تعتبر المسابقات الجامعية من أهم الفعاليات التي تعكس المستوى العلمي الذي وصل إليه الطلاب، وهي إذ تغذي روح التنافس لدى الجيل الشاب، تلعب دوراً مهماً في رفع تحصيلهم العلمي، من خلال حرصهم على جمع أكبر قدر من المعارف والنبوغ فيه . ولم يكتف طلاب جامعات الإمارات بالمشاركة في المنافسات الداخلية، بل حلقوا خارج حدود الوطن، ليثبتوا للجميع، أنهم على درجة من العلم والكفاءة تؤهلهم لمنافسة طلاب الجامعات العالمية، وليس المنافسة فحسب بل الفوز أيضاً، وهذا ما استطاعت مجموعة من طلاب جامعة خليفة إثباته من خلال مشاركتهم في مسابقة الجمعية الأمريكية لمهندسي الميكانيكا، التي أقيمت مؤخراً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث استطاعوا الحصول على المركز الثالث . الطالبة كلثم آل علي تقول عن المسابقة: "تقام برعاية الجمعية الأمريكية لمهندسي الميكانيكا، وانتسبت لهذه الجمعية في السنة التي انضممت فيها لجامعة خليفة، وبعد أن علمت بالمسابقة قررت المشاركة فيها، فكونت أنا وعدد من الزملاء فريقاً وبدأنا العمل منذ السنة الماضية، وكانت المسابقة تتطلب بناء أربع سيارات صغيرة تعمل كل منها بطاقات مختلفة، على ان لا نستخدم الطاقات الاعتيادية كمشتقات البترول . وتهدف هذه المسابقة إلى تسخير طاقات جديدة في تشغيل السيارات، ومن هنا بدأنا البحث عن طاقات جديدة نستطيع تسخيرها في مشروعنا، ففي السيارة الأولى اعتمدنا الطاقة الكهربائية المخزنة في البطارية، ثم طاقة المطاط أو ما يمكن تسميته بالطاقة الكامنة، أما السيارة الثالثة فاستخدمنا فيها الطاقة المخزنة في المكثف وفي السيارة الرابعة استخدمنا الهواء المضغوط من خلال غاز ثالث اكسيد الكربون المضغوط داخل اسطوانة"، وعن مشاركتها في المسابقة تقول آل علي: "بعد أن التحقت بالجمعية وجدت تشجيعاً كبيراً من المشرفين عليها، إضافة إلى تشجيع زميلتي في الفريق كلثم الرميثي، فاتفقنا على إنشاء فريق وبحثنا عن عضوين آخرين حتى يكتمل ثم بدأنا بالعمل على المشروع، في البداية لم نعرف من أين نبدأ، إلا أن المسؤولين في الجمعية قدموا لنا كل المساعدة والدعم اللازم، فبدأنا بتصميم هياكل السيارات باستخدام برامج الحاسب الآلي، وقررنا أن يدخل الألمنيوم في تصنيع مجسمات السيارات نظراً لخفة وزنه، وعن شروط المسابقة تقول آل علي: "كانت تفرض عدداً من الشروط كالطاقة المستخدمة وتصميم السيارة، وطريقة السباق، فكان المنافسة تتضمن ما يشبه سباق التتابع، فالسيارات عليها أن تقطع مساراً طوله 12 متراً بحيث تقطع كل سيارة 3 أمتار، وبحيث تتحرك كل سيارة بمجرد وصول السيارة التي قبلها إليها، أي أننا نقوم فقط بتشغيل السيارة الأولى ثم يجب أن تنطلق بقية السيارات بشكل آلي وبالتتابع"، وتشير إلى قوة المنافسة خلال المسابقة بين الفرق المشاركة وأن أغلبها استخدم طاقات متشابهة إلا أن الاختلاف كان في طريقة انطلاق السيارات والإشارات المستخدمة في ذلك، وتضيف: استخدم فريق جامعة خليفة تقنيات الحساسات هناك من استخدم أشعة الليزر مثل الفريق الفرنسي وهو الأمر الذي أدى إلى نيله المركز الأول . الطالب عبد الرحمن فراج يرى أن مثل هذه المسابقات تفتح الآفاق أمام الطلاب وتعرفهم إلى أنماط جديدة من العمل والبحث العلمي، يضيف "كانت هذه المسابقة ذات فوائد كبيرة بالنسبة لنا إذ تعرفنا إلى طلاب من دول عديدة، وأشعر بسعادة كبيرة بأن فريقنا لم يكتف بشرف المحاولة فحسب، بل نافس وحاز على مركز متقدم"، وعن المسابقة يقول: "لأكثر من سنة ونحن نعمل على تصميم سيارات السباق التي شاركنا بها، فقمنا بتصميم هياكل السيارات، ثم قمنا بالذهاب إلى المنطقة الصناعية في أبوظبي لتصنيع هذه الهياكل التي راعينا في تصميمها شروط المسابقة وحاولنا أن تكون خفيفة بقدر الإمكان حتى تحقق أفضل النتائج من خلال استثمار الطاقات البديلة المستخدمة بالشكل الأمثل، لقد تأهلنا إلى النهائيات بعد فوزنا في المسابقة التي أقيمت في لبنان وكانت بمثابة نصف نهائي، لنذهب بعدها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وننافس جامعات من مختلف مناطق العالم، فكانت هناك مشاركات من لبنان ودول أسيا الشرقية وأوربا والأمريكيتين"، ويشير إلى أن الفريق كان يتألف من أربعة أعضاء من اختصاصات مختلفة، ويقول: "كنت أنا وزميلتي كلثم آل علي من الهندسة الميكانيكية، بينما كانت كلثم الرميثي من فرع هندسة الكمبيوتر، أما ديريك فيدرس هندسة الطيران، وذلك حتى نستفيد من خبرات الاختصاصات كافة للحصول على أفضل النتائج"، ويؤكد الفراج أن المنافسة كانت شديدة للغاية، والفوارق ما بين الفرق الفائزة لم تكن بالكبيرة، ويقول: "عندما قارنا ما بين مشروعنا وبقية المشروعات عرفنا أننا قمنا بعمل جيد، إذ أن الأعمال الأخرى كانت تعتمد الطاقات نفسها التي اعتمدناها، لكن الاختلاف جاء في طريقة التواصل ما بين السيارات، وهذا الأمر الذي تفوق من خلاله الفريقان الفرنسي والهندي"، ويؤكد أن المنافسة أعطت فريق الجامعة دفعة معنوية كبيرة، وسوف يكون لها أثر إيجابي كبير في المستقبل . الطالبة كلثم الرميثي تقول: "كان دوري برمجة جهاز "المايكرو كنترول" والذي يحقق التواصل ما بين السيارات الأربعة بشكل تسلسلي"، وتشير الرميثي إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون الفوز في هذه المسابقة، بل كان الهدف الرئيس تمثيل جامعة خليفة في المحافل الجامعية الدولية وتضيف: "تابعنا الفرق المشاركة في المسابقة من خلال المواقع الإلكترونية، تميز أغلبها بجدية كبيرة وبتنظيم كبير، وهذا الأمر دفعنا للعمل بجد، وكانت فرحتنا كبيرة بأننا استطعنا الفوز بالمركز الثالث"، وتؤكد الرميثي أن المسابقة أفادتها كثيراً سواء في مجال الدراسة أو المشاركات المستقبلية، وتقول: "مثل هذه الاحتكاكات تبقيك على معرفة بأخر التطورات العلمية، فالعلم يتطور كل يوم، وسنعمل في المشاركات القادمة على استخدام أحدث التقنيات لتحقيق أفضل المراكز" .