لا يزال الغموض يلفّ حصيلة العملية التي شنّتها القوات الجزائرية لتحرير الرهائن الذين كانت تحتجزهم مجموعة إسلامية مسلحة في مصنع للغاز في عين امناس. الجزائر: اعلنت الخارجية الاميركية مساء الجمعة مقتل مواطن اميركي في ازمة الرهائن في منشأة الغاز جنوبالجزائر، مؤكدة بذلك المعلومات التي اوردها تلفزيون اميركي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان مقتضب "يمكننا تأكيد مقتل المواطن الاميركي فريديريك بوتاشيو خلال عملية خطف الرهائن في الجزائر"، مقدمة "خالص تعازي" الولاياتالمتحدة "لعائلته واصدقائه". وانطلقت نولاند من مبدأ "احترام الحياة الخاصة للعائلة" لتحذر بان وزارتها لن تعطي "مزيدا من التعليقات". وفي وقت سابق مساء الجمعة، كشفت قناة ان بي سي الاميركية ان اميركيا قتل واثنين اخرين نجحا في الهرب في حين لا يزال مصير اميركيين اثنين اخرين مجهولا. وهؤلاء الاشخاص الخمسة هم من بين عشرات الرهائن المحتجزين داخل مجمع من جانب مجموعة مسلحة قريبة من القاعدة منذ الاربعاء، بحسب ما اوردت ان بي سي نقلا عن مسؤولين اميركيين. من جانبه اكد اميركي هرب من المجمع هو مارك كوب في رسالة نصية لقناة سي ان ان الاخبارية انه "في امان" بعدما نجح في الفرار مع زملاء جزائريين. وحضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الياباني فوميو كيشيدا الجزائر على توخي "اقصى درجات الحذر" في المحافظة على حياة الرهائن في منشأة للغاز في الجزائر، مؤكدين انها لا تزال "في خطر". واشارت كلينتون الى انها تحادثت هاتفيا مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال. واكدت "مجددا ضرورة توخي اقصى درجات الحذر للمحافظة على الارواح البريئة". وبحسب كلينتون فإن سلال "قال بوضوح ان العملية مستمرة وان الوضع لا يزال متبدلا والرهائن ما زالوا في خطر". وشددت على ان "الوضع شديد الصعوبة والخطورة". ورفضت كلينتون اعطاء اي حصيلة بشأن ضحايا اميركيين محتملين في العملية، الا انها قدمت تعازي الولاياتالمتحدة لكل العائلات التي فقدت احباء لها في هذا الهجوم الهمجي" معربة عن "القلق العميق" لواشنطن "على الذين ما يزالون في خطر". وبقي مصير عدد كبير من الرهائن غير معروف الجمعة بعد هجوم الجيش الجزائري على منشاة للغاز في جنوبالجزائر حيث تحصن مقاتلون اسلاميون تابعون لمجموعة مؤيدة للقاعدة. واستدعت اليابان السفير الجزائري لديها احتجاجا على تدخل الجيش الجزائري لتحرير الرهائن بعدما بقيت من دون اي معلومات عن عشرة من رعاياها مساء الجمعة. من جانبه حذر وزير الخارجية الياباني من انه "بالنسبة لليابان، الارهاب لا يمكن القبول به بتاتا". واضاف كيشيدا في تصريحات نقلها مترجم ان "الحكومة اليابانية طلبت من الحكومة الجزائرية وضع سلامة الرهائن وحياتهم على رأس اولوياتها". ومساء الخميس أعلن مصدر محلي لوكالة الانباء الجزائرية ان العملية العسكرية انتهت، قبل ان تعود الوكالة وتؤكد مرة اخرى ان الجيش ما زال يحاصر بعض الخاطفين مع الرهائن في موقع مصنع الغاز. واكد الوزير ان السلطات الجزائرية «تمسّكت بالحل السلمي إلى غاية صباح الخميس». واضاف: «أمام تعنّت الخاطفين المسلحين قامت القوات البرية بمحاصرة الموقع واطلقت نيرانًا تحذيرية». وتابع: «أمام إصرار الخاطفين الواضح على محاولة مغادرة الجزائر مع الرهائن الأجانب نحو دولة مجاورة لاستخدامهم كورقة ضغط وابتزاز قامت القوات البرية بمهاجمتهم». وبينما أكدت الجزائر عبر وكالة الانباء الجزائرية تحرير 600 من مواطنيها و4 أجانب في العملية أعلن الخاطفون عن مقتل 34 رهينة بينهم غربيون. وأعلنت المجموعة المسلحة أن قائدها «أبو البراء» قتل في هجوم الجيش مع عدد من الخاطفين. وكان أبو البراء هو مَن كشف أن عدد الرهائن الاجانب «في حدود 41» وينتمون إلى عشر دول هي النروج وفرنسا والولاياتالمتحدة وبريطانيا ورومانيا وكولومبيا وتايلاند والفلبين وايرلنداواليابان وألمانيا. وأعلنت اليابان امس ان ثلاث رهائن يابانيين باتوا «في أمان»، في حين لا يزال 17 آخرون في عداد المفقودين. كما اعلنت السلطات الايرلندية الخميس نجاة مواطن أيرلند كان بين الرهائن وهو ستيفن ماكفاول عمره 36 سنة ويتحدر من اقليم ايرلندا الشمالية البريطاني. واوضح المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا للصحافيين ان الشركة اليابانية جاي جي سي التي تعمل في الموقع ابلغت وزارة الخارجية بهذه المعلومة، دون ان يوضح ان كان الثلاثة المحررون من بين الاربعة الذين اعلنت عنهم الجزائر. وكشف موقع صحيفة الشروق الجمعة عن هوية اول قتيل جزائري في العملية ويتعلق الامر بحارس بوابة مصنع الغاز واسمه محمد الامين لحمر. ونقلت الصحيفة عن زملاء محمد الامين انه قتل برصاصة في الرأس اطلقها المهاجمون عندما رفض فتح البوابة لمرور الحافلة التي كانت تقل الخاطفين ورهائنهم الاجانب الى داخل الموقع. ويعمل في موقع الغاز القريب من الحدود الليبية (1600 كلم جنوب شرق الجزائر) 700 عامل أغلبهم جزائريون لصالح شركات «بي بي» البريطانية والنروجية ستايت اويل والشركة الجزائرية سوناطراك. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الوضع بأنه « خطير جدًا وغامض جدًا ومتقلب جدًا». ودعا كاميرون البريطانيين إلى «الاستعداد لإمكانية تلقي أنباء سيئة». وكان المتحدث باسم كاميرون أعرب عن اسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بإبلاغه مسبقًا بالعملية التي شنّتها قواتها المسلحة الخميس لتحرير مئات الجزائريين والأجانب المحتجزين. كما اكد مسؤول امريكي لفرانس برس ان الولاياتالمتحدة لم يتم إعلامها مُسبقًا بعزم السلطات الجزائرية شنّ عملية لمحاولة تحرير الرهائن. وقال: «لم نكن على علم مسبقًا بالتدخّل الجاري»، مضيفًا ان المسؤولين الامريكيين «شجّعوا بقوة» السلطات الجزائرية على وضع سلامة الرهائن كأولوية. ومن جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان أزمة الرهائن الذين اختطفتهم مجموعة مسلحة في الجزائر «تطوّرت كما يبدو بشكل مأساوي». واشارت الصحافة الفرنسية امس الى «حزم» الجزائر في تعاطيها مع قضية احتجاز رهائن في موقع إنتاج الغاز في «عين امناس» معتبرة ان هذه القضية تشير الى «تدويل» النزاع مع الارهاب في الساحل.