تشهد دبي خلال شهر مايو/أيار المقبل إقامة معرض المطارات ،2013 الذي يعد أكبر معرض مخصص لتقنيات وعمليات المطارات والبنى التحتية الخاصة بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط . ومن المتوقع أن تكون دورة العام الحالي أكبر بنسبة 20% من العام السابق، الذي تم فيه تسجيل أرقام قياسية في أعداد الشركات العارضة والزوار، ويُعزَى ذلك إلى النجاح الذي يحققه المعرض عاماً بعد عام، وتنفيذ العديد من دول المنطقة برامج تطوير شاملة لمطاراتها بكلفة مليارات الدولارات . على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي، إلا أن قطاع المطارات بالمنطقة واصل تحقيق نمو ملموس معاكساً بذلك الاتجاه السائد في العديد من مناطق العالم الأخرى . وتجسد دبي نموذجاً لمدى تنامي أهمية قطاع الطيران، حيث بات يسهم ب 22 مليار دولار، أو 28 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ويلعب دوراً حيوياً في جهودها لتنويع بنيتها الاقتصادية . وأتاح هذا النمو لدولة الإمارات التي يبلغ عدد سكانها نحو 8 ملايين نسمة، أن تضم خمسة خطوط جوية وطنية تحقق جميعها نمواً مستمراً، كما تشهد مطارات البلاد خطط توسع طموحة، حيث تستثمر دبي 28 مليار درهم لتوسعة مطاراتها، بينما تستثمر أبوظبي 25 مليار درهم لمضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطاراتها . وتعمل دول المنطقة أيضاً على الاستثمار بكثافة في تطوير مطاراتها حيث تقدر القيمة الإجمالية للاستثمارات التي ستضخها دول المنطقة لهذا الغرض بنحو 190 مليار دولار (700 مليار درهم) . كما يقدر خبراء صناعة الطيران أن تنفق المنطقة مبلغاً إضافياً قيمته 106 مليارات درهم في قطاعات عديدة متفرعة من هذا القطاع . وفي الوقت نفسه، حققت حركة المسافرين في دول مجلس التعاون الخليجي معدل نمو تراكمي تبلغ نسبته 10% سنوياً خلال الفترة بين عامي 2002 و،2010 وهي نسبة تفوق كثيراً متوسط الزيادة في حركة المسافرين على مستوى العالم، والتي تراوحت بين 1% و3% . ويقول سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، إن قطاع الطيران بات يشكل عنصراً حيوياً في اقتصاد دولة الإمارات، إذ تجاوزت قيمة إسهاماته 145 مليار درهم (47 .39 مليار دولار) أو 7 .14% من الناتج المحلي الإجمالي . ويضيف سموه قائلاً: "من المتوقع أن تحقق قيمة هذه المساهمة المزيد من الارتفاع في السنوات المقبلة، حيث يسهم قطاع الطيران والخدمات اللوجستية بشكل ملحوظ في دعم نمو القطاعات الاقتصادية الأخرى كالسياحة، الضيافة، التجارة والتمويل، حيث إن أي نشاط في أي من هذه القطاعات يعزز النمو في القطاعات الأخرى" . ومن المُنتَظَر أن تستقبل مطارات الشرق الأوسط ما يزيد على 400 مليون مسافر بحلول عام ،2020 لتحتل مكانة ريادية في معدلات النمو على المستوى العالمي . وقد صرحت أنجيلا جيتينز المدير العام لمجلس المطارات الدولي في وقت مبكر من هذا العام: "تقول التكهنات إن حركة السفر في المطارات ستتضاعف في غضون 20 عاماً . وعليه، يتعين على الحكومات ومستثمري القطاع الخاص بناء قدراتهم التي يحتاجونها من الآن، من دون أي تأخير كي يخططوا لتوسيع وتحديث المطارات، كما يتعين عليهم أيضاً الالتزام بالاستثمار في البنية التحتية، التي تعد أمراً حاسماً مرتبطاً بتحقيق التطور الاقتصادي" . وفي ظل آفاق النمو الضخمة هذه يجسد معرض المطارات 2013 الذي يقام بتاريخ 6 مايو في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، منصة مثالية لجميع الجهات ذات العلاقة بهذا القطاع الحيوي . وستعرض دورة هذا العام من المعرض أحدث التقنيات في صناعة المطارات، كما ستجتذب أبرز اللاعبين في صناعتي المطارات والطيران من كافة أنحاء العالم . وسيقام على هامش المعرض مؤتمر دولي لمدة يومين بعنوان "منتدى قادة المطارات العالمية"، سيعمل كمنصة حيوية بارزة لقادة ومسؤولي المطارات في العالم لتبادل الأفكار والتجارب وأفضل الممارسات . وتتزايد أهمية معرض المطارات 2013 مع تنامي عدد العارضين الجدد، بالتزامن مع عودة العارضين المشاركين في الدورات الماضية، إلى جانب إقامة أجنحة وطنية جديدة ومنطقة مخصصة لتجربة المسافرين بالمطارات، وذلك لعرض أحدث التقنيات العصرية من كافة أنحاء العالم . وتقوم مؤسسة مطارات دبي في الوقت الحالي بتنفيذ برنامج طموح تبلغ قيمته 73 .7 مليار دولار (4 .28 مليار درهم)، لإنجاز المرحلة الرابعة من توسعة مطار دبي، بهدف زيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى أكثر من 90 مليون مسافر، للتمكن من تلبية متطلبات النمو المستقبلي . إذ يعد مطار دبي الدولي من أسرع المطارات نمواً في العالم، حيث تضاعف عدد المسافرين عبره على مدى السنوات الخمس الأخيرة، وبات يعد اليوم رابع أكبر مطار في العالم من حيث عدد المسافرين . وشرعت شركة أبوظبي للمطارات في تنفيذ برامج توسعة طموح تبلغ كلفته 8 .6 مليار دولار (52 مليار درهم)، لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار أبوظبي الدولي لتصل إلى 40 مليون مسافر، ومن المتوقع أن يتم إنجاز المشروع في عام 2015-2016 . وتشهد المطارات الأخرى في دولة الإمارات تنفيذ برنامج لتعزيز مرافقها وسعاتها الاستيعابية . فعلى سبيل المثال، خصصت إمارة الشارقة استثمارات قيمتها 136 مليون دولار (500 مليون درهم) لهذا الغرض، بينما خصصت الفجيرة مبلغ 5 .43 مليون دولار (160 مليون درهم) . ويقول منظمو معرض المطارات 2013 إن نمو المعرض يجسد النمو السريع الذي حققه قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات نفسها، حيث سجل القطاع معدلات نمو تعد ضمن الأسرع من نوعها في العالم، وهو ما أكده تقرير مركز آسيا المحيط الهادي للطيران (كابا) في نوفمبر/تشرين الثاني ،2012 حيث أشار إلى أن دولة الإمارات شهدت عقداً من النمو المتواصل في قطاع الطيران . وفي دولة الإمارات على سبيل المثال، توصلت دراسة أجرتها مؤسسة "أكسفورد الاقتصادية" مؤخراً إلى أن قطاع الطيران يدعم نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويستوعب نحو 14% من العمالة الإجمالية . وطبقاً للتوقعات الصادرة عن الاتحاد الدولى للنقل الجوى عن الفترة من 2012- ،2016 فمن المتوقع أن تحقق منطقة الشرق الأوسط نمواً نسبته 6 .6%، فيما يعد ثالث أسرع معدل نمو في العالم، بينما من المتوقع أن تحقق حركة السفر بين آسيا- المحيط الهندي معدل نمو سنوي تراكمي بنسبة 7 .6% . وستمثل حركة السفر بين آسيا- المحيط الهندي 33% من إجمالي حركة السفر العالمية في عام ،2016 بعد أن كانت النسبة 29% في عام 2011 . وهذا يجعل من المنطقة أكبر سوق إقليمي للنقل الجوي (قبل أمريكا الشمالية وأوروبا اللتين تبلغ حصة كل منهما 21%) .