أكد الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أن الاتحاد تابع عملية خطف وحجز الرهائن من طرف بعض المتطرفين، والتى وقعت فى منطقة عين أمناس بجنوب الجزائر، والتى انتهت بالمأساة التى شاهدها العالم أجمع، حيث قتل العديد من الرهائن، ومن المتشددين. وأكد فى بيان له، أن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أمام هذه التصرفات التى يقوم بها بعض المتطرفين والتى تنسب مع الأسف الشديد إلى الإسلام والمسلمين، يرى ويؤكد على ما يلى: أولاً: يندد بترويع الآمنين، وحجز الرهائن مهما كانت ديانتهم، حيث إن ذلك من المحرمات التى دلت عليها النصوص من الكتاب والسنة، التى اعتبرت الأمن من أنعم الله تعالى على عباده: {الَّذِى أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، وليس ذلك من منهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، الذى قال: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا"؛ بل ولا غير مسلم، كما قال: "المؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم" ولا من منهج السلف الصالح، الذين نشروا الدعوة بالرحمة، والحكمة والموعظة الحسنة، ولم يقتلوا حتى فى ساحات القتال إلا من حاول قتلهم، ولم يرد فى سيرتهم أنهم اختطفوا من أخذ الأمان من أى أحد من المسلمين، وفى الحديث: "المسلمون يجير عليهم أدناهم". ثانيا: يندد الاتحاد بشدة قتل هؤلاء الرهائن مهما كانت ديانتهم، فقد قرر القرآن مع كتب السماء{أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}. ثالثا: يطالب الاتحاد جميع الإخوة الذين يرفعون شعار الإسلام بالالتزام بأحكام الإسلام، وبأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحرب والسلم، وأنه جاء رحمة للعالمين فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين }،وقال عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا رحمة مهداة". رابعا: يؤكد الاتحاد بأن إعلان الحرب والعنف داخل المجتمع المسلم لن يقود إلا إلى مزيد من القتل والمآسى، ولن يحقق الخير للإسلام والمسلمين على مر التاريخ، وقد أثبتت المظاهرات السلمية، والأساليب السلمية، أنها غيرت من الطغاة، ما لم تغيره أساليب العنف، فليتقوا الله فى أمتهم وفى أنفسهم، فإنهم مسئولون أمام الله تعالى عن كثير مما يحدث بأمتنا من التدخل الخارجى ونحوه. وقال عز وجل {يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ أنه لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين}.