تعد أشجار المانجروف «الشورى» من أكبر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجاً، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية والطيور على السواء، كذلك تشكّل مناطق المانجروف عوائل للعديد من الكائنات المتوطنة والنادرة والمعرضة لخطر الانقراض من النباتات والحيوانات المائية والبرية، بالإضافة إلى أنها توفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها، حيث تقاوم عوامل النحر الناتجة من الأمواج. عجائب النبات المانجروف هو أحد عجائب مملكة النبات، كما يؤكد عبدالرحمن راوح، خبير طيور، والأراضي الرطبة، وهو ما يفسره بقوله: «أشجار المانجروف أو الشورى تعيش في مياه البحر المالحة، وهذه البيئة معروف عنها ضآلة الأكسجين بها لدرجة لا تكفي لتنفس هذه الأشجار». جذور تنفسية ولذلك تنمو لهذه الأشجار جذور تنفسيّة من أسفل إلى أعلى عكس جذور سائر النباتات والأشجار، وهو الأمر الذي يجعل هذه الجذور تظهر فوق سطح ماء البحر، لتتمكن من الحصول على الأكسجين اللازم لحياتها، كذلك تنمو لديها مثل هذه الجذور التنفسية على أفرعها وتتدلّى في الهواء لنفس الغرض، أيضاً بذور بعض هذه الأنواع تبدأ في الإنبات وهي ما زالت ثماراً على أفرع الأشجار، ثم تسقط البذور بعد الإنبات لتتسرّب جذورها الصغيرة في التربة تحت سطح الماء. 1.5 كيلو باجة للجهود ويقول عبدالرحمن: نحن جوار نبات الشورى في منطقة غريرة في باب المندب، وشجر الشورى يُطلق عليه عالمياً المانجروف، وتعد هذه المنطقة آخر منطقة لنبات الشورى في البحر الأحمر على امتداد سواحل البحر الأحمر، وبعدها يبدأ سواحل البحر العربي. مشيراً إلى أنه تبلغ طول منطقة النبات كيلو ونصف الكيلو متر، وتعد من أهم مناطق السياحة البيئية، ومنطقة مهمة للأسماك التي تتغذى على القشريات الموجودة والتي تعشش في منطقة النباتات، فكلما اتجهنا إلى داخل البحر سنجد أن الأسماك تتغذى على الكائنات الدقيقة في هذه المنطقة، فهناك سلسلة غذائية مترابطة من منطقة المانجروف حتى أعالي البحار. أخطار وعن الأخطار التي تواجهها المانجروف، قال: تواجه شجر المانجروف الانقراض نتيجة الرعي الجائر من قبل الجمال، وعدم وجود إرشاد سياحي في كيفية التعامل مع أشجار المانجروف؛ لأن بعض الزوّار للمنطقة يرمون المخلفات ويعبثون بالمنطقة، فنحن بحاجة إلى إرشاد بيئي للحفاظ على هذه الشجرة. إرشاد بيئي وشدد عبدالرحمن على ضرورة أن يكون هناك إرشاداً بيئياً عن هذه المنطقة للمحافظة عن هذه الشجرة لأهميتها البيولوجية والبيئية، وحول تواجد الشجرة قال: توجد الشجرة في منطقة البحر الأحمر، ولهذا تعد اليمن من أهم الدول لوجود المانجروف، فكلما اتجهنا إلى جنوب ساحل البحر الأحمر سنجد الشجرة تقل بالتدريج، هناك منطقة أخرى في اللحيا بالحديدة . الأنواع والأشكال يضم المانجروف حوالي 70 نوعاً تنتمي إلى 20 عائلة نباتية مختلفة في العالم، تتواجد في إقليم البحر الأحمر وخليج عدن أربعة أنواع أبرزها نوعي Avicennia القرم Rhizophora الجندل.. يتراوح حجم أشجار القرم في الإقليم من شجيرات صغيرة لا يتجاوز طولها المتر إلى أشجار كبيرة نسبياً يصل طولها إلى 7-4 أمتار، بينما يتراوح محيط الساق من حوالي 20 سم إلى قرابة المتر. لكن في أماكن مثل الأرج في اليمن وجزيرة مسكالي في جيبوتي وآركيياي في السودان وجازان في السعودية تبلغ أطوال بعض أشجار القرم حوالي العشرة أمتار وينمو محيط سيقانها إلي أكثر من مترين.. يعد نوعRhizhophora الجندل ذا أهمية اقتصادية عالية لتميز أشجاره بكبر الحجم وجودة الخشب مقارنة بأشجار (القرم). تتراوح أطوال أشجار الجندل جيدة النمو في أماكن مثل قودورية وخورعنقر وجزيرة موشى في جيبوتي ما بين 14-9متراً، إلا أن انتشار هذا النوع بسواحل البحر الأحمر وخليج عدن محدود للغاية. استخدامات هذه الشجرة كل أجزائها تستخدم في الصناعات كإنتاج الأصباغ، الراتنجات «المواد اللدنة»، مواد الدباغة، صناعة القوارب، علب الكبريت، اللعب الخشبية، وبناء المنازل الشاطئية، أما أوراقها فتعد مصدراً هاماً لعلف الحيوان وللوقود، بل أن بعض أجزاء المانجروف لها استخدامات دوائية، الأمر الذي يجعل نشر غابات الشورى عملية اقتصادية هامة مضمونة العائد، لأنه يمكن أن تقوم عليها صناعات صغيرة تساعد الاقتصاديات العربية، لكن في اليمن لقلة تواجدها يتوجّب إكثارها والحفاظ عليها، ونشر الوعي بكيفية الحفاظ على المحميات.