القاهرة - رشا دنيا تعصف بها حالة شديدة من الاحباط فلقد أجمع النقاد على أنها الأكثر شبها من حيث الأداء بالمبدعة "سامية جمال" ولكن ليس من ناحية الاستعراض الفني والتابلوهات الراقصة, بل في الأداء السينمائي وتقمص الأدوار التي ترشح لها والتعايش معها ورغم ذلك لم تحصل على ما تستحقه موهبتها الفنية. الفنانة المصرية سامية عاطف تألقت منذ أول أعمالها على خشبة المسرح وهي طالبة في معهد الفنون المسرحية, وتوالت بعدها أعمالها الدرامية التلفزيونية والسينمائية مع أشهر النجوم. أجمع النقاد على موهبتك وكثيرا ما يوجهون لك المدح, ولكنك مقلة في أعمالك لماذا? لست مقلة في أعمالي ولكني أنتقي العمل الجيد الذي يتناسب معي أولا ومع الشكل الفني الذي ارتضيته لنفسي منذ احترافي للتمثيل, فلست من النوع الذي يجري وراء الدور, بل أفضل دائما أن أجده يهرول خلفي. لكن البعض يفسر ذلك بأنك كسولة فنيا? لو كنت كسولة لما شاركت في مجموعة أعمال دفعة واحدة في آن واحد, ولكنت اخترت عملا واحدا لأدائه, بل عندما أرشح لعمل فني وأوافق عليه أكون أول من تذهب الى ستديو التصوير وآخر من تغادره, هل تشعرين بأنك راضية عما قدمت من أعمال فنية? تمام الرضا فأنا أقدم عملا وندمت عليه, لكنني غير محظوظة وأرفض أدوارا أكثر مما أقبل ولا أعرف لماذا?ولا أخفي أن ذلك الأمر كثيرا ما يصيبني بالاحباط الشديد, وخاصة أن بداخلي يقينا كاملا أنني لم أحقق ما يتناسب مع موهبتي الفنية. هل تتسرعين مثلا? لا ليس تسرعا ولم أشعر يوما أنني رفضت عملا كان من الأفضل أن أوافق عليه, أتأنى كثيرا في تحديد ملامح الشخصية التي ألعبها وأبذل مجهودا أكبر في التفاعل مع الشخصية التي أرشح لها وأجتهد كثيرا في الاداء وكل الشخصيات التي أرشح لها سواء في السينما أو التلفزيون أبتكرها للدرجة التي أكاد معها أن أحصل على براءة اختراع عنها لأنها دائما تكون مختلفة وجديدة وأحدد ملامحها أمام الكاميرا. يقارن بعض النقاد بينك وبين الفنانة الكبيرة سامية جمال, فماذا يمثل لك ذلك? هذه شهادة كبيرة أعتز بها وأتمنى أن أبلغ مكانتها الكبيرة لدي الجمهور المصري والعربي من حيث القدرة على تقمص الأدوار التي أؤديها والتفاعل معها فذلك أمل كبير لأية فنانة شابة, فمازلنا رغم مرور سنوات طويلة على رحيلها نذكر كل أعمالها ونستمتع بها عند مشاهدتها وبالتالي مقارنتي بها شرف كبير لي. هل درست التمثيل أكاديميا أم أن الأمر بالنسبة لك مجرد موهبة? دراسة وموهبة معا, ولكن لولا شعوري بأنني أمتلك الموهبة ما اتجهت لدراسة الفن حيث تخرجت في معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج وكنت أهدف من الدراسة الى صقل موهبتي الفنية في نهاية الأمر, فالدراسة الأكاديمية للتمثيل والاخراج أمر بالغ الأهمية لأي فنان من دونها يصبح تائها لأنه لا يعرف أسس العمل الفني, وبطبيعة الحال يبذل مجهودا كبيرا في أي عمل فني يرشح له ولكن في أشياء يمكن أن يمر عليها مرور الكرام اذا كان دارسا للتمثيل, وقد يكون هناك نجوما بالفعل غير دارسين للتمثيل أكاديميا مثل عادل امام وسعيد صالح وصلاح السعدني وغيرهم ولكن لكل قاعدة استثناء. كيف جاءت بدايتك الفنية? بدايتي جاءت من خلال المسرح أبو الفنون, حيث شاركت خلال دراستي للتمثيل في أعمال روائية مازال الجمهور يذكرها حتى الآن مثل "لص بغداد" و"رجل القلعة" عام 2005 و"طرائيعو" عام 2002 و"حلاق بغداد" عام 1999, وغيرها وكانت من أمتع الفترات التي عملت بها, وبعدها اتجهت للتلفزيون والسينما, حيث شاركت في الكثير من الأعمال الفنية مثل مسلسلات " بابا نور" و"اختفاء سعيد مهران " و" مسك الليل" و"امرأة فوق القمة" و"حنان وحنين" والمسلسل الاذاعي "يا أنا يا أنت " وفيلم "تيته رهيبة " وجميعها بفضل الله حققت نجاحا كبيرا. ابتعدت عن المسرح منذ سنوات طويلة رغم عشقك له, لماذا? في المسرح تحديدا لا يمكن أن أؤدي أي دور والسلام, وحاليا لا أخفي أنني لا أجد نصا مسرحيا يغريني بالمشاركة , وحالي كحال الكثيرين من عشاق المسرح الذين ابتعدوا عنه بعدما تحول للأسف حاليا الى مسرح هزلي وحتى مسرح الدولة لم تعد المشاركة به أمرا مشجعا وعروضه تفتقد المتعة الثقافية التي كان ينفرد بها, واتحدى حاليا أن تجد أسرة تفكر كما كان قديما أن تذهب للمسرح للاستمتاع برواية جديدة. أين أنت الآن من السينما? رغم أن السينما المصرية تمر حاليا بواحدة من أحلك أيامها وتراجع الانتاج بصورة ملحوظة حيث لا يتجاوز عدد الأفلام سنويا أصابع اليد الواحدة بعد أن كانت تتجاوز 100 فيلم سنويا, الا أننا جميعا نثق أنها مجرد كبوة سرعان ما ستنتهي, ومرشحة خلال هذه الأيام لمشاركة النجمة غادة عبد الرازق في أحدث أعمالها السينمائية "جرسونيرة" والذي يبدأ تصويره خلال ايام ويخرجه الفنان هاني جرجس فوزي, وهذا العمل سيكون نقطة تحول حقيقية في مسيرتي الفنية وستضيف لي الكثير, فالعمل مثير ويتميز بالواقعية ويمتلئ بالكثير من الصدمات الفنية التي ربما تتناولها السينما لأول مرة. من مستشارك في اختيار أعمالك الفنية? زوجي الفنان مجدي بدر, فهو يتمتع برؤية رائعة للأعمال الفنية ولهذا أثق بشدة في آرائه الفنية وكل منا مستشار فني للآخر, ولا يستطيع اختيار عمل أو الاستقرار عليه الا بعد اقتناع كلانا بمدى أهميته في مسيرتنا الفنية. ألا تدب الغيرة الفنية بينكما على عمل فني? مستحيل بالطبع, بل كل منا يتمنى للآخر النجاح والتوفيق وحتى الآن لم يصادف أن رشحنا معا لعمل فني واحد ولكني أتمنى أن نرشح لعمل معا لأننا بالتأكيد سنبدع به وسنقدم عملا فنيا راقيا ومتميزا. الا يؤثر انشغالك بالعمل الفني, اهتمامك بأسرتك? ابداً خاصة أن زوجي على دراية كاملة بهموم المهنة ومتاعبها, كما أنني بمجرد دخولي الى منزلي أصبح فقط الزوجة والأم وليس أكثر وكل ما يسعدني في هذه اللحظات هي سعادة أسرتي وأنه لا يوجد شيء ينقصها.