الجمعة, 08 شباط/فبراير 2013 19:08 لندن " عدن برس " خاص- لازلت اتذكر عند نزوحنا من عدن الى صنعاء هروباً من جحيم الاستعمار الماركسي البغيض نصائح الوالدين رحمهما الله بعدم ترديد كلمات اغنية "نشوان" للفنان الكبير محمد مرشد ناجي رحمه الله، لم افهم السبب من التحذير سوى ان العواقب قد تكون وخيمة، وقد تعلمت رغم صغر سني في ذلك الوقت معنى العواقب الوخيمة من خلال قصص الرعب الواقعية في عدن من اختفاء واغتيالات وعنف وقسوة قد تكون غير قابلة للتصديق الان. المهم التزمت حدودي ولم اردد كلمات "نشوان" رغم اني لم اكن احفظ منها سوى "نشوان لاتفجعك خساسة الحنشان" وقمت بتفكير بسيط وخمنت السبب في منع الاغنية والحساسية الزايدة منها. كما عوضت عن ذلك المنع بحفظ معظم اغاني المرشدي سواءً الاغاني الصنعانية او اليافعية او العدنية وقد كان المرشدي الى حدٍ ما رفيق سنوات الغربة في صنعاء وونيس الشوق الى عدن، وقد قال المُعَنّى ما قاله بعد ماسكن في فؤادي واحتجب في سعوده.. ظل "الشجن" لمعرفة ماوراء اغنية نشوان معي لسنوات سمعت فيها قصصاً متعددة عن من يكون الشاعر ومن المقصود بنشوان ولماذا كانت الاغنية ممنوعة، ولكني هنا الان اعترف بعد كل ماسمعته انني مازلت لا ادري السبب الحقيقي وما المقصود ولا من المقصود، كما اعترف بان الموضوع لم يعد يهمني كثيراً لسبب بسيط وهو ان تخميني لسبب المنع الذي هداني اليه تفكيري الطفولي البسيط ربما اكثر اقناعاً من اي قصة اخرى مهما كانت صدقيتها. لعل السبب الحقيقي هو فضح البيت الاول من الاغنية لواقعنا الذي عشناه ومازلنا للأسف، عالم خساسة الحنشان...نعم الحنشان تحسست ولاتزال بخساستها من فضحها وتعريتها... سيذكر التاريخ لابي علي بكثير من الحنين اغانيه الوطنية كما سيذكر له ويشكر بكثير من العرفان توثيقه للفن اليمني والجنوبي بكافة الوانه واطيافه بمزيد من الابداع والرقي، استغربت مرة من شهادة متذوق صنعاني لفن المرشدي عندما اخبرني بان افضل من غنى الاغنية الصنعانية كان المرشدي... لقد ودع المرشدي احبابه وداعاً حار له منه ذهاب العقل والحيرة ودار الفلك دار فقد عزم المرشدي على السفر، الى جنة الخلد يا با علي...عزاؤنا ان من ترك تركتك سيبقى معنا كما بقى احمد قاسم ومحمد سعد عبدالله وفيصل علوي ومحمد جمعة خان وغيرهم كثيرون... غريب بابدل بداري دار...معمورة وديرة غير دي الديرة... لله ما اعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون