أعلنت إدارة نادي الصقر رفضها منح شعب حضرموت نقاط اللقاء الذي جمعهما الجمعة قبل الفائتة بقرار اتحادي. وفي خطوة استباقية لاعتماد القرار النهائي بشأن تلك المباراة التي لم تستكمل، دعا مجلس إدارة النادي الحالمي, أمس الأول “الخميس”, وسائل الإعلام لمؤتمر صحفي بهدف اطلاعهم على تفاصيل الأحداث التي شهدتها مباراة الفريقين في مدينة المكلا حينما اقتحمت عناصر تابعة للحراك الجنوبي أرضية الملعب وأجبرتهما على إيقاف المواجهة قبل 8 دقائق من نهاية الوقت الرسمي لها. وكانت لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم قد رفعت, الثلاثاء الماضي, توصية إلى أمانة سر الاتحاد باحتساب نتيجة اللقاء لمصلحة أصحاب الأرض 3 0 واعتبار الصقر منسحباً استناداً لتقارير حكم اللقاء والمراقب الفني والتقرير الأمني (كما جاء في التوصية). رد فعل نادي الصقر جاء سريعاً على لسان نائب رئيس مجلس الإدارة رياض الحروي بقوله: “لن نسكت على أي قرار يستهدف فريقنا”، قبل أن يدعو لاحقاً للمؤتمر الصحفي الذي أوضح فيه ملابسات هذه المباراة والضغوط التي تعرض لها فريقه قبيل المباراة وما تبعها من اقتحام لملعب بارادم. الحروي هاجم بشدة اتحاد كرة القدم وطريقة إدارته السيئة لشئون اللعبة والتي تستهدف “الصقر” في كثير من قراراتها بصورة تدل على وجود مؤامرة هدفها النيل من فريقه، مستشهداً بعدد من الوقائع السابقة أبرزها الاعتداء على الفريق في ملعب العلفي بالحديدة خلال مباراة الهلال الموسم الماضي وقبلها تهبيط الصقر بقرار ظالم إلى دوري الدرجة الثانية قبل ثلاثة مواسم. وقال الحروي إنه حصل على تطمينات شخصية من الدكتور حميد شيباني أمين عام اتحاد الكرة الذي أبلغه بأن الأوضاع ستكون جيدة وأعطاه الضوء الأخضر بالانسحاب إن كان الوضع خلافاً لذلك أو في حال إطلاق رصاصة واحدة في الهواء. إدارة الصقر وجهت أصابع الاتهام صوب حسن باشنفر نائب رئيس الاتحاد وبعض الأعضاء الذين لم تسمهم, لكنها قالت إنهم يؤثرون في كل القرارات وفق أهوائهم الشخصية والتي لا تعدو عن كونها “تصفية حسابات مع الأندية والشخصيات الرياضية”. ويبدو أن سقف الطموح الصقراوي في هذا الموضوع تحديداً قد تراجع إلى نقطة البحث عن قرار بإعادة المباراة بين الفريقين في ملعب محايد بعد أن كانت تذهب إلى حد المطالبة باحتساب النتيجة لمصلحته انطلاقاً من كون المباراة تقام في ملعب الخصم وهو المخول بتأمين اللقاء واعتبار المجاميع المقتحمة لأرضية الملعب من جماهير الفريق صاحب الأرض. إلى ذلك اعتبر زيد النهاري, عضو مجلس إدارة الصقر, أن مثل هذا القرار سيؤسس لأعمال الشغب والفوضى ويعطيها شرعية رسمية في بقية ملاعب الجمهورية حال تمت المصادقة عليه من أمانة سر الاتحاد العام لكرة القدم. وشكك النهاري خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره مدرب الفريق ابراهيم يوسف وأمين عام النادي علي هزاع، في صوابية هذا القرار وقال: “لو كان أعضاء لجنة المسابقات واثقين من صحة القرار وعدالته فإنهم كانوا سيصدرونه بشكل حاسم دون تردد، لكنهم فضّلوا رفع توصية للأمانة العامة لأنهم لم يكونوا على بينة أصلاً وأجزم أنهم لم يطلعوا على ما جاء في التقرير الأمني وإلا ما كانوا اتخذوا هكذا قرار”. لجوء الصقر لخيار تصعيد القضية إلى السلطات الأعلى أو حتى الاتحاد الآسيوي لا يبدو مطروحاً الآن رغم أنهم يدركون جيداً ماهية قنوات التصعيد المتاحة لكنهم يعرفون أيضاً أن درجات التقاضي في الرياضة اليمنية لاتزال منقوصة، حيث لا توجد محكمة تحكيم رياضي للبت في مثل هذه القضايا كما هو الحال في كثير من بلدان العالم، لذلك سيكون من الأرجح أن يتخذ الصقر موقفاً حاسماً كرد فعل تجاه أي قرار محتمل سيصدر لاحقاً من الاتحاد: إما الاستمرار بالمسابقة أو الانسحاب منها والرضوخ لقرار التهبيط كما حدث قبل ثلاثة مواسم. تأكيدات الإدارة الصقراوية جاءت متوافقة مع هذا، إذ أكد “النهاري” أن مجلس الإدارة قرر اللجوء إلى الجمعية العمومية التي تمثل أعلى سلطة في النادي ودعوتها لاجتماع طارئ يتم فيه تدارس الوضع والخروج بالقرار المناسب، دون استبعاد خيار الانسحاب وقال: “لا يهمنا الهبوط، الانسحاب أمر وارد جداً حتى وإن كنا منافسين أقوياء على اللقب.. وفي ظل هذه الأجواء المسمومة، لا يشرفنا أن نكون أبطالاً لبطولة تدار بطريقة غير نزيهة”. من الواضح أن إدارة الصقر تدرك جيداً الآن بأنها تدفع ثمن موقفها الجبان في انتخابات اتحاد الكرة حينما أعلنت على لسان مسئول بارز فيها بأن الشيخ العيسي هو مرشح الصقر بقوله: “ما لنا إلا العيسي” لكنها أيضاً تحمّل الجمعيات العمومية للأندية وللاتحاد جزءا كبيرا من مسئولية العبث الحاصل في الكرة اليمنية لأنها لا تحسن اختيار من يدير شئون الاتحادات الرياضية، حسبما قال “النهاري”. وشهد المؤتمر الصحفي إعلان نائب رئيس الصقر “رياض الحروي” أن زيد النهاري سيكون مرشحاً لرئاسة اتحاد الكرة في الانتخابات القادمة وسيتم تفريغه من أعماله لهذه المهمة منذ الآن لبدء عملية التواصل والتنسيق مع قيادات الأندية وعمومية الاتحاد، وقال الحروي: “باسمي شخصياً وباسم رئيس النادي شوقي أحمد هائل أعد الجميع منذ اللحظة بأن النهاري سيكون المرشح القادم لرئاسة الاتحاد وسنعمل كل ما بوسعنا لإنقاذ كرة القدم وتخليصها من المشيخة التي لم تحقق سوى الخيبات والانتكاسات”. ورغم أن أحد الأعضاء البارزين في الجمعية العمومية لنادي الصقر قلل من أهمية هذا الإعلان واعتبره ردة فعل غاضبة إزاء إحساسه بالظلم الواقع على الفريق إلا أن زملاء إعلاميين قالوا بأنه مؤشر جيد ومحاولة لمحو خيبة الأمل التي سببتها تصريحات مسئولي النادي إبان انتخابات اتحاد الكرة في أبريل الفائت والتي أسهمت في التأثير على عدد غير قليل من الأندية الأخرى التي كانت تعوّل على أندية كبيرة مثل الصقر وأهلي صنعاء والعروبة الدفع بمرشحين منافسين للشيخ أحمد العيسي الذي نجح في نيل الثقة بولاية ثالثة كمرشح وحيد للمنصب. من المؤتمر الصحفي: - الحروي طالب “لبيب المهدي” بتقديم استقالته من عضوية الاتحاد العام لكرة القدم باعتباره مرشح تعز ويجب أن يسجل موقفا واضحا. - إدارة الصقر أكدت خلال المؤتمر وعلى لسان مسئوليها أن هناك علاقة طيبة تربطهم مع نادي شعب حضرموت يسودها الاحترام والود، وأن القضية لن تؤثر على هذه العلاقة. - النهاري أشار إلى أن الصقر لا يحصل على “مليم واحد” من رئيس النادي شوقي أحمد هائل كدعم للفريق، والحكاية باختصار أن الصقر نادٍ نموذجي استطاع بحكم نموذجيته الحصول على عقد رعاية بمقابل جيد من “أبو ولد” عكس باقي الأندية..!! - الجميع يبدي تعاطفه الشديد مع الصقر في هذه القضية، لكن محاولات إعطاء الموضوع بعداً مناطقياً ربما يفقد القضية الكثير من المتعاطفين.