مواضيع ذات صلة الكويت اعتبر العميد السوري المنشق مناف طلاس ان الرئيس بشار الأسد ذاته يشكل عقبة في سبيل الوصول الى حل للأزمة، معتبرا انه لم يعد ممكنا له ان يقود المرحلة الانتقالية. وأكد في حديث الى اذاعة «صوت روسيا» ضرورة أن يشارك ممثلو جميع الطوائف الدينية في تغيير النظام. وردا على سؤال عن موقفه بشأن اعلان رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب استعداده للحوار مع ممثلين عن النظام: «أنا أؤيد أي مبادرة قد تؤدي الى انهاء الحرب في سورية، لذا أرى أن هذا أمر جيد». ورأى طلاس أن «هناك أربعة سيناريوهات أولها: في سورية حالة من الفوضى، وهذه الفوضى لا يمكن أن تسقط النظام، ولكن اذا سقط النظام اليوم، فستحكم هذه الفوضى، واذا حكمت الفوضى سورية فستكون هناك كوارث وستكون هناك حرب أهلية». واوضح ان «السيناريو الثاني أن يبقى النظام يصارع والمعارضة المسلحة تصارع ليستنذف الشعب السوري والبنية التحتية السورية وستدمى سورية وستنهار سورية وستصبح دولة مارقة». أما بالنسبة للسيناريو الثالث، فقال طلاس انه «الانتقال السلمي الحقيقي للسلطة، وكنت أعول على الأصدقاء الروس أن يضغطوا في هذا المنحى. لكن روسيا بدلا من القيام بذلك استخدمت حق النقض الفيتو ثلاث مرات لعرقلة قرارات مجلس الأمن حول سورية»، مضيفا ان السيناريو الرابع هو ان « سورية هي دولة فسيفساء، مختلط فيها العديد من الطوائف. ومن الضروري أن يشارك ممثلو جميع الطوائف الدينية في تغيير النظام. حتى يستطيع الجميع في ما بعد العيش في سلام ووئام، بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية، وحتى تتم المحافظة على مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية». وردا على سؤال عن فكرة تشكيل حكومة انتقالية، اجاب طلاس انه «اذا كانت الحكومة الانتقالية قادرة على وقف اراقة الدماء، فانني أدعمها بشكل كامل». واضاف ان «سياسة النظام أدت من بين ما أدت الى ظهور المجموعات المتطرفة، وليس هنا ما يجب اخفاؤه، فهذه المجموعات موجودة بالفعل». وعما اذا كان مستعدا للعب دور للمحافظة على الجيش السوري، قال طلاس: «انني، في حالة طلب مني ذلك، على استعداد تام أن آخذ على عاتقي أي دور من شأنه يقلل من معاناة الشعب السوري، كما أنني ابن المؤسسة العسكرية. لكن يجب في البداية على الجيشين المتقاتلين في سورية وقف القتال والحرب، وينبغي فعل ذلك في أسرع وقت ممكن». واعتبر طلاس انه «لا يمكن للرئيس الأسد بعد الآن أن يقود الفترة الانتقالية. ان بشار الأسد ذاته يشكل عقبة في سبيل الوصول الى حل للأزمة». واشار العميد المنشق الى ان «على المعارضة أن تتوحد وعليها كذلك أن تراعي فسيفساء المجتمع السوري. أي ينبغي أن تضم المعارضة تمثيلا واقعيا وليس شكليا للعلويين والدروز والأكراد والاسماعيليين والسنة وبقية الطوائف الأخرى». واشار الى ان «المجالس العسكرية التي أنشأت في اطار الائتلاف الوطني تشبه الى حد ما جيشا سنيا خالصا، وهو ما يجب ألا يحدث. فاذا كانت المجالس العسكرية تؤسس، فيجب أن يكون فيها تمثيل لكل الطوائف». واكد طلاس ان «لديه اتصالات مع الضباط في الجيش الحكومي وكذلك مع الضباط على مستوى القيادات العليا في الجيش الحر»، مضيفا: «أنا أبذل ما في وسعي حتى يتفق الضباط من الطرفين في ما بينهم على وقف القتال في سورية. وهناك ضباط في الجيش السوري النظامي يريدون الانشقاق الآن، لكننا نعارض ذلك، اذ اننا بحاجة اليهم هناك، وأنا أتحدث هنا، قبل كل شيء، عن الضباط العلويين والدروز والمسيحيين. اذ يجب ضمان دورهم في الجيش في المستقبل، وفي حال وجود مثل هذه الضمانات، فان الفترة الانتقالية ستمر أكثر سلاسة. وبوجه عام لابد وأن يمثل الجيش مصالح المجتمع ككل. ويجب ألا تكون فيه أفضلية لاحدى الطوائف على غيرها، كما هي الحال الآن في ظل حكم الاسد». واكد ان «سورية ليست في حاجة الى تنظيم مثل القاعدة. الشعب السوري يرفض التطرف، نحن بحاجة الى الوسطية. لن تقسم سورية ولا ينبغي أن تكون منقسمة. وفي الحرب الحالية لا يمكن أن يكون أحد ما منتصرا ومهزوما، فالانتصار والفوز سيكونان عندما نتفق على كيفية العيش معا مستقبلا».
