بانتهاء رحلة الذهاب الكروية للفرق الممتازة وترتيب الفرق على جدول الترتيب.. نالت وحظيت أندية عدن على أقدار ومواقع متباينة في سلم الترتيب، بعضها أدخلت إحدى قدميها على أمل المنافسة على اللقب.. والبعض الآخر آثر المواقع والمناطق الدافئة.. والسير القادم للحفاظ على البقاء ضمن جدول وأندية النخبة دون التفكير أو الإقدام على موقع متقدم يقربه كثيرا من ساحة المنافسة على اللقب.. في حين عانى الآخر والأخير من الأمرين في مرحلة ذهاب الدوري وتقوقع في آخر الترتيب ولسان حاله يؤكد ويعترف أن البقاء في أندية الصفوة لم يكن سوى حلم داعب الفريق عاما واحدا حتى عاد أدراجه إلى الوراء وإلى المكان الذي لا يرتضيه وإن كان قد تعود عليه.. وقدمت لنا عدن الرياضية والكروية هذا الموسم ثلاث فرق من أبرز وأهم وأكبر الأندية في المدينة ليكونوا سفراء وممثلين لمهد الرياضة اليمنية في منافسات وصراع الظفر باللقب والفوز بأحد مواقع الصدارة.. وهي واحدة من المرات القليلة والنادرة التي تكون عدن قد قدمت العدد الأكبر والأوفر في التمثيل التنافسي على اللقب الكروي العزيز والغالي على كل المهتمين والمتابعين للكرة.. بعد التأهل الرائع والاستثنائي لأندية عدن في الموسم الماضي وبلوغ اثنين منهما إلى مصاف الدرجة الممتازة، وهما فريقا الشعلة والوحدة العدني.. هذا التأهل الذي منح المدينة ثلاثة مقاعد في التنافس الأكبر قوبل بارتياح وثقة كبيرين لإسناد الفريق والممثل الوحيد في أغلب المنافسات السابقة التلال العدني.. إلا أن الظروف والمعطيات لم تجعل الثقة تستمر ولم تمنح الفرق العدنية من تثبيت أقدامها وترسيخ بقائها لأكبر زمن ووقت ممكن.. فجاءت النتائج الأولية لمرحلة الذهاب دون المستوى المطلوب ودون الآمال والطموحات التي تزامنت مع مطلع الموسم الحالي. ويمكن اعتبار أن جميع فرق التنافس الكروي على الدوري ليست في مأمن ولا في فرص للفوز باللقب.. إلا أن المؤشرات الواقعية والمرسومة على وقائع ونتائج واستنتاجات تعفي وتبعد ثلاثي الفرق العدنية بالفوز بالمسابقة والظفر باللقب في ظل تنافس محموم وصادم لثلاثي المقدمة في رحلة الذهاب وإصرارها القياسي لخطف اللقب.. بما فيها فريق التلال المزاحم على الصدارة وبفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر وهي النقاط التي يمكنه إضافتها في مباراة واحدة.. إلا أن المعطيات تمنح التلال فقط المنافسة والمزاحمة على اللقب.. وهو أفضل وأقصى ما يمكنه الحصول عليه بعيدا عن الشطحات أو الطموح البعيد عن الواقع والإمكانيات وأن الفوز بالدرع ليس مستحيلا تلاليا إلا أنه بعيد المنال وطموح أكبر وأعلى من الإمكانيات الحمراء وأكثر صعوبة من باقي رباعي التنافس على الصدارة.. إلا أن الفريق الأحمر هو الأفضل حالا والأكثر استقرارا مقارنة بباقي الأندية العدنية.. وهو من وضع إحدى قدميه على الأرض الصلبة فقط والأكثر ابتعادا من شبح الهبوط. ما يعيب الفريق الأحمر أنه لا يستفيد من أرضه ولا من المباريات التي تقام أمام جماهيره ويفرط كثيرا بالنقاط التي في المتناول كعقدة نشأت هذا الموسم وتأصلت في رحلة الذهاب التي تستدعي من التلال قيادة مدربين وضع المخارج والحلول لإخراجها وإبعادها من الجسد التلالي.. وفريق عريق وعميد للأندية جميعها قدره ونصيبه أن يكون منافسا ومتصدرا ليس في الموسم الحالي وإنما في كل المنافسات المشترك فيها.. ومازال العجز التلالي قائما حتى إشعار آخر وهو عدم قدرته حتى الآن على ربط العراقة بالإنجاز، والابتعاد عن وضع الفريق الأحمر في مكانه المناسب أو الطبيعي في السلم الكروي اليمني.. وكما هي مشكلة جميع الفرق اليمنية وخلال مواسم عدة غياب الهداف أو العناصر القادرة على سحب نقاط المباريات في الدوري ونظرة سريعة على محصلة الفريق كنادي بطولات وألقاب فإن المستوى التهديفي يسير بسرعة ولكن للوراء. والتلال أقصى ما يمكن أن يفعله هو الحفاظ على المراكز الخمسة الأولى وإن خدمته النتائج والظروف فهو إنجاز يحسب له إن صعد على منصة التتويج كثالث الأبطال.. ولا يمتلك حظوظ الفوز باللقب لأن معطيات قدراته وإمكانيات الفريق لا تساعد ولا تدفعه على ذلك. الشعلة: عاد إلى الأضواء وإلى فرق النخبة الموسم الماضي وهو الفريق الوحيد في الوطن الذي تكون انتكاساته الكروية ليست لها علاقة بالمال ولا بالظروف القاهرة.. ويمتلك رصيدا محترما من الإمكانيات والاستقرار المادي للاعبين.. إلا أنه يعاني من بعض السيطرة الجماهيرية على القرار القيادي والفني للفريق.. وجماهيره لها صوت مسموع ومؤثر.. وتتبدل قياداته الفنية والقيادية كتبدل أوراق الكوتشينة تنفيذا وإشباعا لرغبات القليل من الجماهير المستخدمة العصا الغليظة في الترويع والتهديد أو الألفاظ النابية والخارجة عن حدود الذوق العام. وعندما يسب أو يشتم رموز للنادي على وزن الفضيل أو العوج ويؤثران التراجع إلى الخلف بسبب ذلك.. وعندما تتساقط مجالس الإدارات كأوراق الخريف فإن العجلة الشعلاوية وضعت قبل الحصان.. ووسدت الأمور لمن ل اناقة لهم ولا جمل في القيادة والإدارة.. وهنا يكمن الخلل في القادم لن يكون أفضل من السابق وأن الأبناء والمخلصين يذوبون في الزحام تاركين المقدمة يتصدرها مدرجات التشجيع.. وفي نهاية الأسبوع تعرضت الإدارة الصفراء لتغيير كامل في هيكلها.. وللأسف لا تجد في الإدارة الحالية أو اللاحقة قريبا أيا من الأسماء الصانعة لتاريخ الشعلة وإنما وجوه جديدة وشابة وعديمة الخبرة. الشعلة هذا الموسم طعّم فريقه بأسماء ونجوم توجد فيهم بذور وخصائص الفوز بالألقاب ولكن يبقى الوجع في مدرجات الاستاد.. ومن المتوقع والمحتمل إضافة مدرب جديد كأسلوب لطرد أبناء النادي من الظهور في الكادر العام. الأخضر: كان تأهل الأخضر العدني لفرق النخبة الموسم الفائت إنجازا وإعجازا غير متوقع نظرا للظروف القاهرة التي يعيشها ومازال الفريق الأخضر.. ومشكلة بيارق الهاشمي أنها تركت التاريخ والقاعدة الأهم والرياضة لتتصارع وتتنافس على الفوز بأحد مقاعد الإدارة وأن خصوم الأمس هم أصدقاء اليوم وأن الجهة التي يحاربونها اليوم خدمة للنادي كما يقولون هي نفسها التي يتعاملون معها ويتآمرون معها ويجرحون بعضهم من أجلها.. وظل الوحدة العدني رهين وحبيس قيادة بعيدة عن الرياضة إلا أن الجميع يتهافتون إليها كالأكلة على قصعتها.. في حين غاب الكادر الوحداوي الذي كان عدده وعدته كفيلا بقيادة الرياضة اليمنية ككل وليس الأخضر وحده. الوحدة حاليا في أسفل الترتيب وهو الوحيد الذي من الداخل جازمٌ على الهبوط ومقتنع بأنه أول الواصلين إلى نفق التراجع الكروي.. ويعاني الوحدة من السيولة المالية التي أبعدت عنه النجوم بعدم صرف مستحقاتهم.. كما أبعدت عنه المدربين للسبب نفسه وحتى ابن النادي والمدرب الحالي في طريقه إلى الاعتذار بسبب ما رود سابقا وعدم وجود اللاعب القادر على إخراج الفريق من المركز الأخير.. ومشكلة الوحدة وعدم قدرته حتى على الخروج من قبضة الهبوط هو المال.. ومصدره الذي يلعب بالجميع وينتقم من الجميع لرفضهم إياه في يوم من الأيام.. وبيارق الهاشمي وإن حصلوا على العصا السحرية مازالوا هم الحريصين على البقاء في السبنسة ومؤخرة الترتيب.. وكما فرحت جماهير الأخضر بالتأهل خيّم الحزن عليها بتوديعه كذلك. نخلص للقول أن التلال هو الحافز الوحيد لأندية عدن في الصراع على اللقب وليس الفوز به.. والشعلة أشبه بجوهرة في يد فحام.. واستمرار أحواله تعيده إلى ما كان عليه.. أما الوحدة العدني فنعيق الغراب يحوم في ربوعه ومضارب خيامه. [email protected]