شبام نيوز . تضاربت الأنباء بشدة عن حصيلة المعارك الدامية شمالي مالي بين القوات الفرنسية والإفريقية، وبين تحالف الجماعات الإسلامية المسلحة، وأعلنت الحكومة التشادية مقتل 13 من جنودها إضافة إلى سقوط خمسة جرحى، مقابل 65 مسلحاً، فيما سجلت أول مواجهة بين جبهتي تحرير أزواد (عرب وطوارق) خلال تنافس الحركتين العلمانيتين على السيطرة على مدينة "الخليل" الاستراتيجية المالية على الحدود مع الجزائر . وأعلنت قيادة أركان الجيش التشادي أن هذه الحصيلة وقعت خلال معارك مع مقاتلي الجماعات المسلحة المتحصنين في جبال "إيفوغاس"، في أول ضحايا تسجل في صفوف القوات الإفريقية منذ تدخلها في مالي . لكن مصادر مقربة من المعارضة التشادية في المنفى، أعلنت أن 50 جندياً تشادياً على الأقل قتلوا في مواجهة برية مع قوات تابعة لحركة "أنصار الدين" . وفي غاو كبرى مدن الشمال يسود التوتر الشديد، فيما تباشر وحدات مالية مدعومة بالقوات الفرنسية لليوم الثالث على التوالي معالجة جيوب مقاتلين إسلاميين يتحصنون داخل مواقع في المدينة بعد أن تسللوا إليها ليل الخميس الماضي . وتعرض متمردو الطوارق الذين يتعاونون مع الجيش الفرنسي في شمال شرقي البلاد، لعملية انتحارية أسفرت عن خمسة قتلى . ويحاول المتمردون الطوارق والعرب قطع الإمدادات عن القوة الرئيسة للجماعات المسلحة المتحصنة في سلسلة جبال "إفوغاس" أقصى الشمال المالي . ومن جانبها، أكدت "الحركة العربية الأزوادية" أن مقاتليها سيطروا على مدينة "الخليل" الاستراتيجية، أقصى الشمال المالي، بعد معارك طاحنة مع "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" (طوارق) التي كانت تسيطر على المدينة . وقال محمد مولود رمضان، المسؤول في الحركة العربية الأزوادية "أنهم ''طردوا جميع المقاتلين الطوارق من المدينة" . وأضاف أنهم "يحمّلون الحركة الوطنية لتحرير أزواد مسؤولية هذه المعارك، لأنهم سبق أن دعوها إلى الصلح ولكنها واصلت الاعتداء على العرب وممتلكاتهم"، مشيراً إلى أنهم "اضطروا إلى القتال ضدها"، وفق تعبيره . وتعتبر مدينة الخليل نقطة عبور استراتيجية بين ماليوالجزائر، حيث يرى البعض أنها محطة مهمة لجميع المهربين الذين يتحركون في منطقة الصحراء الكبرى . وفي سياق متصل، اطلع رؤساء أركان جيوش الدول الأعضاء بالمجموعة الاقتصادية لدول غربي إفريقيا "الإيكواس" مساء أمس على خطة العمليات المشتركة المعدلة للبعثة العسكرية الدولية في مالي وذلك بعد الانتهاء من مراجعتها خلال مؤتمر للتخطيط استمر أسبوعاً في عاصمة مالي باماكو . وأوضح الاتحاد الإفريقي في بيان أن خطة العمليات المعدلة "تتضمن مكوناً عسكرياً أكثر قوة وكذلك قوة شرطة وقوة مدنية، ويتضمن المكون المدني وحدات للشؤون الإنسانية وحقوق الإنسان والمعلومات" . من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما للكونغرس مساء الجمعة إن وزارة الدفاع الأمريكية أرسلت نحو 100 جندي إلى النيجر لمباشرة عمليات القيام بطلعات استطلاع لطائرات بلا طيار فوق مالي وتبادل معلومات المخابرات مع القوات الفرنسية التي تقاتل متشددين مرتبطين بالقاعدة . وأضاف أن هذا الانتشار سيوفر الدعم لجمع معلومات المخابرات وسيسهل أيضاً تبادل معلومات المخابرات مع القوات الفرنسية التي تقوم بعمليات في مالي ومع شركاء آخرين في المنطقة .