بنغازي، طرابلس (وكالات) - أمرت محكمة ليبية أمس باستجواب مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي القيادة السياسية للمعارضة السابقة التي أطاحت بمعمر القذافي أمام النيابة العسكرية بشأن مقتل القائد الميداني للمعارضين عبدالفتاح يونس. وكان يونس وزيرا للداخلية في عهد القذافي قبل أن ينضم إلى صفوف المعارضة بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة الشعبية. وقتل يونس على يد مسلحين في يوليو 2011. وكشف مقتله عن الانقسامات الأيديولوجية في حركة المعارضة، واعتبر من عمل فصيل لم يكن يثق في تولي أي من الموالين السابقين للقذافي منصبا قياديا في الانتفاضة. ووجهت اتهامات إلى 11 رجلا بينهم نائب سابق لرئيس الوزراء في المجلس الوطني الانتقالي فيما يتعلق باغتيال يونس، لكن لم يعتقل سوى شخص واحد فقط. وقال القاضي عبد الله السعيطي في جلسة إن المحكمة قررت طلب مصطفى عبدالجليل للمثول أمام النيابة العسكرية للتحقيق في قضية مقتل يونس. وهلل الحاضرون في قاعة المحكمة عندما تلا السعيطي القرار واحتفل نحو 100 شخص خارج المحكمة بالقرار. ولم يصدر على الفور تعليق من عبدالجليل. وكان عبدالجليل قد قال في أغسطس إن المجلس الوطني الانتقالي يعلم من قتل يونس لكنه لم يذكر تفاصيل. وتقاعد عبدالجليل من العمل السياسي في ذلك الشهر وعاد إلى بلدته في شرق ليبيا. وقتل يونس بطريقة غامضة بعد أن استدعاه زعماء بالمجلس الوطني الانتقالي إلى بنغازي مقرهم السياسي في شرق ليبيا لبحث ما وصفت بأخطاء وقعت على خط الجبهة. وسبب مقتله انقسامات عميقة في صفوف المعارضة، وكشف عن توترات بين الإسلاميين الذين قمعهم القذافي بشدة أثناء حكمه الذي امتد 42 عاما والليبراليين، وتبادلت عدة فصائل الاتهامات بالمسؤولية عن قتله. وفي نوفمبر حدد يوسف الأصيفر المدعي العام العسكري في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي نائب رئيس الوزراء بالمجلس والذي استقال في وقت سابق هذا العام باعتباره المشتبه به الرئيسي في قتل يونس. ووجه الاتهام أمس إلى العيساوي بإساءة استخدام سلطته مع تسعة أشخاص آخرين ساعدوا في خطف يونس قبل قتله. ووجه الاتهام إلى رجل آخر هو سالم المنصوري بارتكاب عملية القتل الفعلية. والمنصوري فقط هو المتهم الوحيد المحتجز. وتحدد يوم 20 فبراير موعدا للمحاكمة. وقال المعتصم بالله ابن يونس إن ما حدث اليوم هو خطوة كبيرة للأمام في قضية والده. وأضاف أن عبدالجليل لديه علم فيما يبدو بتفاصيل مقتل والده. وكان يونس ضمن مجموعة شاركت في انقلاب عام 1969 الذي أتى بالقذافي إلى السلطة. ولم يكن بعض المعارضين يشعرون بالارتياح تجاه قائد عسكري كان حتى وقت قريب مقربا جدا من القذافي، وكان يونس دخل في نزاع بشأن قيادة قوات المعارضة. ويطالب أفراد قبيلة يونس بإجراء تحقيق شامل وشفاف ومحاكمة المسؤولين. وكان عبدالجليل (60 عاما) قاضيا ووزيرا للعدل في عهد القذافي واستقال من حكومة القذافي في فبراير 2011 في بداية الانتفاضة. وتولى رئاسة المجلس الوطني الانتقالي حيث كان يتمتع بعلاقات جيدة مع الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قبل أن يسلم السلطة في أغسطس هذا العام إلى رئيس المؤتمر الوطني العام المكون من 200 عضو والذي انتخب في الشهر السابق. وعاد عبدالجليل إلى بلدة البيضاءمسقط رأسه حيث شاهده السكان في الآونة الأخيرة يشتري الخبز ويمارس لعبة كرة القدم. من جانب آخر، أعلنت السلطات الليبية أمس الأول اغتيال عبدالباسط نعامة عضو المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي حكم البلاد بعد سقوط نظام معمر القذافي. وأعلن المدعي العام العثور على جثة نعامة الاثنين، متعهدا بإحالة مرتكبي الجريمة إلى القضاء بحسب القناة العامة. وأوضح عبد الهادي الشاويش العضو السابق في المجلس الوطني الانتقالي وصديق بن نعامة أن الأخير "نجا من محاولة اغتيال سابقة وكان يعتزم مغادرة ليبيا". وأضاف أن "الطبيب الشرعي قال انه قتل برصاصة في الرأس، وأن جثته تعرضت للتنكيل. لقد تم دفنه الثلاثاء". وكان نعامة من الأعضاء المؤسسين لكتيبة الثوار السابقين في ترهونة الواقعة على بعد 120 كلم جنوب شرق طرابلس، وحارب لدحر القوات الموالية للقذافي من مدينته. وفي الوقت عينه، عثر صباح الثلاثاء على عبدالكريم محفوظ العقيد المتقاعد الذي انضم إلى صفوف الثورة منذ انطلاقتها، جثة هامدة داخل مزرعته في بنغازي (شرق) بعد أن أفاد جيرانه عن سماع إطلاق نار. إلى ذلك، جرح شرطيان مساء أمس الأول بالرصاص في بنغازي شرق ليبيا خلال تبادل لإطلاق النار مع رجل يشتبه في انه فجر سيارة قرب مركز للشرطة، وفق ما أفاد مصدر في الشرطة. والسيارة التي تم تفخيخها على الأرجح بقذيفة أو قنبلة يدوية الصنع، كانت مركونة قرب مركز الشرطة وتعود ملكيتها لأحد الشرطيين، بحسب المصدر نفسه. ثم جرى تبادل لإطلاق النار بين الشرطيين والمنفذ المفترض للهجوم ما أدى إلى جرح عنصرين أمنيين "أحدهما في حال حرجة، والثاني مصاب في رجله" بحسب شرطي طلب عدم كشف اسمه، مضيفا أن المهاجم لاذ بالفرار. وشهدت بنغازي مهد الانتفاضة التي أطاحت بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011، سلسلة انفجارات وموجة اغتيالات خلال الأشهر الماضية. وأعلنت السلطات الليبية الثلاثة اغتيال عبد الباسط نعامة العضو في المجلس الوطني الانتقالي السابق الذي حكم البلاد منذ سقوط القذافي.