آراء واتجاهات قائد دربان الجمعة 01 فبراير 2013 09:20 مساءً بكل تأكيد أن هذا العنوان سيبدو غريبا للقراء ، وأتصور انه سيستثير حفيظة (الصحفيين )المسيجين بالعناية السلطوية والى مستوى الاستشاطة بالغضب الحاد من مفردة (تسول ) الغير معتادة التناول في مثل هكذا مجال حيث المفردة (تسول) تبدو مقزّمة للمهنة الصحفية وللصحفي الحكومي الجهبذي المنعّم بالمال العام والذي يختال نفسه أرفع مكانة من نجم الصحافة المصرية محمد حسين هيكل ، ولهؤلاء أجمعين كامل الحق ان ظنوا كذلك أو ذهبت ظنونهم في هذا المنحى العصي على الاستساغة . ولكن مهما يكن فلا مفر من المجاهرة بالواقع الأليم الذي يعيشه معشر الصحفيين في هذه البلاد الذي يدعي حكامها دون خجل بأنهم يثمنون مهنة الصحافة ويعززون من دورها ومكانتها ويحيطون محترفي هذه المهنة بالعناية ( المركزة) فيما الواقع الذي يكابده أغلب الصحفيين باستثناء النخبة طبعا يروي لنا النقيض تماما حيث الكثير من الصحفيين العاملين في أجهزة الاعلام الرسمي وضعهم في أدنى السلّم الوظيفي ، فالمعاش الشهري للصحفي لا يلبي من احتياجاته الضرورية لأكثر من عشرة أيام ويبقى عليه أن يتدبر احتياجات بقية ايام الشهر وايجار السكن والمواصلات وسواها بأي طريقة مهما كانت مقرفة ومهينة ، وبسبب من هذه الوضعية الحنظلية صار ما نسميه بالتسول الصحفي هو الملاذ الأقرب لبعض الصحفيين ، ولكم رأينا البعض تحت ضغط الحاجة يذرع الأرض ذهابا وايابا بين هذا المرفق وذاك والتنقل من مكان الى آخر لا للبحث عن الحقيقة كما يجب وانما نقولها بكل أسف للبحث عن تغطية مادية لما يلزم توفيره للاستمرار ر في البقاء . وهذا السعي المنافي لدور المهنة يكون في الغالب اضطرارا، وبكذا حال يفرض على البعض بأن( يرى حسنا ما ليس بالحسن )!. وبلاشك أن التعميم غير جائز هنا بالمرة اذ ما برح البعض الآخر من زملائنا الصحفيين غير مذعنين لمثل هذه الظروف القاهرة مؤدين واجبهم المهني كما يجب وأكثر دون انحناء أو استعطاف أو ملاطفة لصاحب جاه أو خوف من مسئول ، لأن الغاية في ناموسهم هي ابراز الحقيقة مهما كان الثمن والمترتبات وقد ركل بالعديد من زملائنا الصحفيين بسبب من تشددهم المهني الرفيع الى قعر الجحيم غير أنهم مغمورون بالاعتزاز وحب المعذبين في هذه الأرض . فسلاما للصحفيين الصابرين والله يعين المتسولين