غلاف الرواية مواضيع ذات صلة بغداد: صدرت عن دار ( آراس ) في اربيل، إحدى اكبر دور النشر والتوزيع في كردستان، رواية للأديبة العراقية فليحة حسن تحمل عنوان (بعيداً عن العنكبوت حارستي حمامة واكره مدينتي)، تقع الرواية في 79 صفحة من الحجم المتوسط، فيما الغلاف تزينه حمامة تحلق في فضائه معبرة عما يجيش في قلب الكاتبة الباحثة عن السلام والامان والتي تريد ان يكون الفضاء مفعما بالهديل والجمال كرها بالحرب ومآسيها. تبدأ الرواية بصراخ موجع لانثى تحاول ان تهرب من قدرها التي جعلها ترتبط بشقيقها برباط الجسد الواحد، بعد ان وجدت نفسها لم تعد تحتمل العيش بالطريقة التي هي عليها وهي ملتصقة بأخيها، لكنها تصطدم بما يقوله اخوها (هذا قدرنا نحن صنيعة القدر، لم تعترضين على ماصنعه القدر؟) ويبدو ان هذه الصدمة جعلت منها تتهاوى على ان تستسلم لما هي فيه، وتتوالى الاسئلة العديدة التي لم تجد اجوبة شافية، اسئلة لا تنتهي تمتد الى النطفة الاولى لهما في رحم الام وصولا الى اللحظة التي هما فيها وهذا الشكل الذي يريانه مخيفا، والرواية في مجملها تحكي عن معاناة الشعب العراقي وما مرّ به من ويلات الحروب المتعددة بصورة مشوقة جسدتها قصة الرواية التي دارتْ حول حياة توأم سيامي ( ذكر وأنثى) لا يعلمان من الحياة إلا ما تجود به لهما قريحة جدتهما من معرفة تنقل لهما كخبر يومي مسموع،لكن الغريب هو ما اختتمت به الكاتبة روايتها وهو تروي معاناة التوأمين، حين تجعلهما يبصران الشارع لاول مرة، ولكن المشهد الذي يتمثل لهما فيه مروعا، (سارع التوأمان من مكانهما زحفا الى ثقوب الجدار، ونظرا بسعادة كبيرة جدا، ونظرا بسعادة كبيرة جدا، الى الشارع الذي بانت لهما أجزاء منه وأول مرة في حياتهما، وقع نظرهما على طفل يحمل بيديه بالونا يضمها لصدره وآخر يحاول أخذها عنوة منه، ولما لم يفلح الأخير في ذلك رفع كسرة من إحدى الطابوقات وضرب بها رأس صاحب البالونة فشغب الدم من رأسه وأخذ يصرخ صائحا وهو يركض حاملا بالونه : -دم... دم.... دم)، كأنما الكاتبة تنذر باستمرار العنف والمعاناة والدم، وترسم للتوأمين صورة تجعلهما يفضلان الاختباء والعتمة على الحرية التي قد تمنح لهما. وكما تقول فليحة عن روايتها إنها رواية نسوية انحزتُ بها للمرأة التي أفقدتها الحروب كل ما هو جميل في حياتها وصورتُ بها حجم خسران المرأة العراقية وتوالي أحزانها. ومن اجل التعرف على تفاصيل اكثر عن الرواية وما تتضمنه، وضعنا اسئلتنا امام الكاتبة لتجيب عنها. *ما الذي تتناوله الرواية او تحكي عنه؟ - الرواية تنتمي الى واقع الخيال بفكرتها غير إن حزنها وألمها المرير الم معاش وحقيقي، فيها تحدثت عن حياة توأم سيامي ذكر وأنثى يستمدان حياتهما من جدتهما المرأة الأمية التي تعاني القهر الأسري والاجتماعي والاقتصادي وتداعيات الحروب المستمرة، ولنا أن نتصور حال مَنْ يعيش كلّ أنواع القهر هذه كيف له أن يمد الآخر بشيء من الفرح، الرواية كبيرة بأحداثها صغيرة من حيث الحجم كسابقتها ( نمش ماي) وتنتمي الى نفس التيار الكتابي (تيار الأنقاض ) لكنها تفترق عنها من حيث اللغة، كون الأولى كُتبتْ بلغة شعرية وخصوصاً في مرحلة بدء القص، أما (رواية بعيداً عن العنكبوت حارستي حمامة واكره مدينتي) وان كانت رواية نسوية أيضاً إلا إنّها كُتبتْ بلغة نثرية خالصة * لماذا هذا العنوان الغريب،هل هناك ربط بين العنكبوت والحمامة كما في غار حراء؟ - ليس هنالك ربط بين العنكبوت والحمامة في روايتي كما في المثيولوجيا الدينية،غير إن هذا العنوان هو ملخص وصفي دال على الرواية ومدلل على أحداثها، فجميع شخوص روايتي هذه من حيث الشكل تنتمي الى أوصاف جسدية تشير في لحظات ما الى تلك الحيوانات ومدلولاتها الرمزية والقارئ لهذه الرواية سيكتشف ذلك عند دخوله الى عوالمها المتشابكة. * هل هناك مدة زمنية تتناولها الرواية، ان كانت هنالك /لماذا؟ - نعم تناولتْ روايتي في أحداثها زمن مابعد الحرب العراقية الإيرانية وصورتْ ما عاشه العراق من خراب طال كلّ شيء فيه، كونها بطبيعة الحال رواية تنتمي كما قلت سابقاً الى (تيار الأنقاض ) الذي يعمد الى تصوير ما خلفته الحروب من كوارث دموية ومآسي لا يمكن أن تمحى من ذاكرتنا بسهولة. * كم من الوقت استغرقت كتابة الرواية، وهل شطبت منها أو أضفت إليها بعد أن اكتملت لديك؟ - استغرقت في كتابتها أكثر من عامين، كونها كانت استدعاء لحالات متعددة عشتُ بعضها وشاهدتُ الأخر وسمعتُ بعضها، والحقيقة إن هذه الرواية أخذتْ من صحتي الكثير وأوقعتني في فراش المرض أياماً وأنا أترنح من شدة وقع أفكارها في راسي، لم اشطب الكثير منها، ولم أضف لها شيئاً بعد المراجعة النهائية لها، ويمكن أن أقول إنّها مع صغر حجمها أرى فيها الاكتمال. * هل كان الشرطي الرقيب يرافقك أثناء كتابتها أم طردتيه تماما؟ - لم استمع لصوت رقيب خارجي أو داخلي أثناء الكتابة والمراجعة أو حتى الطبع، كتبتُ ما عشته وسمعته وشاهدته وشعرتُ به، فإذا ما كانت النتيجة ولادة رواية مأساوية وفاضحة ومعرية للواقع المعيش فهذا يعود الى إن واقعنا في الأصل يحمل تلك الصفات ليس أكثر. *خلت الرواية من اية مقدمة أو اهداء،لماذ؟ - لم تزين هذه الرواية مقدمة ولا إهداء، ولو إنني ارغب أن أهديها لكل متابع لكتاباتي. يذكر إن هذه هي الرواية الثانية للأديبة فليحة بعد روايتها (نمش ماي) الصادرة عن دار الينابيع في دمشق، كما تعد هده الرواية الكتاب الثاني عشر للأديبة التي تراوحت أعمالها بين الشعر والسرد والنقد والمسرح وشعر الأطفال