قام رجال يرتدون زي الشرطة بسرقة الماس بقيمة 50 مليون دولار في عملية سريعة لم تستغرق سوى دقائق وأثارت ذهول الجميع. بروكسل: تمكّن لصوص مدججون بالسلاح يرتدون زي الشرطة من سرقة الماس بقيمة 50 مليون دولار (37 مليون يورو) في عملية سرقة مذهلة جرت على مدرج مطار بروكسل، بحسب ما أفاد الادعاء وتجار الماس الثلاثاء. وقالت المتحدثة باسم مركز انتورب العالمي للماس، النقابة العالمية لتجار الماس، إن السرقة التي جرت ليل الاثنين في مطار زافنتيم قبل الساعة الثامنة مساء بقليل بالتوقيت المحلي (19,00 تغ) هي "اكبر سرقة" على الاطلاق. اللصوص أوهموا الناس بأنهم من الشرطة ودخلت عصابة اللصوص المقنعين إلى المدرج في عربتين سوداوين عليهما علامة زرقاء تشبه علامة سيارات الشرطة، بحسب ما صرحت انيا بينينز المتحدثة باسم مكتب الادعاء في بروكسل في مؤتمر صحافي. وقالت إنهم اقتحموا حواجز أمنية وتوجهوا بسرعة بالعربتين إلى طائرة ركاب سويسرية كانت في المدرج وعلى وشك الاقلاع، وفتحوا مخزن البضائع في الطائرة بالقوة، وأخرجوا الماس الذي كان في المخزن. وقالت بينينز إن اللصوص كانوا يرتدون زي الشرطة ويحملون الرشاشات، مضيفة "ارادوا ايهامنا بأنهم من الشرطة". واستولى اللصوص على 120 صندوقا على الاقل كانت جزءا من حمولة الشحن على الطائرة، بحسب المتحدثة. عملية سلمية واوضحت ان اللصوص هددوا قائد الطائرة ومساعده وموظفي العربة المصفحة التابعة التي كانت تنقل الماس، إلا انه "لم يتم اطلاق النار ولم يصب أحد بجروح"، مؤكدة ان عملية السرقة انتهت "خلال دقائق معدودة". وقالت ان اللصوص غادروا المطار من نفس الثغرة التي دخلوا منها في الجدار الأمني والتي كانوا قد فتحوها أمام الموظفين الأرضيين في المطار والركاب الذين لم يشتبهوا بهم، مضيفة أن الركاب، الذين كانوا على متن الطائرة "لم يشاهدوا شيئا" وأن الطائرة التي كانت متوجهة إلى مطار زيورخ في سويسرا لم تغادر بروكسل. وذكرت شركة الطيران السويسرية أن الطائرة كانت تقوم برحلة عادية وكانت تشغلها شركة هيفيتيك ايرويز الشريكة لها. السرقة أثارت القلق وطبقا لمركز انتورب للماس، فإن قيمة قطاع الماس العالمي تزيد عن 60 مليار دولار كل عام. وقالت المتحدثة باسم المركز إن كمية من الماس تقارب قيمتها 200 مليون دولار تنقل من وإلى المركز كل يوم. وأضافت أنه من بين الماس المسروق "قطعا من الماس الخام وقطعا مصقولة من مركز انتورب كان يجري نقلها إلى زيوريخ". وأضافت "أن حدوث سرقة مثل هذه في المطار، ووصول عصابة مسلحة إلى المدرج هو امر مقلق". وفي شباط (فبراير) 2005 استولى لصوص على ماس ومجوهرات بقيمة نحو 75 مليون يورو من عربة تابعة لشركة الخطوط الهولندية "كي ال ام" في مطار شيبول في امستردام بينما كان يتم نقلها إلى انتورب. إلا أن أكبر سرقة للماس جرت في بلجيكا في شباط (فبراير) 2003 عندما جرت سرقة قطع ماس بقيمة 100 مليون يورو من خزنة في مركز انتورب للماس. وقال المتحدث باسم مطار بروكسل يان فان دير سريوس "توجد معايير أمنية عالمية واضحة جداً وصارمة جدا ونحن نطبق هذه المعايير بدقة". ولم يكشف مكتب الادعاء او مسؤول مركز انتورب عن الجهة المالكة للشحنة. وقال مكتب الادعاء إن الصناديق كانت تحتوي بشكل اساسي على الماس. وقال المركز إن قيمة الشحنة تصل إلى 50 مليون دولار. وعثر على إحدى العربتين اللتين استخدمهما اللصوص، وقد احترقت تماما بالقرب من المطار، بحسب المتحدثة باسم مكتب الادعاء. وقالت بينينز إن وحدة من المحققين متخصصة في التعامل مع الجرائم المنظمة "تحقق في جميع خيوط" الجريمة بالتعاون مع السلطات السويسرية. وأكدت "هذه ليست عملية سرقة عشوائية، فهي مخطط لها جيدا. ان هؤلاء لصوص محترفون". وتواجدت وزيرة العدل البلجيكية انيمي ترتلبوم إلى المطار للاشراف على التحقيق. ويبلغ عدد تجار الماس في انتورب اكثر من 4500 تاجر، حيث تعتبر مركزا لصناعة الماس في العالم ويعود تاريخه إلى 500 عام على الاقل، بحسب المركز.
