انعقد صباح اليوم الأربعاء بنادي شمسان الرياضي بالمعلا المؤتمر العام التأسيسي الأول لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين بمدينة عدن, وفق توجه عام بفك ارتباط منظمات المجتمع المدني في الجنوب عن نظيرتها المركزية في الشمال. وحمل المؤتمر شعار "على طريق التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية الجنوبية ووفاءً لشهدائنا وجرحانا وأسرانا وفك الارتباط بمؤسسات الاحتلال (ج.ع.ي)" وتضمنته لافتة كبيرة انتصبت أمام المجتمعين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. وعقب افتتاح الحفل بآي من الذكر الحكيم قدم الأستاذ عمار علاوي الشكر لنادي شمسان الرياضي وللمسؤول فيه "خالد بيزع" على استضافة فعاليات المؤتمر التأسيسي للنقابة. وتطرق "علاوي" في كلمته إلى نبذة عن الرفض الجنوبي وتأسيس النقابة في طريقهم صوب المؤتمر العام, مؤكداً أن النقابة "لن تكون لطرف على حساب طرف آخر". ومن جانبه أكد الأستاذ "فضل حيدرة" رئيس اللجنة التحضيرية العليا أن النقابة ماضية "حتى تحقيق الأهداف النبيلة وهي التحرير والاستقلال", مشيراً أن المؤتمر والتحضير له ولتشكيل النقابة جاء في "ظروف بالغة التعقيد ومشاريع لم تتوقف لضرب دولتنا (الجنوبية)", مؤكداً أن "منظمات المجتمع المدني (الجنوبية) يؤكدون أنهم خلف قضيتهم ووطنهم ولن تؤثر فيهم المؤامرات الفاشلة". وقال حيدرة أن "عدن عاصمة الجنوب كانت رمزاً ومثالاً للسلام والمحبة والمدنية والتعايش السلمي, وعكست نموذجاً في المنطقة بأكملها اليوم تتعرض لأسوأ الانتهاكات الممنهجة لأنها مثلت قيم التصالح والتسامح والعلم والمدنية". وفي رسالة موجهة إلى مندوبي المؤتمر اعتبر حيدرة أن المؤتمر "يمثل نقطة انطلاق للعمل النقابي الصحيح ونتائجه ستكون معززة (للنضال الجنوبي), وأن عدن عاصمة للمدنية ولن تستسلم". وقال في رسالة موجهة إلى كل الرموز والقادة في الداخل والخارج والحاضرين جميعاً أن الوضع اليوم حرج وما وصلنا إليه والتحديات كبيرة وعلينا أن نستشعر المسؤولية التاريخية, ونتحرك بسرعة في لملمة الجهود والهوة والفجوات, ويكون ولاؤنا للجنوب وخاصة لإنجاح فعالية 14 أكتوبر لنوصل رسالة شعب الجنوب بقوة". وفي كلمة له تطرق الأستاذ خالد أمان إلى حقوق العمال في الجنوب وكيف تمت خصخصة المصانع وإقصاء العمال الجنوبيين وشطب حقوقهم. من جانبه اعتبر الشيخ "حسين بن شعيب" هذا المؤتمر بأنه "انجاز يضاف إلى انجازات شعبنا وثورته المباركة, وهذا الشعب الجبار تجاوز كل العقبات والصعوبات", مشيراً أن "للإسلام شوط كبير في حق المعلم سطره الكتاب العزيز ويكفي أن أول آية مستوحاة من معاني العلم بذكر القلم, كما افتتح الله سورة (نون) بذكر القلم والتسطير". وأضاف بن شعيب "ذكر الله تعالى العلم في غيرما آية ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)), كما ذكر الله وسيلة القلم وذكر الكتابة والقرطاس ((وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ)), وذكر نسخ الخط ((إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)), وفضل الله العالم على غير المتعلم فقال ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)), بل فضل الله الكلب المعلم على الكلب غير المعلم بقوله تعالى ((قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارحِ مُكَلِّبِين تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ))". وقال "بن شعيب" أن "التربية ذكرها تعالى بقوله ((وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)), وقال تعالى ((وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ))". وأضاف بن شعيب "نحن أمام محتل غاشم يريد تدمير الإنسان الجنوبي والشخصية الجنوبية, وانظروا ماذا يمارس من تجهيل منظم بين أجيالنا, يريدون من أبناء الجنوب المتحضرين المتعلمين أن يكونوا مثل ذلك القبيلي المتخلف الذي هدد الجنوبيين تارة بقطع اللسان وتارة بالحرب" في إشارة إلى الشيخ صادق عبدالله الأحمر. وتلقى المؤتمر برقيات تهنئة من جنوبيين في بريطانيا وفي المملكة العربية السعودية, وألقى الفنان الشاب "سند فهد" قصيدة شعرية نالت استحسان الحاضرين.