يعتبر سوق "فيكتوالين" ماركت للمواد الغذائية الذي يقع في وسط مدينة ميونيخ القديمة ،مزارا سياحيا من الطراز الأول، يمكن للسائح فيه أن يتعرف على بضائع بافاريا وألمانيا الغذائية ،بل والعالم أيضا. يقع سوق "فيكتوالين" الشهير على مقربة من مركز المواصلات الرئيسي في وسط مدينة ميونيخ الألمانية، فكل الاتجاهات تصب في ميدان "المارين بلاتس " المجاور للسوق. ميونيخ: سوق فيكتوالين ماركت هو سوق تاريخي موغل في القدم ،فهو في الأصل كان سوق للقرويين الذين يأتون اليه من كل قرى الجنوب ، ثم تحول بمرور السنوات إلى سوق للبضائع الشعبية رفيعة الذوق ، خاصة تلك التي تحكي التاريخ الأصلي للبافاريين ، فالسوق ينفرد ببضاعته عالية الجودة ، وهو يحتفظ بالنكهة الأصلية لكل منتجاته، ففيه مجموعة عالية من المطاعم عالية المستوى ،وهو غير بعيد عن فنادق وسط البلد لذلك يقبل عليه السياح ويتجولون فيه ويتبضعون منه ،و تصل مساحته إلى 10 آلاف متر مربع ويحوي على 110 متجر أغلبها مخصص للخضروات والفواكه . عند التجول في السوق سنرى مجموعة من المتاجر تتباين فيما بينها ،فمتجر الدواجن والطيور في سوق فاكتوالين ماركت، يعتبر واحد من أجود محلات بيع الطيور في ميونيخ، فهو متخصص في تقديم أنواع الدواجن الممتازة، والتي يراعي في فترة تربيتها الجودة ونوعية الغذاء الذي تتناوله، وفي هذا الإطار يقوم كبار الطهاة في فنادق المدينة بالتعامل مع هذا المتجر مباشرة ،وهو الوحيد الذي يقدم المقانق المصنعة من الديك الحبشي بدون إضافة جيلاتين لحم الخنزير لذلك يقبل عليه السياح العرب أثناء زيارتهم لميونيخ في فصل الصيف . لحم الخيول لا يمكن زيارة السوق دون المرور بجزارة" كاسبار فورلا" المخصصة للحم الخيول فهي جزارة لحم الخيول الوحيدة في بافاريا ،لا تجد مثيل لها ربما في كل ألمانيا ، فلحوم الخيل تعتبر واحدة من الأطعمة المثيرة للجدل في ألمانيا،فمعظم الألمان والبافاريين يرون أن الخيول ليست مخلوقات لطعام الإنسان ،إنما هي خلقت للرياضة والفروسية والتريض ، لكن متجر "كاسبار فورلا" يقدم لحوم الخيل الطازجة والشرائح المتبلة واللحوم المجففة والمدخنة والنقانق للسياح وبعض الذين يأكلون بالفعل لحوم الخيل. عند الدخول الي الجزارة نرى لون اللحوم في المتجر داكنة حمراء ، لكن السيدة "فورلا" زوجة صاحب المتجر تقول لنا وللفضولين الذين يذهبون لرؤية هذه اللحوم ، إنها خالية من الدهون وهي صحية للغاية. على حائط الجزارة يحتفظ صاحبها بتوقيعات المشاهير الذين يزورون المتجر ويتناولون لحوم الخيل . في قلب سوق فيكتوالين تظهرنافورة "كارل فالنتين للعيان وهي تتوسط السوق تماما وعندها يتجمع العشاق في المساء "، وأهمية تمثال كارل فالنتين الذي يعلو النافورة ، أنه يعكس حب البافاريين الجارف لابن مدينتهم الموسيقي والمغني والمؤلف والمنتج السينمائي الذي توفي في عام 1948 بعد أن ترك أثراً واضحا في الثقافة البافارية، وهويعتبر أحد مؤسسي جزور الفنون البافارية الحديثة. عند الاتجاه إلى متجر أسماك" فيتا" الذي يحتوي علي منتجات البحار ،سنتأكد من أنه أحد علامات سوق فيكتوالين ماركت المميزة ،فهو يراعي الذوق الشديد في تقديم أصنافة البحرية للزبائن ، يحتوي تقريبا كل أنواع الأسماك المعروفة وغير المعروفة من كل أرجاء العالم ،سواء الطازجة او المحفوظة ،منذ أن بدأت عائلة "فيتا " مشروعها العملاق في تجارة الأسماك في السوق، فإنها تستطيع الآن تقديم أسماك وكائنات بحرية من أكبر 7 بحار في العالم . حديقة شرب البيرة التي يعشقها الألمان في السوق هي صغيرة نسبيا ،إلا أنها مزدحمة طيلة الوقت بالزوار، فهي تكاد تكون حديقة البيرة الوحيدة القديمة في الحي القديم وسط ميونيخ، لذك فهي قبلة لكل السياح الذين يزورون المدينة ، كما أنها تتميز بتقديم كل أنواع الجعة البافارية للزوار وما زالت تحتفظ بمكانها وتفاصيلها الدقيقة القديمة التي نشأت عليها قبل 200 عام . شجرة مايو لا يخلو السوق من أحد رموز جنوبألمانيا المحبب للسياح إنها شجرة مايو التي انتصبت في وسط السوق ،وهي أحد أشهر التقاليد البافارية العريقة ،حيث تلتف حديقة البيرة حولها ، لقد تم رفع هذه الشجرة في 4 مايو الماضي بمناسبة مرور 200 عام على حديقة البيرة في السوق ، طولها يصل إلى 37 متر ، وهي الشجرة رقم 12 منذ إنشاء السوق وتبرع بتكليف إنشائها مصانع الجعة البافارية ورابطة اتحاد الفلاحين ،لذلك فان الطابع البافاري يتجلى بقوة في هذا المشهد الذي يجمع بين سوق الفلاحين وشجرة مايو وحديقة البيرة ،حيث يحرص السياح علي زيارة المكان والتقاط الصورة التذكارية . بيت العسل لا يمكن زيارة سوق فيكتواليان ماركت دون المرور ببيت العسل، فهو يحتوي على أكثر من 60 نوعا من أنواع العسل من 20 بلداً مختلفاً من بلاد العالم ،من كل القارات، ورغم ان تاريخ العسل كطعام وعلاج يعود إلى العصور القديمة أي قبل 3000 سنة، فانه مازال يحظى بشعبية طاغية داخل ألمانيا. ففي داخل المتجر يرى الزائر كل تلك الأنواع العديدة مع وصف مكتوب للعلاج الذي تستخدم فيه. أنشئ المتجر في الخمسينات من القرن الماضي وهو مازال يحظى باهتمام الزوار، انه يقدم لزبائنه أيضاً المنتجات المصنوعة من العسل مثل الصابون والدهانات الخاصة والشامبو وغذاء ملكات النحل ،ويقدم أيضا العسل المخلوط بماء الشرب والمخلوط ايضا بالنبيذ وهو المتجر الوحيد الذي ينفرد بتلك الخدمة في ميونيخ. من أقدم المتاجر في فيكتواليان ماركت هي تلك التي تقدم العصائر المخلوطة من الفواكه الطازجة ،وهي تلقى إقبالاً كبيراً من السياح وأهل المدينة . أسرة " تريتر "تملك متجراً يرجع الى 120 سنة مضت ،تتوارثه الأجيال وهو يقدم عصائر الخضروات والفواكه المخلوطة ، ويقدم أكثر من 20 نوعا من العصائر من بينها الكلاسيكيات مثل مزيج الفيتامينات أو عصير الأناناس أوالجزر والبرتقال كما ينفرد بتركيبات خاصة. في الشتاء يقدم العصائر الساخنة مثل التفاح والقرفة ،ويعتبر عصير التفاح الطازج من أكثر المبيعات. لا تجد سوق في ألمانيا أو متجر لا يبيع الزهور لذلك فهي موجودة في السوق ومتنوعة ،وموقعها في السوق مناسب لزوار المدينة حيث يسهل على الناس الشراء، وفي كل المناسبات يمكن أن يجد الناس كل ما يحتاجون إليه من زهور ،فهي ذات طبيعة خاصة من حيث حجم المعروض ومن حيث الجودة العالية وحتى النصائح إلى يمد بها البائع الزبائن من اجل المحافظة على ما يشترون . متاجر الزهور بصفة خاصة تشهد ازدحاما بالنظر إلى ثقافة البافاريين في حب الزهور . أكثر من 40 نوع من البطاطس أحد أكبر متاجر فكتوليان ماركت التي تعجب السياح هو متجر البطاطس الذي يقدم أكثر من 40 نوعا منها ،ليس هذا فحسب بل أيضا يقدم البطاطس المقلية التي تصنف طبقا لأنواع البطاطس التي صنعت منها ، إن زيارة هذا المتجر يعرفنا إلى حد كبير على قصة زراعة البطاطس وكيف وصلت إلى ألمانيا ومن ثم طريقة زراعتها وغيرها من معلومات. ويقدم المتجر المنتجات العضوية من البطاطس أي البطاطس النقية والخالية من المبيدات وكل ماهو ضار بالصحة. تبقي الفواكه والخضروات هي الأصل في السوق حيث يقوم أكثر من 140 متجر تتراوح في الحجم والشكل في تقديم عروضها من الفاكهة والخضروات ،وتقوم كل المطاعم الشهيرة بالشراء من السوق وفقاً لسمعته الحسنة ، إن 30 متجر تقوم بتقديم المحاصيل الموسمية الطازجة من كل انحاء الدنيا. ترتبط بالخضروات أيضا المخلخلات التي تقوم أقدم الشركات البافارية في إنتاجها في السوق وتوارثها حتي الآن 4 أجيال ،وقبل 100 سنة كانت تقوم فقط في تخليل الخيار، أما الآن توسعت في إنتاج الزيتون حتى أنها باتت تحتوي على 20 نوع مختلف من الزيتون ويوجد عدد لا يحصى من التوابل.