بيروت: قتل 12 شخصا الجمعة في انفجار تضاربت المعلومات حول اسبابه في مدينة حلب في شمال سوريا، في حين قصفت القوات النظامية السورية بالطيران الحربي والمدفعية مناطق عدة في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وهي المرة الثانية في ايام تتضارب المعلومات عن انفجار في غرب حلب. فقد قتل الثلاثاء 87 شخصا في انفجارين في جامعة حلب، تبادل طرفا النزاع المسؤولية عنه. وحملت التظاهرات الاسبوعية التي ينظمها الناشطون المعارضون كل يوم جمعة عنوان "جمعة جامعة الثورة... هندسة الشهادة". ورفع المتظاهرون شعارات على علاقة بما جرى في الجامعة، منها "ما رح قدم امتحان حتى يسقط النظام" في تظاهرة في مدينة الباب بريف حلب. وقال المرصد في بريد الكتروني بعد ظهر الجمعة "استشهد ما لا يقل عن 12 مواطنا وسقط عشرات الجرحى إثر انفجار في منطقة المحافظة في مدينة حلب". وكان محافظ حلب وحيد عقاد افاد وكالة فرانس برس في وقت سابق ان "ثلاثة شهداء و63 جريحا هم الحصيلة الاولية للتفجير الارهابي الذي وقع ظهر اليوم" في الحي الواقع في غرب المدينة، والذي تسيطر عليه القوات النظامية. وألمح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس الى ان الانفجار ناجم عن قصف جوي، قائلا "نسبة الدمار وحجم الدمار يوحيان بانه قصف من الطيران". كذلك، اتهم ناشطون معارضون النظام باستهداف المنطقة. وكتبت صفحة "مركز حلب الاعلامي" على موقع "فيسبوك" للتواصل "عشرات الضحايا في قصف بالطيران الحربي على حي المحافظة الذي يقع تحت سيطرة النظام"، مشيرة الى انه استهدف "مبنى الأوقاف وأدى لتدميره بشكل كامل". من جهته، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان "صاروخ ارض ارض اطلق على الحي من منطقة بستان القصر الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة أثناء تعامل الطيران مع نقاط لاطلاق الهاونات في حي بستان القصر". واشار الى ان الصاروخ "اصاب البناء من الجهة الجنوبية الشرقية هو الاتجاه الذي تقع فيه مناطق بستان القصر والكلاسة". وعرض التلفزيون الرسمي صورا لمكان الحادث تظهر دمارا كبيرا في المباني التي انهار جزء كبير من احدها على طبقاته السفلية. وعمل قاطنون في المنطقة على نقل المصابين. في ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل 11 مدنيا جراء غارات جوية وقصف مدفعي، بينهم "طفلة إثر اصابتها بشظايا القصف على مدينة عربين (...) جراء القصف بالطيران الحربي". واشار الى ان "طائرة حربية نفذت غارات جوية عدة على مدينة داريا في ريف دمشق" التي تحاول القوات منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها، والتي تشهد اشتباكات عنيفة. كما تعرضت دوما والمعضمية والمليحة للقصف، اضافة الى بيت سحم وعقربا تزامنا مع اشتباكات على اطراف البلدتين، بحسب المرصد. من جهة اخرى، قال المرصد انه عثر على جثامين ما لا يقل عن 11 رجلا مجهول الهوية بالقرب من احد الحواجز العسكرية في بلدة عدرا. واظهر شريط بثه المرصد على الانترنت جثث رجال وشبان مكبلي الايدي، وبدت على الجثث آثار اصابات بالرصاص، وبعضها مصاب في الرأس. ويسمع رجل يقول "هؤلاء شهداؤنا، هؤلاء اولادنا. والله جماعة (الاسد) بأيدينا رج نجيبهن (نحضرهم) ونقتلهم". في محافظة ادلب (شمال غرب)، قال المرصد ان ستة اشخاص على الاقل بينهم طفلان قتلوا جراء قصف بالطيران الحربي على بلدة سلقين. وفي درعا (جنوب)، "هز انفجار ناتج عن سيارة مفخخة مخيم درعا للنازحين"، بحسب المرصد. من جهته، افاد التلفزيون الرسمي ان "تفجيرين ارهابيين انتحاريين بسيارتين مفخختين نفذهما ارهابيو جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) في درعا البلد ومعلومات عن ضحايا واصابات اغلبهم من المصلين في جامع الحسين وخسائر مادية في المكانين". وقتل الجمعة 61 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية. مقتل مراسل الجزيرة في درعا برصاص إلى ذلك، قتل مراسل قناة الجزيرة القطرية محمد الحوراني برصاص قناص تابع للقوات النظامية السورية في محافظة درعا (جنوب) الجمعة، بحسب ما افادت القناة مساء الجمعة. وبثت القناة في شريط اخباري عاجل "استشهاد الزميل محمد الحوراني مراسل الجزيرة برصاص قناصة النظام السوري في محافظة درعا"، مشيرة الى انه استهدف "خلال تغطيته لاشتباكات في بصرى الحرير". جثمان الصحافي الفرنسي في "غازي عينتاب" تمهيدًا لتسليمه لذويه هذا ووصل جثمان الصحافي الفرنسي من أصل بلجيكي "إيف ديباي"، الذي توفي بعد إصابته في مدينة حلب، إلى ولاية "غازي عنتاب"، في جنوبتركيا، تمهيدًا لتسليمه إلى ذويه. وأودع الجثمان في مركز تشريح الجثث في الولاية، حيث من المنتظر أن يسلم إلى ذويه بعد إجراء فحوصات ما بعد الوفاة. وكان الصحافي الفرنسي قد أصيب خلال تغطيته الاشتباكات بين قوات النظام السوري، ومقاتلي المعارضة، في مدينة حلب، شمال سوريا، نقل على إثرها، أمس، إلى مشفى كيليس الحكومي، حيث أجريت له الإسعافات الأولية، إلا أن جروحه كانت خطرة، وأدت إلى الوفاة. يذكر أن اللجنة الدولية لحماية الصحافيين قد أشارت، في وقت سابق، في تقرير لها إلى "أن سوريا باتت المكان الأكثر خطورة في العالم بالنسبة إلى الصحافيين"، حيث سجل العام الماضي مقتل عشرات الصحافيين.