فاس: نظم بعد ظهر الاربعاء بمدينة فاس (شمال المغرب) حفل لمناسبة الانتهاء من ترميم الكنيس اليهودي "صلاة الفاسيين" حضره رئيس الوزراء عبد الاله بنكيران الذي قرا في الحضور رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وجاء في رسالة العاهل المغربي التي تليت بحضور 200 شخصية بينهم بالخصوص ممثلو الطائفة اليهودية في المغرب ورئيس البرلمان الالماني نوربيرت لامير الذي ساهمت بلاده في ترميم الكنيس، ان هذا المعلم "يدل على غنى وتنوع المكونات الروحية والتراث الاصيل للمملكة المغربية، هذا التراث الذي انصهرت في بوتقته الخصوصية اليهودية المغربية التي يمتد تاريخها المتجذر بالمغرب وعبر طقوسه وخصوصياته، الى اكثر من ثلاثة آلاف عام". واضاف الملك محمد السادس في الرسالة التي قراها رئيس الحكومة الاسلامي بنكيران، "ان التقاليد الحضارية المتاصلة للمغاربة، تستمد روحها من تشبعهم العميق بقيم التعايش والتسامح والوئام بين مختلف مكونات الامة، في ظل القيادة الحكيمة للعرش العلوي المجيد التي قلدنا الله امانتها". واكد العاهل المغربي ان "الخصوصية العبرية (..) تشكل اليوم، وكما كرس ذلك الدستور الجديد للمملكة (2011)، احد الروافد العريقة للهوية الوطنية. وفي هذا الاطار، ندعو الى ترميم كافة المعابد اليهودية في مختلف المدن المغربية الاخرى لتصبح، ليس فقط مكانا للعبادة، وانما ايضا فضاء للحوار الثقافي ولاحياء القيم الحضارية للمغرب". وبلغت كلفة ترميم كنيس "صلاة الفاسيين" الذي استمر عدة سنوات 160 الف يورو وانجزتها "مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي" بدعم الماني. واعتبر سيرج بيردوغو الوزير الاسبق ورئيس المؤسسة ان هذا الحفل "يحمل رسالة سلام وتسامح". وقال جان ليفي ، نجل سيمون ليفي الرئيس السابق لمؤسسة التراث اليهودي في المغرب، الذي كان بدا المشروع، لوكالة فرانس برس "ان الرسالة التي كان يود ابلاغها والدي هي ان الامر يتعلق بجزء من تاريخ المغرب نقوم باعادته للمغاربة، بدون تمييز". وكنيس "صلاة الفاسيين" شيد في القرن السابع عشر، وتم غلقه في 1972 ثم استخدم كقاعة رياضة. وهو يعتبر ممثلا للشعائر اليهودية المغربية. ويعد المغرب اليوم نحو ثلاثة آلاف يهودي يعتبرون اكبر جالية يهودية في شمال افريقيا. وكان يعيش في المغرب منتصف القرن العشرين، بحسب العديد من الدراسات، نحو 250 الف يهودي بينهم 30 الفا في فاس.