بقلم/ علي ناجي سعيد: قبل ايام احتفلوا بالشمال بما اسموه بالذكرى الثانية على ثورة فبراير والتي يقولون بل ويصرون على انها اطاحة بالنظام السابق وتحديداً برأس النظام الرئيس صالح. عندما نقول ثورة نفهم ان الثورة هي التي تقود الى تغيير جذري بالنظام السابق وتأتي بنظام اخر مناقض تماماً للنظام السابق في كل شيء, مع ثورة التغيير بالشمال لم يتغير شيئاً باستثناء تغير اسم الرئيس من صالح الى عبدربه!!!. ما يتم التعامل به على ارض الواقع تؤكد بان ما كان يمارسه صالح لم ينتهي برحيل صالح بل على العكس تضاعف واصبح اكثر خسة وقبحاً وبشاعة "سلوكاً وممارسة", وكل ذلك يتم تحت شعار اسلامي!!!!. ممارسات حزب الاصلاح ((الحاكم القديم الجديد)) يحضر لفعالية مليونيه بالعاصمة عدن يوم 21 فبراير القادم للاحتفال بمرور عام على انتخابات عبدربه " الرئيس التوافقي" وفق المبادرة الخليجية والخاصة بأزمة الصراع على السلطة بالعربية اليمنية. وكما هو معروف بان هذه الفعالية هدفها الحقيقي هو رداً على المليونيات المتتالية للثورة الجنوبية بالعاصمة عدن, هذه المليونيات هزت بل وزلزلت قوى الاحتلال والتي شعرت بان ايام الاحتلال في الجنوب باتت معدودة. امام هذا الواقع الجديد والذي فرضه شعب الجنوب بإرادته القوية على ارض الجنوب بتلك المليونيات المتتالية, وجد نظام الاحتلال وخاصة ((الاصلاح)) والذي عجز طيلة سنة كاملة من كبح جماح ثورة شعب الجنوب التحررية رغم استخدامه لمختلف الاساليب والممارسات القمعية (القتل, الاعتقال, التنكيل, والقمع الوحشي للفعاليات السلمية, والاغتيالات, والحملات الاعلامية الممنهجة والمنظمة, واقامة فعاليات يحشد لها من محافظات شمالية), وهذه الممارسات والاساليب كان قد مارسها سلفهم السابق (صالح) تجاه ثورة الجنوب لكنها باءت بالفشل, كما فشلت وسوف تفشل ممارسات ومخططات حزب الاصلاح. يبدو ان حزب الاصلاح (حليف الحرب وشريك نهب وفيد الجنوب) لم يتعظ ويتعلم الدروس والعبر من تجارب من سبقوهم, بان الوقوف ضد ارادة الشعوب الحية وثوراتهم ضرب من الخيال ولن تجدي نفعاً وسوف ترتد عليهم بالويل والثبور, واخص هنا اخواننا من الاصلاحيين الجنوبيين والذين يخطط الدفع بهم لمواجهة اخوانهم الجنوبيين, وهذا ما افصح عنه بعض قادة وكتاب الشمال مؤخراً. الشيء الغريب والعجيب والداعي للسخرية والضحك معاً, هو اصرار حزب الاصلاح على اقامة فعالية مليونية بالعاصمة عدن تأييدا للوحدة وإظهارها على ان من يشارك فيها هم من ابناء الجنوب, مع ان من يتم حشدهم غالبيتهم العظمى يتم استجلابهم من محافظات شمالية ناهيك عن جنود المعسكرات المنتشرة بالجنوب وكذلك العمالة المنتشرة في الجنوب من ابناء الشمال. ولأجل تصوير تلك الحشود وكأنها جميعها جنوبية تقوم وسائل الاعلام التابعة للإصلاح بنشر اخبار وفبركات اعلامية منسوبة لمشايخ" دون ذكر الاسماء" وفعاليات وتكتلات وهمية, تعلن جميعها المشاركة بمليونية عدن وتتوعد بحشد الالاف من ابناء تلك المناطق والقبائل والتوجه صوب العاصمة عدن لحضور مليونية الاصلاح. التعاطي الاعلامي هذا لوسائل الاعلام الاصلاحية يكشف مدى الانحطاط (الاخلاقي والمهني) الذي وصل اليه هذا الاعلام, كما يكشف السلوك المشين والعهر السياسي الذي وصل اليه حزب الاصلاح (قولاً وعملاً)!!!. عندما يحاول حزب الاصلاح ووسائل اعلامه المختلف إظهار الشيء على غير حقيقته وتصوير الجنوب وكانه ساحة من ساحات التغيير بالشمال من خلال حشود وهمية واخبار اعلامية مزيفة ومفبركة, اليس ذلك انحطاطاً وعهراً سياسياً علنياً؟!!!. كيف يحاولون تزييف الواقع في الجنوب على غير حقيقته وهم يرفعون شعاراً دينياً, وديننا الحنيف يحرم الكذب والغش والخداع, ويتوعد من يمارس ذلك بعقاب الدنيا قبل الاخرة؟!!. كيف لحزب يرفع شعار الدين ان يمارس سلوك الشياطين, ففي الوقت الذي يدعي بانه قادر على حشد مليون جنوبي تأييدا لما يسموها بالوحدة, وهم لا يجدون في شوارع ومدن وحواري الجنوب من يرفع علم وحدتهم؟. وكيف يدعون تلك الشعبية وخفافيش الليل وزوار الفجر مدعومين بالعربات والمصفحات والاطقم العسكرية والامنية المدججة بمختلف الاسلحة ينفذون حملات الفجر وفي جنح الظلام والناس في بيوتها نيام ويقومون بطمس اعلام الجنوب المرسومة في كل مكان, لكن بالمقابل شعب الجنوب يعيد رسمها من جديد وفي عز النهار ودون خوف او حماية لأنه صاحب الارض وسيد القرار؟!!.ولماذا حزب الاصلاح اذا كان يحظى بتأييد الملايين من شعب الجنوب لا يستطيع ان يقيم أي فعالية وحتى وان كانت بالعشرات في أي مدينة جنوبية؟!!.