الأحد 27 يناير 2013 04:15 مساءً شبوة (عدن الغد) خاص بين ثناياها اجتمعت مزايا نادرة عدة ففي خاصرة تربتها أوغل التاريخ الإنساني جذوره وعلى محيا صخورها نقش حقبة مروره وعلى رقعة جغرافيتها اجتمعت خصائص ومقومات السحر والجمال في حالة تترجم معجزات الخالق جلا وعلاء وتأكيد قدرات وإبداع المخلوق في بئر علي تتجلى علاقة الموج بالصخر وتتأكد رومانسية النوارس وشغفها بزرقة البحر، في بئر علي للتاريخ عبق وللسحر سحر وللجمال عنوان وللنسيان والتجاهل والإهمال حضور ،فتعال عزيزي قارئ موقع وصحيفة عدن الغد لمصاحبتنا في رحلة سياحية استطلاعية إلى مدينة بئر علي بمديرية رضوم. استطلاع / احمد بوصالح العبور إلى الماضي: للتاريخ عنوان نعم لكن في بئر علي للتاريخ عناوين عدة تقرأها وتتأكد من وجودها في شواهد كثيرة موجودة منذ قرون زمنية طويلة ، ولأن لبئر علي ماضي مشرق وتاريخ عريق فلا بد لنا من الدخول بقارئنا الكريم إلى خزانته المليئة بكنوز التنوع الثقافي والحضاري العريق عبر بوابة الحاضر التعيس بكل أسف. هناء قناء ..هناء التاريخ : لأعتقد أن أحدكم لم يسمع أو يقرا عن أشهر ميناء تجاري عرفته منطقة شبة الجزيرة العربية والعالم قاطبة ؟ لأعتقد أن من بينكم من لم يسمع أو يقرا في كتب التاريخ والجغرافيا ومؤلفات الرحالة عن ميناء قنا الشهير الذي ملأت شهرته الأرجاء وشهد عصر ازدهار التجارة في الماضي البعيد فلمن من لم يسمع أو يقرا ذلك فنحن في هذه اللحظة نقف على به على مجموعة صخور كانت ذات يوم تمثل أهم مرافق ومكونات مينا قنا أي أننا على وشك الاقتراب ومن ثم الصعود إلى قمة حصن الغراب . حصن الغراب: قيل من الكلام الكثير وسال من الحبر الأكثر في شرح ووصف أهمية ودور قلعة حصن الغراب في تلك الحقبة من الزمن بالنسبة للمينا التجاري(قنا) حيث أجتهد الباحثون وأختلف الكتاب وجادل الرواة بعضهم حول ذلك وبقيت الحقيقة الوحيدة التي أتفق عليها الجميع المتمثلة في عظمة وشموخ وتاريخ وعراقة الحصن كشاهد وحيد على مرحلة تاريخية مزدهرة مرت بها المنطقة وشاهد عبر النقوش التي تطرز صخوره على حضارة عريقة كانت هناء مرحلة صنعها الإنسان بعبقرية وكفاءة مشهودتين تتحدث اليوم عن نفسها وتحكي ماض الآباء والأجداد بوضوح سحر وجمال ولكن....: لم يبخل الله تعالى على بئر علي بجودة وكرمه المعهودين بل أغدقها به بسخاء لا يوصف عندما حباها دون غيرها بموقع جميل وطبيعة ساحرة تسلب الألباب وتسر القلوب والنواظر معا.بئر علي (تحفه صاغها الرحمن من أغلى التحف) أن جاز لي إسقاط مطلع رائعة الراحل الكبير المحظار على حقيقة واقعها فهي فعلا تحفه بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات ، وهي واحة يكاد المرء المتمعن في تكوينها وتنوعها يشك في نفسه أنه في لحظة خيال وليس واقعا، للسحر في بئر على وجود وفي كل مكان تلتصق به عيناك في البحر والصخور والرمال والطيور في الأرض والإنسان والطيبة والبساطة والتواضع والسعي الحثيث خلف لقمة العيش الحلال .هناك لا تستهلك وقتك في البحث عن الجمال الآسر والسحر الجذاب لأنك تعيش فيه وتتعاطى معه دون علمك فقط جول بناظريك صوب شاطي الغراب أو أحدق بعيناك باتجاه المغداف أو أخطو بقدماك نحو شاطى البيضاء ستجده حتما أينما ذهبت وحيث ما وضعت قدمك ،أمخر عنان البحر ليس كثيرا بل أميال قليلة ستكون خلالها أمام جزيرة صخه الرابضة بأمان في حضن البحر منذ أن خلقهما الله وأن كنت طماعا وتبحث عن المزيد من الإبهار عود أدراجك صوب الحلانية أو البراقة أو الغضرتين ومتع ناظريك برؤية صراع الموج والصخر الأبدي وتمعن في رؤية الطيور المهاجرة وتعرف على هوياتها وستجد أنها من مختلف جنسيات العالم جأت هي الأخرى لتمتع نفسها. شوران.. آية ربانية: قد يطول بكم السفر في بئر علي وقد يبحر بك قارب الدهشة والانبهار بعيدا في فضاءات السحر وقد تكتفي بما رأيته ولكن واجبي كمرشدكم ودليل رحلتكم إلى بئر علي إن أطيل عمر رحلتكم وأزيد مقدار دهشتكم باصطحابكم إلى شوران التي تعد واحدة من ايآت الله الذي قال لنا عنها جلا وعلاء( ونريكم أآيتنا في الكون وفي أنفسكم) ففي حضرة بحيرة شوران سأبتعد عنكم كي لأ أفسد لحظة انصهاركم في أعجوبة الزمان بل سأترككم تعيشون ذوبانكم اللذيذ في الجمال والسحر الجذاب. بئر علي.. جوهرة في يد فحام: هكذا انتهيت بك عزيزي القارئ من رحلة عدن الغد الاستطلاعية إلى بئر علي لكنني وقبل العودة بكم إلى عالمكم أو من حيث أخذتكم سأسألكم عدة أسئلة ألا تستحق هذه الجوهرة الاهتمام والرعاية من قبل السلطات في المركز والمحافظة ؟ ألا تستحق بئر علي إن تحضا باهتمام وزارتي السياحة والثقافة وهيئة الاستثمار عبر تنفيذ عدد من المشاريع السياحية فيها؟ هل تعترفون لي أن بئر علي بمثابة الجوهرة الثمينة في يد فحام غبي لا يقدر قيمتها وأهميتها التي تستحق ؟ هل أذا كانت بئر علي في دولة أخرى ما ذا ستكون؟