر في وادي تيم ومن الأولياء ابن علوان وله مساجد في مختلف مناطق ردفان، وولي يقال له أويس القرني وله مسجد وقبر يقع في الجبلة.
جبال ردفان وأوديتها
في الفصل الثاني من الكتاب ذكر المؤلف جبال وأودية ردفان وصهيب مبتدأ بوادي صهيب وما إليه من الأودية، ويمتد من قرب وادي الراحة في منطقة النفش وإلى الجهات الشمالية، ويضم شعب (اليضة , الحاظنة , الحجر , القشعة , الشرج, الحوطة, الثيمرة, ذالبير, والنقير, والديوان, السوادء, الرويد, الذنيب, الثمير إلى أسفل الربوة) أما الأودية التي خارج وادي صهيب هي (بجير, المصراح, الثمري, صمعان, وحده, الهجيرة, عقيبة, ضرعة, عيانة, دبسان, الحنكة, كربين, نمره, مسك, معربان, الجزع, الضبرة,جراع, صبره, المحقب, فلحة, تيم, غرابة,ذي ردم, فراء, تيم الممتد من نقيل الربوة, وهناك من يقول له نقيل تيم, غرباً إلى الجبر شرقاً ويضم من الأودية (النجيفة, السيلون, المحط, الصويمعة, الصفاء, فلحة, الواديين, السبحة, الحشرج, غزة العين, مثبر , دله , قطانه , رفض , حسي , خلي , ظلم , أبين حسي , ايمن , ثلث , القويرة , الشويكة , الزحر , فلتة , سعمام , يباد , مهار , قفل , خيرة, عشرة, نخلين , بناء من قرب حدود مشالة, شمالاً إلى حدود رها جنوباً، وتلك الأودية بسيولها تنقسم إلى قسمين منها تنحدر إلى وادي بناء والجهة الغربية تتجمع سيولها إلى صهيب وتصل إلى المطلع وتصب في البحر وتعرف عند أهل أبين بالسيلة الصهيبية.
أما الجبال في ردفان أولاً : في منطقة بلد الداعري ويوجد العديد من المرتفعات وعلى قمة تلك المرتفعات قمة جبل الحرث , ويباد , وجبل رفان وله فصائل من الجبال تسمى (فلحة , دامي , باور , وجبل حورية أعلى قمة ردفان)، وهناك من الجبال مثل جبل (الجريبة , الثمري ,البدوي , سويد , تعز , جمل , وحيد موسى , العبد , المنسار, يمين, وجبل لحمرين بين ردفان وحالمين, عاد , زهران , بطة, اذين ,الحاجب , العادي ,الأتهوم ,العرقوب , السبابة , القطيعا, وزرعان , المصنعة , الزقم , وهناك جبل في بلد الحجيلي يسكن فيه الجهاورة من يافع وأهل ذبيان من بلد أرحب ويسمى على حد وصف أحد الشعراء بأنه جبل سبأ وكان ذلك الحديث قبل عام 1945م.
تكوين قبائل ردفان المعاصرة
في الفصل الثالث فصل المؤلف المرحلة الثانية بذكر قبائل ردفان المعاصرة وتكوينها, وبهذا الفصل أوردنا الكيفية التي كونت بها القبيلة واكتفينا بذكر بعض أسماء القبائل ومكوناتها الرزوة والفخذة، وليعذرني القارئ لتجاوزي البعض منها بسبب ضيق المساحة وكثرة القبائل المذكورة التي تطلب مساحة طويلة, أما في تكوين القبائل المعاصرة فإن هناك هجرة إلى ردفان من مختلف مناطق اليمن وأكثرها من يافع ووراء كل من وصل ردفان أمر من الأمور يطلبه كالعيش والاستقرار فيها, وطلب الاحتماء, بسبب مشاكل في بلده وخاصة القتل؛ لأن كل من يسكن في منطقة ردفان يعتبر تحت حماية سكانها الأصليين, حيث كانت قبائل ردفان موزعة إلى أنساب البيوت وعند بدء العلاقات مع أمير حالمين صاحب خرفة, كانت تجري لقاءات بين قبائل ردفان والأمير, ومقر تلك اللقاءات سيلة اللصم في أعلى الربوة والاجتماع في كهف يقال له دبئة الأمير ولازال الاسم نفسه حتى يومنا. وحينها بدأت البيوت تضم المهاجرين إليها حتى سميت رزوة؛ كونها تضم العديد من البيوت, ثم بدأوا يتعرفون على أهم المتحدثين عند الأمير من المهاجرين وبدأت تذوب الفوارق بين السكان الأصليين وبينهم حتى أتيحت الفرص لبعض المهاجرين لأن يقودوا الرزوة ثم بدأ تجميع الفخذ الذي يضم عدداً من الرزى وخاصة السكان الذين تربطهم علاقة النسب والمراعي والمزارع ومياه الشرب وينتخبون أفصحهم في الحديث, وأسلمهم بالرأي وخاصة الذي لا تكون له مشاكل مع القبائل التي تريد تنصيبه، ومع توافر تلك الصفات ينصبونه عاقل فخيذة, وله صلاحيات التحدث باسمهم, ومن هنا بدأ الأمير والقبائل في سن العوائد والشروط المنظمة لعلاقة الأمير بالقبائل التي من جهتها التزمت قبائل ردفان بالاستعداد إلى جانب الأمير لصد أي اعتداء خارجي أو عصيان داخلي وعند دعوة الأمير للقبائل للحروب يلتزم الأمير بتموين القبائل المحاربة, وهكذا بدأت تسلل تكوين القبائل من عدة بيوت إلى رزوة ومن رزي إلى فخيذة ومن فخائذ تتكون القبيلة حتى اكتملت قبائل ردفان فسميت جهة ردفان ولا يستدعي الأمير تلك القبائل في حالة الضرورة إلا بخطابات منفصلة موجهة إلى شيخ القبيلة الذي يرتقي إلى هذا المنصب عبر شروط ووثائق.
عوائد السنان
يشير الكاتب إلى عوائد السنان الذي يحتل المرتبة الثانية
بعد الشيخ ولها خصوصياتها عند بدء ليلة المشيخة كأن يكون للسنان من الشيخ الجديد كسوة أو ثوب بيحاني ثمين أو عمامة حرير تسمى ديولية, ومؤلف هذا الكتاب ممن مارسوا حقوقه المورثة كسنان لكنه ذكر هذه العادة هنا حسب قوله لغرض الذكريات لا لتكريسها وكونها عادة وموروث الشعبي من حقوق الأحفاد.
كما كان هناك دور للقبائل في وجوب حماية الشارد من قبيلته إليهم ما لم يشتهر خلعة كتابياً داخل الأسواق من قبيلته بأنه مهدر دمه أو حقه فإنها تؤمنه بشروط؛ لأن أكثر من لجأ إلى قبيلة عادة ما يغير من سلوكه - وأيضاً – من باب المثل السائد عندهم «من جاء فوقك كسر عوقك» يعني أن الشخص الشارد مسئولية القبيلة التي لجأ إليها إضافة بأن علاقات ردفان بالأمراء والسلاطين والقبائل المجاورة كانت معظمها علاقات متينة وقوية الصلة وبدأت تتلاشى عند ظهور بعض أطماع السلاطين بردفان.
أحكام وأعراف
وفي الفصل الرابع أوضح الكاتب أحكام العرف لقبائل ردفان وظلت تلك الشروع القبلية مكفولة ومتعارف عليها لدى جميع قبائل ردفان مستندة إلى قواعد قبلية منها أولاً: أن المدعي إذا أراد أن يدعي على غريمه يمد ويقدم جنبية أو سكيناً أو بندقية إلى يد أمين (رجل يعرف الكلام, أو العاقل) ويلزم غريمه بطرح يقابل الأول وهو رمز على امتثال الطرفين للأحكام وضمان عدم الاعتداء بعد الطرح وهناك ملحقات وأساسيات يقولها المدعي أثناء تقديم «الطرح» كأن يقول «سيف محبي سيف» ولكل تسمية قواعدها وفروعها وعلى كل ما ينطوي عليها هدف المدعي والمدعى عليه في متابعة سير المحاكمة , ومعظم تلك التسميات باسم السيف، وقد توارثت منذ أن كان السيف أشهر سلاح, ولها العديد من المسميات منها «سيف لزم , سيف طلب» يعني بذلك إحضاراً لغريم. سيف «فلج» يظهر من خلال المحاكمة بمعنى أنه يبقى فترة قصيرة عند الحاكم للرد عليه من الغريم ويلحق بعده ريال واحد من الطرفين وينفذ الحكم سريعاً على فقرة معينة ثم يستعيد كل غريم سيفه بعد حكم الفقرة المعينة. سيف «محي كل سيف» يعني إحياء كل السيوف التي وضعت على دعاوي حقوق من غريم على غريمه فتهرب منها أحد الأطراف.
سيف «الأعجم» وله ألوان متعددة يفصح الغريب بهذا السيف عن عدة مطالب إما أن يطلب عرفاً إلى جانب إلى جانب الحجرة، أو يطلب – أيضاً – تغريم أي تقديم فقرة من دعواه أو يطلب تأجيل أي فقرة من دعوى غريمه أو عدم الرد عليها ويعني شطبها، وهذا طلب ينجح لو لم ينجح كون غريمه يتمتع بنفس القدرة والفهم لتشابك أسلوب العرف،
وهناك الكثير من التسميات ذكرنا البعض منها من قبيل التعريف الجزء بالكل.
الأحكام النقدية
وفي الفصل الخامس أورد المؤلف الأحكام النقدية التي كانت تتبعها القبائل في الجناية أو الاعتداءات الأخرى على الأراضي وسواقي الماء أو السرقات التي تثبت بالشهود وغيرها، فمثلاً الرجم أو الجدل بالحجارة أو صواب الجنبية أو السكين أو المعول، فيتم تحديد تلك الجنايات بالقياس بما يسمى بالبنان والبنانة الواحدة تقدر ب«5 مليمترات» وتختلف أماكن الإصابة كون جسم الإنسان كاملاً له حكم والوجه خاصة له حكم آخر ولا يعتبر وجهاً إلا الوجه الصافي من شعر الرأس, ففي الرأس وبقية الجسم فالبنانة الواحدة تقدر (5) ريالات عمق «قتر» وعرض «جلف» تقدر بريالين ونصف الريال، أما في الوجه فيكون حكم العمق (10) ريالات وللجلف أي العرض «5» ريالات، أما قطع الأذن أو تعوير العين أو هدم السنون والأنياب والضروس فكل شيء له حكم؛ فالعين نصف دية القتيل وكانت تقدر الدية (100) ريال، وارتفعت مع مرور الزمان والأسنان الأربع الظاهرات تحت وفوق يحكم لكل سن (75) ريالاً والنيب الواحد 37ريالاً ونصف والضرس الواحد 14 ريالاً مع حكم ما يبدو من أضرار.
وهناك أحكام نقدية كثيرة منها للسب كأن قذف أحد امرأة وبلبل عليها بدون إثبات فحكمها “75” ريالاً، وإذا أحد اغتصب امرأة وهي متزوجة، وظهرت المشكلة فالفاعل يدفع «نصف دية» وهناك الكثير من الأحكام النقدية المتبقية كأحكام الرفد والشراكة في الأرض والإحقاق بعد الحنق والسرقات اكتفينا بإيراد جزء منها لكثرتها.
معتقدات
الفصل السادس من الكتاب تناول المؤلف العلاقات الحاصلة عن طريق الأراضي الزراعية سواء كانت بتمليك الأرض للمعدم عن طريق تقوية صلته مع المالك بتقديم الخدمات له والمنفعة حتى يتأثر المالك بحسن نية المعدم أو الشراكة أو الرهن أو بيع الإقالة والشفع التي تربط المالك بالمشتري عبر تلك الوثائق وينتهي بعضها بانتهاء الوقت المحدد داخل الوثيقة, ويذكر المؤلف بعض المعتقدات المرتبطة بعضها بمناسبات دينية أو بحوادث معينة كظهور الجفاف في الأوقات الموسمية، فهم يعتقدون بذبح التماطر التي تقربهم من الله عز وجل، عندها يجمعون النقود من كل مواطن بلغ سن الرشد ويشترون بها رأس غنم ويذبحونها بقمة جبل أو عند الولي وعند الذهاب يرددون الشعارات «واسيلوه , واسيلوه»، وبعد الذبح يتقاسمون الرأس الغنم بحسب النقود المدفوعة وعادة لا يتأخر المطر عن ثلاث أيام وأحياناً يعودون وقد هطلت الأمطار.
عادات الزواج
ثم ذهب المؤلف بالفصل السابع إلى عادات الزواج والطلاق والحضانة وتبدأ الخطبة وبعد رضا العروسة يقدم العريس حاملاً الهدية, ويحضر مع والده والوسيط إلى بيت العروسة ويدفع ريالاً يسمى «قرش ربط» البنت والنسب يضعه عند بدء الكلام أمام والد العروسة مفروشاً على القاع يعني بذلك طلب العدالة والحد من زيادة الطمع، وبعد ذلك يتفقون على الدفع المناسب فإن رآه جائراً فبإمكانه أن ينسحب وإن رآه مناسباً يقبلوا ويحددوا ميعاد السدية ويحضر العروس ووالده ومعه عدد معين حاملاً معه «حب , وبن , وسليط , ورأس غنم , وملابس هدية» فيستقبلهم ولي أمر العروسة بالبشاشة ورد السلام بإطلاق النار بالهواء وبجانبه عدد من الأهل والجيران يستقبلونهم، وبعد ذلك يقدمون لهم اللحوم وتلك وجبة العشاء ثم يعودون للسمرة ويوكل بداية الحديث لوالد العروسة فيرحب بالحاضرين ويسمعهم الشروط والنقاط التي حددت بالدفع بينهم، وهي أولاً يقال له رأس القرش مبلغ نقدي وكذا حب وبن وسليط وغنم وزيارات وهي غنم تذبح قبل وأثناء الزواجة عند الأولياء ووجبة وخال وجد وجدة ووسيط وعاقل وشاحذ وكاحتة ومخضبة وأم وأخوة وحينها يبدأ الحاضرون بمراجعة والد العروسة ويحط لهم من كل خصلة جزء من أجل احترام الحاضرين, وتستمر الخطبة بعاداتها حتى يستطيع الزواج بالمبلغ المحدد نظراً لحالة صهره، وبعد تحديد الميعاد يتم إخراج الحب حق الزواج ويقسمونه على كل بيوت الجيران للطحن.
اليوم الثاني للعريس والعروسة
وفي ليلة الحناء يحضر الجيران في بيت العريس والعروسة ويسمى فرح الأجوار، وفي اليوم الثاني يحضر الجيران والصهور عبر إعلام شفوي، وعند حضور الناس يبدأ أهل العريس والعروسة بتقديم الذبائح على قرب منازلهم ليلفتوا أنظار الضيوف لما قدموا وعند قدومهم يلاحظ كيف يجلس فإذا جلس على ركبتيه تبين للضيوف أنه مستعد لاستلام الرفد من أجل إعادة الرفد لهم عند أفراحهم، وبعد استلام الرفد يضيفهم دفعة بعد دفعة وعند الساعة الثانية ظهراً المسمية بساعة المفرق يخرج الناس جميعاً ومعهم العريس بعد أن يقوم الشاحذ بغسل رأسه ووضع مادة حمراء بمفرق شعره وينطلقون بالمزامير ورجات الطبول إلى خارج القرية للصلاة ومن ثم يعودون للعشاء وتبدأ السمرة ويتخللها البرع وألعاب «المياح والبرع» وفي اليوم التالي يذهبون بموكب منظم من الرجال والأطفال مع رفعهم بنادقهم على جنوبهم اليد اليمنى وبصورة موحدة وبنفس الطريقة عند العروسة ويتواجهان بالشواعة وبالزوامل ويرجع العريس بعروسة بعد إسقاط النصاع المتفق عليها.
وفي الفصل التاسع ذكر الكاتب المتاعب التي عانت منها قبائل ردفان وتلخص بشكل إجمالي بثلاث ظواهر أولها العزلة المفروضة بسبب الحروب الدائرة بين أهالي ردفان وبعض القبائل المجاورة لها وسيطرة الطابع الظلامي والاستبدادي، إضافة لوجود الاستعمار وإدراكهم من خلال حديث الآباء كثرة الطامعين بحكم اليمن ورغبتهم في أن يحكموا أنفسهم وعدم الخضوع للغير، وثانيها انتشار الأمية بين صفوف السكان بسبب انعدام المدارس والمعاهد عدا ما كان يسمى بالمعلامة، وثالثها تمسك السكان بالمعتقدات القائمة حينها وآخرها قساوة الطبيعة وظهور الجفاف في بعض السنين والمجاعة فيضطرون أكل الدوم والغلف والشرور والشعوس وغيرها من أنواع الأشجار.
حملة عامر بن صالح
وفي الفصل الحادي عشر أورد الكاتب الحملات العسكرية اليمنية والغزوات الخارجية على مناطق اليمن ومنها ردفان وصهيب , كان الأئمة في سبيل أن يخضعوا الأمراء والسلاطين المخالفين يرسلون حملات عسكرية وكانت حملة عامر بن صالح إحدى تلك الحملات على ردفان واستمرت بالمقاومة من قبل سكانها حتى استنفذ المقاومون البارود والرصاص وقتل أحد قادة جنود الإمام الذي يتقدم للاستيلاء على الجبل, قام عامر بن صالح وهو على حصانة بالهجوم فانزلقت من على صبر الركب وسقط إلى قاع الشعب ووقع عامر فمات واستمر القتال حتى اندحر جيش الإمام وعادت قبائل يافع بعد النصر وسميت الحقفة التي قتل فيها عامر باسمه حتى يومنا هذا.
حملة يافع الأولى والثانية على ردفان
يقال إن يافع جندت رجالها واجتاحت وادي تيم والمرتفعات الجبلية والحاجب بغرض الاستيلاء على مناطق ردفان والانتقام من ساكني جبل الحاجب وانتهت المعركة بهروب حملة يافع إلى جانب إصابتها بالقتل ومرض فتاك كانوا يموتون منه خلال ساعات وسميت هذه المنطقة «حبيل يافع» حتى يومنا هذا, أما الحملة الثانية فقد قصدوا فيها مرتفعات قبيلة العبدلي وواجهوا مقاومة عنيفة اشتدت واضطرت قبائل يافع إلى التراجع وقتل السلطان بن هرهرة في وادي الموسطة وبعد أن خسروا في تلك الحملات وقتل رجالهم تمت المصالحة وانتهت الأطماع وقد عرفت فيما بعد بكسر شوكة يافع.
قبائل ردفان والجيش البريطاني
وقد حصلت حين كانت بريطانيا في عدن وتتعامل مع بعض من أهل ردفان وحالمين مثل: ثابت حسن دبة من آل حجيل الذي كان ترجماناً، وحين قدم الجيش البريطاني لغرض الاستطلاع على مناطق ردفان والذين لم يبالوا بقوات الجيش البريطاني, وحينها كان أول اندلاع للثورة بردفان, والتي كانت تعد من أكبر معارك بريطانيا مع قبائل ردفان وظلت انتفاضاتهم مستمرة حتى جاءت الحملة المذكورة للجيش البريطاني بقيادة «المستر جيكب»، وبهذا تقدم ووضع محطة في لكمة سليك قرب الحبيلين والثانية في حبيل الثييلة في القرع وادي تيم والثالثة في حبيل جلدة وحينها بدأ التحرك باتجاه منطقة آل قطيب وبدأت المقاومة من قرب منطقة الثمير وبالتدريج انسحب المقاومون وقاتلوا في بعض المناطق حتى وصل الجيش إلى «ذلهجيرة» ومن ثم أوقفوا الجيش البريطاني هناك وقام الجيش البريطاني بعد ذلك بسحق دار الشيخ محمد صالح علي لخرم وعادوا إلى سليك, أما المحطات التي في وادي تيم فقد كان يطلب من أصحاب الجمال نقل متطلبات الجيش من أسفل نقيل الربوة إلى المحطات المذكورة, وكان مسئول النقل من آل الحشري يقال له بن دربين الحالمي ومرة طلب منه أحد مواطني قبيلة آل حجيل ويدعى ثابت صالح مثنى أن يسجل جملة فرفض الحالمي ثابت صالح وعاد إلى بيته وأخذ إلى جانبه شخصاً آخر وتحرك ليلاً إلى محطة حبيل الثييلة لغرض قتل الحالمي، وكان ثابت صالح يعرف بأن غريمه عند المنام يدخل بكيس أبيض, غير أن الأقدار شاءت أن يزوره صديقه بن محرز من أهل عمرو فأعطاه ذلك الكيس لينام فيه وحين وصل ثابت صالح وصاحبه قام بقتل الذي في الكيس، بالرغم أنه الصديق المطلوب، إلا أنه لم يكن هو المقصود بالقتل, وفي اليوم الثاني هاجم الحجيلي من كل جانب حدود الجميعي بإطلاق النار واشتعلت حرب يقال لها خراج الوجه أصيب فيها أحد مواطني آل جميعي؛ كون القاتل جميعياً ومن تأثير ثابت حسن دبة لم تحصل مقاومة للجيش البريطاني من قبل آل حجيل سوى ما قام به ثابت صالح وصاحبه من القتل داخل المحطة، وكان سبب رحيل الجيش البريطاني من المنطقة إلى جانب المقاومة في المناطق الأخرى، أما في بلد العدلي فنزحوا إلى المرتفعات وقد قصف الجيش البريطاني دار الرفيعة الواقع في قرية الضبرة ولكنه أحس بتزايد المقاومة في مختلف المناطق فقرر الرحيل وعاد إلى عدن.
طيار الحمار
توجهت جيوش الإمام متجهة إلى قبائل ردفان للاستيلاء عليها وحكمها لكنهم واجهوا مقاومة مستمرة من قبائل ردفان ومنها من نجح الإمام في محاصرتها وفرض عليها مصروفات الجيش على المواطنين في المنازل أو مواقع الحرب وفي جميع المناطق التي استولى عليها دون تقديم أي خدمة, الأمر الذي جعل شرارة التمرد تزداد وجعل القبائل تستمد قوتها من الاستعمار لمواجهته وبسبب موقف لم يفهمه الجنود البريطانيون لعدم فهم اللغة من قبل القبائل وأيضاً ما قامت به قبيلة البكري بأخذ حمار بكل ما يحمل على ظهره حينها غضبت بريطانيا وقصفت على بلاد البكري وبعض القبائل المجاورة بالخطأ وساءت علاقاتها مع القبائل وأطلق على هذه الغارة اسم «طيار الحمار».
صلح
وفي عام 1940 زادت العلاقات سوءاً بسبب جلوس الدباغ من بقايا الحكام الإدرسيين في بلد القطيبي وطالبت به بريطانيا بناء على طلب من الإمام يحيى والملك عبدالعزيز آل مسعود إلا أنهم ورفضوا تسليمه, وفي ذلك الوقت قامت مجموعة من أهل قطيب باعتراض سيارة بريطانية وهي في طريقها لعدن قادمة من الضال وطالبتهم الجباية «ضريبة» غير أن الركاب لم يفهموا طلبهم بسبب اللغة فظنت المجموعة أن الإنجليز لا يريدون الدفع فأطلقوا النار وقتل جندي وهرب الباقون وعلى إثر تلك الواقعتين غضبت بريطانيا وأرسلت أسراباً من الطائرات مكونة من خمسة وعشرين طائرة لقصف بلد القطيبي وبالمقابل رد أهل سكانها بالضرب على الطائرات وتأثرت القبائل بتلك المعارك حتى تدخل الشيخ محمد ثابت واجتمع بالمندوب البريطاني ومندوبي آل قطيب وعمل صلحاً بين الطرفين ووقف القصف.
وفي عام 1954تأثرت القبائل بالحملات الإعلامية لجمال عبدالناصر ووصفه لحكم الجنوب بالزيف؛ حينها بدأ الإمام يظهر وطنيته الخادعة، وقام بإعطاء القبائل التي توجهت إليه بنادق من نوع الصابات وميارز سلطانية وفسوحات من الريالات، كما قامت بريطانيا بإعطاء المشايخ الموالين لها لكل واحد خمسة بنادق، وظهر خلاف حاد بين القبائل فالمرتبطون بسلاح الإمام يحاولون ضرب المراكز البريطانية والعكس فيمن يوالون من أهل قطيب بريطانيا وحصل التشقق بين الصفوف والضرب وإصابة البعض بالجروح، إلا أن القبائل أدركت المؤامرة والاتفاق بين بريطانيا والإمام الذي كان يبعث السياغي إلى بريطانيا مرة بصفة مبعوثاً وأخرى بصفة اللاجئ, الأمر الذي حيرهم وفوجئوا حينها بهدنة لمدة أربعين عاماً بين الطرفين وأدركوا التصالح الخفي واللعبة الأمامية.
انتهت جميع الخلافات واشتعلت الثورة
سرعان ما اتفقت القبائل وفضلت الوحدة ضد العدو الداخلي والخارجي بعد كشفها للمستور ومن جانب آخر تأثرت بصوت العرب وظلت تتابع ثورة الشمال وهبت للدفاع عنها بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، إلى أن عاد إلى الجنوب مصمماً على خوض كفاح مسلح ضد بريطانيا, وشعرت بالخطر وطلبت منه عدم العودة هو وأصحابه إلى الشمال وطلبت دفع مبلغ خمسين شلناً على كل بندق معهم, أو سيمنعون من دخول منطقة الثمير والحبيلين، فكان رده عليها بأن تمنع عن الحركة خارج الثمير والحبيلين وأطلق طلقة رصاص باتجاهها بدل الخمسين شلنجاً وصفارة التحدي والإنذار, ومن ثم تقدمت بريطانيا عبر وادي المصرح إلى الثمري وعلم لبوزة بذلك وتحرك للقائها, ودارت المعركة في وادي المصرح وجبل البدوي حيث استشهد لبوزة بقذيفة مدفعية واعتبرت بداية الثورة المسلحة ضد الاحتلال البريطاني، وتم إعلان صلح الجبهة القومية بين قبائل ردفان وإنهاء جميع الخلافات القبلية بعقد الصلح لمدة أربع سنوات للانضمام والمشاركة في الكفاح المسلح، وبدأت السيطرة على نقيل ربوة؛ كونها قاعدة ثورية ونقطة وصل بين ردفان وحالمين ويافع ومرتبطة بمناطق الشمال وواجهوا الجيش بطريقة منظمة وموحدة وتكتيك ذكي بقيادة الجبهة القومية؛ حتى إن متحدثاً عسكرياً بريطانياً نقل لإذاعة لندن من ساحة المعركة قائلاً: «إننا نواجه ثواراً وكأنهم الذئاب الحمر»، وظلوا يواجهون حتى قتل الأطفال والنساء من الضرب العشوائي وحوصروا من المواد الغذائية ومن كل شيء لمدة ثمانية أشهر حتى تحقق الاستقلال والنصر.
رابط المقال على فيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.