لطالما شدت السيارة السوبر، أو السوبركار الموسومة بماركة "بيجو" الانتباه، بالنسبة إلى الشباب، والسائقين الخبراء على حدٍ سواء . وفي العام الحالي، سعت "بيجو" إلى إحياء حلم السوبركار للقرن الحادي والعشرين، عبر سيارتها "أونيكس" . وهي سيارة مصممة باستخدام مواد خام مبتكرة، وبأنامل خبراء استلهموا فكرتها من عالم السباقات . فهي تندفع بواسطة محرك مؤلف من ثماني أسطوانات "V8" تم تركيبه في وسطها، ليوفر للمولعين بالقيادة أداءً عالياً، مع إمكانية السيطرة عليها في كل الأوقات من خلال أجهزة القياس، ومفاتيح التحكم المبتكرة في مقصورتها . لقد استمرت العاطفة المكرسة للإبداع على مدى التطور التاريخي لسيارات "بيجو"، إحدى أكثر ماركات السيارات عراقةً في العالم . وقد أظهرت "بيجو" خلالها تفرداً في تقديم تشكيلة متكاملة من وسائل النقل الشخصي، من الدراجات الهوائية، والسكوتر، والسيارات، إلى المركبات التجارية الخفيفة . ويقدم النموذجان التجريبيان للدراجة الهوائية، والسكوتر، اللذان حملا اسم "أونيكس"، تفسيراً متقدماً لتلك الرؤية كل في فئته . أما السيارة التي حملت الاسم نفسه "أونيكس"، فهي تتميز من قامة السيارات السوبر، مع خطوط إيرديناميكية صارمة، وشكل منحوت فريد، استخدمت فيه الشركة مواد مبتكرة، وأسلوباً معمارياً غاية في التميز . التصميم يتميز جسم السيارة بالخطوط الحادة، مع تباين مذهل في المواد والألوان . وقد تمت صناعة الأجنحة، والأبواب يدوياً بأنامل حرفي ماهر استخدم في صناعتها لوحاً واحداً فقط من النحاس . وتم صقل النحاس تماماً كما المرايا، لكنه يبقى من دون حماية من الطقس، غير أن مظهر هذا المعدن سيتطور أكثر بمرور الزمن من خلال تأثير التقادم . أما ألواح الجسم الأخرى فقد صنعت من الكربون، مع طلائها باللون الأسود "matt black" . وقد تم تصميم الواجهة الأمامية للسيارة بحيث تظهر كفاءة عالية في الديناميكا الهوائية، من خلال الربط بين شبك الرادييتور العمودي، والمصابيح الأمامية التي تعمل بتقنية "LED" بالكامل، من أجل صناعة سطح بسيط . وبعدها يتم فصل طريقة انسياب الهواء، حيث يخترق جزء منه قلب السيارة لمد المحرك بالهواء، بينما ينساب الجزء الآخر على جانبي السيارة فوق فقاعة السقف المزدوجة إلى مآخذ الهواء . وينتهي الجسم بصورة متألقة، حيث تستمر المؤخرة في تقديم مصابيح المخالب الثلاثة الخلفية المُميزة لماركة "بيجو"، والتي تتضمن ثلاثة دوارات تقوم بتوجيه الهواء إلى أعلى وجانبي الجسم . وفي الوقت الذي تجمع فيه "أونيكس" بين الماضي، والمستقبل، نجد أن الحاضر يتجلى فيها أيضاً من خلال استعارة المزايا المبدعة في سيارة "بيجو RCZ"، مثل خط السقف المزدوج الفقاعة، وأقواس الألمنيوم في السقف . وتمت صناعة النوافذ والسقف التي تتسم جميعها بشفافية كاملة تكشف عن هيكل كربوني صلب، من "البولي ميثيل ميثيل آكريليت"، بحيث تقوم بتطويق الغطاء الذي يوفر أقصى حماية للركاب . ويقول المصمم الخارجي للسيارة: "تتمتع أونيكس بجسم ممشوق مع أشكال منحوتة تتبدل من الناعمة إلى الحادة . وقد أردت من البداية أن أقدم عرضاً للتميز التكنولوجي، والحرفية من خلال استخدام مفاتيح إيروديناميكية عالية الأداء، غلاف زجاجي أسود، وألواح جسم نحاسية" . الأداء يأتي هيكل السيارة كعلامة للإبداع في التصميم، خاصة أنه مصنوع بالتعاون مع فريق "بيجو سبورت" ذراع السيارات الرياضية لدى "بيجو"، إلى جانب فريق الأبحاث، والتطوير، حيث تمت صناعته من "كربون مونو ليثنيك"، ويتألف هذا الهيكل المركزي من 12 قطعة، تربط بين مقدمة السيارة ومؤخرتها، بصورة تزيد من صلابته الالتوائية، وتحسن وزنه إلى أقصى حد، حيث يبلغ وزنه 100 كيلوغرام فقط . ويقبع داخل السيارة محرك ديزل "HDi" هجين بسعة 7 .3 لتر، ومؤلف من 8 أسطوانات "V8"، ويرسل قوة 600 حصان إلى العجلتين الخلفيتين عبر ناقل حركة تتابعي بست سرعات . وتتوافر هذه القوة الهائلة لسيارة تتفاوت أبعادها من 65 .4 متر طولاً، و2 .2 متر عرضاً، و13 .1 متر ارتفاعاً، بينما لا يتجاوز وزنها الساكن ال 1 .1 طن . وقد تم تطوير هذا المحرك بعد الاستعانة بخبرة قسم "بيجو سبورت"، بينما يترافق معه نظام تعليق أيضاً تم تطويره اعتماداً على خبرة "بيجو سبورت" . ومن خلال تقنية "Hybrid 4" الذكية، يتم استخلاص الطاقة الحركية التي تهدر عادةً إهدارها أثناء الفرملة، ثم يتم تخزينها في بطاريات "ليثيوم-أيون"، واستخدامها لاحقاً عند التسارع، حيث إنها تزيد قوة السيارة بنحو 80 حصاناً إضافية . ومع توافر نسبة قوة إلى الوزن قدرها حصان لأقل من كيلوغرامين من الوزن، تستطيع "أونيكس"، تحقيق أداء عالٍ من دون المساومة بتألقها . ولكي يتحقق ذلك، زُوّدت السيارة بطبقة كربون سفلية مسطحة، تخلق تأثيراً أرضياً قوياً، وبشكل يحد من العناصر المؤثرة في الديناميكا الهوائية، من خلال زيادة مساحة الكربون، مقرونة مع الجناح الخلفي الذي يقوم بتحميل المحور الخلفي عند الضغط على الفرامل المؤلفة من 4 أقراص كربونية قياس 380 ملم في الأمام، و355 ملم في الخلف . وتتحرك السيارة على إطارات خاصة طوّرتها شركة "ميشلان"، وبقياس 30/275 في المقدمة، و30/345 في الخلف، مع عجلات 20 بوصة مدعومة بنظام تعليق ثنائي الترقوة، ونوابض داخلية، ومخمدات للارتجاجات والاهتزازات . بيئة قيادة مبدعة لكي يدخل السائق في المقصورة، توفر الأبواب منفذاً سهلاً إلى الداخل من خلال آلية "بانتوغرافيك" متطورة تتضمن حركتين . فعند فتح الباب، ينفصل الجزء النحاسي الخارجي عن هيكل الباب، ويتعلق على الحافة الخارجية للباب، لضمان المحافظة على مفهوم تصميم الجسم . وفي الداخل يتوافر جو طبيعي مشرق، من الأرضية إلى السقف، حيث يبدو التصميم الحدسي، والمواد المستخدمة في بناء الهيكل واضحة للعيان . وكما في الجسم الخارجي، يتسم الداخل باقتصاده في استخدام المواد إلى الحد الأدنى، لتؤكد "أونيكس" إمكاناتها في تقديم أداء عالٍ من دون الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية . كما يلفت النظر في تصميم المقصورة المصنوعة من لباد مطول، ومضغوط، إخراجها في شكل حوض واحد من دون درز، أو أربطة .