يبدو أن استمرار التوترات الداخلية على الساحة السياسية، وما يصاحبها من تأثير على إيرادات الأعمال السينمائية التى تعرض فى السينمات المختلفة، ألقت بظلالها على خريطة السينما التى تنظمها شركات الإنتاج والتوزيع المختلفة، خاصة بعض الإيرادات المنخفضة للغاية التى حققتها معظم الأفلام التى عرضت خلال الفترة الأخيرة أمثال «حفلة منتصف الليل» و«الحفلة» وغيرها بسبب الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد، ومع استمرار هذه الأحداث فقد تغيرت بالفعل الخريطة السينمائية التى حددت لموسم نصف العام الحالى، حيث امتنع صناع السينما عن طرح أفلامهم حتى لا يتعرضون للخسارة الفادحة بسبب عدم إقبال الجمهور على السينمات بسبب الأحداث الجارية. ومن هذه الأعمال فيلم «فبراير الأسود» للنجم خالد صالح، حيث قامت المنتجة إسعاد يونس بتأجيله بسبب الأحداث الجارية، ولم تحدد الشركة المنتجة أى موعد لعرضه حتى الآن، والعمل يعد عودة قوية لخالد صالح فى السينما بعد أن قدم فيلم «كف القمر»، مع المخرج خالد يوسف منذ ما يقرب من 3 سنوات، ويطرح مؤلف ومخرج الفيلم محمد أمين رؤى جديدة حول قيمة العلماء فى مصر قبل وبعد الثورة، وهل ستتغير نظرة الحكومة والمجتمع إلى هؤلاء العلماء بعد الثورة المصرية، وهل سيتم الاهتمام بأبحاثهم العلمية، أم سيتم تجاهلها مثلما كان يحدث قبل الثورة؟. وبعد تحديد المنتج أحمد السبكى يوم 26 يناير الماضى، ليكون موعد عرض فيلمه الجديد «كلبى دليلى»، بطولة سامح حسين ومى كساب، إلا أن المشهد السياسى المضطرب أرغمه على تأجيل هذا الموعد إلى الأسابيع المقبلة، أملا فى أن تتحسن أوضاع البلاد خلال الفترة المقبلة. أما فيلم «الكريسماس» بطولة علا غانم وإدوارد، فهو صاحب العدد الأكبر فى التأجيلات فقد تم تأجيل عرضه 4 مرات، حيث كان مقررا طرحه فى البداية يوم 5 ديسمبر الماضى، ولكن جاءت أزمة الإعلان الدستورى التى جعلت البلاد وقتها على حافة الهواية، خاصة بعد تصاعد عمليات والكر والفر فى الميادين المختلفة، فقام منتجه هانى وليم بتأجيله إلى نهاية ديسمبر الماضى، ولكن استمرار التوترات وقتها جعلته يؤجله مرة ثالثة إلى موسم منتصف العام، وعندما جاء هذا الموسم الذى نشهده حاليا لم يكن أمامه سوى التأجيل أيضا. وبالنسبة لفيلم «شمال يا دنيا» بطولة مى كساب وأحمد منير وأحمد عزمى، رغم تأجيله أكثر من مرة، وكان موسم نصف العام الحالى هو موعد طرحه النهائى بالسينمات، فإن منتجه محمد رحال الذى يخوض أولى تجاربه الإنتاجية، قام بتأجيله إلى شهر مارس المقبل، خوفا من الخسارة التى من الممكن أن تتعرض لها شركته، خاصة أنها المرة الأولى التى تنتج فيها الشركة أعمالا سينمائية بعد قيامه بإنتاج العديد من الإعلانات، والفيلم يعد البطولة المطلقة الأولى لمى كساب، وتجسد من خلاله دور فتاة تدعى «أميرة»، تعمل مطربة بالملاهى الليلية، وتحاول أن تصبح مطربة مشهورة، لكنها تواجه العديد من الصعوبات، من خلال مطامع الرجال من حولها، كما تتورط فى جريمة قتل لتتصاعد الأحداث فى إطار اجتماعى مشوق، وبعد أن تم تحديد يوم الخميس الماضى موعدا لعرض فيلم «تراللى»، والذى تغير اسمه إلى «هو فيه كده»، بطولة رانيا يوسف، طالب مخرجه حسنى صالح المنتج بتأجيل عرضه عدة أسابيع تضامنا مع أحداث البلاد السياسية، خاصة أن الوقت الحالى لا يسمح بتقديم أى أعمال تحمل جانبا كوميديا - على حد قوله - بعد سقوط العشرات من الشهداء خلال الفترة الأخيرة، والفيلم يشارك فى بطولته أحمد عزمى، وروان فؤاد، وعلاء مرسى، ولطفى لبيب، وأحمد حلاوة، وميسرة، ومن تأليف حسام موسى.