تحولت جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد إلى تجمع شعبي حاشد ضد الاسلاميين الذين يتولون السلطة، وتعالت زغاريد النسوة في الحي لتختلط بشعارات مناهضة لحزب النهضة الحاكم. تونس: اختلطت زغاريد النسوة بالدموع وبصيحات الغضب والشعارات المناهضة للسلطات الحاكمة في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد عصر الجمعة في العاصمة التونسية التي تحولت الى تجمع شعبي حاشد ضد الاسلاميين الذين يتولون السلطة. ومنذ الصباح تدفق آلاف التونسيين على حي جبل الجلود جنوب العاصمة للترحم على روح المعارض الذي تم اغتياله الاربعاء وهم يلوحون بصوره تحت زخات مطر متقطعة. ونقل نعش الفقيد وقد لف بالعلم التونسي من قبل اقاربه من منزل والده بجبل الجلود الى دار الثقافة المجاور حيث تجمع حشد كبير للترحم عليه. ورسم احد فناني مجموعة "زواولة" (فقراء) على سور دار الثقافة الابيض شاربا اسود يرمز الى شكري بلعيد الذي اشتهر بشاربه الكث، وبتصريحاته المناهضة للاسلاميين التي كانت تضفي حيوية على البرامج التلفزيونية والاذاعية منذ ثورة 2011. وتعالت زغاريد النسوة في الحي لتختلط بشعارات مناهضة لحزب النهضة الحاكم والذي يتهمه اقارب لبلعيد بالمسؤولية عن اغتياله. ورددت الحناجر "الشعب يريد ثورة من جديد" و"غنوشي يا سفاح يا قاتل الارواح" و"غنوشي احمل كلابك وارحل" في اشارة الى رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي. كما ردد المشيعون مرارا النشيد الوطني اضافة الى شعار "ديغاج" (اغرب) الذي كان احد الشعارات المركزية لثورة "الحرية والكرامة" في 2011. وفي قلب الجموع الغاضبة الحزينة رفعت ارملة بلعيد المحامية والناشطة بسمة الخلفاوي يدها بعلامة النصر في حين لم تتمالك ابنتهما ذات الثماني سنوات نفسها من شدة التاثر فغابت عن الوعي. ثم تحرك الموكب الجنائزي على مسافة حوالي 3,5 كلم وصولا الى مقبرة الزلاج عند المدخل الجنوبي للعاصمة التونسية حيث ووري جثمان بلعيد الثرى في مربع شهداء تونس بالمقبرة حوالي الساعة 16,00 (15,00 تغ). وامن الموكب عسكريون مزودين باسلحة الية حملوها على الكتف في انضباط وحزم. وشارك في موكب تابين الراحل العديد من الوجوه السياسية خصوصا من احزاب المعارضة اضافة الى العديد من النقابيين والحقوقيين. وفي المستوى الرسمي لم يحضر التشييع الا رشيد عمار قائد الجيش وذلك بعد ان رفضت اسرة بلعيد حضور ممثلي الترويكا الحاكمة. وعند مواراة جثمان الفقيد الثرى ارتفعت الاصوات بالتكبير قبل ترديد النشيد الوطني وتلاوة الفاتحة على روحه. وقال حمه الهمامي زعيم حزب العمال التونسي (يسار) الذي القى كلمة تابين بلعيد "نم قرير العين شكري، سنواصل على دربك". وكان الباجي قايد السبسي رئيس حزب نداء تونس (يمين ليبرالي علماني) قال في تصريحات بالمناسبة "فقدنا بطلا ، انه بطل لكل التونسيين".