فيصل الصوفي في نهاية يناير 2005 عقد اتحاد الأدباء والكتاب العرب مؤتمره العام بدمشق واتخذ قرارا مصيريا ملزما.. قرر بأنه يحظر على عضو الاتحاد الظهور في قناة "الحرة" الفضائية، وأي أديب أو كاتب عربي عضو في الاتحاد يظهر في القناة الامبريالية سيعرض للمساءلة، وربما الفصل. قبل ذلك عندما بدأت "الحرة" تبث أول برامجها في منتصف فبراير 2004 أصدر رجال دين، منهم المتطرف السعودي الخضيري فتاوى تحرم على المسلمين مشاهدة هذه القناة لأن هدفها تحسين صورة أمريكا، وإضعاف المسلمين أيضا، واستدلوا على ذلك بدليل قطعي الدلالة قطعي الثبوت، وهو أن شعار القناة "خيول" تجري وتصهل ثم تقف هادئة.. دليل أن القناة ستقوم بترويض المسلمين، ولكي لا يروضوا على أيدي "المذيعين العملاء" كما روضت الخيول عليهم تجنب مشاهدتها قناة "الحرة" أصبحت تتفوق على قنوات عربية شهيرة من حيث عدد المشاهدين حسب بعض استطلاعات الرأي، وأضيفت إليها قناة "الحرة عراق"، ونشاهد على شاشتها أبرز الساسة والأدباء والكتاب ورجال الدين العرب، وربما كانت الفتاوى والحظر سببا في زيادة عدد مشاهديها. قبل يومين شريت من كشك في الستين نسخة من صحيفة "اليمن اليوم"، فالتفت نحوي"ثوري" وقال: تشتروا صحيفة المخلوع.. تدعموه؟ قلت: أهذه وظيفتك في هذا المكان؟ قال: لا، لكن هي وهي وهو..قلت: هي صحيفة محترمة، ولا أعلم أنها صحيفة سيدكم إلا منك.. قال: سيدنا وسيدكم الله.. ثم شريت نسخة ثانية من الصحيفة، وقلت للثوري: أمرك لله كلفتني أشتري فوق حاجتي! ومثل هذا الثوري كثير في الساحة يحاربون من يقرأ أي صحيفة غير صحف حزب الإصلاح، وهم يستحقون شكر رؤساء التحرير لأنهم سبب رفع مبيعات صحفهم. ولهؤلاء الثوريين- والحق يقال- أعمال مبتكرة وبديعة في شبكة الإنترنت تتعلق بإيمانهم القوي بحرية الرأي والتعبير.. ينشرون مثلا صورا لكاميرات وشعار قناة"اليمن اليوم" مصحوبة بنصائح مثل: أينما وجدت هذا الميكرفون الذي يحمل الشعار المرفق احذر، وتجنب الحديث إليه.. وإذا رأيت الكاميرا التي في الصورة فر فرارك من الأسد.. كما وضع الثوريون الجدد لائحة سوداء يدرجون فيها اسم كل يمني يظهر في قناة "اليمن اليوم"، وخاصة إذا كان من المعارضة أو ثور سابق.. وأصحاب "قناة اليمن اليوم" مدينون لهؤلاء الثوريين، لأنهم يسهمون في زيادة جماهيرية القناة، وارتفاع أعداد الراغبين في الظهور على شاشتها، وإسهامهم هذا يحسب ضميمة لسياسة القناة التي فتحت المجال أمام المثقفين والسياسيين من مختلف الأحزاب والتيارات الفكرية والدينية والاجتماعية دون وساوس. - اليمن اليوم