المدرب خليلوزيدش يتلقى سيل من الهجوم والانتقادات من الصحافة الجزائرية مواضيع ذات صلة كتبت جنوب افريقيا فصلا اخر من الحرب الدائرة منذ مدة بين الصحافة الرياضية في الجزائر و مدرب المنتخب الاول البوسني وحيد خليلوزيدش بمناسبة نهائيات كاس امم افريقيا 2013 ، فصلا اخر لكنه ليس الاخير لهذه الحرب في ظل غياب بوادر مصالحة بين الطرفين على الاقل في الافق القريب بل ان المعطيات الحالية تؤكد بانها ستشتد اكثر بعد العودة من بلاد مانديلا . ديدا ميلود - إيلاف : و تنقلت الى جنوب افريقيا بعثة اعلامية ضخمة يمكن اعتبارها الاكبر بعد البعثة المحلية اذ فاق عدد افرادها ال200 اعلامي من شتى الاطياف مهمتهم تغطية الحدث الرياضي القاري و خاصة مشاركة الخضر في البطولة بالنظر الى المكانة المرموقة التي يحتلها المنتخب في الشارع الرياضي و بحثه عن كل المستجدات التي يعيشها زملاء سفيان فيغولي من اول يوم لغاية عودتهم الى الجزائر بغض النظر عن النتيجة النهائية ، غير ان المهمة لم تقتصر على ذلك بل تحولت البطولة الى ساحة اخرى للحرب مع خليلوزيدش و حتى قبل ان تنطلق المنافسة اي اثناء المعسكر التدريبي الذي اقامه المحاربون لمدة ثلاث اسابيع . و لم تتجرع الصحافة الرياضية الجزائرية او على الاقل الجزء الاكبر منها من الصحف التي تتحلى بقدر عال من المهنية و المصداقية في الوسط الرياضي لم تتجرع الطريق التي يعاملها بها خليلوزيدش الذي لجا الى صد ابواب المنتخب في وجهها عكس بقية المنتخبات المشاركة ، و بات من السهل على صحيفة جزائرية اجراء حوار مع اي نجم من نجوم البطولة او اخذ تصريح من احد اللاعبين او المدربين لكن ذلك يستحيل مع الخضر ، مما جعلها تعاني من شح مفتعل في المعلومة اصبحت معه مهمتها مهددة بالفشل .و مما زاد من حدة الحرب هو ان سياسة الكيل بمكيالين التي تبناها خليلوزيدش الذي همش الصحافة الجزائرية لكنه فتح الابواب امام الاعلام الاجنبي خاصة الفرنسي منه الذي يحظى بمكانة عالية في قلب الفني البوسني ، و هو ما اعتبرته الكثير من الصحف الجزائرية اهانة في حقها و في حق المنتخب و في حق عشاق الخضر ايضا لانه لا يعقل ان يطلعون على اخبار منتخبهم الجديدة من خلال مواقع و صحف فرنسية بينما الصحف الجزائرية اخر من يعلم بل انها اصبحت مضطرة لاخذ مادتها الاعلامية من تلك المواقع و مما زاد تبليل الطين هو ان موقع الاتحاد الذي يفترض ان يكون محايدا و ينقل كل المستجدات اكتفى بنقل تقارير لا تسمن و لا تغني من جوع حتى هو يعطي الافضلية للغة الفرنسية بينما يتاخر ترجمة التقارير الى العربية لساعات. و ما يحسب للصحافة الجزائرية هو انها ظلت محتفظة باعصابها حفاظا على مصلحة المنتخب حتى لا يقال انها كانت المسؤولة عن الاخفاق ، و ذلك لغاية المباراة الاولى امام المنتخب التونسي ، و بعدما خسر المحاربين تلك المواجهة المصيرية بهدف قاتل في اللحظات الاخيرة ثم تبعتها هزيمة ثانية غير متوقعة من الطوغو الذي كان يصنف باضعف حلقة في المجموعة الحديدية بثنائية نظيفة و اقصاء من البطولة ، فقدت الصحافة الجزائرية برودتها و خرجت في اليوم الموالي تصب جم غضبها على خليلوزيدش معتبرة اياه المسؤول الرئيسي ان لم يكن الوحيد عن هذا الاخفاق الجديد الذي اعتبرته مهزلة اخرى للكرة الجزائرية لا يمكن السكوت عنها . و يمكن القول ان النتائج السيئة غير المتوقعة التي حصل عليها المنتخب في هذه الدورة خانت خليلوزيدش و اضعفت موقعه و موقفه في الحرب، بينما خدمت الصحافة و جعلتها في موقع قوة استغلته جيدا للثار من معاملته السلبية لها ، فطالبته بالرحيل و ناشدت المسؤولين عن الكرة في الجزائر محاسبته عما تسبب فيه من ضرر معنوي للخضر قد يؤثر سلبا على نتائجهم في الاستحقاقات الرسمية القادمة و على راسها تصفيات مونديال 2014 ، و لم تكتفي بذلك بل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما شككت حتى في كفاءته كمدرب اذ رات ان اختياره لتدريب المنتخب كان خطا كبيرا ارتكبه رئيس الاتحاد محمد روراوة ما دام انه لا يحتكم على سيرة ذاتية محترمة وتجاربه كانت فاشلة خاصة مع منتخب ساحل العاج و مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي و ان شطارته تبرز فقط عندما يقابل منافسين من العيار الضعيف على غرار غامبيا او رواندا فيستعرض عضلاته . و تحولت الندوات الصحفية التي عقدها خليلوزيدش خلال البطولة الى ما يشبه لعبة القط و الفار مع مبعثي الصحف الجزائرية ، فالفني البوسني لم يتجرع الاسئلة التي اعتبرها استفزازية له و للاعبين و تمنى لو كان يمتلك صلاحية لمنعهم من الدخول و بالمقابل فان الصحافيين الجزائريين رفضوا معاملتهم بتكبر و استعلاء غير مبرر و طالبوه باحترامه . و خلال احدى الندوات التي اعقبت الخسارة من طوغو دخل خليلوزيدش و احد الاعلاميين كممثل للصحافة الجزائرية في تلاسن حاد بعدما اصر الاخير على ضرورة ان يعي خليلوزيدش بان راتبه الذي يحصل عليه كل شهر مصدره الضرائب التي يدفعها الشعب الجزائري الذي ينتمي اليه ايضا رجال الاعلام و من حقهم ان يعرفوا مصير تلك الاموال و ان المنتخب منتخبهم ايضا و ليس ملكية خاصة له ، مما جعل المدرب البوسني يفقد اعصابه قائلا بانه ليس موظفا عند احد الصحافيين ، و اجزم انه لن يسمح للصحافيين الجزائريين بدخول بيته الذي يقصده هنا بعثة الخضر. و بدا واضحا ان الحرب بين الطرفين لم تكن وليدة هذه النهائيات بل امتدت لاشهر قبلها منذ ان فضل خليلوزيدش تهميش الاعلام الجزائري و تفضيل الاجنبي ، حيث كان في كل مرة ينشر له حوارا مطولا لصحيفة او مجلة او موقع بينما و بعد مرور قرابة العامين لم تتشرف اي صحيفة جزائرية بمحاورته رغم ان بعضها تمكنت من اجراء حوارات مع نجوم عالميين من لاعبي رايل مدريد و برشلونة ان لك تكن طبعا مجرد حوارات مفبركة. و رغم انه لم تكن لخليلوزيدش سوابق سيئة مع الصحافة الجزائرية و لا يجيد اصلا قراءة العربية الا ان هناك من حذره منها فاخذ النصيحة او التحذير ماخد الجدية المتشددة فاقدم على غلق اي منفذ تجاها بعدما راى بانها باب قد تاتي منه ريح فالافضل ان يصده ليستريح و بالتاكيد فان اصابع اتهام الصحافة الجزائرية اتجهت الى معاونيه من الجهاز الفني لذلك لا يستبعد ان تكون هناك علاقة وطيدة بين هذا الموضوع و مطالبتها للاتحاد بتغيير مساعدي خليلوزيدش بعدما اتهمتهم بالبرودة في التعاطي مع اجواء المباريات و كانهم مشجعين محايدين. و ما يعاب على خليلوزيدش تعميم موقفه و وجهة نظره على جميع الصحف و وضعها في سلة واحدة رغم ان هناك فوارق كثيرة تفصل بينها ، مرد ذلك التعميم هو ان عدة صحف حولت المنتخب و لاعبيه الى سجل تجاري منذ تصفيات كاس العالم 2009 لدرجة ان بعضها رات بانها لولاها لما نجح في التاهل الى نهائيات مونديال 2010 دون ان توضح لنا الدور الذي قامت حتى يحقق الخضر ذلك الانجاز و اين كانت عندما خسروا في مراكش برباعية ، و الحقيقة التي يعلمها الجميع في الجزائر هي ان هذه النوعية من الصحف اصبحت خطرا يهدد مستقبل الكرة الجزائرية بسبب فبركتها للحوارات التي تمجد لاعبي المنتخب و جعلت منهم ابطالا مما تسبب في تسلل الغرور الى نفوسهم قبل ان يتحولوا الى مجرد اقزام .كما يعاب على خليلوزيدش هو رفضه بشكل مطلق احتواء ازمته مع الصحف الجزائرية التي تبقى في اي بلد شريكا هاما يجب التعامل معه بايجابية ، بل و اكثر من ذلك فان رئيس الاتحاد اثر صب الزيت على النار من خلال انتهاج سياسة فرق تسد تجاهها حيث اوعز الى عدد من الاعلاميين المقربين منه و المحسوبين عليه بنشر خبر مفاده انه قرر تجديد ثقته في خليلوزيدش و هي رسالة واضحة لمعارضيه ن رجال الاعلام تؤكد بان علاقته مع المدرب البوسني على احسن ما يرام حتى و المنتخب يخسر من اضعف منافسيه و مفادها ايضا بانه لن يرضخ لمطالبهم مهما حصل . و يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح و يتطلب بعض الوقت للاجابة عنه يتعلق بمدى قدرة خليلوزيدش على الصمود في وجه الحملة الاعلامية التي تشن ضده من قبل الصحف الجزائرية التي وحدها بتعميمه اياها خاصة بعدما نجحت في كسب الراي العام في صفها ام انه سيناريو ساحل العام 2010 سيعيشه مجددا مع الجزائر في 2013.