توصل باحثون أمريكيون إلى أن التخفيف من حدة تلوث الهواء يمنح المرء حياة أطول . وأجرى باحثون من كلية الصحة بجامعة هارفرد دراسة شملت 545 مقاطعة أمريكية خلال الفترة 2000 و،2007 اكتشفوا من خلالها أن تخفيض حدة التلوث في الهواء حسن معدل الحياة بشكل واضح . وقال معد الدراسة الرئيس أندرو كوريا وزملاؤه إن هذه هي الدراسة الأكبر من نوعها والتي تكتشف التأثير الإيجابي في تخفيض معدلات تلوث الهواء في أمريكا على الصحة . وأضاف كوريا أنه "بالرغم من أن الشعب الأمريكي يتعرض الآن لمعدلات أقل من تلوث الهواء مما كان عليه الحال قبل 30 سنة، إلا أنه تبين أن الاستمرار في التخفيض يعني مزيداً من الفوائد الصحية العامة" . وبعد أخذ كل العوامل في الاعتبار، وجد الباحثون أن تخفيض 10 ميكروغرامات من التلوث في كل متر مكعب من الهواء أسهم في زيادة 35,0 سنة في حياة سكان 545 مقاطعة أمريكية . واعتبر الباحثون هذه النتيجة دليلاً على ضرورة الاستمرار في السعي لتخفيض حدة التلوث، لما لذلك من فوائد خصوصاً في إطالة الحياة . وكانت دراسة حديثة قد توصلت إلى أن العيش في المدن حيث الهواء الملوث يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب . وذكر موقع "إيماكس هلث" أن الهواء الملوث المشبّع بالجسيمات الصغيرة الناتج عن احتراق الوقود في الطرق المزدحمة يزيد ضغط الدم، وهذا بدوره يسرّع الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب . وقالت رئيسة قسم علم الأمراض البيئية والسريرية في جامعة ديسبورغ أيسن بألمانيا باربرا هوفمان التي أعدت الدراسة: "أظهرت دراستنا أن العيش في المناطق التي فيها مستويات عالية من الجسيمات الملوثة للهواء مرتبط بارتفاع ضغط الدم" . وأظهرت دراسات سابقة أن المستويات المتقلبة لتلوث الهواء قد تسبب العديد من المشكلات الصحية مثل الارتفاع في ضغط الدم، ولكن هذه الدراسة تعد الأولى من حيث إنها تظهر مدى تأثير التعرض لتلوث الهواء على المستويين المتوسط والطويل في المرضى وعلاقة ذلك بأمراض القلب والارتفاع في ضغط الدم . وقالت هوفمان إن التلوث الناتج عن ازدحام السيارات والمركبات في الطرق ومحطات توليد الطاقة وغير ذلك من مصادر التلوث يؤثر في الضغط الانقباضي والانبساطي لدى الذين يعانون الارتفاع في ضغط الدم . وأضافت "إذا وضعنا عوامل مهمة في الاعتبار تؤثر في ضغط الدم مثل العمر والجنس ( ذكور أو أناث) والتدخين والوزن وغير ذلك لتبين لنا أن الزيادة في ضغط الدم تكون أكثر عند النساء منها عند الرجال" . كما أظهرت نتائج دراسات أخرى متعددة أن تلوث الهواء يعجّل بشيخوخة الدماغ بنحو 3 سنوات لمن هم فوق سن الخمسين، كما ربطته بالأزمات القلبية المتكررة واضطرابات التنفس والإضرار بدماغ المرأة، ويؤدي إلى مشكلات بالذاكرة والتعليم وحتى الاكتئاب، كما وجد أن الأطفال الذين يتعرضون لتلوث الهواء أكثر عرضة للإصابة بالتوحد ويزيد من مخاطر إصاباتهم بالالتهابات الرئوية .