لم يكن الحديث الفضائي الذي أدلى به الخبير القانوني والمحامي في قضايا النزاعات الرياضية التونسية، فتحي المولودي، هيناً ليناً على النصراويين، وهو يقطع يقيناً بالقول إن الطلب الذي تقدم به نادي النصر إلى الاتحاد الدولي "فيفا" لتسجيل محترف أجنبي جديد (اليوناني انجيلوس خاريستياس) بديلاً للمهاجم الإكوادوري المصاب أيوفي، سيجابه بالرفض، متمنياً ألا يكون الطلب الذي تقدم به الفريق السعودي قدم على أساس أن الاستبدال يأتي نتيجة للإصابة. وقال لبرنامج "في المرمى"، الذي يقدمه الزميل بتال القوس على قناة "العربية": "لا يحق للنصر قانونياً التمتع بالاستثناء، ولو أصيب عشرة لاعبين". وأضاف: "نظام الانتقال في "فيفا" يخضع لفترتين زمنيتين محددتين في العالم كله، ولا يمكن تجاوزهما إطلاقاً"، مستشهداً بحالة اللاعب المالي محمد لامين سيسوكو الذي كان سينتقل إلى أولمبيك مرسيليا، لكن تسجيله تأخر ثلاث دقائق عن الفترة الزمنية المحددة، وبالتالي حرمه الاتحاد الدولي من الانتقال. وأكد أن الاستثناء لا يتعلق بوضعية الفريق، وإنما يتعلق فقط بالوضعية القانونية للاعب المراد انتقاله، وأن يكون في حل من كل الالتزامات التعاقدية وعاطلاً عن العمل، لافتاً إلى أن لجنة النظام الأساسي للاعبين في "فيفا"، تراعي هذه المسألة وتتابعها بدقة. وعن إمكانية سماح الاتحاد السعودي لفريق النصر بتسجيل اللاعب اليوناني بدلاً من أيوفي المصاب، دون الحصول على موافقة "فيفا"، قال: "لا يحق للاتحاد السعودي أن يخالف قوانين الفيفا، لأنها قوانين آمرة وملزمة، وهي تسمو فوق كل الاتحادات المحلية، فصلاً عن أن قيد لاعب في هذا الوقت الذي يسبق مباراة نهائية وحساسة، يمسّ النزاهة، لأن من شأن اللاعب الذي تم قيده حديثاً أن يغير في نتيجة المباراة". الأحمدي: الاتحاد الدولي مقتنع بالتقارير التي رفعها النصر إلى ذلك، أكد عضو لجنة الاحتراف السعودية، علي الأحمدي، أن النصر له اتصالات مباشرة مع الاتحاد الدولي، وأقنع "فيفا" بخطابات وتقارير طبية بأن اللاعب لن يعود للملاعب في فترة قصيرة بل ستمتد إصابته إلى شهور. وقال ل"العربية.نت": "الإصابة التي تعرض لها أيوفي حسب التقرير الطبي المرفق بالخطاب الموجه ل"فيفا" تضمن أن مدة الإصابة تطول إلى ما بعد انتهاء عقده ما بين تأهيل طبي وتمارين لياقية على فترات طويلة"، موضحاً: "الاتحاد الدولي لديه معلومات كافية عن الجهة التي جاء منها تقرير اللاعب وعلى قناعة تامة بها". ونفى الأحمدي أن يكون قرار الاتحاد السعودي السماح للأندية بالتعاقد مع 6 لاعبين سبباً في رغبة النصر باستبدال أيوفي. وقال: "خطاب النصر جاء فيه: نأمل مخاطبة الاتحاد الدولي بشأن رغبتنا في استبدال اللاعب أيوفي الذي تعرض لإصابة قوية تمنعه من الاستمرار مع الفريق حتى نهاية عقده، ونحن ملتزمون بسداد مستحقات أيوفي كاملة، وعلى أساس ذلك تمت الموافقة على تمرير الخطاب النصراوي إلى الاتحاد الدولي بعد التأكد من التقارير الطبية، ولسنا مخولين بالموافقة أو الرفض حيال هذه القضية". ونبه إلى أن النصر رفع خطاباً إلحاقياً، الأحد الماضي، تضمن الإشارة إلى الخطاب الأول وبرغبتهم في تسجيل اللاعب اليوناني، "موافقة الاتحاد الدولي للأندية باستبدال اللاعبين يعتمد على خطاب النادي الموثق بتقارير طبية معتمدة، حينها سنتبع الإجراءات ذاتها ولسنا جهة تبت في مسألة كهذه". وتعليقاً على وجود حالات سابقة مشابهة لحالة النصر (كما في القادسية والفيصلي) ولم يتخذ فيها الإجراء الإداري نفسه، قال عضو لجنة الاحتراف السعودية: "لأنهم قاموا برفع الخطابات لنا ولم يعودوا للاتحاد الدولي في الموضوع، والأنظمة داخل الاتحاد السعودي تمنع تسجيل لاعبين بعد انقضاء فترة التسجيل، ثم إن إصابات لاعبيهم لم تكن لفترات طويلة بل مدة شهر أو شهرين على الأكثر". وأما حالة لاعب القادسية مهند محارمة، الذي تعرض لقطع في الرباط الصليبي، فعقده لم يكن على وشك الانتهاء، واللاعب كان سيعود إلى الملاعب قبل انتهائه، بينما النصر ذكر في خطابه أن الإصابة تمتد لما بعد انتهاء عقد أيوفي. ولفت إلى أن نادي الوحدة اتصل به شخصياً في نوفمبر 2012 للاستفسار عن إمكانية استبدال لاعب مصاب فسألهم: متى ينتهي عقد اللاعب؟ وكم هي مدة إصابته؟ قالوا له: إنها ستمتد لثلاثة أشهر، وعقده ينتهي في شهر 7 من العام الحالي 2013، ولهذا رفضت اللجنة طلبهم باستبدال اللاعب، مشيراً إلى أن "لوائح الاتحاد الدولي الممثلة في لجنة انتقالات اللاعبين تتغير كل سنة تقريباً، وأتذكر شخصياً أنه خلال عام 2011 عدلت اللائحة مرتين في العام نفسه".