تعهد وزير الخارجية الأميركي جون كيري باقتراح مبادرة "دبلوماسية" لمحاولة وقف النزاع في سورية، لكن بلاده لا تزال تستبعد تسليح المعارضة وهو ما أثار في العام الماضي انقساما على أعلى المستويات في واشنطن. وفي أول مؤتمر صحافي يعقده كوزير للخارجية، أكد كيري أن العنف المستمر في سورية مند أكثر من 22 شهرا يثير قلق الجميع داخل الحكومة الأميركية وفي كل مكان في العالم، مضيفا أن هناك الكثير من القتل والعنف وأن هناك رغبة أميركية لإيجاد طريقة للتقدم. وقال بحضور نظيره الكندي جون بيرد "نجري الآن تقييما للوضع، ونفكر في الخطوات الدبلوماسية بشكل خاص، التي يمكن اتخاذها من أجل خفض العنف"، مضيفا "أن الوضع في غاية التعقيد والخطورة". تسليح المعارضة وجاءت تصريحات كيري بعد أن دافع البيت الأبيض عن موقفه المعارض لتسليح المعارضة السورية، ورفضه خطة بهذا الخصوص أيدتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وأقر وزير الدفاع السابق ليون بانيتا وقائد القوات المسلحة الأميركية الجنرال مارتن دمبسي الخميس بأنهما ساندا خطة كلينتون والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ديفيد بترايوس اللذين اقترحا في يوليو/تموز تقديم أسلحة وتدريب معارضين سوريين. وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في الثاني من فبراير/شباط أن خطة كلينتون التي رفضها الرئيس باراك أوباما، لم تنجح بسبب استقالة بترايوس وإصابة كلينتون بالمرض. وبحسب الصحيفة فإن البيت الابيض رفض الخطة في ظل مخاوف أوباما من إمكان أن تؤدي إلى تأجيج النزاع السوري وتوسع الأزمة إلى المنطقة بأسرها. "المشكلة ليست نقص السلاح" وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سورية ليست في نقص السلاح، ملمحا إلى أن المعارضين يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة وأن نظام الرئيس بشار الأسد يتلقى الدعم من إيران. وأوضح كارني أن الأولوية بالنسبة لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن "الولاياتالمتحدة وسورية أو إسرائيل". وتكتفي واشنطن منذ سنتين بتقديم مساعدات إنسانية للاجئين السوريين في الدول المجاورة، ومعدات غير قتالية للمقاتلين مثل تجهيزات الاتصال والتدريب. كما أن الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند لم تعلق على "النقاشات الداخلية" داخل الحكومة، مرددة أن "خيار تقديم مساعدة غير عسكرية لم يتغير"، لكنها أقرت بأن الموقف الأميركي حيال سورية "يجري تقييمه باستمرار". وتقر واشنطن منذ فترة طويلة بأنها تنسق المساعدة العسكرية التي تقدمها دول خليجية لكي لا تقع تلك الأسلحة "في الأيدي الخاطئة".