تحرص القرية العالمية، الوجهة العائلية الأولى للثقافة والتسوق والترفيه في المنطقة خلال هذا الموسم 2012/2013 على إظهار البعد الثقافي والتراثي لدول العالم المتمثلة في الأجنحة المشاركة لتعزز فكرة هذا الملتقى الثقافي والترفيهي وتمنح كافة الزائرين فرصة أكبر للتعرف على دول العالم من خلال أشهر المنتجات الحرفية والمأكولات والأزياء والعطور التي تشتهر بها الدول العارضة. ووقفة عند الجناح المغربي في القرية العالمية كفيلة بأن تعكس للزائر تاريخ هذا البلد الذي من خلاله شيدت حضارة اصرحة وقصور لما شهده من بصمة معمارية في فن العمارة. فالبصمة المعمارية التي حفرها المغرب العربي بين الأروقة والمنازل وبين المدن الساحلية وأزقة فاس ومراكش وطنجة قد غدت فناً يحتذي به العالم بأجمعه ليقتبسوا منها فن العمارة الإسلامية والتي شهدت ازدهاراً في بلاد الأندلس واوروبا خلال عصر النهضة. الفسيفساء والنقش على الخشب تتوسط الجناح المغربي صالة للأثاث والديكورات المنزلية تحمل روعة التراث المغربي وبراعة الحرفيين. فالصالة تعكس فن المعمار من خلال الديكور الداخلي وما يسمى بالقطع الأنتيكة. فوانيس واكسسوارات منزلية وطاولات من الفسيفساء ومجالس صغيرة من الجلد والخشب المحفور باليد والمطعم بالعظم والنقوش المغربية. كل قطعة تحاكي التاريخ والأصالة وتوحي بالبعد الثقافي والفني لما تحمله من شغل يدوي وبراعة في التصميم. وتعرض المزهريات التي قد يصل طول بعضها إلى مترين حاملة عراقة الإرث الذي تنحدر منه من نقش وعظم وقطع من المرجان والفضة العتيقة والأخشاب الأصلية. الأزياء والتصاميم المغربية ويشكل الجناح المغربي في القرية العالمية لوحة متناغمة تحدث عن التراث المغربي. ويزدان الجناح بالأزياء المغربية من الجلابة المصنعة من قماش "اللولان" والقفطان والبشت بأنواعه إلى اللباس الملكي المصنع من قماش "الشعرة" ذو الخيوط الحريرية الممزوجة بالقطن. أزياء زاهية وتصاميم بديعة لا تكتمل إلا ب"البلغة" و"الشربيل" – الخف المصنع باليد من الجلد الطبيعي و"المضمة" أو الحزام العريض الذي يزين الكندورة النسائية في المغرب. زيت الأرغان – أكسير الشباب الدائم تنمو شجرة الأركان أو الأرغان في المغرب فقط. وهي شجرة نادرة وغنية بالفوائد الغذائية والتجميلية. فقد استخدمت منذ القدم على يد النساء الأمازيغيات لأن زيت الأرغان يعد من اسرار الطبيعة وأكسير الشباب الدائم. ومن أهم خواص هذا الزيت احتوائه على فيتامين أي، مما يمنع التجاعيد ويغذي البشرة ويقاوم الجفاف والتشقق. ويستعمل الزيت في الأكل والتجميل بالإضافة إلى بعض الإستعمالات الدوائية. وبفضل نكهته التي تشبه نكهة اللوز، فهو يعتبر سيد المائدة في المغرب لما يمنحه من غذاء وفوائد صحية وطعم شهي خصوصاً مع السلطة. ويباع زيت الأرغان النادر بأنواعه في الجناح المغربي بالقرية العالمية. دم الغزال أو ما يعرف بالعكر الفاسي، وهو مكون من مسحوق شقائق النعمان ويستعمل في التجميل مع الحنة أو مع الفازلين لصبغ الشفاه باللون الوردي لمدة طويلة ويعالج التشقق والجفاف. وتشتهر هذه الخلطة بكونها من مدينة فاس وهي نادرة لما تحويه من مكونات تدخل في استعمالات كثيرة بما فيها الحمام المغربي حيث يمكن العثور عليها لدى الكثير من المحلات العارضة في الجناح. أسرار الحمام المغربي يمكن التعرف على اسباب شهرة الحمام المغربي من خلال أنواع الصابون وأنواع الخلطات التي تعرض في الجناح. فالماركة الشهيرة ازارو لا تزال تصنع الصابون باليد حيث يشكل زيت الأرغان والطين الغسول (نوع من انواع الطين يوجد في المغرب فقط) خلاصة الصابون بأنواعه بعد حيازته على شهادات عالمية. وبالرغم من صعوبة الإختيار بين صابون القرفة والبابونج والرمان والليمون والورد والخزامة فالنتيجة واحدة لأن المجموعة كلها تحتوي على نفس الخواص المنعمة والملطفة والمعالجة للبشرة. الشاي المغربي يمتلئ الجناح المغربي بأنواع الشاي إن كان شاي الورق المجفف أو الحب أو المعبأ في الأكياس وينقسم إلى المركز و العادي وتتعدد النكهات بين النعناع والزعتر والأعشاب والزعفران الحر والياسمين والبابونج والعرق سوس واللويزا (عشبة تشتهر بها المغرب). وبما أن التجربة هي خير دليل يمكن احتساء الشاي في المقهى الذي يتوسط الجناح مع تناول بعض الحلوى المغربية قبل التسوق. الجناح المغربي في القرية العالمية هو عنوان لحضارة تضم الكثير من الصناعات والمنتجات الحرفية والمواد التي تنحدر من عراقة التراث والفن الذي تتسم به المغرب.