الجمعة 22 فبراير 2013 07:18 مساءً ما يشهده الجنوب اليوم على خارطته السياسية والطبوغرافية من أعمال تنكيل وقمع للقوى الوطنية المناهضة للتبعية إنما يأتي كناتج طبيعي لمواجهة تنامي الغضب الشعبي والرفض الجماهيري الجنوبي الذي يتألق يوما بعد يوم ويحتشد له كل أبناء الجنوب بفئاتهم المختلفة .. وحين أستشعر الطامعون خطر الثورة وضعف الشعبية والتأييد في معظم محافظات وقرى الجنوب دفعت بعناصرها من قوى الردة والانكسار وطابور الخامس لخلق الفوضى وإحداث القمع والقتل بين صفوف أبناء الحراك الجنوبي الطامح للحرية والعدالة.. وما جرى في يوم 21فبراير من قتل وقمع للمتظاهرين سلميا في كل من عدن وحضرموت إنما يأتي في إطار مخطط أعد له مسبقا من قبل قوى التخلف والجهل بهدف خلق حالة من القطيعة والعداء بين أبناء الجنوب سواء المعارضين للنظام أوالمنظويين في إطار دولة وحكومة صنعاء الذين نعرف جميعا في الشمال أو الجنوب بأنهم يفتقدون إلى أسباب القوة التي تمكنهم من فرض وتنفيذ قراراتهم التي تجد نفسها حبيسة أدراج مكاتبهم الصدئة بسبب نفوذ وتسلط العسكر المتنفذين وجنابي القبيلة . وما يروج له اليوم في صنعاء من قبل قيادات عسكرية ومدنية عن سيطرة أبناء الجنوب على مقاليد الحكم في الشمال يفتقد إلى المصداقية وحقيقة الواقع التي تؤكد بعدم فاعلية قيادة الدولة والحكومة والدفاع بالنهوض بأوضاع الوطن أرضا وشعبا سياسيا واقتصاديا وأمنيا بل ويمنعهم الموروث الثقافي من أحداث أي تقدم علي طريق بناء الدولة المدنية وهو ما دفع بأبناء الجنوب إلى ساحات النضال الثوري وميادين الحرية ليؤكدوا رفضهم القاطع للتبعية والاضطهاد الذي يرسمه لهم أعداء النهضة والتنمية . إن ماحدث يوم21فبراير هو بداية الطريق لأحداث سلسلة من القمع والقتل الممنهج الذي يسلكه المتنفذون بهدف الدفع بأبناء الجنوب إلى موائد الأمراء وطاولات الحوار وفي حالة الرفض فالقتل مصيرهم وبتالي فإننا ننصح كل القيادات الجنوبية المنساقة والراكضة إلى موائد الحوار بالعدول والتراجع عن مواقفهم الهزيلة التي تسهم في تمزيق الوحدة الوطنية وندعو كل القوى الوطنية ومكونات الحراك الشعبي إلى إعادة رص الصفوف وشحذ الهمم من أجل بلوغ الغاية المنشودة بعيدا عن المناكفات والصراعات الشخصية وفي هذا الإطار فانه من الأهمية بمكان أن ندعو القيادات الحية والفاعلة في الساحة في الداخل والخارج لإقامة مؤتمر وطني عام ينتج عنه قيادة سياسية وعسكرية موحدة تقود أبناء الجنوب جنبا إلى جنب مع كل القوى الحية المحبة للحرية والاستقلال إلى الهدف المنشود المعبر عن طموح وأمال الشعب التواق إلى بناء الدولة المدنية الحديثة .