في لبنان حتَّى المصيبة باتت تضحكنا، فانتخابات 2013 تشهد مدًّا فنيًّا نحو البرلمان اللبناني قد ينجينا من الموجة الأصوليَّة الَّتي تستفحل بنا، فكيف ستقلب عارضات وفنَّانات لبنان المعادلة في حال وصلن إلى قبة البرلمان؟ بيروت: على الرُّغم من الأحداث الأمنيَّة المتتابعة الَّتي يشهدها لبنان إلَّا أنَّ الحديث عن قانون الإنتخابات والإستحقاق البرلماني المقبل لم يغب عن السَّاحة أو حسابات السياسيين والفنَّانين على حدِّ سواء، إذ يلفت النَّظر كم الفنَّانين والإعلاميين المرشَّحين لملء أحد مقاعد مجلس النَّواب اللبناني في انتخابات 2013. وشكَّل ترشُّح كلّْ من ميريام كلينك ولارا كاي وناتالي فضل الله، جدلاً كبيرًا في الأوساط اللبنانيَّة خصوصًا أنهنَّ خريجات عالم الأزياء والجمال، والأغاني الَّتي تصنَّف بالهابطة والخفيفة المتفشيَّة في السَّاحة الفنيَّة اللبنانيَّة. ميريام كلينك في وجه خالد الضاهر أعلنت ميريام كلينك ترشُّحها في قضاء المتن الشَّمالي، وتحدَّثت عن تسونامي أشقر سيجتاح المجلس النِّيابي بالتنورة القصيرة، ووعدت بتغيير شامل في الدَّولة على أنّْ تؤمِّن الكهرباء والإنماء ولقمة العيش للفقراء إضافة إلى الحفاظ البيئة، كما لم تنسَ التَّطرق إلى الإستراتيجيَّة الدِّفاعية والعمل على تقوية الجيش اللبناني، ووضع حد لكلِّ الإنتهاكات الَّتي تحصل تحت سماء الوطن. وأثارت تصريحاتها موجة من الإنتقادات اللاذعة بحجَّة أنَّ للسِّياسة أهلها وناسها ومن هم ضالعون فيها، ولكن بماذا تختلف ميريام عن غيرها من الذين يملؤون بعض مقاعد المجلس النيابي ولا يستحقون ذلك، فهي الَّتي اشتهرت من خلال قطِّها عنتر ليست أسوء ممن اشتهروا بعنترتهم الإعلاميَّة ونذكر على سبيل المثال لا الحصر النائب خالد الضَّاهر الذي أتحفنا خلال الأيَّام القليلة الماضية بهجومه على الجيش اللبناني ومؤسَّسات الدَّولة ب"طق حنكه" الأصولي المتطرِّف. فتيات البلاي بوي للفصل بين 8 و14 نصل إلى نتالي فضل الله الَّتي دخلت عالم الأزياء منذ نعومة أظافرها وأسَّست وكالة لعرض الأزياء، ونظَّمت العديد من العروضات المثيرة بدءًا من استقدام عارضات بلاي بوي إلى لبنان وصولاً إلى عرض للثياب الدَّاخليَّة على الثَّلج. ورشَّحت نتالي نفسها منفردة في قضاء الكورة مستقلة عن كلِّ التَّجاذبات السِّياسيَّة الحاصلة، وهي بهذه الخطوة تسعى لضخّْ روح شبابيَّة جديدة في المجلس مختلفة عن الوجوه الهرمة الَّتي تتعاقب على دخوله منذ أكثر من عشرين عامًا. فهل تنجح نتالي في حال وصولها إلى تنظيم طاولة حوار على طريقة البلاي بوي لبحث الإستراتجيَّة الدِّفاعيَّة وتسليم السِّلاح الموجود خارج نطاق الدَّولة، وصدّْ الإعتداءات الخارجيَّة وردّْ الأخطار المتربصَّة بلبنان، أو عندها يتحوَّل النزاع بين فريقي 8 و14 آذار عن المصالح السياسيَّة والإقتصاديَّة والشَّخصيَّة الضيَّقة إلى نزاع على فتيات وحسناوات البلاي بوي وأحقيَّة أي طرف في مشاهدة العارضات بالبيكيني أو اللانجيري وثياب البحر؟ بين الهبوط الفنِّي والعهر السِّياسي شعرة ونهاية مع لارا كاي الَّتي خطفت الأنظار من خلال الأغاني الإيحائيَّة والإباحيَّة الَّتي تطلقها على موقع "يوتيوب" مثل "قتلولي الحلم" و"الوحش"، وهي أعلنت رغبتها بالتَّرشح مع التيَّار الوطني الحرّْ وقالت: "إذا سمح لي الجنرال ميشال عون، سأترشَّح على قائمة التَّغيير والإصلاح"، فلربما من خلالها يستطيع عون القضاء على خصومه السياسيين بعدما فشل في تحقيق ذلك من خلال الطُّرق السِّياسيَّة المعروفة. وباعتبار أنَّ الترشح هو حق مقدَّس يكفله الدستور لكل مواطن لبناني توفَّرت فيه الشُّروط المطلوبة، فشكلاً وقانونًا ما من مانع يعيق ترشحهن، أمَّا مضمونًا فالحجج في بعض الحالات قد تكون واهية خصوصًا أنَّ العديد من نواب الأمَّة لا يمتلكون حسَّ المسؤوليَّة الوطنيَّة تجاه من انتخبوهم كما يفتقرون إلى الثقافة السِّياسيَّة والمجتمعيَّة ليكونوا قدوة للشعب. فهل تقلب المعادلة ولو لمرَّة واحدة (غير قابلة للتجديد وفق نفس الطريقة الَّتي يُمسُّ فيها الدستور لجلب هذا أو إقصاء ذلك عن السلطة) فتدخل عارضاتنا وراقصاتنا إلى مجلس النواب، ونرى السياسيين بدل قرع طبول الفتنة والإنشقاقات يهزون المسارح ويموِّهوا عنَّا في المهرجانات والحفلات؟ فعلاً إنَّ شرّ البلية ما يضحك ...