عبدالله سلطان الأقطار العربية، والأقطار الإسلامية تشتهر بعدد أحزابها، وبعدد منظمات المجتمع المدني ..فالأحزاب في بلداننا بالعشرات، ومنظمات المجتمع المدني تبلغ بالمئات ..بل إن هناك من يقول إنها تصل إلى الآلاف ..واليمن قطرنا العربي لا تختلف عن شقيقاتها الديمقراطية.. أما بقية البلدان العربية الديمقراطية حسب ما هو مطروح فقد اكتظت بالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإبداعية والمهنية وصرنا لا نستطيع حصرها، ويتبع ذلك الصحف الحزبية، والأهلية، والحكومة والتي لا تدري تتبع من فحدث ولا حرج،وكل يرجو من وراء ذلك مصلحة ويهدف إلى الحصول على الثروة، والجاه، ولا يمانع إذا أنضم إلى ذلك الحصول على منصب سياسي أي" السلطة" كأهم العوامل، والأسباب التي تساعد على الحظ لها دور كبير في هذه اللعبة. طبعاً ..الأحزاب شغلها الشاغل إذا لم تكن في السلطة هو الاشتغال بالمعارضة "أي شتم السلطة، وإلقاء الاتهامات عليها، ونعتها باللاديمقراطية وبالتزوير، وبالفساد، والقمع" والأحزاب الحاكمة شغلها الشاغل هو الرد على أحزاب المعارضة، وتشويهها، وتوجيه الاتهامات إليها بالعجز والفشل في استيعاب الديمقراطية، وأنها لا تحمل هموم الشعب ..وهكذا إلى أن تسعى المعارضة إلى تكوين تحالفات فيما بينها، حين تتمعن في هذه التحالفات تجد أنها غير موضوعية، ولا منطقية " كأحزاب اللقاء المشترك" لا تدري ما الذي جمع بينها، فلا قواسم، ولا جوامع مشتركة بينها، مثلما بينها من العداء والخصومة ولا يجمعها مع بعضها سوى العداء للمؤتمر الشعبي العام وغير ذلك لا يجمعهم جامع بل إنهم لا يزيدون عن "الأخوة الأعداء". هكذا هم أحزاب السلطة فهم أمام تحالفات المعارضة، يصنعون لهم تحالفات مع أحزاب "يخلقونها من الجن" ليس هذا وحسب فالأحزاب في السلطة وفي المعارضة تتسابق على الاستحواذ والسيطرة على النقابات والاتحادات العمالية، والمهنية، والاجتماعية، وغيرها ليوظفها في معاركه السياسية، ويبعدها عن مهامها الأساسية المتمثلة في حقوق منتسبيها وحمايتهم من الابتزاز والاستغلال. أما منظمات المجتمع المدني فإنها بالمئات حسب قول بالآلاف وقد صارت كالدكاكين للاسترزاق منها وهي عبارة عن منظمات للتدريب والتأهيل على الحقوق المدنية.. للرجال، والنساء، والأطفال والمهمشين ومنها حول البيئة والتنمية البشرية والسياسية والاجتماعية طبعاً وهذه مدعومة ومساندة من قبل منظمات دولية، ومعاهد دولية جميعها تتبع للغرب الأوروبي، والأمريكي الشمالي طبعاً وهذه مطالبة بتقارير محددة ومعينة طبعاً في الغالب الأعم تضر بالبلد ويستفاد منها غريباً لمعرفة المفاصل الضعيفة التي يستطيعون غزونا منها أو تدميرنا من خلالها ولهذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم عربياً وإسلامياً من فوضى خلاقة!!.