صدى عدن/ عن الصحيفة الورقية الأسبوعية/ خاص: تشهد العاصمة عدن يوم الخميس المقبل يوما عصيبا آخر، حيث تستنفر الأجهزة الأمنية باختلاف مسمياتها وتنتشر في منافذ المديريات والشوارع الكبرى استعداد لانطلاق فعالية "وحدوية" برعاية حكومية وتنظيم حزب الإصلاح اليمني للاحتفال بذكرى الانتخابات الرئاسية التي نصبت الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على سدة الحكم وأسقطت المخلوع علي عبدالله صالح. ومؤخرا أعلن محافظ عدن المنتمي إلى حزب الإصلاح عن قيام فعالية "وحدوية" في العاصمة عدن متحديا الحراك الجنوبي في إشارة ضمنية من خلال تصريحه الذي قال فيه :"هناك وجوه كريهة تقوم بمحاولات الابتزاز وفرض منطق العنف" مضيفا: "أن تلك الوجوه المقيتة التي ترى ان الارض عجزت ان تلد مثلها منذ 67م يريدون ان تكون تابعا لهم ويمارسون ابتزاز". وسبقه حزب الإصلاح الذي دعا للمشاركة في الفعالية التي قال أن "وحدويين من أبناء المحافظات الجنوبية هم من سيشارك فيها" واصفا إياها بالمليونية تحتضنها ساحة العروض بمدينة خور مكسر يوم الخميس القادم 21 فبراير. وتزامنت مع تلك الدعوات انتشارا عسكريا غير مسبوق للآليات العسكرية وجنود أمنيين على معظم الشوارع الحيوية في مختلف مديريات العاصمة عدن، في محاولة لإنجاح تلك الفعالية التي وصفها جنوبيين بأنها "مستفزة لمشاعر أبناء الجنوب المنادين بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية المنتهكة". وقال مراقبون سياسيون ل"صدى عدن" أن عدن ستكون على موعد آخر مع مسلسل العنف وستشهد يوما داميا خصوصا بعد أن تجاذبتها الأطراف السياسية مؤخرا وأضحت ضحية صراع جغرافي، يهددها بنسف النسيج الاجتماعي فيها. وحمل المراقبون حكومة الوفاق، تبعات أي نتائج تسفر عنها تلك الفعالية "الوحدوية" التي يتوقع أن تشهد صدامات أخرى كبيرة بين الإصلاحيين وأبناء الجنوب، قبل أن تقع الكارثة في عدن التي بدورها أصبحت مستغنية عن أي دماء تسفك في شوارعها. مؤكدين أن ما يحدث هي الفتنة بعينها، يراد منها إقحام الجنوب في صراع داخلي يشغله عن مطالبه الحقوقية والشرعية. لافتين إلى أن عدن والجنوب ليسا بحاجة الى مزيد من الاستفزازات منوهين الى ان فبراير الماضي الذي يريدون الاحتفال به اليوم شهد سقوط خمسة شهداء من أبناء محافظة عدن ولا يجوز الاحتفال بجثث الشهداء .