تفاعل الشارع الرياضي الجزائري خاصة عشاق المنتخب مع الأخبار التي راجت في مختلف وسائل الإعلام المحلية و الفرنسية و مفادها أن نجم الكرة العالمية الفرنسي ذو الأصل الجزائري زيد الدين زيدان مقترح لتدريب المنتخب الجزائري الأول في المرحلة المقبلة بعد إقصائه من الدور الأول لنهائيات كاس أمم أفريقيا 2013 ليحل محل البوسني وحيد خليلوزيدش المغضوب عليه في ذات الشارع. ديدا ميلود - إيلاف : وجاء التفاعل على شكل نقاش أسفر عن انقسام الشارع بين مؤيد للفكرة و معارض لها و لكل جهة مبرراتها الذاتية أو الموضوعية عكس ما ساد في الشارع الفرنسي حيث لقي اقتراح تعين زيدان على رأس منتخب الديوك معارضة شديدة تنم عن عنصرية تجاه كل ما هو عربي خاصة أن كان جزائري ، و من بين ابرز المعارضين رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني الذي طالب بالتريث رغم انه مثله مثل زيدان لا يمتلك من فرنسا سوى جنسيتها بما أنه هو الأخر إيطالي الأصل. و برأي الجزائريين المؤيدين لزيزو فإن تواجد أسم بشهرة و مكانة زيدان على رأس الإدارة التقنية للخضر هو في حد ذاته إنجاز و لو تحقق فانه سيكون ضربة معلم حقيقية من قبل رئيس الاتحاد محمد روراوة و كل من دعمه في مسعاه لإقناعه ، و يقولون بإن تواجد زيدان سيجلب للمنتخب الجزائري بشكل خاص و للكرة الجزائرية بشكل عام الكثير من المزايا الفنية و الإعلانية و سيحدث طفرة كبيرة بفضل الشهرة العالمية التي لا يزال يحتفظ بها رغم مرور سبع سنوات عن اعتزاله لممارسة المستديرة ، بداية بعقود اشهارية و ترويجية لأكبر الشركات العالمية . كما أن وجود زيدان كاف لإقناع عدد كبير من اللاعبين المترددين من أصحاب الجنسية المزدوجة باختيار اللعب للمنتخب الجزائري خاصة بعد بروز أسماء كثيرة في الملاعب الأوروبية في السنوات الأخيرة و جل الاتحادات تسعى خلفها لخطفها. و يؤكد مؤيدو نجم ريال مدريد سابقاً بإن الجزائر صدرها يسع جميع أبنائها و زيدان يعتبر أحد أبنائها حتى و أن لم يلعب لمنتخبها ، فهو بمثابة كفاءة وطنية يجب استغلالها و يجب أن تمنح له الفرصة هو الأخر للتعبير عن حبه لوطنه الأصلي و وطن أجداده مثلما منحت للاعبين آخرين على غرار عنتر يحيى و مراد مغني و حسان يبدة ممن لعبوا لأحد المنتخبات الفرنسية السنية قبل أن يتراجعوا و يحملوا ألوان الخضر لقيوا ترحيبا كبيراً من الجمهور الجزائري كان احد أهم أسباب نجاحهم. ويرون أيضا بأنه لا يعقل ان تمنح قيادة المنتخب لمدربين أجانب و يتعامل مع زيدان على انه أكثر من أجنبي في وقت هو جزائري خالص ذنبه الوحيد انه اختار اللعب للمنتخب الفرنسي و هو في الحقيقة ليس ذنباً و أما مجرد خيار و لا يتحمل مسؤوليته لوحده بل ان المسؤولية تقع أيضا على الاتحاد الجزائري الذي همشه. و بخصوص نقص خبرة زيدان في عالم التدريب فلا يعتبرون ذلك إشكالا بعدما تجاوز سنه الأربعين و أصبح أكثر نضجاً كما انه استفاد كثيراً من تجربته في ريال مدريد كمستشار لرئيس النادي ، و مما زاد من مكانة زيزو لدى محبي المنتخب مشاريعه الخيرية في الجزائر في التكفل بالأطفال. و فضلا عن عشاق الخضر يحظى زيدان أيضا بدعم رسمي من قبل أعلى السلطات السياسية في الجزائر خاصة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اقبله رسمياً عند زيارته التاريخية للجزائر في نهاية العام 2006 كما بعث له رسالة تأييد و هو في الطائرة عقب طرده في المباراة النهائية لمونديال 2006. و حتى الصحافة الجزائرية ستمنحه صوتها خاصة في ظل علاقتها السيئة مع المدرب الحالي البوسني وحيد خليلوزيدش. و مقابل هذه الأغلبية من الجزائريين التي تدعم زيدان هناك أقلية تعارض توليه مهمة تدريب المنتخب ليس فقط لأسباب فنية تتعلق بنقص تجربته بل أيضا تعيب عليه تفضيله لفرنسا عندما كان نجماً حيث لم يزر الجزائر و لا مرة واحدة قبل اعتزاله في 2006 ، و برأي هؤلاء فانه مثلما أدار هو ظهره للجزائر يجب أن تدير هي الأخرى ظهرها له و الأجدر له أن يدرب منتخب فرنسا الذي لعب له و أهداه لقباً عالمياً و أخر قارياً و ليس منتخب الجزائر الذي كان يئن تحت وطأة الإخفاقات المتتالية عندما كان هو يصول و يجول في ملاعب القارة العجوز ، و يرون بإن زيدان يريد أن يثري سيرته كمدرب على حساب الجزائر و انه لو حصل على فرصة لتدريب منتخب أو نادي عريق في أوروبا لما فكر أصلا في الجزائر شانه شان كل المدربين الأوروبيين ، كما أن فرص نجاحه مع الخضر تبقى ضئيلة لان أسمه لوحده ليس كافيا لتحقيق نتائج جيدة أمام منتخبات افريقية أثبتت تطورها.