برغم محدودية دخل مكتب محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة حجة إلا أنه يقوم بجهود متميزة وجبّارة في سبيل الحد من الأمية في المحافظة ومديرياتها الشاسعة، هذه الجهود المتميزة تؤكد بجلاء من خلال المعرض السنوي الذي يقيمه مكتب محو الأمية وتعليم الكبار أن هناك هدفاً سامياً للمكتب في محو الأمية في المحافظة.. المعرض السنوي التقليدي للمنتجات والمشغولات اليدوية الذي نظمّه مكتب محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة حجة على مدى أسبوع، يعد من أكبر المعارض في المحافظة والذي حظي بحضور رسمي كبير، وحضور نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي لتدشينه، كما أنه أظهر أصالة ومعاصرة المرأة الريفية ودورها الريادي في التنمية برغم الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن والمواطن على حد سواء.. “الجمهورية” زارت المعرض السنوي لمكتب محو الأمية واستطلعت آراء القائمين والزائرين وخرجت بالحصيلة التالية: دعم المهارات الحياتية في البداية يؤكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي أن المعرض عكس عمق التنوّع الثقافي والإبداعي لمحافظة حجة، مشيداً بالدور الذي يقوم به مكتب محو الأمية وتعليم الكبار في محافظة حجة. وأكد الحامدي أن الوزارة ستدرس خلال الفترة القادمة دعم معارض المهارات الحياتية لما لها من أهمية بالغة في التنمية المحلية للأسرة والفرد ومحو أمية المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص. تستحق الدعم من جهته أشاد محافظ، حجة اللواء علي القيسي بالمعرض السنوي لمكتب محو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة، وما عكسه من تنوع وإبداع وإبراز للمكنوز الثقافي، منوهاً بأهمية معارض المهارات الحياتية ودورها في التنمية وتعزيز الجانب الاقتصادي لدخل الفرد والمجتمع.وأوضح القيسي أن المحافظة ستخصص بنداً في الموازنة للعام القادم لدعم مثل هذه المعارض الرائدة والمتميزة بهدف النهوض بالإبداع وإبراز المكنوز الثقافي لمحافظة حجة، مشيراً إلى أن مثل هذه المعارض تستحق الدعم والمساندة. مشاركة فاعلة للمرأة الريفية مدير عام محو الأمية بالمحافظة عبدالفتاح الحيلة، أشار إلى أن مكونات المعرض تتضمن سبعة عشر مركزاً ومعرضاً متنوعاً، احتوت على أعمال التطريز والخياطة والتريكو والأزياء الشعبية والمجسّمات والمشغولات التقليدية، منوهاً إلى أن المعرض عكس تنامي أداء المرأة الريفية وتفاعلها مع أنشطة جهاز محو الأمية وتعليم الكبار ومراكزه التدريبية والتأهيلية في المديريات. وأوضح إنه برغم الجهود الذاتية وشحة الإمكانات للمكتب إلا أن الإرادة والعزيمة قوية لدى الإدارة والأعضاء في إقامة مثل هذه المعارض التي تبرز الوجه المشرق والحضاري لمحافظة حجة، داعياً إلى مساندة جهود المكتب خلال الفترة القادمة بهدف الاستمرار بشكل أكبر وأفضل. تجسيد حبّ المهارات الحياتية أمين عام المحافظة، فهد دهشوش أوضح أن المعرض يعكس حبّ أبناء حجة للأعمال الحرفية والمهنية والمهارات الحياتية والتي تظهر من خلال الإبداع والتميز في المعرض، مشيداً بجهود من قاموا على المعرض، وأن المحافظة ستدعم مثل هذه الإبداعات ولن تتخلّى عنها. كما أشاد بالدور الإيجابي لنائب وزير التربية الدكتور عبدالله الحامدي لدعم المعرض ودراسة دعم هذه المعارض عبر المركز والوزارة، مشيراً إلى أن هذه الجهود المتميزة يجب أن تكون لها رعاية خاصة كونها تسهم في دعم التنمية وتعزيز فرص العمل. على مدار العام مدير عام الشرطة في المحافظة أوضح أن المعرض يمثّل نقلة نوعية راقية في المهارات الحياتية للمرأة الريفية، مؤكداً أنه وجد جهوداً طيبة ينقصها أن يكون المعرض على مدار السنة بحيث يتم التنوع فيه بشكل مستمر، داعياً الجهات المسئولة إلى تفريغ صالة خاصة لمثل هذه المعارض لتكون مستمرة على مدار العام حتى يستفيد منها المجتمع بشكل عام. إبراز أصالة ومعاصرة المرأة هاجر علي الحميدي، مدرّبة قسم تريكو أشغال يدوية وتطريز في مركز التدريب الأساسي في المدينة قالت: «المعرض فرصة مناسبة لنا لعرض بعض المهارات الإبداعية والمتنوّعة من أشغال يدوية وأعمال تطريز باليد ورسومات وحياكة لعرضها على المجتمع، بهدف التعرف على أصالة الإنسان اليمني وتميز المرأة اليمنية في كل المجالات”، منوهة بأن الرسالة من هذه المعارض هي دعوة المجتمع للتعرف على التراث والمكنوز الثقافي. نطالب بالدعم من أجل الاستمرار المسئولة عن مركز الصفاء النسوي بقفل شمر فاطمة الهبيط أكدت أن المديرية شاركت في المعرض الذي نظمه مكتب محو الأمية بأشغال يدوية وتطريز وتريكو، منوهة إلى أن الجهود بُذلت من قبل الدارسات في محو الأمية بالمديرية، مؤكدة أن من تم تدريبهم على هذه المهارات الحياتية كانت هذه ثمار تدريبهم ونشاطهم. وأوضحت «الهبيط» أن مركز الأمية في مديرية قفل شمر هو عبارة عن خيمة متنقلة في جميع عزل مديرية قفل شمر للتدريب على هذه المهارات، والأخذ بيد المرأة الريفية وشغل فراغها بمثل هذه المهارات، داعية إلى دعم مثل هذه المعارض، وهذا التميّز للمرأة الريفية، والتي عكست قدرتها على إبراز الموروث الثقافي لليمن والمحافظة على وجه الخصوص، موضحة أن ما يقومون به هو عبارة عن جهود ذاتية وقد كلفهم حضور المهرجان جهوداً مادية كبيرة. وأشارت إلى أن دور مثل هذه المعارض لا يمكن وصفه، فهي مصدر دخل للكثير من الأسر والأفراد، وخاصة في الأرياف، كون الكثير من ألأسر لا تجد لقمة العيش لأفرادها، وعندما تتجه للمهارات الحياتية فإنها تكسب من ورائها وتستطيع أن تؤكّل نفسها. مساعدة محدودي الدخل أديبة المحن - مدرّبة في مركز التدريب النسوي في المدينة، منذ عام وهي تدرّب الطالبات على المهارات الحياتية والأساسية والمهنية حتى يتخرجن من المركز بفائدة كبيرة، ومن ثم الالتحاق بسوق العمل، وهذه الأعمال تساعد محدودي الدخل على تحصيل لقمة العيش، وهي مربحة وتعود بالنفع على الكثير من الأسر. وطالبت المحن السلطة المحلية بدعم مراكز التدريب النسوي في مدينة حجة والمديريات، حتى يقوموا بدورهم المطلوب على أكمل وجه، وبما يحقق التنمية المحلية المستدامة، ونوّهت إلى أن المركز لا توجد فيه آلات للتدريب، كالمكاوي وأدوات الخياطة والطاولات والقماشات وغيرها، ونحن بحاجة ماسة لمثل هذه الأدوات حتى يستمر العمل ويحقق الثمرة المرجوة منه. وطالبت أيضاً المنظمات المحلية والدولية إلى دعم مراكز التدريب النسوي، ودعم المهارات الحياتية، ودعم المرأة لتقوم بدورها التنويري، وتساند جهود التنمية المحلية، وتعتمد على ذاتها من خلال دعم هذه المعارض والمهارات المتنوعة فيها. تحقيق التنمية ويؤكد الدكتور محمد شوعي الشرفي، عضو محلي المحافظة أن المعرض أظهر مثابرة وجهود وتميّز المرأة الريفية ودورها في التنمية، وأنها تقوم بجهود جبارة ، مشيراً إلى أن المعرض يعبّر عن تحقيق دور كبير في التنمية ومحو أمية المرأة الريفية، مشيداً بجهود مكتب محو الأمية في إبراز دور المرأة الريفية ومشاركتها في التنمية. تميّز بحاجة إلى الدعم الشاعر والمثقف لطف الشرفي أشاد بمستوى الإعداد للمعرض والذي احتوى على المكنوز الثقافي والإبداعي لمحافظة حجة، مؤكداً أنه تلقى شكوى من عدد من القائمات على المعرض أنهن أتين من المديريات ولم يُصرف لهن بدل مواصلات، داعياً السلطة المحلية إلى المبادرة ودعم هذه الجهود المتميزة كونها تستحق الدعم المادي والمعنوي، داعياً المحافظ القيسي إلى دعم المعرض والقائمات عليه كون إمكانيات مكتب محو الأمية ضئيلة، بل تكاد تكون منعدمة. لكي تصبح الأسرة منتجة كاتبة الوظاف، مشاركة من مديرية الشاهل، أشارت إلى أن المعرض رسالة أن لدى المرأة مواهب وإبداعات يجب رعايتها والاهتمام بها أكثر، وبذل المزيد من الجهود للقضاء على الفراغ، والأخذ بيد الأسرة لكي تصبح أسرة منتجة تعتمد على ذاتها وتصبح المهارات مصدراً للرزق.