نجلاء ناجي البعداني .. الحوار الوطني يهم جميع اليمنيين بكل شرائحهم وفئاتهم ، وهذا الأمر مفروغ منه ولايختلف عليه اثنان إلا أن المشاركة في المؤتمر تبقى فرض كفاية، إن حضره البعض سقط عن البعض الآخر . وباعتقادي هذا ما وضعته اللجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار بعين الاعتبار أثناء اختيارها للمكونات المشاركة وتوزيع المقاعد بشكل يضمن تمثيل الجميع دون تغييب أو انتقاء ومن منطلق المصلحة العليا للوطن والحرص على نجاح الحوار الوطني بين اليمنيين ..ومن هنا يمكن القول إن المشاركين سيحملون إلى المؤتمر مجمل القضايا والمطالب التي تنادي بها مما ينفي الحاجة إلى توسيع قوائم المشاركين وزيادة عدد المقاعد ،كما يطالب البعض ،خصوصاً وأن اللجنة الفنية للحوار قد استكملت تسليم واستلام قوائم المشاركين في الحوار من مختلف المكونات وبحسب النسب التي حددتها اللجنة.. إذاً الجميع ممثلون في مؤتمر الحوار بشكل أو بآخر بما فيهم مشائخ الدين ومشائخ القبائل، ومادام الحوار وطنياً خالصاً فلا شرط أبداً أن يمثل علماء الدين والشيخ فلان ،ولايجب أيضاً أن تمثل القبائل بقبيلة علان ،والأهم أن يدرك الجميع أن مؤتمر الحوار تعلق عليه آمال اليمنيين ومصير وطنهم والمشاركة فيه ليس للتباهي والفخر وفرض الآراء واستعراض القوة وإظهار الهنجمة . أعود فأقول إن فنية الحوار وإن أعلنت يوم ال 18من مارس القادم انطلاقاً للحوار الوطني إلا أن طريق الوصول للحوار لازال محفوفاً بالمخاطر وتعترضه الكثير من المعوقات والإشكالات وأن فنية الحوار حين أعلنت وحددت الموعد الزمني أرادت فقط أن ترمي الكرة بعيداً عن ملعبها وأكدت أنها ،أي اللجنة الفنية للحوار والمشكلة أصلاً من أطراف الأزمة قد أنجزت مهمتها على أكمل وجه واستكملت كافة الإجراءات والتحضيرات اللازمة ولم يعد هناك مايعيق انعقاد مؤتمر الحوار في اليوم المحدد دون تأخير .. فهل من المصادفة ظهور الشيخين عبدالمجيد الزنداني وصادق الأحمر وكلاهما يمثلان حزب التجمع اليمني للإصلاح بشقيه العقائدي والقبلي وفي هذا التوقيت بالذات ليطالبا اللجنة الفنية للحوار بتخصيص مقاعد لهيئة علماء اليمن وقبيلة حاشد ويطلقا التهديدات في حال عدم تنفيذ مطالبهما رغم علمهما أن اللجنة قد استكملت توزيع المقاعد على المكونات المشاركة في الحوار الوطني وحددت موعد انعقاده .. كما أن الجميع يعلم أن الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح ومعه عدد من القيادات أعضاء في اللجنة الفنية للحوار ولم يشترطوا أو يطالبوا بتمثيل هيئة علماء اليمن وقبيلة حاشد بشكل منفرد ،ومن جانب آخر من المستحيل بمكان أن تخلو قائمة ممثلي الإصلاح من أسماء علماء دين أعضاء في هيئة علماء اليمن التي يترأسها الشيخ الزنداني ،بالإضافة إلى علماء الدين الذين سيتواجدون بقائمة حزب الرشاد السلفي وهم أعضاء أيضاً في هيئة علماء اليمن ،كما أن قائمة الإصلاح لن تخلو من عدد من مشائخ قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق الأحمر ،كما أنه من المستحيل أن لايكون الشيخ الزنداني والشيخ حميد الأحمر على اطلاع بأسماء ممثلي الإصلاح . إلا أن وجود هؤلاء العلماء والمشائخ داخل مؤتمر الحوار لايحمل هوية هيئة علماء اليمن وقبيلة حاشد الأمر الذي لم يرق للشيخين وأثار غضبهما هذا التجاهل من قبل فنية الحوار مادفعهما إلى إطلاق تلك التهديدات الصريحة والواضحة.. وإن كنت لاأستبعد وجود لعبة لخلط الأوراق من جديد بهدف إعاقة الحوار، بعيداً عن الأطر الحزبية ،وهذا مايبرر بيانات حزب الإصلاح التي تتبرأ من تصريحات قياداته وتعتبرها آراء شخصية لاعلاقة له بها. كل هذا يقلل من فرصة انعقاد الحوار في موعده وإمكانية نجاحه بعد أن أصبح بين مطرقة الشيخ الزنداني وسندان الشيخ صادق الأحمر.