الجيش الإسرائيلي يقوم بتحصين المواقع المحاذية لقطاع غزة خوفا من الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها المقاومة من ايران وليبياالناصرة 'القدس العربي': قال رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، إن احتمال أو إمكانية قيام سورية بتوجيه ضربة عسكرية كيميائية للدولة العبرية ضئيلة جدا، وأن هجوما من هذا القبيل لا يُشكل أنيا خطرا على دولة الاحتلال، ولكن من ناحية ثانية، كما أفادت صحيفة 'هآرتس' العبرية في عددها الصادر أمس الاثنين، لم يتطرق الجنرال غانتس إلى إمكانية هجوم سوري تقليدي على إسرائيل، التي لفتت إلى أن أقوال الجنرال الإسرائيلي وردت خلال لقاء أجراه مع طلاب مدارس ثانوية في القدس الغربية. ونقلت الصحيفة العبرية عن غانتس قوله إن احتمال شن سورية ضد إسرائيل هجوما بالأسلحة الكيميائية هو ضئيل للغاية، لافتا إلى أنه حتى لو حصل هذا الأمر، فإن للجيش الإسرائيلي توجد حلول من الناحية الهجومية والناحية الدفاعية على حد سواء، كما قال، مشددا على أن هذه القضية لا تتبوأ المكان الأول في سلم أولويات الجيش الإسرائيلي في الفترة الحالية، على حد تعبيره. ولفتت الصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها إن كبار المسؤولين في المنظومة العسكرية في دولة الاحتلال ناقشوا باستفاضة التهديد الكيميائي السوري، وفقط قبل أسبوعين عقدت القيادة العليا للقوات المسلحة الإسرائيلية، بمشاركة جميع قادة الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، اجتماعا استثنائيا لبحث هذه القضية، وتحديدا تم النقاش عن التهديد الذي تُشكله الأسلحة الكيميائية التي بحوزة النظام الحاكم في سورية، كما لفتت الصحيفة إلى أنه قبل حوالي أسبوعين، قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف قافلة بالقرب من العاصمة دمشق كانت محملة بالصواريخ ضد الطائرات، والتي كان من المقرر أن تنقل هذه الأسلحة من سورية إلى حزب الله في لبنان، وهو الأمر الذي يستغرق ساعتين فقط، حسب المصادر عينها. جدير بالذكر في هذه العجالة أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، الشيخ حسن نصر الله، كان قد قال يوم السبت الفائت (16.02.13) في خطاب متلفز إن المقاومة في لبنان مستعدة للمواجهة القادمة مع إسرائيل، وهي تملك جميع الأسلحة والعتاد في لبنان، وليست في حاجة لنقل أسلحة أخرى من سورية، على حد قوله. علاوة على ذلك، لفتت المصادر الأمنية في تل أبيب، كما قالت 'هآرتس' إلى أنه في الفترة الأخيرة قام الجيش الإسرائيلي بنصب بطاريات صواريخ من نوع باتيروت في المنطقة الشمالية، وتحديدا في منطقة مدينة حيفا الشمالية. وساقت الصحيفة قائلة إن رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال غانتس شدد في لقائه مع طلاب المدارس الثانوية على أنه في السنوات الأربعين الأخيرة، أي منذ العام 1973 كانت الجبهة الشمالية، أي الحدود مع سورية، الجبهة الأكثر هدوءا، ولكن في الفترة الحالية فإن تنظيمات إسلامية راديكالية ومتشددة من القاعدة والجهاد العالمي تقوم ببسط سيطرتها على الحدود مع مرتفعات هضبة الجولان المحتلة، وأن إسرائيل تأمل في أن يتم الحفاظ على الهدوء، ولكنه أضاف أن التمني بالحفاظ على الهدوء لا يُعتبر بأي شكل من الأشكال خطة عمل، وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلي، أضاف الجنرال غانتس، يقوم بالاستعداد لجميع الاحتمالات من الناحية العملياتية، بالإضافة إلى قيام المخابرات الإسرائيلية بتكثيف جهودها المبذولة من أجل جب المعلومات الحساسة حول ما يجري على الحدود مع سورية، وخلص إلى القول إن الجيش الإسرائيلي يملك العديد من الخطط التي ستصد أي هجوم مفترض أو محتمل وأن جميع السيناريوهات التي قد تحدث من الجبهة الشمالية تم أخذها في الحسبان، على حد تعبيره. على صلة بما سلف، وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية على جميع الجبهات، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ الأربعاء الماضي، على تحصين المواقع العسكرية الإسرائيلية، والتجمعات السكانية الاستيطانية المحاذية لقطاع غزة من الجهة الشرقية. وأفادت الصحيفة العبرية أن وحدات الهندسة التابعة لقوات الاحتلال تقوم بتحصين واجهات المواقع العسكرية الواقعة على طول الشريط الحدودي الشرقي مع القطاع، والذي يبلغ طوله قرابة 40 كيلو مترا، وكذلك تحصين أسقف تلك المواقع. وأوضحت المصادر الأمنية في تل أبيب، والتي وُصفت بأنها عالية المستوى، أن الجيش الإسرائيلي يحصن التجمعات السكانية الاستيطانية التي تبعد مسافة خمسة كيلومترات عن الشريط الحدودي، وذلك بعد أن استهدفت المقاومة الفلسطينية مركبات وآليات عسكرية إسرائيلية بصواريخ موجهة من نوع (كورنيت). جدير بالذكر أن أبعد مدى لصاروخ (الكورنيت) الروسي الصنع، يصل إلى مسافة خمسة كيلومترات، لذلك قامت قوات جيش الاحتلال بهذا التحصين للمواقع العسكرية والمجمعات السكنية القريبة، حتى لا تصلها هذه الصواريخ، والتي كان لها دور كبير خلال الحرب الأخيرة على غزة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، بالضغط على إسرائيل للتوجه نحو خيار إعلان هدنة ووقف إطلاق نار. في سياق متصل، قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن قلقا يسود هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، من احتمالات حصول المقاومة الفلسطينية في غزة على أسلحة جديدة من مخزون السلاح الليبي المتاح لتجار السلاح في المنطقة، وعبر عمليات تهريب السلاح المكثفة القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علاوة على ذلك، أوضحت المصادر عينها أن أركان الدولة العبرية راضون ومرتاحون من المجهود المصري المبذول من أجل إحباط عمليات تهريب الأسلحة، لافتة في نفس الوقت إلى أن التعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة يسير بصورة ممتازة، رغم صعود حكومة (الإخوان المسلمين) في مصر، على حد تعبيرها. يُشار إلى أن الجنرال أفيف كوخافي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي كان قد أعرب عن قلقه من خطر تحول هضبة الجولان إلى جبهة حرب مع سورية، وذلك في أعقاب تدهور الأوضاع في دمشق. وقال كوخافي إن الهدوء الذي ساد في الجولان طيلة عشرات السنين منذ حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973، لم يعد مضمونا، فالمعارك الدائرة في سورية بين جيش النظام وبين المعارضة المسلحة يقترب كثيرا من الحدود مع إسرائيل، والنظام السوري يفقد سيطرته علي مناطق كثيرة، بينها منطقه الجولان وهناك قوى من تنظيمات القاعدة والجهاد العالمي تستغل الوضع وتصل إلى الجهة الشرقية من الجولان، والأمر يخلق تحديات جديدة أمام إسرائيل، عليها أن تستعد إليها جيدا وتكثف جهودها لمجابهتها، وأكد أن الاستخبارات العسكرية تقوم بدراسة الوضع وتتخذ إجراءات جديدة لمواجهته، موضحا أن إسرائيل ليست الجار الوحيد الذي ينتابه القلق من تدهور الأوضاع في سورية، فكل جيرانها يخشون من انتقال الصراع إلى حدودهم، على حد تعبيره.