مواضيع ذات صلة رجال في النظام الأردني: الإنتخابات الاخيرة قد 'لا تساعدنا' بمغادرة الربيع العربي.. قلق نخبوي ومساحات 'رمادية' في البرلمان عمان بسام البدارين يصلح الدكتور صالح إرشيدات نموذجا لتسليط الضوء على حجم الفوضى التي أشاعتها نتائج الإنتخابات الأخيرة في الأردن خصوصا عندما يتعلق الأمر بطريقة إحتساب القوائم الإنتخابية التي صدمت الجميع. إرشيدات وهو وزير وسفير سابق في جهاز الدولة الأردنية كان دوما من رجالات النظام والطبقة السياسية يحتفظ بملاحظات 'حادة' حول دستورية وقانونية بعض إجراءات العملية الإنتخابية مع مخاوف متنامية لتداعيات ونتائج بعض المخالفات التي يصفها بأنها 'خطيرة'. لا يخفي إرشيدات وهو يتحدث ل'القدس العربي' تنامي شعوره بالقلق بعد الإنتخابات لان بعض ما حصل إجرائيا يعزز مكانة دعاة المقاطعة في المجتمع لكن الأهم بالنسبة له ليس حصول التيار الوطني الذي يعتبر أحد قياداته على مقاعد في البرلمان. هنا حصريا يؤكد إرشيدات: فتلذهب كل المقاعد إلى الجحيم.. المهم هو الأردن والنظام.. أنا قلق جدا وأخشى بصراحة تداعيات سلبية على وطننا وهزات إرتدادية لموجات الربيع العربي التي تصورنا أننا نغادرها بإنتخابات وعدنا جميعا بأن تكون نزيهة. بالنسبة لارشيدات بعض القوى الكلاسيكية في جهاز الإدارة والتصرفات الإدارية الخاطئة خذلت حتى خطة الإصلاح الملكية. شعور إرشيدات على الأرجح يطابق شعور نخبة واسعة من الشخصيات المهمة في الطبقة السياسية خذلتها الإنتخابات وإندفعت تتحدث عن التلاعب بالنتائج وعدم إنصافها في هجمة معاكسة على الإنتخابات كانت أقسى هذه المرة من هجمة التيار الإسلامي الخصم الكلاسيكي للدولة. أبرز هؤلاء كان أيضا الوزير والسفير الأسبق وإبن النظام محمد داوودية الذي إتهم عائلة الرفاعي السياسية العريقة بالعمل لتخسيره الإنتخابات ثم أبلغ الجميع بان موقفه من الفساد وتحديدا ملاحقة رجل الأعمال النافذ وليد الكردي نتج عنه إبعاد قائمته الإنتخابية. وبين الغاضبين والذين يشعرون بالإحراج أيضا زعيم التيار الوطني عبد الهادي المجالي فالرجل تقدم للإنتخابات بقائمة موسعة قوامها 27 مرشحا وفاز بمقعد واحد فقط ولوح بالإستقالة فيما يستعد حزبه لدراسة الطعن بالنتائج لدى المحكمة كما فهمت القدس العربي من الدكتور إرشيدات. ليس سرا أن شخصيات أخرى محسوبة على مؤسسة النظام خسرت أيضا الإنتخابات من بينها وزير البلديات الأسبق والرجل الثاني في الجبهة الأردنية الموحدة الدكتور عبد الرزاق الطبيشات الذي يقول محللون بان قبوله الجلوس في المقعد الثاني خلف زعيم الحزب أمجد المجالي ألحق ضررا في أصواته شمالي البلاد. الإنتخابات إنتهت عمليا بنحو 92 نائبا جديدا حسب البرلماني المخضرم محمد الحجوج وفي دوائر السياسة العميقة ثمة من يقول بأن إنشاء 'طبقة جديدة' من البرلمانيين كان هدفا بحد ذاته لإقناع الشارع بان الوجوه تغيرت خصوصا وان بعض مراكز الثقل بالقرار تريد فعلا التخلص من حيتان التجربة البرلمانية وإبعادهم عن الواجهة. بالمقابل يحاجج بعض النشطاء بأن تغيير الوجوه في البرلمان إنتهى بتموضع قوي لرأس المال ولنواب الثقل العشائري وهو وضع ستدفع الدولة ثمنه لاحقا. كما يرون بأن وجود 'مساحات رمادية' غير مألوفة في البرلمان الجديد على حد تعبير المحلل الإعلامي والسياسي ناجح أبو الزين قد يكون الدافع وراء الإحتياط مسبقا بوجود رموز محافظة جدا في مؤسسة القرار من طراز الدكتور فايز الطراونة. هذه المساحات الرمادية قابلة للإنفلات وفرض إيقاع غير متوقع ويتوقع ان تكون طموحاتها شرسة فيما يتعلق حصريا بتحديد هوية تركيبة الوزارة البرلمانية الأولى التي وعد بها القصر الملكي، الأمر الذي تطلب ضبط الإيقاع عبر الطراونة أحد أعتى المحافظين والبيروقراطيين وأقلهم إجتهادا وأكثرهم حرفية بالإلتزام بالتوجيهات. عليه تفضل دوائر التحليل أن تقر الإستعانة فجأة بشخصية كلاسيكية من طراز طراونة بعد إنتخابات قيل أنها 'إصلاحية' بإعتبارها الخطوة الأولى التي 'تفرمل' إندفاعات محتملة لنواب المساحات الرمادية.