محمد شمسان من أبرز القيادات الصحفية والاعلامية في وكالة الأنباء اليمنية سبأ ، ومن رواد الصحافة الأوائل الذين كان لهم الفضل في تطوير بيئة العمل الصحفي وتحسين أداء المؤسسات الاعلامية خلال الأربعة العقود الماضية ، وقد تميز الفقيد رحمه الله بالتواضع والقرب من زملائه ومحبته لهم – ووقوفه الدائم إلى جانبهم ومتابعة نشاطاتهم في مختلف مراحل عملهم ، حيث تدرب على يديه عشرات الصحفيين داخل الوكالة وخارجها وكانت خبراته الطويلة متاحة لكل من أراد أن يستفيد منها في مجال عمله الصحفي والاعلامي ، وكان شديد الحرص على ان يكون الأداء المهني للوكالة متميز عن كل المؤسسات الاعلامية الرسمية ' فالوكالة برأيه هي الواجهة الاعلامية والصحفية الأولى التي تخاطب اليمن من خلاله باقي دول العالم ، وأن كادرها الصحفي ، يجب ان يستفيد من كل الوسائل التي تساعده في تطوير قدراته المهنية وان يواكب المتطلبات العصرية والمتغيرات الاعلامية المصاحبة للفضاء الرقمي والالكتروني . إلتحق الفقيد الراحل راجح الجبوبي بالعمل في وكالة الأنباء اليمنية سبأ في منتصف السبعينيات " تقريبا ، وقد تدرج في عمله – بدءا من قسم الاخبار ووصولا إلى نائب رئيس مجلس إدارة الوكالة نائب رئيس التحرير ، وخلال مراحل عمله كانت قدراته الصحفية في تطور مستمر ولم ينحصر عمله في مجال محدد بل شمل كافة تخصصات العمل الصحفي والجوانب الفنية والادارية والمالية ، والعلاقات العامة والتدريب وغيرها ، إضافة كتاباتها السياسية الهادفة والناقدة احيانا ، مع حرصه على عدم الدخول في خصومات أو خلافات أو معارك سياسية مع أي طرف من الاطراف السياسية على الساحة الوطنية ، كان متلزما بالوسطية في كل شيء ورغم كونه من القيادات الحزبية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم خلال السنوات الماضية . والفقيد الراحل راجح الجبوبي ايضا من القيادات النقابية التي عملت في مجلس نقابة الصحفيين لاكثر من ثلاث دورات انتخابية ، وكان مثالا للنقابي الملتزم والخدوم ، وظل متفهما لمعاناة زملائه وداعما لحقوقهم وقضاياهم ومتبنيا بشكل كبير لمطالبهم الصحفية في توفير المناخ الصحفي المناسب وكسر كل القيود التي تعيق تطور أعمالهم المهنية ، وظل الفقيد رحمه الله مخلصا لعمله في الوكالة والنقابة على حد سواء ، وعاش ملتزما بقواعد واخلاقيات المهنة الصحفية طوال سنوات خدمته ، وكانت جهوده متواصلة في سبيل توحيد العمل النقابي وتطويره وبما يكفل وحدة الصحفيين وتماسكهم واستمرار نشاطهم دون قيود او حواجز تعيق تقدمهم أو تحد من نشاطاتهم الصحفية . في سنواته الأخير عاش الزميل الصحفي الراحل راجح الجبوبي " رحمه الله " حياة صعبة مع المرض الذي ألزمه الفراش لسنوات ، ولم يتمكن من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بعد أكثر من أربعين عام قضاها في بلاط صاحبة الجلالة " الصحافة " ووسط تجاهل الجهات الرسمية والمعنية – وفي اشد مراحل الصراع السياسي في البلد ، حيث شهدت الكثير من مؤسسات الدولة توقفا تاما في أعمالها بما في ذلك وكالة الأنباء اليمنية سبأ التي خدم فيها الفقيد الراحل الجبوبي ، مما جعله يعاني كثيرا من المرض ومن حالة التجاهل والخذلان من قبل كل الاطراف السياسية ، إلى أن رحل عن دنيانا في 6 ديسمبر 2015م رحمه الله واسكنه فسيح جناته .. الفاتحة