تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أطلق برنامج "وطني" "ملتقى وطني للقيم المجتمعية الإماراتية"، في بادرة لتعزيز دور القيم في المجتمع الإماراتي، التي تسهم في مواصلة تحقيق الإنجازات على المستوى الإقليمي والدولي . أشاد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بجهود مركز باريت الدولي للقيم، وأثنى على جهود ودور برنامج وطني في نشر وترسيخ مفهوم المواطنة والولاء لهذا الوطن العزيز وقيادته المعطاءة . ثم شاهد سموه والحضور فيلماً وثائقياً عن الاستطلاع الذي أجري على شريحة من مواطني الدولة والمقيمين فيها، الذي خلص إلى أن المجتمع الإماراتي هو الأعلى والأسمى قيماً على مستوى المجتمعات الدولية، الذي تحكمه قيم الاهتمام بالأسرة والتماسك العائلي والدين والثقافة والعادات والتقاليد والقيادة الرشيدة التي تسعى إلى تعزيز مفهوم العدالة والمساواة والعيش الكريم لكل أبناء وبنات المجتمع الإماراتي . واستهل ضرار بالهول الفلاسي الملتقى بكلمة أعلن فيها عن نتائج الاستطلاع الذي نظمه مركز "رايك" التابع للبرنامج، بالتعاون مع مركز باريت الدولي للقيم، قال فيها: "إننا نقف اليوم أمام إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس على المستوى المحلي والإقليمي فحسب، وإنما على المستوى الدولي، حيث إن الإمارات تقدمت على الكثير من الدول المتقدمة في سلم القيم المجتمعية" . إنجاز فريد وأضاف "إن هذا الإنجاز الفريد والجديد، دليل على التوافق المميز بين قياداتنا الرشيدة، وما تحمله من توجيهات وأفكار تطويرية بناءة، وبين أفراد المجتمع الإماراتي، الذين آمنوا بالقيادة الرشيدة وبالحكومة التي تجسد هذه القيم، في أهدافها ورؤيتها ورسالتها ومشاريعها وخدماتها، كما أن هذا الإنجاز يعبر أيضاً عن حقيقة هامة جداً، وهي أن النهج الذي نتبعه ونؤمن به، هو النهج الصحيح والمسار الأفضل للوصول إلى السلام والأمن والأمان" . وأوضح أن الإمارات أثبتت للعالم من جديد من خلال الاستطلاع أنها وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي لا يرتضون إلا بالمراكز الأولى، استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي أكدها مؤخراً في القمة الحكومية، وتجسدت في قوله: "أنا وشعبي نحب الرقم واحد"، كما تجسدت في دعوته الشباب الإماراتي على الإصرار والتمسك بتحقيق الصدارة دائماً . الاستفادة من النتائج وقال إن "الملتقى يعمل بكل جهده لإشراك الجهات المعنية في قطاع التعليم والقطاع الحكومي للحوار حول نتائج هذا الاستطلاع، وكيفية الاستفادة من نتائج القيم لدى دولة الإمارات، والسعي بشكل منهجي لربط هذه النتائج باستراتيجية الدولة على المستوى الاتحادي لخطة 2014-،2016 وعلى مستوى وثيقة ،2021 والعمل في الوقت ذاته على توعية أصحاب القرار والمسؤولين في كلا القطاعين العام والتعليمي، بكيفية تطبيق المسح والاستفادة من النتائج للنهوض بكلا القطاعين" . من جانبه، أشاد الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي في مداخلة له بالنتائج التي توصل إليها الاستطلاع، قائلاً "النتائج التي توصل إليها الاستطلاع نتائج تثلج الصدر وتتمتع بالصدقية العالية نظرا لأن الجهة التي نفذت الاستطلاع جهة محايدة، فبالتالي تضحد مختلف المقولات التي ثارت في الفترة الأخيرة حول إهمال الهوية الإماراتية، وتأثر المجتمع الإماراتي بالثقافات والقيم الأخرى، نظراً لانفتاحه على مختلف الثقافات، وتؤكد تمسك المجتمع بقيمه وموروثاته" . وبين أن النتائج التي توصل إليها الاستطلاع كانت حصيلة لجهود الآباء المؤسسين وعلى رأسهم المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرشداً اجتماعياً بمعنى الكلمة، وكان يدعو المجتمع الإماراتي إلى أن يتمسك بالموروث الاجتماعي الأصيل، فضلاً عن قيامه بترسيخ فكرة تقبل الآخر بقبول حسن مهما اختلفت الآراء، وأضاف "الجيل الحالي هو نتاج طبيعي لجهود القيادة الرشيدة والآباء المؤسسين" . ولفت قائد عام شرطة دبي إلى ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال القمة الحكومية التي انعقدت مؤخراً في دبي، حول الطاقة الإيجابية، وضرورة تمتع كل فرد من مواطني دولة الإمارات بهذه الطاقة، التي تدفع للبناء والعطاء، وأضاف "هذا هو نهج قادتنا الذين يسعون بالتعاون مع مختلف الجهات سواء التعليمية أو غيرها من الجهات إلى الارتفاع بمجتمع دولة الإمارات، وإيصاله إلى أعلى قمم الريادة والنمو" . من ناحيته، قال ريتشارد باريت المدير العام لمركز باريت الدولي إن الأهمية الآن أن نعرف ماذا ينقص الإنسانية، وعلينا أن نسعى إلى كيفية تحقيق الرفاه والأمن داخل المجتمعات . وأشار إلى أن التنمية في الإمارات مرتبطة بالعناية بالشعب الإماراتي، والاهتمام بالجيل القادم، وأضاف "يمكن للإمارات أن تكون نموذجاً فيما يتعلق بخفض الطاقة السلبية وللوصول إلى تحقيق نتائج الاستطلاع في مختلف جوانب الحياة في الإمارات، لا بد من الحوار الجاد وفهم رغبات المجتمع، وهذا ما هو حاصل في الإمارات، كما لا بد من ربط القيم المجتمعية مع أذرع تنفيذية للعمل على تحقيقها في المجتمع، بحيث تواكب تطلعات الأجيال المقبلة" . من جانبه أشاد نيل هوكس مؤسس القيم المجتمعية إلى ما خلص إليه الاستطلاع الخاص بالقيم المجتمعية في الإمارات، وأضاف "أن الإمارات يمكن لها أن تشهد ثورة القلب لدى أبنائها لبحث وترسيخ القيم المجتمعية في سائر المجتمع" . وكان للرئيس التنفيذي لمركز باريت فل كورتيان كلمة أعرب فيها عن إعجابه الشديد بمجتمع الإمارات وما يتحلى به من قيم انسانية واجتماعية وثقافة موروثة عنوانها محبة الناس ومساعدة المحتاجين، ونشر وترسيخ العدالة والمساواة والأخلاق الفاضلة المبنية على الاحترام والتعايش والانسجام وبناء اقتصاد قوي . ويهدف الملتقى ومن خلال جلساته النقاشية وورش العمل القطاعية إلى إشراك الجهات المعنية في قطاع التعليم والقطاع الحكومي للحوار حول النتائج، وكيفية الاستفادة من نتائج القيم لدى دولة الإمارات، والسعي بشكل منهجي لربط النتائج باستراتيجية الدولة على المستوى الاتحادي لخطة 2014-،2016 وعلى مستوى وثيقة ،2021 والعمل في الوقت ذاته على توعية أصحاب القرار والمسؤولين في القطاعين العام والتعليمي، في كيفية تطبيق المسح والاستفادة من النتائج للنهوض بكلا القطاعين . وأظهرت نتائج الاستطلاع على أن القاطنين في الدولة يثمنون العلاقات الأسرية والتمسك بالأخلاق، كقيم وسلوكيات مجتمعية تميز مجتمع الإمارات عن غيره من المجتمعات العربية . وبيّن الاستطلاع أن نعمة الأمن والسلام جاءت في مقدمة القيم والسلوكيات التي تضمنتها نتائج الاستطلاع، والتي اختارها المشاركون على تنوعهم الديمغرافي، تدل على الإحساس العالي بالأمن والأمان الذي يتمتع به مجتمع الدولة، وهو إنجاز كبير مقارنة بما يجري من أوضاع غير مستقرة في المنطقة، وتعتبر فئتا الشباب والمرأة ضمن أكثر السكان الذين يشعرون بالأمن والسلام على مستوى الإمارات السبع . وحدد الاستطلاع القيم الثلاث، وهي الاحترام والاهتمام بالأسرة والتمسك بالأخلاق لتكون الأساس الذي تبنى عليه ثقافة مجتمع دولة الإمارات كأبرز القيم والسلوكيات التي تسوده، حيث كانت ضمن الأولويات العشر التي حددها الجمهور المشارك كقيم شخصية موجودة وقيم يطمحون إلى تعزيز تواجدها في المستقبل . وأشار الاستطلاع إلى أن الأفراد في دولة الإمارات يتطلعون إلى تحقيق دورٍ ريادي على مستوى العالم في مجال الابتكار والإبداع، وحدد "الابتكار"، باعتباره القيمة المطلوبة و"الإبداع" كقيمة موجودة حالياً في مجتمع الإمارات، وإحدى القيم التي يتطلعون إلى استمراريتها . كما بين أن التقدير العالي والاهتمام بالجانب الجمالي، كان واحداً من أبرز الموضوعات التي عكستها الشرائح المستطلعة، حيث تم التطرق إليها بطرق مختلفة ومتعددة من قبل جميع إمارات الدولة، وكان هناك مستوى عالٍ من الاتفاق على أهمية الجانب الجمالي في مجتمع دولة الإمارات . وبالإشارة إلى المساواة، كشفت نتائج الاستطلاع أيضاً انخفاض مستوى التفاوت بين القيم الحالية والقيم المرجوة التي حددها مواطنو دولة الإمارات والمقيمون، مما يدل على سيادة مشاعر الشراكة والانسجام من قبل الطرفين بغض النظر عن الخلفية الثقافية والاجتماعية لكل منها . وعقب الانتهاء من سرد نتائج الاستطلاع فتح باب الاسئلة للحضور، حيث قام عدد من طالبات جامعة زايد بطرح الأسئلة على المشاركين في الملتقى، وكان من بين الأسئلة سؤال طرحته طالبة على ريتشارد باريت، هو: لماذا حققت دولة الإمارات نمواً على مختلف الصعد بما فيها النمو الكبير في مجال القيم المجتمعية؟ وأجابها قائلاً "مرد ذلك إلى سببين، الأول يتعلق بحاجة الناس إلى أن يشعروا أن القادة يهتمون بحاجاتهم، وهذا ما هو حاصل بالإمارات، حيث اهتمت القيادة بالشعب، والسبب الثاني أن القيم الروحية للناس في الإمارات لها تأثير في حياة كل فرد، حيث عملت هذه القيم على خفض الطاقة السلبية لدى الناس"، واستهل ضرار بالهول الإجابة عن سؤال الطالبة قائلاً "الدين الاسلامي له دور كبير في النتائج التي وصلنا إليها، لما له من تأثير في نفوس المواطنين في الدولة، إضافة إلى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي ركزت على رفع الطاقة الإيجابية للمواطنين . وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في القمة الحكومية، التي عقدت مؤخراً في دبي" . وتقدمت طالبة أخرى بطرح سؤال على المشاركين، حيث تساءلت: كيف لنا أن نكرس القيم المجتمعية في دولة الإمارات من خلال المناهج الدراسية؟ وأجابها ريتشارد باريت بأن ذلك يكون من خلال دعم هذه المناهج ومزجها بالقيم المجتمعية لدولة الإمارات . حضور الملتقى حضر الملتقى الذي أقيم في جامعة زايد يوم أمس الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، وعصام عيسى الحميدان النائب العام بدبي، وعبدالله الشيباني أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي، واللواء محمد أحمد المري مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، واللواء محمد أحمد القمزي، وفاطمة غانم المري مديرة التعليم المؤسسي بهيئة المعرفة في دبي، وخالد الكمدة مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، والدكتور سليمان موسى الجاسم مدير جامعة زايد، ومريم بن فهد مديرة نادي دبي للصحافة، إلى جانب حشد من الإعلاميين وطالبات الجامعة، وضرار بالهول الفلاسي مدير برنامج وطني، وريتشارد باريت مدير ومؤسس مركز باريت الدولي للقيم والمدير التنفيذي للمركز، ونيل هوكس مؤسس القيم المجتمعية، وفل كورتيان المدير التنفيذي لمركز باريت . رصد تطلعات الشارع الإماراتي تم تنفيذ الاستطلاع في شهر أكتوبر من عام 2012 لرصد تطلعات الشارع الإماراتي حول أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وقد شمل الاستطلاع 100 .4 شخص يمثلون مختلف شرائح المجتمع في مختلف إمارات الدولة، وحيث بلغت نسبة المواطنين الإماراتيين 57% بينما شكل المقيمون ممن تجاوزت أعمارهم عشرين عاماً 43% وبلغت نسبة الذكور التي شملها الاستطلاع 54% بينما بلغت نسبة الإناث المشاركات 46% . وأشارت نتائج الاستطلاع إلى تربع عدد من القيم والسلوكيات على قائمة القيم المجتمعية التي تتمتع بها الإمارات العربية المتحدة، فعلى صعيد القيم الشخصية تضمنت أبرز القيم كلاً من الاهتمام بالأسرة، الاهتمام بالآخرين، الاحترام، الصراحة، التمسك بالأخلاق، الحرص على الإنجاز، الطموح والالتزام بالواجبات، بالإضافة إلى التعاون وسعي الفرد لأن يكون فاعلاً في المجتمع . وأشار الاستطلاع إلى أن من أهم القيم والسلوكيات في نظر المشاركين حالياً أوتلك التي يتطلعون إلى رؤيتها في المستقبل تتضمن الاهتمام بالجيل الجديد والاحترام والاعتزاز بالمجتمع المحلي والإبداع والاهتمام بالأسرة وتوفر السكن المناسب . وأظهر الاستطلاع أن دولة الإمارات، جاءت في المرتبة الثانية ضمن أدنى مستويات الطاقة السلبية المجتمعية بين 18 بلداً، وفقاً لدراسة قام بها مركز "باريت" الدولي منذ العام 2007 . فمصطلح "مؤشر الطاقة السلبية المجتمعية"، الذي يشير إلى مستوى الطاقة السلبية التي يشعر بها الناس عادة في أي دولة، بلغ 12% فقط في الإمارات . وكانت دولة الإمارت إحدى دولتين من بين 18 دولة تم إجراء الاستطلاع فيها، حصلت على عشر قيم إيجابية جسدت القيم والسلوكيات التي تميز مجتمعها، مما يشير إلى أن الأفراد القاطنين في الدولة يتمتعون بنسبة عالية من الرضى والارتياح من الوضع العام في الدولة . ولم يسجل الاستطلاع أي حضور للقيم المحدودة ضمن قائمة القيم العشر الأولى، الذي يعتبر جاذباً للانتباه لاسيما مع وجود التنوع السكاني في المجتمع، والذي بدوره يعكس التآلف والانسجام الذي يتمتع به مجتمع دولة الإمارات، ما يعزز خلق بيئة تتميز بالتعايش السلمي والمستقر، كما يعكس ذلك فاعلية الترابط الثقافي الذي يعيشه المجتمع حالياً، والذي بدوره يوطد العلاقات بين المواطنين الإماراتيين والمقيمين . ودولة الإمارات هي الدولة الوحيدة من ضمن الدول التي أجرى المركز استطلاعاً للرأي فيها حتى الآن، أظهرت بأن "الأمن" يأتي في مقدمة القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع، وقد عززت هذه النتيجة من قدرة الإمارات العربية المتحدة على تجاوز عدد من أكثر البلدان تقدماً في العالم في تحقيق هذا العامل الحاسم في تحقيق الاستقرار والذي يتطلع إليه أي مجتمع .